مسيـــحيون فى سـلاسل

 

التحقيق الثالث مع " حـافــظ "

٢۷ ك ٢ ( ينـاير )

 

بالنداء على المطلوب حضورهم تبين لنا حضور المتهم " حـافـظ " خارج غرفة التحقيق , فدعوناه و سألناه:

 

س : هل قمت بإشهار اعتناقك المسيحية ؟

ج  : لا .

 

س : هل قمت بتغيير اسمك ، و الديانة ببطاقة هويتك لتتفق مع تغيير ديانتك ؟

ج  : لا .

 

س : و لمـاذا لم تتخذ هذه الإجـراءات ؟

ج  : الإشهار لا يعنى بالنسبة لى أية قيمة فعلاقتى فى الدين علاقة شخصية بيني و بين الله .

 

س : هل حررت عقد زواج جديد بعد اعتناقك المسيحية ؟

ج  : لا .

 

ملحـوظـة : حضـر الأستـاذ ... المحـامى للحضور مع المتهم المـاثل أمام التحقيق .

 

س : ألم تحاول منع زوجتك من اعتناق المسيحية عندما علمت ببدء محاولتها ذلك ؟

ج  : نعم . حاولت أن أمنعها لكن بطريقة تفاهم . و لأقنعها حصلت علىالكتاب المقدس من أحد أصدقائى و بدأت أدرس فيه لأحصل على أدلة تثبت تحريفه أو عدم صحة أحداثه . و كنت أعتقد أنى سأجد أحداثاً غير مقبولة منطقياً أستند عليه فى رفض هذا الكتاب . و فى البداية وجدت أحداثاً غير مقبولة بحسب ظاهرها فكنت أتناقش مع زوجتى و كنا ننهى نقاشنا بالإختلاف. مثلاً : موقف يعقوب و عيسو . يقول العهد القديم ان الإبن البكر يأخذ البركة و لما كان عيسو هو الإبن البكر ، فكان يجب أن يحصل على البركة . لكن يعقوب تحايل و أخذ بركة أخيه عيسو ، بأن ساومه على طبق عدس . و وافق عيسو لأنه لم يكن يهتم بالبركة و لا بالأمور الروحية . ثم قبل موت اسحق أبيهما طلب اسحق من عيسو الإبن البكر أن يصطاد و يجهز له طعاماً فيباركه قبل لأن يموت . و لما سمعت رفقة أم عيسو تآمرت مع يعقوب الشقيق الأصغر ليأخذ البركة . فطبخت مما عندها فى المنزل و طلبت من يعقوب أن يدخل بالطعام لأبيه
و يغير صوته ليوهم والده أنه عيسو حتى يأخذ البركة
. علمت بعد ذلك أن البركة ستعطى من الله ليعقوب بخطة إلهيـة و لم تكن تحتاج لأن يتحايل يعقوب بحكمة إنسانية . فيعقوب هو الأقرب إلى الله و إن لم يكن هوالبكر . هذا الكلام عرفته بعد أن استنار قلبى و اقتنعت بالمسيحية لأن مفهومى للأمور تغير بعمل روح الله بداخلى عندما سكن فىَّ. و قد علمنى روح الله مفهوم أحداث الكتاب المقدس .

و ذات مرة كنت أحكى المشكلة لصديق كبير فى السن . فقال لى إن المسيحية ديانة سطحية ، حتى أنه مكتوب فيها : " إن من له يعطى و من ليس له فالذى عنده يؤخذ منه " و قالها بفكر الأمور المادية . ولكن عندما قرأت المسيحية بعد ذلك فهمت ، بمفهوم تعليم الروح القدس لى ، أن الحديث هنا خاص بمن له سلطان تعليم شريعة موسى ، ففى تعليمهم كانوا غيرأمناء – فغير الأمين تؤخذ منه الوكالة الروحية أما الإبن فتزداد له الوكالة الروحية .

   و بالنسبة لسلسلة نسب السيد المسيح ، فيجب بحسب التوراة الا يدخل فيها زانى او زانية أو موآبى أو أجنبى . لكن سلسلة نسب السيد المسيح تذكر راحاب الزانية و راعوث الموآبية . بعد ذلك فهمت من عمل الروح فى داخلى أنه و إن كانت راحاب زانيةً ، إلا أنها آمنت بالله
و خافته ، فتابت و دخلت ضمن شعب اليهود . فهى آمنت بالله و ساعدت شعبه فى دخول الأرض . و هكذا دخلت بإيمانها إلى شعب اليهود ، فصار لها الحق أن تدخل فى سلسلة نسب المسيح .

و بالنسبة لمفهوم الولادة الجديدة التى قال فيها المسيح : " ينبغى أن تولدوا من فوق " كولادة روحية جديدة ، كنت لا أستطيع قبول ذلك بالعقل ، و لكن بعد اختبرت هذا بقلبى ، أدركت معنى الآية و الأمركذلك بالنسبة لبنوة المسيح لله . كان الفكر الموجود عندى أن البنوة جسدياً
و ذلك يعنى تعد
ُّداً فى ذات الله . لكن فهمت بعد ذلك بتعليم الروح القدس أن المسيح هو كلمة الله ، و أن بنوته لله روحية ليس فيها أى توالد جسدى . فالمسيح و الله واحد ، أى أن الله و كلمته واحد . و هذه كانت بعض مفاهيمى قبل أن أعتنق المسيحية و قبل أن يستنير قلبى تغيرت هذه المفاهيم باستنارة قلبى ، و هذا من عمل الله فى داخلى ، فقد أفهمنى هذه الأمور التى أدركتها بقلبى دون أن يعلمنى أحد من البشر عنها . لم أقرأ تفاسير و لا أؤمن أن آخذ تعاليم من أحد ، إنما قلبى يرشدنى ما مكتوب فى الكتاب المقدس كما قال المسيح إن الروح القدس هو الذى يرشدنا إلى جميع الحق .

 

س : ما هى الأمور التى تناقشت فيها مع زوجتك لإقناعها بعدم اعتناقها للمسيحية اثناء فترة عدم إعتناقك لهـا ؟

ج  : نفس الأفكار التى فهمتها من الكتاب المقدس قبل إستنارة قلبى .

 

س : و ماذا كان ردهـا عليك ؟

ج  : كانت تعتبرنى غير مدرك للمفهوم الحقيقى ، لأنى أحكم بالمكتوب إنسانياً . و ليس بالمعلن روحياً .

 

س : ماالذى تقصده بالمكتوب " إنســانياً  " ؟

ج  : تقصد بالفكر الإنسانى المجرد أما الفكر الروحى فهو فكر الإنسان الذى يقوده الروح القدس و يعلّمه ، و هذه هى الولادة الجديدة عندما يسكن الروح القدس قلب الإنسان .

 

س : و كيف تتم عملية الولادة الجديدة ؟

ج  : هى عمل الله فى قلب الإنسان الذى يطلب من الله أن يغيره ليرضى الله بأفكاره و سلوكه . و الذى أعرفه أن الله عمل فى قلبى شيئاً غيَّر فكرى و سلوكى فى اتجاه يرضى الله .

 

س : و متى تم هذا التغييرالقلبى عندك ؟

ج  : على ما أعتقد فى شهر نيسان ( أبريل ) ۱۹۷٦ ، ذات ليلة كنت أقضيها بمفردى بمنزل والدى .

 

س : هل أحسست بتغييرات مادية فى جسدك تدل على عملية تغيير قلبى لك ؟

ج  : أحسست بسلام نفسى عميق فى فترة كنت فيها فى معاناة نفسية شديدة ، و ايقنت ان سلام الله فى قلب الإنسان ليس مقروناً بظروف الإنسان و لكنه عطية من الله . يسكن سلام الله و طمأنينته قلب الإنسان حتى وسط الظروف الصعبة . و كانت هذه أول مرة أشعر فيها أنه يمكن للإنسان أن يتمتع بسلام مع الله .

 

س : و كيف حصلت زوجتك على الولادة من فوق ؟

ج  : قال لها الأستاذ " حكيـم " أن تسأل الله ، و هو الذى يعلن لها كل شئ . فبدأت تهتم بموضوع تغيير حياتها إلى الأفضل . و كان هذا على طريقها الطبيعى . فقد كانت منذ عرفتها انسانة متدينة تحاول أن ترضى الله .

 

س : و ماذا كان قصد " حكيـم " من قوله لزوجتك : اسألى الله
و هو سوف يعلن لك كل شئ ؟

ج  : أعتقد أنه كان يقصد أن تدعو الله بقلب صادق لينير بصيرتها الروحية . هذا هو تحليلـى أنـا . و لكنى لا أعرف بالضبط ما يقصده الأستاذ " حكيـم " .

 

س : ألم يرشد " حكيم " زوجتك إلى طقوس تجريها للقيام بعملية الولادة الجديدة ؟

ج  : لا . فعملية الولادة الجديدة عمل إلهى يجريه الله فى قلب الإنسان . فقد قال المسيح لأحد شيوخ اليهود : " ينبغى أن تولد من فوق . إن كان أحد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر أن يرى ملكوت الله " . فسأله الشيخ اليهودى : " كيف يمكن للإنسان يولد و هو شيخ ؟ العله يدخل بطن أمه ثانية و يولد ؟ " أجابه المسيح " أنت معلم للناموس و لست تفهم هذا ؟ الريح تهبُّ حيث تشاء ، و تسمع صوتها و لكن لا تعلم من أين تأتى وإلى أين تذهب . هكذا كل من يولد من الروح " . فالموضوع كله لا يمكن إدراكه بالعقل ، و لا يحدث بطريقة مادية . لكن الذى يطلب الله من قلبه يعمل الله فى قلبه . و تظهر آثار الولادة الجديدة فى سلوكيات المولود من الله صلاحاً و تقوى .

 

س : لماذا لم تقم بإجراء المعمودية فور حدوث الولادة الجديدة لك فى نيسـان ( أبريل ) ۱۹۷٦ ؟

ج  : لم أكن أشعر بأى دافع لذلك ، لأن الولادة الروحية اعطتنى إشباعاً قلبياً ، فأجلت عملية معموديتى بالمـاء .

 

س : ما هو المذهب الذى تعتنقه فىالمسيحية ؟

ج  : أنا لا أنتمى لأى مذهب ، لأن المذاهب . أمر غير موجود فى الكتاب المقدس .

 

س : ألا يتعين لأى مسيحى أن يتبع طائفة معينة ؟

ج  :  بحسب الفكر الإجتماعى التقليدى نعم . و لكن بحسب الفكر الكتابى ، ليس هذا مهماً . و هناك سندان لذلك فى الكتاب المقدس . أولهما قول السيد المسيح : " تكون رعية واحدة لراع واحد " و ثانيهما أنه فى وقت بدء المسيحية الأولى حاول بعض المؤمنين بالمسيحية الإلتصاق بالرسول بولس و قالوا : انهم ينتمون إليه . و حاول البعض الآخر ينتمى لكارز آخر و هو أبولس . فرفض بولس الرسول هذاالفكر و قال إن المسيح لا ينقسم ، فلا أحد يقول إنه لبولس أو لأبولس .

 

س : ألا تتردد على كنيسـة .... ؟

ج  :  نعم . و لكن ليس بصورة منتظمة .

 

س : هل تتردد على كنائس تتبع طوائف أخرى ؟

ج  : نــادراً .

 

س : و بما تعلل ترددك على كنيسة ... دون باقى الكنائس المختلفة ؟

ج  : لأن الوعظ فيها قريب إلى تعاليم الكتاب المقدس .

 

س : ما هى قراءتك فى المسيحية ؟

ج  : الكتــاب المقدس فقــط .

 

ملحـوظــة :

۱. إكتفينا بهذا القدر من استجواب المتهم . و وقّع فى نهاية استجوابه ، و سنوالى استكمال استجوابه فى وقت لاحق .

٢. تُصــرف الشــاهدة .

٣. يُعــاد المتهـم " حـافـظ " إلى حبســه .

٤. يُعــاد طلب من لم يحضر لجلسة تحقيق باكر .

عودة للصفحة الرئيسية