مسيـــحيون فى سـلاسل

 

التحقيق الثـانى مع " لميـاء  "

٢۷ ك ٢ ( ينـاير )

 

س : هل أوضحت النبوات التى وردت بالكتاب المقدس و التى تبشر بقدوم المسيح عن طبيعته الذاتية وقت حضوره ؟

ج : الذى عرفته من قراءة الكتاب المقدس ، بأسلوب واضح فى النبوات ، بقدوم السيد المسيح بوصفه قدوس الله ، و بوصف الروح القدس سيحل على مريم العذراء و بهذا كان المسيح روحاً من روح الله و ليس إنساناً لكنه أخذ صورة إنسان ، فوجد كبشر و لكنه من روح الله . و هو واحد من الثلاثة أقانيم لله الواحد الذى لا يتجزأ ، لكن لم تحدد التوراة ميعاد حضوره بالتحديد .و الذى ورد هو أنه سيأتى من نسل داوود . ملكاً على اليهود . و هذا ما جعل اليهود يرفضون المسيح لمـا جاء لأنه جاء فى صورة بشر عادى لا يملك ملكاً أرضياً كما توقعوه . بينما كان المسيح فى واقع الأمر ملكاً سلطانه على الأرض كامل بما أتاه من معجزات شفاء المرضى و إحياء الموتى . و كان عندما يتكلم مع اليهود يكلمهم بسلطان ، لأنه مؤيد بالروح القدس .

 

س : هل ورد فى الكتاب المقدس أنه سيكون فى هذه الذاتية رسولاً و أنه سيكون خاتم الرسل و النبيين ؟

ج : ورد فىالكتاب المقدس أن ما يتكلمه المسيح هو كلام الله ، و إن رسالته كانت فى إتيانه للبشر لحمل خطاياهم ، و إن تلاميذه هم الذين كتبوا الإنجيل بالروح القدس . و كلمة " إنجيل " معناها بشارة وخبـر مفرح ، و التلاميذ الذين سجلوا حياة المسيح بشروا الناس بإعتباره الرسالة المفرحة للعالم ، و عن كونه آخـر الأنبياء و الرسل ، فقد ورد فى الإنجيل على لسان المسيح أنه الأول و الآخر ، و البداية و النهاية ، و الألف و الياء .

 

س : ألم يرد بالكتاب المقـدس عن رسـول سيـأتى بعـده ؟

ج : لا .

 

س : و هل يترتب على ذلك عدم تصديق اى رسول أو نبى يأتى من بعد المسيح و عدم التصديق برسالته؟

ج : لقد ذكرت الإجابة من قبل ذلك ، و هى أن المسيح هو الأول و الآخر ، الألف و اليـاء . و هذه هى إجابتى على هذا السؤال . و هذا هو كل ما أستطيع أن اقوله .

 

س : و ماذاعن الأنبياء و الرسل السابقين للمسيح و رسالتهم ، فى العقيدة المسيحية ؟

ج : لا ينفى الكتاب المقدس وجود أنبياء سابقين للمسيح أما القول إن المسيح الأول فيعنى صفته الإلهيـة . هذا لا ينفى وجود انبياء و رسل سابقين بشروا بمجيئه ، و لكن مجئ المسيح العالم كان ليرفع خطايا العالم.

ملحـوظــة :

حضـر الأستــاذ .... المحامى عن المتهمــة .

 

س : ما تفسير معنى الأقانيم الثلاثة للإله الواحد فى العقيدة المسيحية ؟ و كونية و ذاتية المسيح التى بُعـثَ بهـا ؟

ج : الله كائن منذ الأزل بذاتية الثلاثة اقانيم . و القانيم الثلاثة هم الآب الإبن و الروح القدس . و الآب هو رب الجميع ، و الإبن كلمـة الله ، و الروح القدس هو روح الله . ليس ثلاثة آلهـة ، لكن إله واحد فيه ثلاثة أقانيم و الذاتية التى بعث المسيح بها هو الإبن كلمة الله ، جاء فى صورة جسد إنسانى . فالكلمة كان يرسلها عن طريق الأنبياء السابقين بان يصطفى من الناس واحداً يلقى عليه كلمته .أما بالنسبة للمسيح فكان كلمة الله ذاته متمثلاً فى صور بشر ، و يقول إنجيل يوحنــا : " فى البدء وكان الكلمة ، و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله ، و الكلمة صار جسداً و حل بيننا "

 

س : ما الذى تبينَّتِـهِ فى دراستك للكتاب المقدس فيما يتعلق بأمور العبادات وفق العقيدة المسيحية ؟

ج : بالنسبة للعبادات فى العقيدة المسيحية . هناك التزام بأداء الصـلاة
و الصلاة المس
يحية يأخذ فيها الفرد الوضع الذى يناسبه ليبين خضوعه لله . و ورد فىالإنجيل عن الصلاة " متى صليت فلا تكن كالمراءين . أما أنت فمتى صليت فأدخل مخدعك و اغلق بابك ، و صلى لأبيك الذى فى الخفاء ، فأبوك الذى يرى فى الخـفاء يجـازيك عـلانية " ( إنجيـل متى إصحاح ٦ من عدد ٥ ) . فعندما يريد الفرد الصلاة يصلى بمفرده ، و يدعو الله فى أى مكان و فىأى وقت . و هو يصلى للآب كما ورد فى الصلاةالربانية " أبانا الذى فى السموات . ليتقدس أسمك . ليأت ملكوتك . لتكن مشيئتك . كمـا فى السماء ، كذلك على الأرض . خبزنا كفافنا أعطنا اليوم . و اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضاً للمذنبين إلينا . و لا تدخلنا فى تجربة . لكن نجنا من الشرير . لأن لك المُلك و القوة و المجد إلى الأبد . آميـن " .

  

    أما عن الصيام فى العقيدة المسيحية فيكون بعد رفع المسيح إلى السماء . و على الصائم أن لا يظهر صيامه لأحد . و الصيام إنقطاع عن الأكل و الشرب لفترة – كل حسب قدرته . و دون تحديد ميعاد ذلك عند الطائفة الإنجيلية .

 

    أما عن العشور أو التقدمات المادية فللّه العُشر من كل دخل مادى . و من له المقدرة على دفع أكثر من ذلك فله مطلق الحرية . و لا توجد جهة معينة تدفع لها العشور . لكن فى الغالب تكون الجهة الشخص الذى يستحق . هذه هى العبادات فى الديانة المسيحية .

 

س : هل سبق أن درست عقيدة الديانة الإسلامية فى السنوات السابقة قبل إعتناقك المسيحية ؟

ج : نعم . درست أساس العقيدة فى الدين الإسلامى ، و هى تقوم على أساس عبادة الإله الواحد ، و لم يرد فيها ذكر الأقانيم الثلاثة . و وردت فىالقرآن آيات تنفى فكرة أن الله له ثالث ثلاثة ، و ليس كما ورد فى الإنجيل أن الله واحد فى ثلاثة أقانيم .

 

س : ماذا يترتب فى شأن ما ورد فى هذا المعنى بالعقيدة الإسلامية عن ذاتية الله و المسيح ؟

ج : حسب ما قرأت فى بعض الكتب الإسلامية أن ما ورد فى القرآن لا يتحدث ضد العقيدة المسيحية ، فالمسيحية لا تجزئ الله إلى ثلاثة ، فهو إله واحد فى ثلاثة أقانيم . و لذلك فإن ما ورد فى القرآن لا ينفى إمكانية مجئ المسيح فى ذاتيته أنه أقنوم الإبن للإله الواحد .

 

س : هل سبق لك دراسة أمور العبادات فى العقيدة الإسلامية ؟

ج : نعم . درستها ، و اعلم أن العبادات في الإسلام تقوم على أركان خمسة الشهادة و الصلاة و الصوم و الزكاة و الحـج . عن الصلاة أعلم أنها تؤدى فى خمس فرائض : الصبح و الظهر و العصر و المغرب
و العشـاء . و من الممكن للفرد أن يصلى أكثر من هذه الفرائض إذا أراد كس
ُنّة . و أعلم أن الصوم هو صيام شهر رمضان بالإمتناع عن الأكل و الشرب من الفجر حتى المغرب . و يمكن لأى شخص أن يصوم فى غير رمضان زيادة فى العبادة . و أعلم أن الزكاة تقوم أسـاساً .

على دفع مبالغ من القادر إلى غير القادر ، و لكن لا أعرف نسبتها بالضبط . و الحج هو السفر إلى الكعبة لمن يستطيع ذلك .

 

س : ما الذى يتبين لك من دراستك للكتاب المقدس عن مدى الإلتزام بالأوامر و النواهى الواردة فيه ؟

ج : فى العهد القديم هناك الوصايا العشر و هى . لا تقتل . لا تزن . لا تشهد بالزور . تحب قريبك كنفسك. لا تشته ما لغيرك . لا تحلف البتة . أحب أباك و أمك لكى تطول أيامك علىالأرض . لا تسرق . و قبل ذلك كله أن تحب الرب إلهك من كل قلبك و قدرتك . أما فى العهد الجديد . فيضيف أحبوا أعدائكم . باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم ، و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم .

 

س : هل درست عن الأوامر و النواهى فى العقيدة الإسلامية ؟

ج : نعم . نعبد الله و لا نشرك به ، و لا نرتكب المعاصى من قتل و زنى و ربا و شرب خمـر و ميسـر .

 

س : هل طالعت ما ورد عن المعاملات فى الكتاب المقدس ؟

ج : نعم . وردت المعاملات فى العهد القديم بكيفية التعامل بين الناس . بعضها تنظم المعاملات المالية ، و غيرها . و وردت إضافة فى العهد الجديد و هى إصحاح المحبة ، فيجب أن تكون المحبة بين الناس أساساً للتعامل ، حتى أن العهد الجديد يقول إنه إن احتاج شخص إل ثوبك فاخلعه و أعطه . و من سخرك أن تمشى معه ميلاً واحداً إمش معه ميلين .

 

س : و هل درست عن المعاملات فى العقيدة الإسلاميـة ؟

ج : نعـم . كنت قد قرأت عنها ، و لكن حاليـاً لا أتذكر شيئـاً .

 

س : و منذ متى صار إعتقادك و اعتناقك للمسيحية كاملاً فكرياً ؟

ج : بعد قراءتى لهذه الأمور و الموضوعات فى الكتاب المقدس ، و كان قد سبق قبل ذلك اقتناعى بها قلبياً بعد مجرد سماعى لحديث الواعظ فى الراديو كما سبق أن ذكـرت .

 

س : و كيف تم إعتناقك قلبياً للدين المسيحى ؟

ج : بمجرد أن سمعت بحديث الإذاعة عن كلمات المحبة ، لمس قلبى شئ لأؤمن بالمسيح ، و دفعنى لأعرف المزيد و الكثير عنه .

 

س : و كيف تم إعتناقك فكـرياً للدين المسيحى ؟

ج : تم إعتناقى للمسيحية فكرياً لما درست ما ورد فى العهدين القديم و الجديد ، فوجدتهما متشابهين ، متطابقين ، متكاملين ، لا تناقض أو إختلاف بينهما ، كما أن قصص التوراة و الإنجيل متسلسلة بصورة تدعو إلى الإقناع . فمثلاً جاءت فى العهد القديم أمور تفصيلية فى سفر التكوين عن كيفية خلق السموات و الأرض و ما على الأرض من مخلوقات و كيفية تقسيم الليل و النهار ، و كيفية خلق الإنسان : آدم
و حواء الذى خلق على صورة الله
، و نسل آدم ، و ورت هذه الأحداث فى العهد القديم بصورة مفصَّلة تدعو إلى الإعجاب ، كنت قد قرأت كتباً علمية اتفق فيها العلماء على كيفية خلق الكون ، و جاءت مطابقة لما ورد فى العهد القديم ، درست أيضاً ما ورد فى العهد القديم عن حياة الأنبياء التى توضح بالتفصيل عن حياة كل واحد منهم . ورد ذكر جميع الأنبياء الذين جاءوا إلى الأرض . ذكرت حياتهم بطريقة مفصَّلة شيقة مقنعة، لم يغفل العهد القديم ذكر أحـد الأنبياء ، و لم يخف أخطاؤهم كبشر ليبين أنهم ليسوا معصومين ، و لا يوجد بينهم إنسان كامل ، لأن الإنسان الكامل الوحيد هو المسيح . و لقد زاد إقتناعى بالمسيحية لما قرأت عن المسيح و جلال ولادته ، الذى يدفع إلى الإحساس بالفرح بإعتبار المسيح مخلص الناس من الخطايا . و أيضاً عند ظهوره و بداية أعماله يزيد الشعور بمحبته ، لأن كل كلام المسيح عن المحبة
و السلام . و قد كان المسيح مثلاً فى الخضوع لمشيئة الآب ، و خاصة لواقعة الصليب ، و خضوعه لإرادة الرب فى ذلك . كما يدعو إلى الفرح الشديد انتصاره بعد ذلك بقيامته من بين الأموات و ظهوره مرات لتلاميذه بعد القيامة . و قد آمنت من ظهور المسيح أنه ابن الله فى جسـد إنسان لإنه هو الجدير أن يحمل رسالة الخلاص و قد
قدَّم نفسه فداء لخطايا  البشر ، الأمر الذى يبرهن محبته . فهو الإله الذى يستحق الإيمان به .

 

    و قد إعتقدت و آمنت بالمسيحية لما تبينت من دراستى للكتاب المقدس أن العبادات تقوم أساساً على المحبة بين الفرد و الرب ، فهى علاقة أساسها المحبة ، و ليست علاقة رسمية بين عبد و سيد فأنا لا أصلى و أصوم خوفاً منه أو طمعاً فى نعيم ، لكننى أحبه لأنه يستحق المحبة ، فقد أحبنى أولاً
و أحبنى فضلاً منه . فهو الذى بدأ بالمحبة ، و سمح لى أن أؤدى هذه العبادات فى الوقت و الكان الذى أريده ، وبأية كيفية .

 

    و اقتنعت أيضاً بالمسيحية لما ورد فى الكتاب المقدس عن أسلوب المعاملة بينى و بين الناس ، فهى تقوم أساساً على المحبة و السلام و التسامح فيمكن أن أتسامح مع من يغتصب حقى . و كنت أشعر بمدى الظلم الذى يقع علىَّ من أى ظالم ، لكن وفقاً للمسيحية أسامح من يستبيح حقى ، فأشعر بالمحبة والسعادة و السلام.

 

س : و ما هو إعتقادك فيما ورد على أساس العقيدة الإسلامية التى تقوم على وحدانية الله دون أقانيم ، و إنه ليس له إبن و لا صاحبة ، و لا شريك . و أيضاً ما ورد عن محبة الله لخلقه و مغفرته كلفة ذنوبهم . و أيضاً ما ورد فى العقيدة من عبادات و أوامر و نواهى و شريعة و حدود ؟

ج : أنا إقتنعت بالعقيدة المسيحية ، و تركت اعتقادى فيما ورد عن هذه الأمور فى العقيدة الإسلامية .

 

س : و بماذا صار إعتقادك بما ورد فى الشريعة الإسلامية أن المسيح بشر ، و رسول و نبى من عند الله ، لم يدع لنفسه الألوهية ، أو أنه أقنوم من أقانيمها الثلاثة ، و أنه لم يدعُ الناس أبداً لعبادته ؟

ج : لقد تركت إعتقادى الذى كنت أعتقده ، و الذى ورد فى الديانة الإسلامية فى هذا الموضوع ، و أصبحت معتقدة فى الديانة المسيحية إعتقاداً كاملاً و تاماً ، و لا أعتنق أى شئ يخالف المسيحية .

 

س : و ما الذى دفعك لترك إعتقادك فى الديانة الإسلامية و اعتناقك للديانة الإسلامية ؟

ج : أساس اعتناقى للديانة المسيحية كان قبول فكرة الذبيحة . اقتنعت تماماً بأن الذبح و سفك الدم يكفر عن الخطايا و الذنوب ، و هذا منذ قديم الزمن . كان كل من يرتكب خطية يتقدم أمام الله بذبيحة ليكفر عن خطيته . آمنت أساساً بفكرة صلب المسيح ، و أنه بصفته التى جاء بها ،   و الغرض النبيل جداً الذى جاء له ، و هو أن يضحى بنفسه و يصلب ليكفر عن خطايا العالم ، ليبين مدى محبته للبشر جميعاً ، المؤمن و غير المؤمن، مما أثار مشاعرى و محبتي الشديدة للمسيح فهو بالفعل صلب ،  و ثبت ذلك تاريخياً و علمياً ، لأنى قرأت كتاباً بعنوان " كفن المسيح " ثبت لى أنه تم العثور على كفنه ، و وجدوا القماش فقط ، و أما إعتقادى و إيمانى الكامل بأن الصلب قد تم تاريخياً للمسيح نفسه و ليس لشخص آخر غيره . و أنه قام بجسده بعد صلبه فى اليوم الثالث ، بدليل أنه تم العثور على الكفن لم يجدوا بداخله رفاتاً بالرغم من أن اليهود كانوا يضعون حرساً على قبره . لكنه ترك أكفانه و قام . و جاء فى الإسلام أن الذى صلب شخص آخر شبيه بالمسيح ، و هذا ينفى صلب المسيح نفسه، فإن هذا يهدم اساس العقيدة المسيحية . فإن لم يكن المسيح قد صلب فلم يكن هناك داع لإرساله ، لأن الغرض من مجيئه إلى العالم لم يتم ، و هو أن يكون دمه فداء للخطايا و لذلك أنا لا أؤمن و لا أعتقد فى اى عقيدة تنفى حادثة صلب المسيح ، سواء العقيدة الإسلامية أو غيرها . و لما كان الإيمان يقوم على أساس أنى أؤمن بأن الديانة متكاملة ، فلا أؤمن بجزء منها و أترك الآخر ، فقد آمنت بالمسيحية كلها كاملة و تركت أى ديانة أخرى .

 

س : و هل كانت تدور مناقشات بينك و بين شقيقتك " صفية " حول هذا الأمر ؟

ج : لم تكن المناقشات تدور بهذه الصورة لكن بصورة موجزة .

 

س : و كيف تم لك إتخاذ قرار ترددك على كنيسة .... برفقة شقيقتك " صفية " و ما سبب ذلك ؟

ج : استيقظت يوماً فوجدت عندى رغبة للذهاب إلى الكنيسة ، و كنت قبلها بيوم واحد أدعو الله أن يثبت أفكارى التى كنت التى كنت أفكر فيها عن المسيحية ، فوجدت فى اليوم التالى هذه الرغبة فى قلبى ، فأخبرت شقيقتى بها ، فقبلت وذهبنا معاً بإعتبار ان البرنامج الذى سمعته من الراديو كان منقولاً منها .

 

س : و ما الذى حدث عند وصولك إلى الكنيسة مع شقيقتك ؟

ج : سمعنا الوعظ ، و رجعنا إلى بيتنا فوراً بعد أن سلمت شقيقتى " صفية " على زميلها " حكيـم " و عرفتنى به .

 

س : ما الذى تناوله الواعظ فى حـديثه  ؟

ج : محبـة الله و إننـا ندعى أبنـاءه .

 

س : هل تكرر ذهابك مع شقيقتك للكنيسة ؟

ج : نعم .

 

س : هل كانت تتم لقاءات محددة بينكم وبين الآخرين فى الكنيسة؟

ج : لا .

 

س : هل تم التقاؤكم مع واعظ الكنيسة و محادثته و معرفته شخصياً ؟

ج : لقد عرفت الواعظ من صوته ، إنه هو الذى تحدث فى الراديو و بعد الوعظ سلم على الناس فسلمت عليه معهم . و لم يدر بيننا و بينه أى حديث و لم تكن له بنا أى صلة بعد ذلك .

 

س : و ما ظروف مقابلتك مع " حكيـم " فى الكنيسة ؟

ج : قابلنا مصادفة ، و لم يدر بيننا و بينه حديث فى هذه المرات فى هذه الفترة .

 

س : من أول شخص عرفته باعتناقك للمسيحية ؟

ج : بعد " صفية " قلت لأمى و أختى " زهور " . و بعد ذلك بعدة شهور أحست أختى " جميلة " من تلقاء نفسها بهذا الأمر .

 

س : بماذا أخبرت والدتك و شقيقتك " زهور " فى هذا الأمر ؟

ج : كلمناهم بصورة موجزة ، و قلنا لهم إننا لا نرتكب خطأ ، إنما نقترب إلى الله . و التقرب إلى الله ليس خطيئة . و إذا كنتم تريدون أن تعرفوا أننا لم نرتكب خطأ ففتشوا الكتب و اقرأوا ما هو مكتوب فيها .

 

س : و ماذا كان موقف والدتك و شقيقتك " زهـور " ؟

ج : " زهـور " كانت تحب المسيح ، و تحب أن تقرأ الكتاب المقدس ، أما والدتى فحاولت أن تقرأ ، و لكنها لم تصل إلى شئ ، و ظلت على ما هى عليه .

 

س : هل كانت شقيقتك "صفية "  تحدث شقيقتك " زهـور " عما يدور فى عملها من مناقشات ؟

ج : كانت شقيقتى " صفية " تحكى لنـا كلنا كل ما يدور فى عملها .

 

س : و ماذا تم بعد اعتناقك أنت و شقيقتك المسيحية ؟

ج : قررنا الذهاب للكنيسة لنتعمد بطريقة التغطيس ، لأنها الطرقة التى تعمَّـد بها المسيح .

 

س : و كيف عرفتم أن التعميد بهذه الطريقة يتم فى تلك الكنيسة ؟

ج : لأنها أشهر كنيسة ، و كانت أختى كانت قد عرفت عن ذلك ؟

 

س : و ما أساس فكرة التعميد و سبب رغبتكم فيه ؟

ج : هناك آية فى العهد الجديد تقول إنه بعد الإيمان يجب أن نتعمد بالتغطيس  فى ماء موجود داخل الكنيسة ، مخصص لهذا الغرض ، بواسطة أحد رعاة الكنيسة .  و يتم التعميد بالتغطيس داخل الماء ، و ليس و نحن عراة، لكن بملابسنا و هذا ما تم لنا ، و التعميد يرمز إلى غسل الإنسان من خطاياه ، و إنه قد صار مؤمناً بالمسيح .

 

س : هل أخبرت أحداً بإعتناقك المسيحية ، و فكر الدين المسيحى لأى من أقاربك أو زملائك فى العمل ؟

ج : عندما كنت اسأل كنت أجاوب فإذا سُئِلت من بعض الأشخاص عن ذلك ، كنت  أجاوبهم  بما أعتقده.و أتذكر من هؤلاء زميلة فى العمل كانت قد دارت مناقشة بينى و بينه بصورة هادئة و عادية ، و هى فهمت من كلامى أننى أعتنقتت المسيحية ، فأبلغت الأمن ، فنقلونى للعمل فى مكتب الأمن لمدة سنة كاملة ، تركت بعدها العمل .

 

س : و مـا هو سبب شغلك فى مكتب الأمن ؟

ج : أرادت إدارة الأمن ان تتجنب حدوث أى موقف يسبب إثارة ، فقد عرف كثيرون من الناس عن طريق زميلتى أننى صرت مسيحية .

 

س : هل حدثت مناقشات معك و مع آخرين فى جهة عملك خلال مدة هذه السنة ؟

ج :  لم يحــدث .

 

س : هل حدثت أى مناقشات عن الديانة المسيحية بينك و بين العاملين فى إدارة الأمن ؟

ج : لا . لم يحــدث .

 

س : و لمـاذا تركـت عملـك ؟

ج : وجدت من الأنسب أن أبتعد عن العمل فى هذه الإدارة تجنباً لأية مشاكل .

 

س : و كيف حصلت على العمل الجديد الذى تعملين فيه الآن ؟

ج : عن طريق قريبة لى سمعت أن هذه الشركة تحتاج إلى موظفين و قدمت طلباً ، و أختبرونى ثم أعطونى العمل .

 

س : وهل تحدثت مع أحد فى هذه الشركة عن إعتناقك للمسيحية؟

ج : كان يتم الحديث مع بعض زملائى ، لكن بصورة خفيفة جداً ،
و طبيعية . أحياناً كان البعض يسألوننى عن طريقة كلامى
، عندما يلفت نظرهم إختلاف كلامى و أسلوبى عن اسلوبهم , كنت أحاول أن أخرج نفسى من هذه المواضيع بطريقة دبلوماسية .

 

س : هل ارتبطت بأية علاقة صداقة بينك مع زملائك فى العمل فى الجهات التى زكرتها ؟

 ج : لا . لم أرتبط بأية صداقات .

 

ملحوظــة :

اكتفينا بهذا القدر من استجواب المتهمة ، على أن نوالى استكمال استجوابها صباح باكر .

أُقفل المحضر على ذلك عقب إثبات ما تقدم ، و قررنا إعادة المتهمة " لميـاء " إلى حبسهـا كما كانت ، و تطلب لجلسة تحقيق بـاكـر .

 

عودة للصفحة الرئيسية