مسيـــحيون فى سـلاسل

 

التحقيقـــات مـع " لميـاء "

 التحقيق الأول – ٢٦ ك ٢ ( ينـاير )

التحقيق الثانى  – ٢۷ ك ٢ ( ينـاير )

التحقيق الثالث – ٢۸ ك ٢ ( ينـاير )

التحقيق الرابع أول شبـاط ( فبـراير )

 التحقيق الأول مع " لميـاء  "

٢٦ ك ٢ ( ينـاير )

 

تسلمنا محضر ضبط المتهمة " لميـاء " ، و المحرر بمعرفة الضابط ... بالشرطة السرية . و قد أثبت أنه بناء على الإذن الصادر من النيابة لضبط المذكورة ، إنتقل و بصحبته القوة اللازمة إلى حيث تقيم . و تقابل معها     و أفهمها بطبيعة مأموريته ، و قام بضبطها كما تسلمنا صورة من مذكرة الشرطة السرية جاء فيها : " ان المتهمة المذكورة ارتدت عن الدين الإسلامى ، واعتنقت المسيحية و معها شقيقاتها " جميـلة " و" صفيـة " و ذلك بواسطة المواطن " حكيـم " صاحب النشاط التبشيرى الواسع.و أنهم جميعاً يدعون لأفكار من شأنها إثارة الفتنة ، و تحقير الدين الإسلامى و الازدراء به ، فى محاولة لضم أعداد إليهم . و قد دأبوا على مزاولة نشاطهم التبشيرى بين المسلمين بترويجه بين العامة فى أماكن عملهم  . و قد تبينا تواجد المتهمة خارج غرفة التحقيق فدعوناها و بمناظرتنا لها ألقيناها فتاة فى العقد الرابع من عمرها ، متوسطة القامة والبنية ، و قررت شفاهة خلوها من أى إصابات . و سألناها شفاهة عن التهم المسندة إليها ، بعد أن أحطناها علماً بها و بعقوبتها ، فأعترفت بها و بسؤالها إن كان لديها محامٍ يحضر معها إجراءات التحقيق ، فأجابت بالنفى فإستجوبناها :

 

س : ما تفصيـلات إعتـرافك ؟

ج : كات البداية منذ عشر سنوات أثناء وجودى فى بيتنا و أنا مريضة ملازمة الفراش . استمعتُ إلى الراديو ، من إذاعة حكومية عربية – و كان ذلك صباح يوم الأحد و كان الواعظ يتحدث عن محبة الله للعالم و أن كان الناس جميعاً أبناء الله . و بمجرد سماعى تلك العبارات تركت تأثيراً قوياً فى نفسى ، لأن تلك كانت أول مرة أعرف عن مدى محبة الله للناس و أردت أن أعرف المزيد .

     و لمـا انتهى الواعظ عرفت أنه مسيحى ، و أنه يشرح الديانة المسيحية ، و بعد إنتهاء البرنامج فى الراديو، زاد اهتمامى أن أعرف المزيد عن هذا الموضوع ، فبدأت قراءة الإنجيل ، فإكتشفت أن الأناجيل الأربعة متطابقة ، و ليس كما كان معتقدى أن هناك إختلافاً بينهم . قرأت الأناجيل الأربعة ثم أكملت العهد الجديد كله ، ثم قرأت الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد و كان أهم الموضوعات التى قرأتها فيه محبة الله للناس فى كل العالم ، و أن البشر أبناؤه . و وجدت أنه يتحدث في مجمله ، من أوله إلى آخره فى أغلب آياته ن عن محبة الله للناس و أن كل من يؤمن به يصبح إبناً له و يقول الكتاب المقدس إنه الله يحب بنى آدم ، و لذلك خلقهم ، و بعث المسيح لخلاصهم ، و إن كل من يؤمن بالمسيح يصبح إبناً لله  . و من أهم الموضوعات التى أثارت إهتمامى " موضـوع النبوات " و ملخص دراستى من الكتاب فى هذا الموضوع هو أن كل نبى لله كان يُنْبئ بالرسول الذى يأتى من بعده . فمثـلاً : ذكر النبى أشعياء ما معناه أن العذراء تحبل و تلد إبناً و يدع اسمه يسوع . كما توجد آيات كثيرة تحمل نفس المعنى من جميع الأنبياء السابقين للمسيح و هذا يؤكد صحة رسالة المسيح .

        و كان من أسباب إقتناعى بالمسيحية " أمـور العبـادات " فعبادة الله وفق الديانة المسيحية تعطى الحرية الكاملة للإنسان فى عبادة ربه ، و لا تقيده بمكان أو زمان ، فمثلاً يجوز لى تأدية الصلاة بذكر عبارات العبادة و الدعاء فىأى وقت أشاء ، وفى أى مكان سواء فى البيت أو الشارع أو حتى قبل النوم . و الشئ نفسه يصدق عن الصيام ، فأنا أصوم بالطريقة التى أفضلها فى أى وقت وقت أشاء ، لأن الصيام تقرب إلى الله ، فأنا أتقرب إلى الله فى أى وقت أريد . و كذلك الحج . لا يوجد به إلزام و أنا أساساً لا أفكر فى الحج لأنه ليس فى المسيحية مبرر للحج .و من يذهب إلى القدس يكون قد ذهب لمجرد زيارة و لم أجد فى الكتاب المقدس كلمة   " حــج " و يزور بعض المسيحيين القدس ، لكن لا تعليق لى على زيارتهم هذه .

        أما بالنسبة لموضوع " المعـاملات " فى الديانة المسيحية فقد نص العهد القديم على التشريعات و إقتنعت بما جاء فيه ، و جاءت المسيحية مكملة للتوراة منَّبرة على مبدأ المحبة و التسامح و الغفران بين الناس ، حتى نتشبه بالله فى مغفرته للناس .

     و من الموضوعات التى جعلتنى أعتنق المسيحية : أساس العقيدة المسيحية التي تؤمن أن الله واحد فى ثلاثة أقانيم الآب و الإبن و الروح القدس لا تنفصل ، فالثلاثة واحد . و قد أراد الله أن يغفر للبشر و أن يكفر عن خطاياهم منذ خلق آدم ، فأرسل من روحه ابنه الوحيد ،أنزله إلى الأرض بأن نفخ من روحه فى وعاء إنسانى هى العذراء القديسة مريم ، حتى ينشأ ابنه على الأرض بصورة إنسان كامل ، و يقدر أن يبلغ الرسالة ، ثم يصلب و يسفك دمه غفراناً لبنى آدم و اقتنعت بهذه العقيدة على اساس أن بنى آدم من الجنة. و لمـا أراد الله أن يكفر عن هذه الخطيئة و يعيد العلاقـة التى ضيعها الناس معه ، أرسل المسيح ليرفع خطيئة العالم . فهذا الإله الذى فعل ذلك . حباً لنا و فضلاً ، يستحق أن نعبده و أن نقبله . و على هذا الأساس آمنت بهذا الإعتقـاد .

 و جاءت بالإنجيل آيات كثيرة عن ذلك ، و قد أفصح المسيح عنها لتلاميذه بأن الآب فى الإبن و أن الإبن فى الآب ، و أنهمـا واحـد . و أن المسيح بعد أن يرتفع إلى السماء سيرسل الروح القدس الذى يبكت كل بنى آدم ليرشدهم للطريق الصحيح . هذه هى العقيدة التى استراح لها قلبى . و هذه أهم الموضوعات التى وصلت إليهـا و جعلتنى أقبل الديانة المسيحية و ثبت إيمـانى بالمسيحية من خلال دراستى للكتـاب المقدس.

     و بعد سماعى لبرنامج الوعظ المسيحى فى الراديو ، عرفت أنه مذاع
من كنيسة ، فذهبت إليهـا مع أختـى " صفيـة " لأنى قبل ذهـابنا إلى الكنيسة كانت تدور بيننا مناقشات فى المسيحية . و ما أثَّـر فىَّ ، كل
َّمتنى عن مناقشات كانت تدور فى عملها مع زملائها ، و لكن فى غير تفصيل . و لما دخلنا الكنيسة وجدنا كثيرين يحضرونها فجلسنا وسطهم . و عرفت الواعظ من صوته ، خرج إلى باب الكنيسة ، و خرجت جموع العابدين تسلم عليه ، فسلمنا عليه كما فعل الناس جميعاً ، و عدت إلى بيتى .

 

    و استمرت دراستى للكتاب المقدس . و لمـا رأت أمى أننى مع أختى " صـفية " نقرأ الكتاب المقدس، و أننـا مقتنعتـان بما جاء فيه تضايقت ، و أمرتنا بعدم الذهاب إلى الكنيسة . و أطعناها بقدر ما استطعنا، و لكن قراءتنا للكتاب المقدس أستمرت .

 

    و ذات مرة ذهبت إلى الكنيسة مع أختى " صفيـة " فإلتقينا بالأستـاذ " حكيـم " . تلك كان أول مرة أراه فيها و عرفت أنه كان زميل أختى فى العمل ، فسلمت أختى عليه و عرفتنى به . و لمـا عرفت أمى أننا ذهبنا إلى الكنيسة أخبرت والدى فغضب غضبـاً شديداً و منعنـا ، و بدأت أختى " جميلة " تدرس كتباً إسلامية ، و دخلت معنا فى مناقشات عديدة لتبين لنا عدم صحة إقناعنا للدين المسيحى ، و بدأت هى تقرأ الإنجيل لتكتشف أخطاء فيه لتردنا إلى الإسلام . فحدثت لها نتيجة عكسية ، فقد أحبت أختى " جميلـة " الديانة المسيحية و اعتنقتها بعد ذلك بسنة واحدة . و لقد قررنا نحن الثلاثة أن نتعمَّـد حسـب أمر الإنجيـل :" إن كل من يؤمن يعتمـد " و قررنا أن تكون طريقة معموديتنا هى الطريقة المنصوص عليها فى الإنجيل ، و هى طريقة تغطيس فى مكان به ماء فى كنيسة. فذهبنـا إلى إحدى الكنـائس التى تعمـَّد بالتغطيس ، و تمـت معموديتنا ، و رجعنا نحن الثلاثة إلى بيتنـا و صارحنا والدتى بما حدث ، فأخبرت والدى و أحد أقاربنا ، فبـدأوا يرسلـون إلينا " علمـاء" يحاولون إقناعنا بخطأ ما فعلنـاه . و دارت بيننا مناقشـات كثيرة لم تغيـر أفكـارنا .و قلنا أننا نريد أن نعيش معهم فى سـلام ، و أن أفكـارنا الدينية هى علاقة شخصيـة بيننا و بين الله ، لا تدمر علاقتنا الأسـرية ، و بدأنا بعد ذلك نمارس حياتنا الطبيعية فى ظل اعتناقنا للدين المسيحى .كنا نذهب للكنيسة ، و لو أننا لم نكن نعلن عن ذلك . و لكن كنا نضطر أن نجاوب الإجابة الصحيحة عندما يوجه إلينا سؤال مباشر عن إيمـاننا و أتذكر أننى قلت لزميلة لى فى العمل أننى أصبحت مسيحية ، و ذلك إجابة عن سؤال منها . فكتتبت شكوى للأمن و كم تأسفت على ما  فعلتُه . و استمر إيمانى منذ عشر سنوات بهذا الهدوء ، حتى تم ضبطى فى منزلى بواسطة احـد الضبـاط .

 

س : متى إعتنقت الديانةالمسيحية ؟

ج : منذ عشـر سنوات .

 س : كيف كانت بداية اعتناقك للمسيحية ؟

ج : عند سماعى إذاعة من الراديو كمـا ذكـرت .

س : ما هى الإذاعة التى كان يذاع بها هذا البرنامج ؟

ج : إذاعـة فلسطين ، من صوت العرب ، من القاهرة .

 س : و مـا مناسبـة إذاعـة هذا البرنامج ؟

ج : هو برنـامج أسبـوعى كل يوم أحـد .

 

س : هـل كان برفقتك أحـد وقت سمـاع هـذا البرنامج ؟

ج : لا . كنـت وحـدى .

 س : ما هى الحالة الثقافية و النفسية التى كنت تعيشينها وقت تلقيك سماع هذا البرنامج ؟

ج : كنت قد أنتهيت من دراستى و اعمل فى وزارة .. و كانت حلتى النفسية و الإجتماعية عادية . و كنت فى ذلك اليوم مريضة بنزلة برد .

 س : ما تفاصيل ما سمعته بهذا البرنامج ؟

ج : ان الله يحب العالم ، و كل من يؤمن به يصير إبنه بعمل روحه القدوس

 س : و ما هو التأثير الواقع عليك نتيجة هذا الحديث ؟

ج : إحساس غامر بمحبة الله دفعنى إلى معرفة المزيد عن محبة الله .

 س : ما مدى ثقافتك الدينية فى ذلك الوقت ، و ما مدى اهتمامك بها ؟

ج :كانت إهتماماتى بالدين عادية ، كنت اقرأ بعض الكتب الدينية الإسلامية بإعتبارى مسلمة بالولادة . كنت أقرأ القرآن و بعض الكتب . أذكر منها حياة محمد و قصص الأنبياء . و كنت أؤدى الفرائض من صلاة   و صوم و زكاة . و لكننى لم أفكر فى الحج لعدم إستطاعتى .

 س : ما مدى إعتقادك فى ذلك الوقت عن الديانة الإسلامية و حقيقة محبة الله للناس فى شريعتها ؟

ج : إعتقادى فى الإسلام أن الله يحب التوابين الصالحين المحسنين ، لكنه لا يحب الكافرين المختالين المغرورين .

 س : و ما الذى أثار إهتمامك فى هذا الأمر وِفق ما سمعت من أقوال الوعظ بالراديو ؟

ج : فهمت أنه وفق الديانة المسيحية ، يحب الله الناس جميعاً ، الصالح والكافر ، و يد محبة الله تمتد للناس جميعاً. و هذا أثار إنتباهى ، و جعلنى أهتم بدراسة الديانة المسيحية .

س : هل أخبرت أحداً من أسرتك و معارفك بما أثار إنتباهك فى هذا الأمر ؟

ج : لا . لم أقل لأحـد .

س : مـا هى الوسيلة التى انتهجتِهـا فى دراسة المسيحية ؟

ج : قرأت الكتاب المقدس و بدأت بقراءة العهد الجديد .

 س : ما أهم الموضوعات التى قصدت قراءتها فى العهد الجديد ؟

ج : أن أقرأ سيرة المسيح ، عن محبته للناس جميعاً ، و شفاءه للمرضى
فى كل مكان ذهب إليه ، مهما كان مرضهم . كانت محبته للناس عظيمة مهمـا كانت عقيدتهم . لقد كفر عن خطايا الناس و حمل آثامهم و شفى أمراضهم ، و كان دائماً يطلب من تلاميذه ألا يقابلوا الشر بالشر ، بل بالتسامح و الغفران لك
سب محبة من يستعصى عليهم الأمر فى محبتهم . و كان يقول لهـم : " أغفروا للنـاس ، كما غفر الله لكم " و لقد علم المسيح الناس أن يباركوا لاعنيهم و يحسنوا إلى مبغضيهم. و قال إنه جاء لا ليهلك بل ليخلص و ليدعو الخطاة للتوبة ، و كان يدعو إلى نقاء القلب و قال : " طوبى لأنقياء القلب، لإنهم يعاينون الله " .

س : و هل طالعت هذا الأمر فى القرآن الكريم و فى سيرة النبى محمد ؟

ج : قرأت القرآن و وجدت فيه بعض الآيات التى تذكر المحبة ، لكن ليس كل القرآن يتحدث عن المحبة كما يفعل الإنجيل ، كما أنى قرأت سيرة محمد ، و لكنى لم أجد فيها شيئاً عن المحبة ، و لم يُثر موضوع المحبة فى سيرته .

س : و ما تفسير أمر " أن من يؤمن بالمسيح يصير ابناً لله " ؟

ج : ورد فى الإنجيل أن من يحب الله يدعوه الله ابناً بمعنى روحى ، و ليس بمعنى جسدى ، بمعنى ان لا يكون له ابناً من صلب الله . و كلمة " ابن " كلمة رائعة لإنها تشبّه العلاقة بين الله و المؤمن بعلاقة اب بإبنه و ليس بعلاقة سيـد بعبده .

س : هل أطلعت أحداً بما توصلت إليه من اعتقادات فى هذا الأمر ؟

ج : بعد دراسة هذا الموضوع فى الكتاب المقدس بدأت اتناقش فيه مع شقيقتى " صفيـة " و كلّمتها عن حديث الواعظ ، و كيف أننى شعرت لأول مرة أن الله يحبنى أنا ، و حدثتها فيما قرأته بدون تفاصيل ،
و شعرت أنها سعيدة لأنى سعيدة ، لأن مشاعرها متفقة مع مشاعرى .

 س :ما سبب إختيارك لشقيقتك " صفيـة " لمكاشفتها بهذا الأمر ؟

ج : نحن الاثنان أقرب عمراً لبعضنا البعض .

 س : و هل كانت شقيقتك " صفيـة " قد اعتنقت المسيحية فى هذا الوقت ؟

ج : كـانت فى مرحلة بحث .

س : و ما الذى دفعها إلى بلوغ هذه المرحلة ؟

ج : عرفت منها أنها كانت تدور مناقشاتها بينها و بين زملائها فى العمل عن الديانات السماوية ، فوجدت أنها لا تعرف كثيراً عن الديانة المســيحية ، فبدأت تقرأ عن الكتاب المقدس حتى تناقش عن دراية . و هذا أوصلها إلى مرحلة قراءة الكتاب المقدس ، و معرفة الديانة المسيحية .

س : و متى أخبرتك بذلك ؟

ج : قالت لى هذا لمـا قلتُ لهـا عما سمعته من الواعظ فى الراديو ، و عمـا قرأته بنفسى فى الإنجيـل .

س : هل أخبرتك عن سبب المناقشات الى كانت تدور بينها و بن زملائها فى العمل ؟

ج : لا . لكن مرة قالت لى إن أحد زملائها فى العمل و اسمه " حكيم " مسيحى الديانة ، و قد لاحظت أن سلوكه حسن بصورة تدعو للتساؤل . و هناك آية فى الإنجيل تقول إن السلوك الحسن يدعو الناس يسألوننا عن سبب الرجاء الذى فينا . فسألت " صفيـة " الأستـاذ " حكيـم " عن ذلك فقال لها إن محبة المسيح هى التى هذبته و أوصلته إلى ما وصل إليه من سلوك فدارت بينهما مناقشات فتح فيها الكلام عن الديانة المسيحية.

 

س : هل حدثتك أختك " صفيـة " عن اسماء الأطراف الأخرى التى كانت تتناقش معهم أثناء العمل ، بخلافها و الأستـاذ " حكيـم " ؟

ج : نعم قالت أسماء ، و لكننى لا أذكرها . و قالت إن الجميع كانوا يسألون عن سبب سلوك الأستاذ " حكيم " هذا السلـوك الطيـب .

 س : هل كلمتك أختك عن هذا الأمر من قبل أن تحدثيها عن سماعك برنامج الإذاعة ؟

ج : لا أذكر .

 س : و ما الذى كانت قد توصلت إليه أختك من خلال دراستها للكتاب المقدس ، و مناقشتها فى أمر الديانة المسيحية بين زملائها فى العمل ؟

ج : لما كلمتها كان يبدو عليها بوضوح حالة السلام مع الله ، و أن المسيح لم يكن بالنسبة لهـا شخصاً عادياً، أو رسولاً عادياً .

 س : هل كنت على معرفة سابقة بالمدعو " حكيـم " ؟

ج : لا .

 س : هل سبق له زيارتكم فى المنزل ؟

ج :  لا . و لكنه زارنا بعد ذلك ليتحدث مع أبى بناءً على طلب أبى ، لأنه أراده أن يجئ ليتناقش مع واحد من علماء الإسلام . و كان أبى يظن أن " حكيـم " هو سبب إعتناقنا  للدين المسيحى .

 س : و مـا سبـب إعتقـاد والدك بذلك ؟

ج : لما سمعت أمى من أختى " صفيـة " عن المناقشات التى كانت تدور فى العمل ، أخبرت أبى أن الأستاذ " حكيـم " هو المسيحى الذى كانت تدور حوله المناقشات ، فتأكد أبى و أمى أن " حكيـم " هو السبب فى إقناعنا ، و لما اكتشف أبى أنه قد تمت معموديتنا ، أراد أن تحدث مواجهة بين الأستاذ  "حكيـم " و أصدقائه الدارسين للدين الإسلامى فى وجودنا .و دارت المناقشة بأن يبدى كل واحد رأيه فى إعتقاده ، و تكلم الأستاذ " حكيـم " بطريقته الهـادئة ، و ساعده الله أن يتحدث بالحق . و انتهت المناقشة بهدوء و بقى كل واحد على رأيه .

 

س : و متى حدثت تلك المناقشة ؟

ج : فى السنة الأولى من اعتناقنـا المسيحية .

 

س : هل شاهدت " حكيـم " قبل ذلك ؟

ج : نعـم . فى الكنيسة لمـا ذهبـت مع أختـى .

 

س : هل تم الإلتقـاء به فى هذه الكنيسة بناء على إتفاق سابق بينه و بين " صفيـة " فى العمـل ؟

ج : لا . طلبتُ من "صفيـة " أن تذهب معى للكنيسة ولم أكن قد تقابلت مع الأستاذ " حكيـم " من قبل. و لم أكن أعلم أنه موجود بالكنيسة .

 

س : هل كانت " صفية " تنقل إليك ما يذكره " حكيم " فى العمل عن الديانة المسيحية ؟

ج : لا.

 

س : هل حدثك " حكيم " عند إلتقائه بك فى الكنيسة عن أمور تتعلق بالدين المسيحى ، وعن سبب حضورك و شقيقتك للكنيسة ؟

ج : لا . لم يكـن هنـاك وقت .

 

س : هل حدَّثكِ بعد ذلك فى لقاءات أخرى ؟

ج : نعم . أنا كنت أسأله و هو كان يرد علىَّ .

 

س : و أين كان يتم الإلتقـاء ؟

ج : فى الكنيسـة . و كان اللقاء يتم صدفة و بدون ترتيب سـابق ، أحياناً كنت أقابله وحدى ، و أحياناً أخرى مع أختى " صفية " .

 

س : هل طلب منكِ " حكيم " تكرار الزيارة للكنيسة للإلتقاء به مرة أخرى ؟

ج : لا .

 

س : و متى صار إقتناعك التـام بالمسيحية و اعتناقها ؟

ج : بعد أن اكملت دراستى للإنجيل و الكتاب المقدس .

 

س : و ما الذى أثار إنتباهك فى موضوع النبوات فى الإنجيل ؟

ج : وردت فى الإنجيل نبوات بمجيئ المسيح من الأنبياء السابقين له و خاصة فى سفر أشعياء : ان العذراء تحمل و تلد ابناً ، و أنه يحمل آثامنا و يشفى أمراضنا ، و سيساق كشاة للذبح ، و توجد آيات كثيرة لا أذكرهـا الآن فى الكتاب المقدس تؤيد أن جميع الأنبياء كانوا يمهّدون لقدوم السيـد المسيـح .

 

س : أنت متهمة باستغلال الدين لترويج أفكار متطرفة من شأنها إثارةالفتنة و الازدراء و التحقيـر بالأديان السمـاوية .

ج : أنا فقط إعتنقت الديانة المسيحية . و لم اروج و لم أزدرِ ، و لم أحتقـر الأديان الأخـرى .

 

ملحـوظــة :

۱. اكتفينا بهذا القدر من استجواب المتهمة لشعورها بالإرهـاق ، الأمر الذى يمنعها من الإجابة بالصورة التى تبغى الإدلاء بهـا ، أو إمكـانية الإستجواب معها ، و وقعت على أقوالها .

٢. كان قد حضر قرب نهاية الإكتفـاء من إستجواب المتهمة ، الأستــاذ .... المحـامى ، و قرر أن يحضر مع المتهمة أثناء إجراءات التحقيق .

و أقفل المحضـر و قررنـا الآتى :

۱. تحبس المتهمة " لميـاء " حبسـاً إحتياطياً علىزمة القضيـة .

٢. تطلق المتهمة للحضور صبـاح باكر .

عودة للصفحة الرئيسية