ما هو العلم باعتبار نسبته إلى عقل الإنسان؟

هل أنكر أحد علم الله ؟ ولماذا ؟ وما هو الرد عليه؟

بما يمتاز علم الله عن علم الإنسان؟

إلى كم قسم ، قسمت مواضيع علم الله؟

هل يطلق علم الله السابق على أعمال الإنسان الاختيارية؟

كيف نوفق بين علم اله السابق المؤكد لكل ما يحدث ، واختيار الإنسان؟

ما هي النسبة بين حكمة الله وعلمه؟

 

ما هو العلم باعتبار نسبته إلى عقل الإنسان؟

العلم هو حصول صورة الحقائق في العقل ، فيستلزم وجود العقل المدرك والحقيقة المدركة . وعلم الإنسان إما ضروري أو مكتسب. فحواسنا تعلمنا بما يعرض عليها من الأجسام الخارجية ، وذهننا يميز المبادئ الأصلية العقلية ، وطبيعتنا الأدبية تعلمنا أن نميز الحلال من الحرام ، والجميل من القبيح ، وأكثر علمنا يأتينا من الخارج بالتعليم والاختبار والمقابلة وغيرها . وفي كل الأحوال يمتاز العقل المدرك عن الأمر المدرك

 

هل أنكر أحد علم الله ؟ ولماذا ؟ وما هو الرد عليه؟                                            أول الصفحة

توهم البعض من الناس أن الله ، لعظم سموه ، ولإرتفاع شأنه ، لا يعلم أمور العالم الجزئية ، وأنه لا يمكن العقل ، ولو كان غير محدود إدراك كل التغيرات في الكون الواسع . وخُدع بعض الفلاسفة فأنكروا إمكان علم الله لعدم موافقته لفلسفتهم

والرد على ذلك ، أنه يجب علينا أن نتبع تعليم الكتاب المقدس في كل ما نعتقده من جهة طبيعة الله  لا أهوائنا وتصوراتنا الفلسفية . وفي هذا الكتاب أن الله يعلم الجزئيات والكليات ، فجاء فيه " وليست خليقة غير ظاهرة قدامه ، بل كل شئ عريان ومكشوف لعيني ذاك الذي معه أمرنا"(عبرانيين 4 : 13 ) و " الظلمة أيضاً لا تظلم لديك ، والليل مثل النهار يضئ ، كالظلمة هكذا النور" ( مزمور 139 : 12 ، أنظر أيضاً مزمور 94 : 9 و 139 :1و2 و 147 : 5 و أمثال 15 : 3 و 11 و حزقيال 11 : 5 و أعمال 15 : 18 و متى 10 : 30)

فهذه الآيات تبين لنا أن علم الله يشمل كل شئ ، وأنه أيضاً ذاتي فيه ، أي لا يحتاج إلى نظر وكسب ، وأنه غير متغير ، أي لا يزيد ولا ينقص ، وأنه تعالى يعلم كل الأشياء كما هي

ونقول أيضاً أن علم الله غير المحدود ينتج ضرورة من كونه ذا الكمال المطلق ، كما يتضح جلياً من الكتاب المقدس. فإن الكامل لا يمكن أن يخفى عنه شئ ، ولا يمكن أن يزيد علماً ، وإلا فلا يكون كاملاً قبل ذلك . ولا يمكن أن ينقص علماً ، وإلا فلا يكون كاملاً بعد ذلك. وينتج أيضاً علم الله غير المحدود من حضوره في كل مكان ، لأن من يملأ السماوات والأرض ألا تكون كل الأحداث في محضره. ولولا وجود الله في كل مكان وعلمه بكل شئ لكانت صلواتنا وعبادتنا باطلة ، لأننا نصلي لإله نثق بأنه يعلم أحوالينا ، وحاجتنا ، ويسمع تضرعاتنا ، وأنه يدين العالم أخيراً بالعدل. ولو لم يكن علم الله شاملاً كل شئ لامتنع ذلك عليه

بما يمتاز علم الله عن علم الإنسان؟                                                          أول الصفحة

علم الله يمتاز عن علم الإنسان في جملة وجوه ، منها

في كونه ذاتياً في الله لا إكتسابياً أو محصلاً بالبحث والتفتيش

1

في كونه مستقلاً ، غير متوقف على المخلوقات أو على أعمالها ، لأن الله قد علم منذ الأزل كل ما سيحدث

2

في كونه شاملاً كل الأمور في وقت واحد. أي أن الله لم يعلم كل الحوادث والأشياء على التتابع ، بل كانت جميعها في ذهنه منذ الأزل ، سواء كانت نسبتها بعضها لبعض نسبة التتابع أو نسبة العلة للمعلول

3

في كونه كلياً يحيط بصفات الأشياء وجوهرها ، فلا يقتصر على الأشياء الخارجية من الصفات والظواهر ، كعلم الإنسان

4

في كونه غير محدود وغير مقيد . أي أن الله يعلم الماضي والحال والمستقبل ، على حد سواء، وينظر إليها بنظر شامل خلافاً للإنسان الذي يعرف الحال معرفة غير كاملة ، والماضي معرفة أقل ، والمستقبل لا يعرفه مطلقاً

5

إلى كم قسم ، قسمت مواضيع علم الله؟                                                       أول الصفحة

قسمت مواضيع علم الله إلى أقسام ثلاث ، وهي

علم الله ذاته ، انه سرمدي ذو الصفات الكاملة غير المحدودة

1

علم الله لكل ما يمكن أن يحدث، سواء كان قد حدث أم لم يحدث

2

علم الله منذ الأزل لكل ما يحدث بالفعل 

3

 

هل يطلق علم الله السابق على أعمال الإنسان الاختيارية؟                                    أول الصفحة

من مواضيع علم الله ، أعمال الناس الاختيارية ، التي يؤكد لنا الكتاب المقدس أن الله يعلمها قبل حدوثها . فإن النبوة عن الأمور المزمعة أن تحدث في أعمال الناس الاختيارية ، تستلزم أن لله علماً بها ، ولو لم يعلم الله ما يفعله ذوو الاختيار لكان علمه محدوداً ، ولازداد على الدوام علماً ، وذلك باطل . ولكانت سياسته للعالم غير ثابتة لكونها متعلقة على أفعال الناس التي لا يعلمها هو ، وهذا محال أيضاً . والكنيسة المسيحية ، طوعاً للكتاب المقدس قد أقرت بصوت واحد أن الله يعلم مسبقاً أفعال خلائقه الاختيارية ، ما عدا قوم معروفين بـ " السوسينيين" الذين أنكروا علم الله السابق ، توهماً منهم أن ذلك مناقض لإختيار الإنسان الأدبي ، ولكن مبدأهم هذا فاسد لإمكان حدوث أمر محقق سابقاً، مع بقاء فاعله مختاراً ، بدليل تحقق قداسة أفعال المسيح وهو فاعل مختار ، وتحقق قداسة القديسين في السماء مع أنهم فعلة مختارون

 

كيف نوفق بين علم اله السابق المؤكد لكل ما يحدث ، واختيار الإنسان؟

بلا أدنى شك ، في أن في ذلك صعوبة ، وقد ذهب اللاهوتيون مذاهب شتى لإزالتها ، فأنكر بعضهم حقيقة اختيار الإنسان ، وقال غيرهم : كى ، بل لما كان الله حراً في معرفته استحسن أن يفرغ نفسه من معرفة أعمال خلائقه الاختيارية ، فضل الفريقان عن الصواب . وأما ما نراه في هذه المسألة فهو

لما كان علم الله السابق لكل ما يحدث مؤكداً ، وكذلك اختيار الإنسان الكامل ، وجب أن نسلم بهما ، ولو عجزنا عن التوفيق بينهما

1

التأكيد السابق في علم الله من جهة أفعال الفاعل الحر ، لا ينزع ضرورة حريته ، ما لم يكن مضطراً ، وملزماً أن يفعل ضد إرادته ، وذلك لما بين الاضطرار والاخيار من المباينة

2

ما هي النسبة بين حكمة الله وعلمه؟

إن للحكمة علاقة شديدة بالعلم ، وهي تظهر بانتخاب الغايات الحسنة والوسائط المناسبة لإتمامها . فالعلم هو إدراك حقائق الأمور ونسبها المتنوعة ، والحكمة هي استعمال ما عندنا من العلم أحسن استعمال لغايات حسنة . وبما أنه في كل أعمال الله تظهر علامات الغايات الحسنة ، فهي بينة لحكمته ، ومظهرة لجودة الوسائط التي يستعملها في إتمام أعظم خير للخلائق ن وكذا إعلان مجده. وحكمة الله سرمدية غير محدودة ، وفي تاريخ العالم وأعمال الخليقة ، ولا سيما في عمل الفداء ، والعناية ، بينات كثيرة ، جلية عليها

أول الصفحة

أرغب في توجيه سؤال لكم

صفحات أخرى ذات صلة بالموضوع

ما هو الوحي ؟

هل حقاً أتى الله تعالى في جسم بشر؟

هل يوجد إله؟

ما هو أصل الاعتقاد بوجود الله؟

ما المراد بوحدانية الله؟

 الرجوع إلى قائمة " ركن الأسئلة المشهورة