رَحمَة الله

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

قال التاجر البشير الدمشقي:

التقيت في أندونسيا بمعلّمة للقرآن، وهي جد مستاءة من برنامج الدروس الواجب عليها اتباعه. إذ كان عليها أن تعلّم الصبيان بأنّ ابن مريم سيرجع ليقتل الدجال، فسألتني مرة بامتعاض: «لِمَ لَمْ يأت محمد أو أحد الملائكة المرسلة من الله حتى يقتل الدجال؟؟ لماذا تمّ اختيار ابن مريم، مع العلم أنّه ليس جبّاراً أو سفّاحاً؟؟».

 

أجاب الشيخ أحمد البعمراني:

حمداً لله أنك أخبرتها بأن عيسى لم يشترك في القتال أو في حمل السيف، إذ أنه غلب شبح الموت وانتصر على تجارب الشيطان. إنه بمثابة محارب روحي جبار له سلطان أن يذيب ويزيل الدجال بنسمة من فيه، ولا يوجد إنسان أو روح آخر باستطاعته أن يقوم بهذه المهمة، لأنه كلمة الله المتجسدة وروح الله العاملة فيه باستمرار.

لخص الشيخ عبد العليم الشرقاوي المحاضرة، إذ وجّه سؤالاً إلى الحاضرين، وطلب منهم أن يُقَوِّمُوا هذا اللقاء، ويخبروه ماذا استفاد كل واحد منهم من البحث، وكيف رأوا عظمة عيسى ورحمته الفائقة؟؟

أجاب الشيخ عبد الله السفياني:

إني محتار، لأن كل بينة من بينات ابن مريم عظيمة تضاهي مثيلتها، فخلق الطير ونفخ نسمة فيه توضح بأن عيسى قادر أن يحيي المادة الميتة. ثم إن إقامته للموتى تبين مقدرته أن يحيي في أتباعه روح الله وحياته: (انظر: آل عمران 3 : 49 والمائدة 5: 110).

قال أستاذ الرياضيات رياض العلمي:

تأثرت كثيرا لمحبة ورحمة عيسى للمساكين، إذ لم يهتم بالأغنياء، أو بالأذكياء، أو بالأتقياء، أو بالزعماء في الدرجة الأولى، بل شفى المكفوف منذ ولادته ولمس البرص فطهرهم، اهتم بالجميع دون استثناء، وكل من يصاب بمرض يشفى إذا التجأ إلى عيسى وطلب عونه في الحين. (انظر: آل عمران 3: 49 والمائدة 5: 110).

قال الشيخ متولي صابر:

من أقام الموتى وعزى أهل الفقيد تعزية حقيقية؟! أليس عيسى ابن مريم، فقوة كلمة عيسى أعظم مما ندرك، إذ ليس باستطاعة أحد إقامة الموتى إلا الله وعيسى.

قال الشيخ محمد الفيلالي:

حمداً لله الذي أنزل على عيسى مائدة من السماء ليتمكن من إدخال أطعمة الفردوس إلى دنيانا. فأخبره الرزاق أن كل من لا يؤمن بعد هذه الآية بقدرة وسلطان عيسى المسيح سيعذبه بعذاب لن يعذب به إنساناً في الدنيا والآخرة. أنا من المؤمنين بآية التنـزيل لكي لا أنال العذاب الموعود به من الله، بل لا محالة سوف أكون من المشاركين في المائدة السماوية. (انظر: 5: 112115).

قال الشيخ عبد السميع الوهراني:

أُحبُّ عيسى لأنه اعترف بأنه عبد الله، وصلى خمس مرات في اليوم، ودفع الزكاة طوال حياته، إنه من المسلمين المخلصين لله منذ ست مئة سنة قبل انبعاث محمد. (مريم 19 :3031).

أضاف التاجر البشير الدمشقي:

عمَّ السَّلام على عيسى منذ يوم ولادته بواسطة روح الله، وخيم السلام عليه يوم موته عندما لم يمت لأجل خطاياه الشخصية بل توفي لأجل خطايا البشر. وعمَّ السَّلام أيضاً عندما غلب الموت وترك قبره الفارغ، وصعد إلى الله الذي قبل موته وقيامته من بين الأموات التي هي بمثابة الآية العظمى (مريم 19 :33).

أضاف الشيخ أحمد البعمراني:

رفع الله عيسى إليه ولم يتركه في إحدى درجات السماء، فالمسيح حي يرزق وليس ميتا كبقية الأنبياء، كما أن نورانية الله الملتهبة لم تنل منه ولم تمته، لأن قداسته مناسبة ومساوية لقداسة الله. إنه يتكلم مع القدير ويشفع بأولئك الذين آمنوا به وبموته وبقيامته ووثقوا بشفاعته. (آل عمران 3: 55 والنساء 4: 158).

 

لخص الشيخ عبد العليم الشرقاوي ما ذُكِرَ وقال:

نرى في ابن مريم آية الله المطابقة والمماثلة له، إنه كلمته وروحه ورحمته، فقوة القدير ومشيئته تعمل فيه بشكل مستمر. وبما انه يعيش مع الله ويحق لنا أن نتبعه أينما حل حتى في السماء. إنه حي إلى الأبد ويريد أن يبث روح حياته الأبدية فينا. هو قمة الآيات، لأن مقاصد الله تجتمع في إنسانية عيسى وتظهر جليا لمن يرغب في إدراكه. لقد أعد رحمة الرحمان عيسى ليكون الذبيحة التي تشفع للناس أمام الله، وتعطي الرجاء بالحياة الأبدية مع الله لكل من يتبعه ويقتفي أثره. (مريم 19: 21 والنساء 4: 71 والمائدة 5: 11).

الصفحة الرئيسية

الافتتاحية: رؤيــا

الجزء الأول: البحث بين طلاب الحق في النصوص القرآنية

اللقاء الأول: مريم أم عيسى ابن مريم

اللقاء الثاني: عيسى ابن مريم روح الله وكلمته

اللقاء الثالث: علّم الله عيسى الكتب السماوية

اللقاء الرابع: بيّنات عيسى المسيح وآياته

التكلّم في المهد

خلق الطير

إبراء الأكمه والأبرص

إحياء الموتى

بصيرة نافذة ثاقبة

المائدة السماوية

مجدّد الأذهان

أم المعجزات

اللقاء الخامس: أخلاق عيسى ابن مريم وصفاته

بارُّ بأمه

وديع ومتواضع القلب

مشفق على المساكين

رحمة من الله

لا يتاجر بكلمة الله

غلامٌ زكيٌّ

أحيا الجميع

عزوبية عيسى

رجل السلام

اللقاء السادس: موت عيسى ابن مريم

وفاة عيسى ومكر الله

صلب عيسى

شُبِّه لهم

الفصح في التوراة

غضب الله على الجميع

الأعمال الحسنة والإنابة

اللقاء السابع: بَعْث عيسى من بين الأموات ورفعه إلى الله

رفع عيسى

وجيه في الدنيا والآخرة

تحقيق كفارة عيسى

شفاعة عيسى

عيسى بين البنوّة و الولادة - مجيء عيسى لثاني

الصفحة الرئيسية