إبطال الخليفة للحدود

الصحابة

 

إبطال الخليفة للحدود

 

اخرج ألبلاذري في الأنساب 5/33 : ان الوليد بن عقبة شرب فسكر فصلى بالناس الغداة ركعتين ثم التفت فقال أزيدكم ؟ فقالوا لا قد قضينا صلاتنا. ثم دخل عليه بعد ذلك أبو زينب وجندب بن الازدي وهو سكران فانتزعا خاتمه من يده وهو لا يشعر .

قال ابو إسحاق : اخبرني مسروق انه حين صلى لم يرم حتى قاء فخرج في أمره إلى عثمان أربعة نفر ابو زينب وجندب بن زهير وأبو حبيبة الغفاري والصعب بن جثامة . فاخبروا عثمان خبره فقال عبد الرحمن بن عوف: ما له اجن ؟ فقالوا لا لكنه سكر. قال فأعدهم عثمان وتهددهم ، وقال لجندب : أنت رأيت اخي يشرب الخمر؟ قال معاذ الله ولكني اشهد اني رايته سكران يقسلها من جوفه واني أخذت خاتمه من يده وهو سكران.

فأتى الشهود عائشة فأخبروها بما جرى بينهم وبين عثمان وان عثمان زبرهم . فنادت عائشة ان عثمان ابطل الحدود وتوعد الشهود.وقال الواقدي : وقد يقال ان عثمان ضرب بعض الشهود أسواطاً ،فأتوا عليا فشكوا ذلك إليه . فأتى عثمان فقال: عطلت الحدود وضربت قوما شهدوا على أخيك فقلبت الحكم .

وقال الواقدي: ان عائشة أغلظت لعثمان واغلظ لها وقال: وما أنت وهذا؟ إنما أمرت ان تقري في بيتك. فقال قوم مثل قوله ، وقال آخرون من أولى منها ،فاضطربوا بالنعال وكان ذلك أول قتال بين المسلمين بعد النبي.

وقد اخرج مت عدة طرق ان طلحة والزبير أتيا عثمان فقالا له : قد نهيناك عن تولي الوليد شيئا من أمور المسلمين فأبيت وقد شهد عليه بشرب الخمر والسكر فاعزله. وقال له علي اعزله وحده إذا شهد عليه الشهود في وجهه فولى عثمان سعيد بن العاص الكوفة وأمره بأشخاص الوليد،…واشخص الوليد ، فلما شهد عليه في وجهه واراد عثمان ان يحده البسه جبة حبر وادخله بيتا فجعل إذا بعث إليه رجلا من قريش ليضربه قال له الوليد :أنشدك الله ان تقطع رحمي وتغضب أمير المؤمنين عليك. فلما رأى ذلك علي بن ابي طالب اخ

ذ السوط ودخل عليه ومعه ابن حسن فقال له الوليد مثل تلك المقالة فقال له الحسن : صدق يا أبت، فقال علي : ما انا إذا بمؤمن. وجلده بسوط له شعبتان فقال عثمان يكفيك ذلك بعض من ترى فاخذ علي السوط ومشى إليه وجعل يضربه والوليد يسبه. فقال له علي : اسكت أبا وهب فإنما هلكت بنو إسرائيل بتعطيلهم الحدود فضربه وقال : لتدعوني قريش بعد هذا جلادها. راجع مسند احمد 1/144. سنن البيهقي 8/318. تاريخ اليعقوبي 2/142. الكامل لابن الأثير 3/42.

عودة