براهين التوحيد

الجذور الوثنية للديانة الإسلامية

 

  براهين التوحيد

 

في القرآن، هناك تكرار مكشوف في براهين التوحيد.

 فقد جمعها في قوله: "وإلهكم إله واحد، لا إله الا هو، الرخمن الرحيم. إن قي 1) خلق السماوات والارض 2) واختلاف الليل والنهار 3) والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس 4) وما أنزل الله من السماء من ماء، فاحيا به الارض بعد موتها 5) وبث فيها من كل دابة 6) وتصريف الرياح 7) والسحاب المسخر بين السماء والارض – لآيات لقوم يعقلون" (البقرة 163-164).

نلاحظ أنها براهين الحس والوجدان الديني، لا براهين العقل والمنطق. فالعقل والعلم يفسران هذه المشاهد الكونية بدون لجوء الى الله، وان كان العلة الاولى ورائها جميعا. لكنها بحد ذاتها لا برهان فيها على وجود الله أو على توحيده. وليس في القرآن من براهين العقل والمنطق سوى قوله: "لو كان فيها آلهة الا الله لفسدتا" (الانبياء 22)، ويسمى برهان التمانع؛ وقوله: " ما اتخذ الله من ولد، وما كان معه من إله: أذن لذهب كل إله بما خلق، ولعلا بعضهم على بعض" (المؤمنون 91). ويسمى برهان التسليم والامتناع، وقوله ايضا: " قل لو كان معه آلهة، كما يقولون، اذا لا بغتوا الى ذي العرش سبيلا" (الاسراء 42). لذلك " زعم الجاحظ ان المذهب الكلامي لا يوجد منه شيء في القرآن" (1)

1)
خلق السماوات والأرض: هذا برهان متواتر تقريبا في كل سورة وبلفظ واحد، ولكنه لا يستغله جدلا.
2)
اختلاف الليل والنهار: هذا برهان متواتر أيضا بحرفه الواحد (2: 164؛ 3:109؛ 45:5)، فما النكته البيانيه في تكراره بالحرف الواحد؟
3)
والفلك تجري في البحر: برهان متواتر، ولكنه برهان بدائي لقوم بدائيين، يدهشون من جري الخشب على الماء، فكيف بهم اذا يرون الطائرات تمشي في الهزاء، والصواريخ تغزو الفضاء؟ لكن كيف يصح أن يكون برهانا على التوحيد لقوم يعقلون؟
4)
أنزل من السماء ماء: وهل تنزيل المطر من السماء معجزة الهية تدل على وجود الله وعلى توحيده؟
5)
وبث فيها من كل دابة: فهل من خلق الدواب والشجر من برهان على توحيد الله؟؟؟
6)
وتصريف الرياح: هل فيه برهان لقوم يعلمون؟؟
7)
والسحاب المسخر بين السماء والارض: هذا ايضا برهان متواتر على توحيد الله؟ فهل الله هو الذي يخلق السحاب بمعجزة. وهل في ذلك برهان لقوم يعقلون؟؟؟

تلك هي براهين التوحيد في القرآن. إنها أقرب الى الشعر منه الى البرهنة. وهي تملأ سور القرآن.


(1)
الاتقان 2: 135. وأحمد الرازي في كتاب (حجج القرآن) لا يحفظ من حجج أهل التوحيد على وحدانية الله سوى تلك الايات الثلاث (ص 4).

عودة