قــــــــس ونــــــــبي

مقــــــــــــدمــــــة
هوية القس ورقة

نسب القس ورقة

نصرانية القس ورقة

إبيونية القس ورقة

علم القس ورقة

مهمة القس ورقة

القس ورقة رئيس النصارى

موت القس ورقة

القس والنبي في معترك الحياة

القس يزوج النبي

القس يدرب النبي

القس يعلم النبي

القس يعلن النبي خليفته

القس النبي والنبي القس

انجيل القس ورقة وقرآنه

إنجيل القس ورقة

القرآن العربي

إستمرارية الوحي والتنزيل

محمد يعلم ما تعلم

خاتمة

النصرانية والإسلام دين على دين

النصرانية في بيت محمد

الإسلام قبل الإسلام

النصرانية والحنيفية والإسلام 

الديـــــــن القــــــــيم

حق القس على النبي

مقدمة

في المسبح عيسى و أمه مريم

في الفروض والعبادات وشعائر الدين

في الحسنات والصدقات

في الجنة و النار و أحوال الميعاد

في أمثــــــــــال الانجيل القرآنية والخاتمة

نجاح وفشل

مقدمة

نجاح القس والنبي

فشل القرآن

محمديون أم قرآنيون

إسألوا أهل الذكر

الصفحة الرئيسية

القس والنبي في معترك الحياة  

القس يزوج النبي

 

بعدما دخل محمد في خدمة خديجة بإلحاح من عمه ابي طالب الذي قال له يومها : يا ابن أخي  أنا رجل لا مال لي وليس ما يمدنا وما يقومنا ولا تجارة طبقات ابن سعد 1 : 119 السيرة الحلبية 1 : 147

راح محمد يعمل في تجارة خديجة بصدق وأمانة وراحت هي تغدق عليه الأموال وتعطيه ضعف ما تعطي رجلا من قومه السيرة المكية 1 : 118 طبقات ابن سعد 1 : 129 الحلبية 1 : 147 تاريخ الطبري 2 : 181

ثم أرسلت إليه ذات يوم خادمتها نفيسة تفاوضه في الزواج منها وروت لتا نفيسة : أرسلتني دسيسا إلى محمد بعد أن رجع في عيرها من الشام فقلت يا محمد  ما يمنعك من أن تتزوج ؟ فقال ما بيدي ما أتزوج به  فقلت : وإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاية ألا تجيب ؟ قال ومن هي ؟ قلت خديجة  وقال كيف لي ذلك ؟ قلت بلى و أنا أفعل  فذهبت و أخبرتها فأرسلت إليه تعال الساعة كذا و كذا  طبقات ابن سعد 1 : 131 السيرة الحلبية 1 : 152

وعندما بلغت الساعة الحاسمة أرسلت خديجة إلى أعمامها فحضروا و أرسل محمد إلى أعمامه فحضروا هم أيضا ابن هشام 1 : 174

وأجتمع الناس وخطب ولي أمره أبو طالب وقال ... وابن أخي له في خديجة بنت خويلد رغبة ولها فيه مثل ذلك  وخطب القس ورقة ولي أمر خديجة  وقال الحمد لله ألحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا ينكر العرب فضلكم فأشهدوا يا معشر قريش : إني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله

وفرح أبو طالب فرحا شديدا وقال الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب ودفع عنا الغموم  السيرة الحلبية 1 : 155 والمكية 1 : 123

وقال أيضا عن ابن أخيه وهو والله بعد هذا الزواج له نبأ عظيم وشأن خطير ابن هشام 1 : 194

نتوقف عند حدث الزواج هذا لنبدي بعض هذه الملاحظات فهو حدث خطير وهام في شأن القس والنبي وفي شأن المخطط الذي يتنفذ على يد أبي طالب وخديجة :

 لقد وقع النبي على ما يبدو وقعة إلهية بين يدي أولياء أمره وتوالت عليه بعد حدث الزواج الإعلانات الصريحة عن نبوءته العتيدة ورسالته المقررة

ولم تبخل علينا كتب السير والأخبار في ما كان عليه القس والعم والزوج لقد كان لكل منهم دوره في ما دبر الله على أيديهم المباركة

يلاحظ أولا مقام القس ورقة في مكة وفي آل قريش : فهو سيد العرب وقائدهم من قوله نحن سادة العرب وقادتها ولقد إعتبرته كتب السير رئيس النصارى والمسؤول عنهم ونستدل على ذلك من أولويته في محفل الزواج ومن تقدمه على كافة الحاضرين والقس على ما نعلم محظوظ بثقة الناس موفور الإحترام

يلاحظ ثانيا أن القس لم يكن حاضرا حفلة الزواج ومتقدما على الحاضرين وحسب بل كان محتفلا بالعقد ومكللا فهو الذي أبرم العقد وشهد عليه

وأعلن على الحضور ما جرى : هو المحتفل الأول بالعقد أو قل هو الكاهن الذي ربط باسم الله ما لا يحله انسان بحسب تعليم انجيل الابيونيين 

كاهن نصراني يبارك الزواج  فعلى أى دين يكون الزوجان  إذن ؟!!

يلاحظ ثالثا صيغة العقد التي تلاها القس على الزوجين و أمام الحضور أنها الصيغة المستعملة عادة عند النصارى مع عناصرها الأساسية لصحة الزواج 

العنصر الأول : وجود القس وإشرافه المباشر اللذان اتضحا في صيغة المتكلم  من قول ورقة :إني قد زوجت

العنصر الثاني رضى الزوجين الذي بدا أكيدا في حديث نفيسة مع كل من محمد وخديجة وفي عرض خديجة نفسها على محمد قائلة يا ابن عم إني قد رغبت فيك وفي رضى محمد الذي ذكر ذلك لأعمامه بفرح وسرور ابن هشام 1 : 173  السيرة الحلبية 1 : 153 وفي خطبة ابي طالب الذي أعلن رغبة ابن أخيه   

العنصر الثالث وجود شهود عيان من آل قريش ومن الأقرباء والانسباء

العنصر الرابع اعلان القس لعقد الزواج اعلانا رسميا وصريحا أمام جمهور الحاضرين

العنصر الخامس والأخير استمرارية الزواج الذي ربط بين الزوجين حتى موت أحدهما وبالفعل كان ذلك إذ كانت خديجة أول إمرأة تزوجها رسول الله ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ابن هشام 1 : 174 

 يلاحظ  رابعا مقاصد القس  في ما دبر على يد خديجة  أنه زواج دبره  القس  ورغب فيه  قبل أن ترغب هي  فهو الذي أعلن قبل سواه  هذه الرغبة  في قوله : ورغبتنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم  طبقات ابن سعد 1 : 133 ابن هشام 1 : 195  الحلبية  1 : 155

بالرغم من رفض والدها الذي تسائل قائلا : أنا أزوج يتيم أبي طالب ؟ ! لا لعمري فقالت له خديجة : ألا تستحي ؟ تريد أن تسفه نفسك عند قريش ؟  فلم تزل به حتى رضي طبقات ابن سعد  1 : 131 -  133

وفي رواية أن خديجة قالت  :  لمحمد اذهب إلى  عمك فقل له تعجل  إلينا بالغداة  فلما جاءها ومعه رسول الله قالت له : يا أبا طالب تدخل على عمي ورقة فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد بن عبد الله

فقال أبو طالب : يا خديجة لا تستهزئي ! فقالت  هذا صنع الله ( ؟؟؟ )  فقام وذهب  وجاء مع عشرة من قومه إلى عمها السيرة الحلبية 1 :  154

ولن ندرك الآن  مقصد القس في ذلك لعله  وهو الأبيوني المذهب  يريد الأهتمام باليتيم والفقير محمد ؟ أو لعله وهو قس مكة يريد أن يعد خليفة له من بعده  ؟ أو يدبر قائدا وسيدا يخلفه  على قريش  ؟

ويلاحظ خامسا وقبل كل شئ كيفية زواج والد محمد المدعو  عبد الله  ؟ الذي كان يسعى وراء شريكة حياته  وقد عرضت رقية أخت القس  ورقة نفسها عليه وهي كما تخبر عنها كتب السير كانت تسمع من أخيها ورقة أنه كائن في هذه  الأمة نبي  ابن هشام 1 : 143 – 144 طبقات ابن سعد 1 : 95  الحلبية  1 : 62

.... ألا أنها لم توفق بالزواج من عبد الله  ... وهذا ما يدل مرة أخرى على معرفة ورقة بمحمد و بآل محمد حتى قبل ولادة محمد كما يدل على أن في الأمر تدبيرا مدروسا ومصمما له  هذا وأن في السيرة الهاشمية تأكيدا على أن الذي وجد  محمدا هو ورقة بن نوفل ورجل آخر من قريش  فآتيا به عبد المطلب وكان له من العمر خمس أو ست سنين وهذا معنى قوله : ووجدك ضالا فهدى  ابن هشام 1 : 154 الحلبية 1 : 155

ويلاحظ سادسا دخول أبي طالب هو الآخر في مخطط القس وتدابيره  وهو واضح في قوله : وهو محمد والله بعد هذا الزواج له نبأ عظيم وشأن خطير

ونحن نسأل من أين لأبي طالب معرفة المستقبل و استنباط النبوءات ؟؟؟  من أين للعم  أن يعرف ما سيكون عليه مصير ابن أخيه ؟ ثم أن أبا طالب رضي أن يزوج محمدا الشاب من أرملة لرجلين قبله رضي بذلك مسرورا 

فأعلن : الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب ودفع عنا الغموم  ونسأل : أكان النبي على عمه عالة أم أراد العم لأبن أخيه قصاصا وهو الذي كان يحبه حبا شديدا  لا يحبه لولده  وكان لا ينام إلا إلى جنبه وكان يحفظه ويحوطه ويعضده وينصره إلى أن مات  طبقات ابن سعد  1: 119 – 121

كيف رضي له ذلك لولا مخطط  القس المدبر  الذي أراد أن يعوض  محمدا عن الإجحاف العاطفي بتوليته  قيادة روحية وسيادة زمنية  على العرب  ؟

 ويلاحظ سابعا وأخيرا دخول محمد نفسه  في تدابير القس : فتى في الخامسة والعشرين من عمره يتزوج من إمرأة تجاوزت الأربعين و أرملة لرجلين قبله  وأم لعدة أولاد  السيرة الحلبية  1 : 156

هذا الشاب مهما كان جريئا لا يخطر بباله وهو الخادم أن يتزوج من سيدته التي أشفقت عليه و استخدمته في تجارتها وقد كان وقد كان قومها حريصا على نكاحها لو قدر لهم ذلك

فقد طلبوها وذكروا لها الأموال فلم تقبل  ولن يكون لمحمد ذلك لولا دافع دبر له المناسب  ومن يكون هذا الدافع غير القس ؟     فلولا القس لما كان  ما كان ومتى أراد القس شيئا كان

 

عودة الى الصفحة الرئيسية