رَحمَة الله

صلب عيسى

قال الشيخ متولي صابر:

نقرأ في سورة النساء أنّ اليهود أعلنوا أنهم قتلوا عيسى ابن مريم، كما قتلوا الأنبياء والرسل من قبله.

«وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ...»    (سورة النساء 4 :157).

شحب وجه الشيخ عبد السميع الوهراني من شدة الغيظ كأنّه أبصر شبحاً، وقال:

أكمل قراءة الآية كلّها حتى تجد الجواب الكافي والشافي، عوض بتر سياق الآية:

«وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا»      سورة النساء

نقرأ هنا آية صريحة وواضحة بأنّ اليهود لم يقتلوا عيسى، ولم يصلبوه كما يدّعون

أجاب الشيخ أحمد البعمراني:

أصبت، قرأنا أن اليهود لم يقتلوا عيسى ولم يصلبوه، لأنه لم يكن لهم الحق ولا سلطة الحكم، إذ كانت فلسطين آنذاك تحت الانتداب والاستعمار الروماني، فلم يحق لليهود أن يطبّقوا حكم الموت على أي إنسان، وكذلك على ابن مريم

قال الشيخ محمد الفيلالي:

لم يمارس اليهود ولا مرة في تاريخهم أية عملية صلب بحق المجرمين، فإذا جدف واحد منهم على الله كانوا يطبقون عليه القصاص، المتمثل بالرجم بالحجارة. أما الصلب فكان قصاصاً خاصاً بالرومان، يطبق على العبيد الفارين، وعلى المجرمين غير الرومانيين. أما الرومانيون، فكان قطع الرأس بالسيف هو العقاب الذي ينتظرهم إن ارتكبوا جرماً فظيعاً. يتّضح من خلال ذلك أنّ اليهود بالفعل لم يصلبوا عيسى. فالقرآن محقّ في قوله أنّ اليهود لم يقتلوا عيسى

 

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

لن يجد قارئ النص الموجود في سورة النساء بانتباه، أن المسيح لم يقتل، أو يصلب بالحقيقة، بل على العكس من ذلك، نجد أنّ اليهود هم الذين قتلوه بطريقة أخرى. فكما رأينا من قبل أنّ السلطة السياسية كانت تحت السلطة الاستعمارية المتمثّلة في الرومان، لذلك استطاعت السلطات الرومانية في الفترة الموازية لحياة المسيح أن تقوم بصلب 30 ألفاً من اليهود بالقرب من جدران القدس، ومن المحتمل أن يكون عيسى من بين الذين نُفذ فيهم أمر الصلب

سأل الشيخ عبد الله السفياني:

لو كنت محقًّا في قولك لاستطعنا إيجاد حل للمشكلة العويصة، التي كانت حجر عثرة بين المسلمين والنصارى منذ البداية، حيث يكون الطرفان على حق. فالمسلمون على حق لأنّ اليهود بالفعل لم يقتلوا ولم يصلبوا عيسى ابن مريم، ويكون الحق أيضاً مع النصارى لأنّ الرومان هم بالحقيقة الذين صلبوا عيسى ابن مريم.

الصفحة الرئيسية

الافتتاحية: رؤيــا

الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية

اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم

اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته

اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية

اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته

التكلّم في المهد

خلق الطير

إبراء الأكمه والأبرص

إحياء الموتى

بصيرة نافذة ثاقبة

المائدة السماوية

مجدّد الأذهان

أم المعجزات

اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته

بارُّ بأمه

وديع ومتواضع القلب

مشفق على المساكين

رحمة من الله

لا يتاجر بكلمة الله

غلامٌ زكيٌّ

أحيا الجميع

عزوبية عيسى

رجل السلام

اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم

وفاة عيسى ومكر الله

صلب عيسى

شُبِّه لهم

الفصح في التوراة

غضب الله على الجميع

الأعمال الحسنة والإنابة

اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله

رفع عيسى

وجيه في الدنيا والآخرة

تحقيق كفارة عيسى

شفاعة عيسى

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

الصفحة الرئيسية