\
موج من فوقه موج
إن هذه النبوءة جاءت في سفر يونان النبي وفي
مزامير داود. فقد تنبأ يونان عام 750 ق م عندما
ابتلعه الحوت فَصَلَّى يُونَانُ إِلَى
الرَّبِّ إِلَهِهِ مِنْ جَوْفِ الحُوتِ
وَقَالَ: دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ،
فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ
الهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي. لِأَنَّكَ
طَرَحْتَنِي فِي العُمْقِ فِي قَلْبِ
البِحَارِ. فَأَحَاطَ بِي نَهْرٌ. جَازَتْ
فَوْقِي جَمِيعُ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ.
فَقُلْتُ: قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ
عَيْنَيْكَ. وَلَكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ
إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ. قَدِ ا
كْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ.
أَحَاطَ بِي غَمْرٌ. التَفَّ عُشْبُ البَحْرِ
بِرَأْسِي. نَزَلْتُ إِلَى أَسَافِلِ
الجِبَالِ. مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ
إِلَى الأَبَدِ. ثُمَّ أَصْعَدْتَ مِنَ
الوَهْدَةِ حَيَاتِي أَيُّهَا الرَّبُّ
إِلهي (يونان 2:1-6).
ومن قبل ذلك، عام 1000 ق م (1600 سنة قبل الهجرة)
قال النبي داود بوحي الروح القدس في مزمور 8:4 و6
و8 فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى
تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى
تَفْتَقِدَهُ! تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ
يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ
قَدَمَيْهِ. وَطُيُورَ السَّمَاءِ، وَسَمَكَ
البَحْرِ السَّالِكَ فِي سُبُلِ المِيَاهِ .
وقد يكون التعبير سبل المياه أسلوباً شعرياً
يكرر ما سبق أن قاله في الآية السابقة له. ولكن
التعبير الداودي، وما قاله يونان يصفان
التيارات البحرية كما نعرفها في القرن
العشرين.