كان ينزل الوحي على النبي وهو في ثوب امرأته

جاء في صحيح البخاري (ج 3 كتاب الهبة وفضلها) : عن عائشة أن نساء رسول الله كنَّ حزبين، فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر فيه أم سلَمة وسائر نساء رسول الله.

وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إليه أخّرها، حتى إذا كان في بيت عائشة بعث إليه بها. فقال حزب أم سلَمة لها: كلّمي رسول الله أن يكلم الناس فيقول: من أراد أن يُهدي إلى رسول الله هدية، فليُهدها إليه حيث كان من نسائه. فكلَّمته أم سلَمة بما قلن لها، فلم يقل لها شيئاً. فسألنها، فقالت: ما قال لي شيئاً. فقلن لها: فكلميه. فكلَّمته حين دار إليها، فلم يقل لها شيئاً، فسألنها؟ فقالت: ما قال لي شيئاً. فقلن لها: كلميه حتى يكلمك. فدار إليها فكلمته فقال لها: "لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني، وأنا في ثوب إمرأة إلا عائشة . قالت: فقلتُ: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله" ورد الحديث أيضاً في مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث رقم 6180).النسائي 3888

هذه كانت بعض أحوال الوحي والموحى إليه في الإسلام .

سؤال : جاء في سورة مريم  : {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا، فقالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا. قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا}  مريم 17 .

لم يسمع أحد أن مريم كانت ترتعش ويغشى عليها وتزبد وتغط كغطيط الجمل وتسمع صوت كصلصلة الجرس ودوي النحل .. الخ.

فها تاريخ أنبياء الكتاب، إننا لا نجد فيهم شيئا من حالات النبي العربي، من إغماء وخلافه .

احوال الأنبياء الصادقين منافية لهذا، فإنهم تربّوا في مهد التقوى وعبادة الله الصحيحة.

لم يرد في كتاب الله أن نبياً كان له قرينٌ من الجنّ أو شيطان من

الشياطين، فإن الشيطان لا يكون قريناً إلا لمن خلا من النعمة الإلهية!

أما الذي فيه نعمة الله فيسكن فيه الروح القدس، فالإنجيل يقول لكل مؤمن: "جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ ا لْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ" (1كورنثوس 6:19) . فما بالك بأنبيائه؟

وهل يُعقل أن الله يأتمن من له قرين من الجن أو شيطان من الشياطين على كلمته الإلهية وإعلان إرادته للناس؟  .

لم يرد في كتاب الله أن نبيا من الأنبياء كان ينسى وحيه ! او كان يستبقه ويستعجله كما ان نبي الإسلام يفعل ! .

من تأمل التوراة والإنجيل رأى أن أنبياء الله منزَّهون عن الاعتقادات والخرافات الفاسدة، مؤيَّدون بالروح القدس، الذي كان يرشدهم إلى ما يقولون ويفعلون.

حالة محمد عند الوحي إليه ، تخالف حالة جميع أنبياء الله الصادقين والبررة ، الذين تكلموا بالحِكَم الإلهية، وأعلنوا الحق أمام الملوك والأمراء والعلماء والفهماء والفلاسفة، بطريقة تليق بوحي الله الصادق ، وبقدسيه الأصحاء جسميا وعقليا وأخلاقيا .

لم يرِدْ أن نبياً من أنبياء الله الصادقين كانت تصيبه عند نزول الوحي إليه الرعدة ، أو  يُغشى عليه، أو يصير كالسكران، أو تحمرّ عيناه، أو تجزع الناس من منظره، أو يغط كغطيط البَكَر ، أو يتصبب عرقا، أو أن يسمع أصواتا كدوي النحل وصلصلة الجرس.

ونحن نسأل: أي وحي هذا الذي يُخرِج الإنسان عن وعيه فيُغشى عليه ويشبه السكران ويغط كغطيط الإبل وتحمر عيناه وتأخذه الرعدة ويتصبب عرقاً ويُصاب بألم الرأس ويحس بطنين في أذنيه ورنين في دماغه? .

هل ذكرت لنا كتب الدين والتاريخ أن موسى عليه السلام كان يشبه السكران ويغط كغطيط الإبل وتحمر عيناه عند الوحي إليه؟.

ام أن عيسى كانت تأخذه الرعدة ويتصبب عرقاً ويُصاب بألم الرأس ويحس بطنين في أذنيه ورنين في دماغه حين نزول الوحي إليه ? .

كيف يمكن للمؤمن أن يطمئن لصحة الوحي في ظل هذه الأعراض المراضية والظروف والأحوال الغريبة ؟.

هل هذه هي سنة الله في أنبياءه ؟  بمعنى : هل كانوا أنبياء الله الصادقين في حالة نزول الوحي إليهم يصابون بمثل ما كان يصاب به محمد ؟.

إن أحوال الوحي وما كان يصيب الموحى إليه من أعراض تشنج

وحركات لا إرادية غريبة، جعلت النبي العربي "بدعا من الرسل".

سؤال : ألعل هذا جبريل آخر غير الذي كان يوحي لمحمد؟!

يل؛ ونتساءل ما سر قوله: (وانك لتلقي القران من لدن حكيم عليم) النمل 2 ؟ هل من جواب في تصريحه : ( فلا تكن في مرية من لقائه ، وجعلناه هدى لبني إسرائيل ، وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) السجدة 23-24 ؟ - وبنو إسرائيل الذين يقتدى بهداهم ويستشهد بهم هم ( النصارى) ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ) الأعراف 158.

فهل ( الحكيم العليم) الذي يلقي القران على محمد هو الذي ينوه به في تصريحه: (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) الأحقاف 10 ؟.

ذاك التساؤل ، وذاك الاستنتاج ، هما حق ؛ لان معنى التنزيل وطريقة التنزيل في القران هما من المتشابه فيه .

 

تعابير متشابهة عن مصدر القران العربي

هناك أربعة تعابير متشابهة عن مصدر القران العربي ، لا ترفع الابهام

عودة