ما المراد بعدل الله؟

إلى كم قسم قسم اللاهوتيون عدل الله ؟

هل يمكنك عرض بعض النصوص الإلهية الدالة على عدل الله؟

ما الذي يهمنا في دراسة عدل الله؟

ما هي الأقوال التي وردت في عدل الله العقابي ، وفي الأسباب التي توجب القصاص على الخطية؟

ما هي الأدلة على عدل الله العقابي؟

ما هو الاعتراض على وجوب ضرورة قصاص الخطية ، ألا تكفي قدرة الله على الغفران؟

تقولون أن اصلاح الخاطي ليس هو الغاية الأصلية من قصاصة؟

ما هو قولكم على من يقول أن الداعي إلى القصاص إنما هو منع امتداد الشر ؟

ما الذي يستفيده المؤمن المسيحي من تعليم العدل العقابي؟

 

ما المراد بعدل الله؟

جاءت هذه اللفظة " عدل " في الكتاب المقدس بمعنى عام ، وهو الدلالة على الكمال الأدبي نظير لفظة بر ، وبمعنى خاص وهو الدلالة على الاستقامة المغايرة للجور والظلم ، ويصح القول أن الله عادل بكلا المعنيين . فبالمعنى الأول لا يختلف العدل عن صفة القداسة التي ذكرناها في مقالنا عن " ما المقصود بقداسة الله ؟ " ؛ وبالثاني ينسب العدل إلى الله باعتبار تصرفه مع خلائقه العاقلة ، فهو حاكم عادل وشرائعه مقدسة عادلة صالحة يجريها تماماً في حكمه الأدبي بدون محاباة ولا تردد وهو الديان الذي يجازي كل واحد حسب أعماله ، لا يدين البرئ ولا يزكي المذنب ، ولا يقسو على أحد بأشد مما يحتمل .

 

إلى كم قسم قسم اللاهوتيون عدل الله ؟

قسم اللاهوتيون عدل الله إلى قسمين : الأول ؛ العدل المطلق .. والمراد به كمال الله الأدبي غير المحدود ، ويرادفه اللفظ " بر " . والثاني ؛ العدل النسبي .. والمراد به عدل الله في معاملاته مع خلائقه الأدبية كحاكم أو كملك . وهو قسمان أيضاً : أولهما عدله الظاهر في سلطانه وإجراء حكمه في الكون كملك . وثانيهما عدله الظاهر في دينونته للخطاة ، ومجازاته الأبرار كديان . فبالأول يسن شرائع ويتسلط على كل أعمال الملائكة والبشر ، وبالثاني يثيب أو يعاقب كل واحد نظير استحقاقه .

 

هل يمكنك عرض بعض النصوص الإلهية الدالة على عدل الله؟

جاء في الكتاب المقدس أنه تعالى ملك عادل ، وديان مستقيم ومنه قوله :" حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر ، أن تميت البار مع الأثيم فيكون البار كالأثيم . حاشا لك ؛ أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً " ( تكوين 18 : 25 ) . و " الله قاض عادل " ( مزمور 7 : 11 ) ، " يدين المسكونة بالعدل والشعوب بأمانته " ( مزمور 96 : 13 ) ، " العدل والحق قاعدة كرسيه " ( مزمور 97 : 2 ) و أنظر أيضاً ( مزمور 71 : 15 و 19 : 9 و 145 : 17 و 119 : 14 و عزرا 9 : 10 و رؤيا 16 : 7 ) .

والكتاب يثبت على الدوام أن الله عادل مع أننا نرى في الحياة الحاضرةعدم المساواة في معاملته البشر ، فأحياناً الشرير ينجح والبرئ يتضايق ويتألم ، غير أن الله يؤكد لنا أنه سيوضح عدله في كل معاملته لخلائقه ويبين للكون أنه بار في كل طرقه وقدوس في كل أعماله .

 

ما الذي يهمنا في دراسة عدل الله؟

الذي يهمنا من البحث في هذه المسألة هي ؛ النسبة بين عدل الله وقصاص الخاطئ ، أي هل يقاص الله المذنب وفقاً للعدل ويجري القصاص لأن العدل يطلب ذلك ، ولأن الخطية تستحق العقاب أو لغاية أخرى . وبما أن كل بشر يجد من نفسه أنه أثيم وظهور الخطية أوضح من أن يبين ، وهو عام غير منقطع ، كانت العلاقة بين عدل الله باعتبار كونه دياناً وقصاص الخاطئ موضوعاً مهماً عند كل لاهوتي .

 

ما هي الأقوال التي وردت في عدل الله العقابي ، وفي الأسباب التي توجب القصاص على الخطية؟

أنكر البعض ( وهم السوسينيون ) العدل العقابي وقالوا أن الله يقاص الخاطئ لأجل مجرد إصلاحه وتوبته أو لأجل خير العموم ، إذا رأوا القصاص وانتهوا عن الخطأ أو لأجل مجرد منع امتداد الشر إذا فصل الخطاة عن الأبرياء فتحول عندهم عدل الله إلى واسطة للإصلاح أو عمل الخير أو منع الشر والصواب ، أن الله يقاص الخاطئ لاستحقاقه القصاص الذي يطلبه العدل .

 

ما هي الأدلة على عدل الله العقابي؟

يمكننا إيجاز الأدلة على عدل الله العقابي في النقاط التالية :

1-         نصوص الكتاب المقدس على أن الله ديان عادل غير متردد في حكمه ( أنظر خروج 34 : 7 ، مزمور 5 : 5 ، تكوين 18 : 25 ، مزمور 94 : 2 و 96 : 13 و 50 : 6 ، أشعياء 50 : 3 و 4 ) .

2-         نصوص الكتاب المقدس على بغض الله للخطية ( أنظر مزمور 5 : 4 و 6 و 7 : 11 و 45 : 7 ، التثنية 4 : 24 ، أمثال 11 : 20 ، أرميا 44 :4 ، أشعياء 61 : 8 )

3-         شهادة الشريعة الأدبية التي تعبر عن حكمالله في الخطية ومطاليبه المبنية على صفاته الطبيعية . فنتعلم من تلك الشريعة لزوم القصاص ( أنظر رومية 10 : 5 ، غلاطية 3 : 12 ، خروج 20 : 7 ) . وأن الطبيعة الإلهية تنظر إلى الخطية بغضب شديد وأن الله لا يمكن أن يتغاضى عن قصاص الخاطئ . وتؤيد ذلك الشريعة الطقسية برسمها الذبائح الدموية التي نرى منها أن الغفران للخاطئ متوقف على قصاص خطيته في ذبح الحيوان الذي حمل قصاص الخطايا عنه ( أنظر عبرانيين 9 : 22 ) . ونتعلم أيضاً من الكتاب المقدس أن شريعة الله لابد من انفاذها ( أنظر يوحنا 7 : 23 و 10 : 35 ، لوقا 24 : 44 ، متى 5 : 25 و 26).

4-         شهادة موت السيد المسيح كفارة عن الخطية ( أنظر أشعياء 53 : 5 – 11 ، رومية 3 : 24 – 26 ، غلاطية 3 : 13 و 14 ، 1 بطرس 3 : 18 ).

5-         شهادة العقل البشري ، ولاسيما الضمير عند شعوره بالخطية لأنه يحكم سريعاً بأنها تستحق القصاص . وقد يشتد الإحساس بالأسف والألم في الإنسان حتى تلقيه في اليأس . ومما ورد بهذا الشأن أن بعض المجرمين إذ لم يقدروا أن يحتملوا ذلك اعترفوا بذنوبهم وقدموا أنفسهم للقصاص حسب الشريعة . ونعرف من الاختبار أن اعتقادنا كفارة المسيح لأجلنا والاتكال عليه يمنحان السلام للضمير . ومن أحكام العقل البشري أن كل أثيم يستحق العقاب ، وما ذلك إلا تصديق لما تقدم. ومما يشهد لحكم طبيعة الإنسان بوجوب العدل العقابي الذبائح الدموية الجارية في كل القرون بين جميع الشعوب والوسائط المعينة للتكفير عن الخطية من القشفات والأعمال المؤلمة . وفي كل اللغات البشرية كلمات تدل على استحقاق الخطية للقصاص لأنها خطية . والعقل البشري يشهد أيضاً أن القصاص الذي يكون بدون استحقاق هو من باب الظلم ولو قصد به خير العموم لأن شنق إنسان لأجل خير هو من باب الظلم ولو قصد به خير العموم ، لأن شنق إنسان لأجل خير العموم هو خطية باهظة ، فليس ما يجوزه إلا إستحقاق المذنب

 

ما هو الاعتراض على وجوب ضرورة قصاص الخطية ، ألا تكفي قدرة الله على الغفران؟

اعترض البعض على وجوب القصاص من الله على الخطية وفقاً للعدل العقابي بالقول أن قضاة البشر والوالدين والمعلمين يقدرون أن يغفروا الخطية ويتركوا القصاص أحياناً إذا أرادوا بدون تنزيل شأن العدل .. فكيف لايقدر الله أن يصفح عن الخطية بدون قصاص ؟ فنجيب أن حكم الله على الخليقة يختلف عن حكم البشر في لاثة أمور :

1-          ليس عليهم المسئولية العظمى في قصاص الخطية ، بل عليهم مسئولية ثانوية ، وهم إنما يطلبون قصاص المذنب لأجل خير الهيئة الإجتماعية ولأجل منع إمتداد الشر ، وأما الإنتقام فهو للرب ، كما قيل في الكتاب المقدس لأنه " لي النقمة أنا أجازي ، يقول الرب " .

2-          حكم الله غير متغير في صفاته ومبادئه خلافاً لحكم البشر . فإذا كفوا عن إجراء القصاص كان ذلك ممكناً أحياناً بدون تنزيل شأن القاضي أو المعلم .

3-          الله عارف بكل شئ ، وهو خبير بأسرار القلب ولذلك لا يخشى من جهة إجراء القصاص على حقه تماماً . وأما البشر فلعدم معرفتهم الأفكار الخفية وأحاسيس قلب المذنب يلتزمون أحياناً أن يخففوا القصاص لئلا يزيدوا عن المقدار العادل . ولذلك نقولأن جواز الصفح عن المذنب أحياناً في حكم البشر لا يدل على كون الله قادر على ذلك في حكمه العادل.

 

تقولون أن اصلاح الخاطي ليس هو الغاية الأصلية من قصاصة؟

توهم البعض أن غاية قصاص الخاطئ إنما هي إصلاحه بدليل أن الوالد يؤدب ابنه لخيره والآب السماوي يضرب أبناءه بعصا التأديب لبنيانهم . قلنا هذا تأديب لا قصاص لأن القصاص هو نقمة لإستيفاء العدل حقه ، فهما متباينان في الغاية ، والأدلة على ذلك :

1-         أن قصاص الأشرار نتيجة غضب الله على ما في الكتاب المقدس وتأديب شعبه نتيجة محبته . فبين الأمرين فرق ظاهر لأن الأشرار يقاصهم الله ليظهر عدم رضاه بهم ويستوفي عدله حقه ، وأما الأبرار فيؤدبهم ليقربهم إليه .

2-         نتيجةالقصاص تبين أن الغاية فيه ليست خير المذنب . فالطوفان وإنقلاب سدوم وعمورة وخراب أورشليم لم تكن نتائجها لإفادة الذين هلكوا ذلك الهلاك الذريع ، ومثله عقاب الملائكة الساقطين وغير التائبين من البشر ، وذلك واضح كل الوضوح في التبيان .

3-         إن الكتاب المقدس والاختيار كليهما يعلماننا أن آلام القصاص لا تحد بذاتها إصلاحاً إلا إذا رأى المتألم أن الله يرسلها كأب لإظهار محبته ، فيكون لها حينئذ قوة لإصلاحه وتقديسه ، ولكن إذا رأى أن الله يرسلها كديان ومنتقم ، وهي علامة الغضب والإنفصال عنه تعالى ، فيقسو قلبه ويزيد تمرداً أو طغياناً . ومن ذلك قول بولس أن الناس ما داموا في الجسد وتحت الدينونة يثمرون أثماراً للخطية لا لله ، حتى يتصالحوا معه ويتأكدوا محبته . وكذلك قول يوحنا في رؤياه أن الأشرار يعضون ألسنتهم من الوجع ويجدفون على إله السماء ولا يتوبون عن أعمالهم .

4-         وجدان البشر هو أعظم بينة على أن غاية القصاص إنما هي عقاب المذنب وضرره لا خيره ونفعه . فإن الناس قد أجمعوا على الإنتقام من الأشرار وما غاية الإنتقام خيراً . نعم طباعنا لغلاظتها لا تنتبه إلى ما تستحقه شرور الأثمة ما دامت قليلة الضرر ، ولكن إذا فظعت فواحشهم استيقظت تلك الطباع من غفلتها وصرخت طالبة قصاص المذنب ، وذلك ليس لخيره ولا لنفعه بل للإنتقام منه .

 

ما هو قولكم على من يقول أن الداعي إلى القصاص إنما هو منع امتداد الشر ؟

أن هذا القول ، وكذلك اعتقاد أن غاية القصاص إصلاح المذنب يجعلان العدل من نوع الجودة ، أي أن غاية العدل عمل الخير ، كأن الجودة والعدل صفة واحدة في طبيعة الله ، والعدل لا يجري إلا كواسطة لعمل الخير . نعم ، إن العدل ينتج ويؤول إلى السعادة غير أن السعادة العامة والخير العام ليسا الغاية الأصلية في إجراء العدل بل هي نتيجته . والقول المشار إليه ( أي أن الغاية في العدل منع إمتداد الشر ) مبني على مبدأ فاسد وهو أن السعادة هي أعظم خير ولذلك لا يطلب العدل إلا كل ما يؤول إلى السعادة ، حتى أن القصاص جائز لتلك الغاية فقط . وكذلك لا يجوز إجراء العدل إلا إذا آل الخير والسعادة . والصواب هو أنالقداسة هي أعظم خير لا السعادة ، وأن الخطية هي أعظم شر لا الشقاوة ، ولذلك العدل يقتضي قصاص الخطية ويتميز عن الجودة لأن الغاية العظمى في تنفيذه ليست السعادة وفعل الخير بل إجراء ما تستحقه الخطية من القصاص . ولنا خمسة أدلة على بطلان القول المذكور :

1-         إن وجدان كل بشر يخالف ذلك . لأن كل إنسان يعلم أن الجودة والعدل ليسا صفة واحدة بل صفتين متميزيتين الأولى منهما تحثنا على فعل الخير والثانية تنبئنا بوجوب عقاب المذنب . فمتى تأملنا في الذنوب لا نسألى عننتيجة قصاص مرتكبها ولا نفتكر فيها بل بقطع النظر عن ذلك نحكم طبعاً أن الشرير يستحق لمجرد اثمه . وضمائرنا باب الظلم لا يصادق عليه الضمير الصالح مطلقاً . ومن المعلوم أن غريزيات طبيعتنا الأدبية تعلن جلياً طبيعة الله وتستحق كل الاعتبار فإن كان العدل والجودة فينا صفتين متميزتين فهما كذلك في الله ، وإن كنا أتباعاً للطبيعة التي غرسها الله فينا نحكم أن المذنب يستحق القصاص لمجرد ذنبه بدون نظر إلى النتيجة فلا بد أن الله يحكم كذلك .

2-         إن ما وجده عامة الناس من أنفسهم في هذا الأمر قد تأكد أيضاً بنوع أجلى للذين استناروا بالروح القدس . فإن الروح يحرك الناس أحياناً ينبه أفكارهم لخطيتهم وخطرهم وحينئذ يظهر بأكثر إيضاح ما هي الحاسيات الأصلية التي غرسها الله في طبيعة الإنسان . والإنسان الذي يشعر كذلك بعظم خطاياه يرى أنه وجب عليه قصاص الله بل يعلم أيضاً أن عدل الله يطلب قصاصه ضرورة ولا يرى أن وجوب قصاصه لخير الآخرين بل لأنه أخطأ ولمجردخطاياه حتى لو كان المخلوق الوحيد في الكون لما رأى غير ذلك . وقد يحدث أن بعض المذنبين من شدة شعورهم بعظم خطيتهم يسلمون أنفسهم للحكام ليقاصوهم وكثيراً ما يحد أن الناسيعذبون ذواتهم ليسكتوا تأنيبات ضمائرهم . ثم أن شعور الناس بما يطلبه العدل من القصاص ليس مكتسباً من مجرد التربية بل هوطبيعي في كل إنسان . ويتضح ذلك من لغات البشر فإنها جميعاً تميز بين العدل والجودة ولا يكون هذا التمييز في الكلمات إلا لأنه في المعاني التي تشير إليها . ولنا أيضاً في تواريخ العالم ما يثبت عموم الشعور بما يطلبه العدل لأننا نرى فيها أن الناس يطلبون على الدوام قصاص المذنبين ويلومون الذين يعفونهم من القصاص . والطقوس الدينية المستعملة في كل الأرض للتكفير عن الخطية وتسكيت ضمائر الناس مما يؤكد ذلك . فكل ذبيحة تقدمت عن الخطية ودخان كل مذبح صعد إلى السماء في جميع القرون وكل أقطار المسكونة يؤكدان ما يشهد به العقل والكتاب المقدس بأن عدل الله هو غير جودته .

3-         كون قصاص الخطية وفقاً للعدل هو من مقتضيات قداسة الله . لأنه لما كان الله قدوساً إلى غير نهاية أوجب كمال طبيعته أن يبغض الخطية لأنها رديئة في ذاتها ويقاص الخاطئ لهذا السبب بدون النظر إلى نتيجة قصاصه .

 

ما الذي يستفيده المؤمن المسيحي من تعليم العدل العقابي؟

ينتج له الفرح والطمأنينة ، إذ يعلم أن العدل قد أستوفي حقه بذبيحة المسيح ، فلا يطالبه بعد بشئ فيتحقق خلاصه من الخطيئة لأن العدل لا يطلب القصاص بعد الكفارة ، كما أنه لا يمكن أن يتركه بدونها بل بالحري يصير الغفران والخلاص من باب العدل ، بناء على كفارة المسيح الكاملة والمواعيد الإلهية .


أول الصفحة

أرغب في توجيه سؤال لكم

صفحات أخرى ذات صلة بالموضوع

ماذا عن يسوع؟

الصليب وماذا تعرف عنه؟

هل علم الكتاب المقدس عن التثليث؟

هل حقاً أتى الله تعالى في جسم بشر؟

هل يوجد إله؟

ما هو أصل الاعتقاد بوجود الله؟

ما المراد بوحدانية الله؟

 الرجوع إلى قائمة " ركن الأسئلة المشهورة