الحدث الغريب لإغلاق كنيسة يوحنا المعمدان بالزاوية باسيوط 24 / 2 / 1979 م

 

يقول القس داود بطرس كاهن إيبراشية اسيوط وهو شاهد عيان للحدث نشر فى جريدة وطنى بتاريخ 18/ 10/ 1998 م : " دخل إلى مبنى الكنيسة طالب بالجامعة الأزهرية من أولاد المسلمين بالقرية ينتمى إلى الجماعات الإسلامية وبعدها نمى إلى رجال الكنيسة من أهالى القرية أن هناك تحركاً تزمع أن تقوم به الجماعات الدينية الإسلامية المتطرفة بأسيوط يوم الجمعة 2/3/1979م لأحداث شغب فى القرية والهجوم على الكنيسة عقب صلاة الجمعة , ولم تكن هذه الحقيقة خافية على رجال الأمن مما دفعهم إلى التواجد بالقرية وتأدية صلاة الجمعة فى جميع مساجدها خوفاً من حدوث ذلك الشغب , وصح ما توقعوه , ففى ذلك اليوم تحركت الجماعات الدينية المتطرفة من أسيوط متوجهة إلى قرية الزاوية , وكان يحملهم أتوبيس أتحاد طلاب الجامعة .

الأهالى المسلمون بالقرية يتصدون للجماعات الإسلامية

وما كاد يصل بهم الأتوبيس إلى مدخل القرية حتى أخذوا يتصايحون بهتافات عدائية ضد أخوانهم ومواطنيهم , فتصدى الهالى المسلمون الذين تربطهم بالأقباط علاقات ودية , والذين عائوا معهم طوال حياتهم فى إخاء وسلام , فأبدى لهم المسلمون إستنكارهم لمسلك أفراد الجماعات الإسلامية , ووقفوا يزودون عن إخوانهم الأقباط .

وفى الساعة العاشرة صباح الأربعاء 28/ 3 / 1979 م توجه العقيد إبراهيم عشره مأمور مركز أسيوط على رأس قوة كبيرة إلى القرية , وقام بمحاصرة مبنى الكنيسة وأغلق الطرق المؤدية إليها , وحرر محضر معاينة .

فى مكتب مدير أمن الدولة :

وبعد إخطار المطرانية بما حدث , توجه فى اليوم نفسه الدكتور لويس فايق , والمهندس عدلى عجيب عضوا لامجلس الملى والأستاذ وجيه لورنس عضو مجلس الشعب وعضو لجنة الوحدة الوطنية لمقابلة مفتش مباحث أمن الدولة الذى اقترح مرافقتهم لمقابلة مدير المن لأصداره امره والتصريح بالصلاة فيها كالمعتاد , وبينما كان مدير المن يتأهب لأصدار لاقرار , جرى إتصالات من وراء الستار , أعقبها إتصال تلفونى بمدير الأمن , ولم يعرف مغزى ذلك الأتصال والهدف منه إلا حينما قال مدير الأمن أنه أبلغ بأن هناك تحرشات فى القرية , وزاد فقال ك أنه أمر قوات المن المركزى بقيام بتشكيل عادى يتبعة آخر مسلح إلى القرية فوراً , وأتخذ ذلك مبرراً لإيقاف الشعائر الدينية المسيحية , وأتضح بعد ذلك أنه لم يكن هناك ما يدعوا إلى غرسال تشكيل عادى أو مسلح إلى القرية التى كان يسودها الهدوء , ومن ثم ليس هناك مبرر لإيقاف الشعائر الدينية المسيحية فى الكنيسة , ولم يعرف مصدر ذلك الإتصال .

فى أمانة الحزب الوطنى

 إقترح السيد محمد عبد المحسن رئيس مجلس قروى درنكة لقاء الأمين العام للحزب الوطنى لهذا الشأن , وتم اللقاء بحضور القس يوسف كامل والقس داود بطرس , والأستاذ وجيه لورانس والمهندس عدلى عجيب  , والدكتور لويس فايق , وكل من السيد مصطفى حسانين عضو مجلس الشعب عن دائرة مركز أسيوط والسيد محمد عبد المحسن أمين مركز أسيوط , كما حضر اللقاء كل من السادة الضباط عمران أبو عقرب بمباحث المديرية والسيد فؤاد بمباحث المركز وتم الأتفاق فى هذا الإجتماع على إيقاف المبانى مع الإستمرار فى إقامة الشعائر الدينية , وذلك بناء على أقوال لاسادة الضباط الموجودين فى الإجتماع والذين قرروا أنه لم تحدث تحرشات ولا مظاهرات بالمعنى المعروف , وهنا يثور سؤال .. من أين جاءت المعلومات للسيد مدير الأمن الذى أصدر بعدها الأمر بتحرك القوات إلى القرية ؟ إذا كان المختصون بهذه المعلومات قد نفوها أمام الأمين العام للحزب الوطنى ؟ .. لماذا لم تقم المظاهرات إلا فى وجود رجال الأمن وعلى مرأى منهم؟

وأنتهى رأى المجتمعين فى أمانه الحزب الوطنى أن الحالة فى قرية الزاوية هادئة مما هدى السيد أمين الحزب الوطنى إلى التوجه برفقة عضو مجلس الشعب وأمين المركز إلى مديرية الأمن للحصول على التصريح بإقامة الشعائر الدينية بالكنيسة كالمعتاد .

وفى مساء يوم 29 / 3 / 1979 م ولكى تتم الصورة القاتمة أخذت تجوب بالقرية مظاهرات تقذف فيها بيوت المسيحيين بالطوب , لتؤيد إدعاءات أجهزة الأمن , وفى إتصال تلفونى بين مدير الأمن والأستاذ وجيه لورنس أبلغه الأول بأنه اثناء المظاهرات أطلقت أعيرة نارية , وهنا يضهر تساءل : إذا كان ما قيل صحيحاً فلماذا لم يقم رجال الأمن التى كانت فى حالة أستنفار بضبط الأسلحة المستعملة ؟

وفى يوم السبت 22/ 9/ 1979 م صدرت إشارة من المركز بعدم دخول الكاهن إلى الكنيسة وإغلاقها , وأنى أتعجب ماذا جرى لمصر ؟

الفهرس