رَحمَة الله

رفع عيسى

استمر الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

لم يُقم الله عيسى من الأموات فحسب، بل رفعه إليه حيا يرزق، فهذا الرفع هو عين الكمال لآية الله. فالله أحيا عيسى الميت ورفعه إلى مجده وكافأ الأمين على أمانته.

 

أجاب التاجر البشير الدمشقي:

قرأت في كتيب بعنوان «فتاوى» -للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية- وقام بجمع هذه الفتاوى  وترتيبها الشيخ «صفوت الشوادفي». قرأت في الفتوى رقم (621) بتاريخ 11/7/1397 الهجري كلمات غريبة عن رفع عيسى إلى الله:

«وما أكثر آيات الله في عيسى ابن مريم أولاً وآخراً ومقتضى الإضراب في قوله تعالى:

«بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ»

أن يكون سبحانه وتعالى قد رفع عيسى بطناً وروحاً... إن اسم عيسى حقيقة في الروح والبطن جميعاً... فرفع القدير روحه وبطنه جميعاً بمقتضى كمال عزّة الله وحكمته وتكريمه ونصره... حسب قوله تعالى في ختام الآية:

«وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا»

قال الشيخ متولي صابر:

هل ترينا هذه الفتوى أنّ رفع عيسى إلى الله هو بمثابة تتويج الله لعيسى وكماله. وهل تم هذا الرفع بالجسد والروح والنفس معاً؟؟

 

أثبت الشيخ أحمد البعمراني:

تماماً، لم يصعد عيسى إلى السماء بروحه فحسب، ولا في الحلم كسائر الأنبياء، بل رجع بجسده الروحي إلى أصله.

أضاف الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

نقرأ في القرآن بأنّ عيسى رفع مرتين، في المرة الأولى كلّم الله عيسى قبيل وفاته وقال:

«إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ»   (ال عمران 3: 55).

والشاهد الثاني يتعلق بجبريل، إذ أثبت بعد رفع عيسى اكتمال ما وعده به من قبل حيث قال:

«بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا»  (النساء 4 : 158).

أضاف الشيخ أحمد البعمراني:

وجدت في تفسير فخر الدين الرازي كلاماً مهماً في شرحه للآيتين التاليتين:

قال الرازي في تفسيره للآية (سورة النساء 4 : 158) «رفع عيسى عليه السلام ثابت في هذه الآية»، وأضاف الرازي في تفسيره لآية أخرى (آل عمران 3: 55) «دلّ ذلك على أن رفعه إليه أعظم من باب الثواب من الجنة ومن كل ما فيها من الملذات الجسدية، وهذه الآية تفتح عليك باب معرفة السعادة الروحانية».

سأل الشيخ عبد الله السفياني:

عظيم، فماذا يعني وعد الله إلى مريم بأن ابنها سيكون أحد المقربين:

«إِذْ قَالَتْ الْمَلاَئِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ»    (ال عمران 3: 45).

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

لله قدوس وهو يسكن في النور، ومن المستحيل أن يصدر عنه الظلم أو الجور، ويجب على المتقدم إليه أن يكون خالياً من الخطيئة، وإلا أماتته أشعته الوهاجة الملتهبة. ورفع عيسى إليه لا يعني أنه وَضَعَهُ في مكان أقل منه مستوى، كوضعه في الطبقة الثالثة أو الثانية في السماوات، بل أدخله مباشرة إلى قدسه الطاهر. وبهذا تمكن عيسى من اجتياز الامتحان الأخير، واستحق هذه المكانة لأنه عاش بدون خطيئة، فرجع القدوس إلى القدوس، والطاهر إلى الطاهر، ورجعت الروح إلى مصدرها الأول.

أوضح الشيخ أحمد البعمراني:

دعا عيسى في إنجيله إلى الهدى والنور. فبعدما رفعه الله إليه وقف أمام مصدر النور الحقيقي والمرشد إلى الهداية والنور، وعندما رفعه الله إليه اختبر بنفسه معنى الهداية الحقة، وبأنه يقف في مصدر النور، فاستنار بذاته.

سأل الشيخ محمد الفيلالي:

ماذا ينال المقربون من الله؟ إذا كان القرآن يخبرنا بأن لهم الملذات والنعيم وكل ما اشتهت أنفسهم. نجد أن عيسى لم يبال بتاتاً بهذه الملذات الدنيوية أثناء حياته على الأرض، بل عاش في إطار روحي، لم ينغمس في الشهوات الجسدية. فماذا يفعل الآن في السماء يا ترى؟؟

قال التاجر البشير الدمشقي:

سمعت من بعض النصارى أنّه لا وجود للنكاح أو الزواج في الفردوس، لأن المقرّبين إلى الله سيكونون مثل الملائكة الذين لا يتزوّجون ولا يزوّجون، فما هي أفراح المقرّبين يا تُرى؟؟

أجاب الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

إن المقربين سيعاينون الله وينظرون إلى مجده العظيم المشع أكثر من أشعة الشمس، فقوة أشعته تحيي وتحرق ضمائرهم حتى تنقيها وتجددها لكي يتغيروا إلى صورة الخالق، وكما كتب موسى:

«فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللّهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ»    (التكوين 1: 27).

فهذه الآية تحقّقت في عيسى عندما رفعه الله إليه وقرّبه منه

الصفحة الرئيسية

الافتتاحية: رؤيــا

الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية

اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم

اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته

اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية

اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته

التكلّم في المهد

خلق الطير

إبراء الأكمه والأبرص

إحياء الموتى

بصيرة نافذة ثاقبة

المائدة السماوية

مجدّد الأذهان

أم المعجزات

اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته

بارُّ بأمه

وديع ومتواضع القلب

مشفق على المساكين

رحمة من الله

لا يتاجر بكلمة الله

غلامٌ زكيٌّ

أحيا الجميع

عزوبية عيسى

رجل السلام

اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم

وفاة عيسى ومكر الله

صلب عيسى

شُبِّه لهم

الفصح في التوراة

غضب الله على الجميع

الأعمال الحسنة والإنابة

اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله

رفع عيسى

وجيه في الدنيا والآخرة

تحقيق كفارة عيسى

شفاعة عيسى

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

الصفحة الرئيسية