الاَحاديث المتأثرة بالاِسرائيليات في مصادر السنيين

 

 والنوع الثاني من أحاديث السنيين : أحاديث تجعل الشفاعة أولاً لاِبراهيم ، ثم لموسى ، ثم لعيسى عليهم السلام وتجعل نبينا الشفيع الرابع صلى الله عليه وآله ! !

 --------------------------------------------------------------------------------

 ( 395 )

 ـ روى الحاكم في المستدرك ج 4 ص 496 حديثاً طويلاً عن الدجال ويأجوج ومأجوج وأشراط الساعة والقيامة والشفاعة ، وصححه على شرط الشيخين ، وفيه أمورٌ وتفصيلاتٌ غير معقولة ، جاء فيه :

 عن أبي الزعراء قال كنا عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فذكر عنده الدجال فقال عبد الله بن مسعود : تفترقون أيها الناس لخروجه على ثلاث فرق ، فرقة تتبعه وفرقة تلحق بأرض آبائها بمنابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بقرى الشام ، فيبعثون اليهم طليعة فيهم فارس على فرس أشقر وأبلق قال فيقتتلون فلا يرجع منهم بشر . . . .

 قال : ثم تقوم الساعة على شرار الناس ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والاَرض فينفخ فيه . والصور قَرْنٌ ، فلا يبقى خلق في السماوات والاَرض إلا مات إلا من شاء ربك . . .

 قال : ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والاَرض فينفخ فيه فينطلق كل نفس إلى جسدها حتى يدخل فيه ثم يقومون فيحيون حياة رجل واحد قياماً لرب العالمين . قال : ثم يتمثل الله تعالى إلى الخلق فيلقاهم فليس أحد يعبد من دون الله شيئاً إلا وهو مرفوع له يتبعه ، قال فيلقى اليهود فيقول من تعبدون ؟ قال فيقولون نعبد عزيراً قال هل يسركم الماء ؟ فيقولون نعم ، إذ يريهم جهنم كهيئة السراب ! قال ثم قرأ عبد الله : وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً ، قال ثم يلقى النصارى فيقول من تعبدون؟ فيقولون المسيح ، قال فيقول هل يسركم الماء ؟ قال فيقولون نعم ، قال فيريهم جهنم كهيئة السراب ! ثم كذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئاً . قال : ثم قرأ عبد الله : وقفوهم إنهم مسؤولون .

 قال : ثم يتمثل الله تعالى للخلق حتى يمر على المسلمين قال فيقول من تعبدون؟ فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئاً ، فينتهرهم مرتين أو ثلاثاً فيقول من تعبدون ؟ فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئاً . قال فيقول هل تعرفون ربكم ؟ قال

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 396 )

فيقولون سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه ! قال فعند ذلك يكشف عن ساقٍ فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجداً ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبقاً واحداً كأنما فيها السفافيد ! قال فيقولون: ربنا فيقول قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون .

قال ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس كقدر أعمالهم زمراً كلمح البرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كأسرع البهائم ، ثم كذلك حتى يمر الرجل سعياً ثم مشياً ، ثم يكون آخرهم رجلاً يتلبط على بطنه !

 قال فيقول أي رب لماذا أبطأت بي ؟ فيقول لم أبطىَ بك ، إنما أبطأ بك عملك .

 قال ثم يأذن الله تعالى في الشفاعة فيكون أول شافع روح القدس جبريل عليه الصلاة والسلام ، ثم إبراهيم خليل الله ، ثم موسى ، ثم عيسى عليهما الصلاة والسلام قال : ثم يقوم نبيكم رابعاً ، لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه ، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله تبارك وتعالى : عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً .

قال فليس من نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة أو بيت في النار . . .

قال : ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله .

 قال ثم يقول الله : أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمته ، قال ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ، قال ثم قرأ عبدالله : ما سلككم في سقر ؟ قالوا لم نك من المصلين ، ولم نك نطعم المسكين ، وكنا نخوض مع الخائضين ، وكنا نكذب بيوم الدين ، قال فعقد عبد الله بيده أربعاً ثم قال : هل ترون في هؤلاء من خير ؟ ما ينزل فيها أحد فيه . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . انتهى .

 ورواه البيهقي في البعث والنشور ص 326 والديلمي في فردوس الاَخبار ج 1 ص 54 وص 80 والنيسابوري في الوسيط ج4 ص 387 وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ج 1 جزء 2 ص 170 . وغيرهم .

 أما الهيثمي فقد روى في مجمع الزوائد ج 9 ص 31 حديث أنه صلى الله عليه وآله أول شافع ،

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 397 )

ووصفه لاَنه موضوع ، وقال عن بعض طرقه في ج 8 ص 254 ( وفيه صالح بن عطاء بن خباب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات )

 ولكنه في نفس الوقت ردَّ الحديث الذي صححه الحاكم على شرط الشيخين في ج10 ص 330 وقال ( رواه الطبراني وهو موقوف ، مخالف للحديث الصحيح وقول النبي : أنا أول شافع ) ! فيبدو أنه اطلع على طريق آخر صحيح للحديث ، غير الطريقين اللذين ضعفهما . ولكنا لم نطلع عليه .

 

 

البخاري يفضل أنبياء بني إسرائيل على نبينا صلى الله عليه وآله

 

 أما البخاري فقد روى في تاريخه الذي ألفه قبل صحيحه أن نبينا صلى الله عليه وآله هو الشفيع الاَول ، وتوقف في رواية أنه الشفيع الرابع ، لوجود ما يعارضها.

 

ـ قال في تاريخه ج 4 ص 286 :

 عن جابر بن عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أنا قائد المسلمين ، ولا فخر ، وأنا خاتم النبيين ولا فخر ، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر .

 

ـ وقال في تاريخه ج 5 ص 221

 عبد الله بن هانيء أبو الزعراء الكوفي سمع ابن مسعود رضي الله عنه سمع منه سلمة بن كهيل يقال عن أبي نعيم إنه الكندي روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة : ثم يقوم نبيكم رابعهم والمعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنا أول شافع . ولا يتابع في حديثه . انتهى .

 ولكنه في صحيحه لم يرو هذه الرواية ولا غيرها مما ينص على أن نبينا صلى الله عليه وآله أول شافع !

 نعم ، روى أن الشفاعة من مختصات نبينا صلى الله عليه وآله دون الاَنبياء عليهم السلام :

 

قال في ج 1 ص 113

 جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت خمساً لم

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 398 )

يعطهن أحد من الاَنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الاَرض مسجداً وطهوراً وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة ، وأعطيت الشفاعة . انتهى .

 

ـ وروى في ج 5 ص 226

 رواية الشفاعة المعروفة في المصادر وأن الاَنبياء عليهم السلام يهابون التقدم للشفاعة للخلق ، ويطلبون من نبينا صلى الله عليه وآله أن يشفع إلى الله تعالى فيتقدم ويشفع . . وهي تدل على أنه صلى الله عليه وآله الشفيع الاَول ، قال فيها : إذهبوا إلى محمد فيأتون محمداً فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الاَنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، إشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى مانحن فيه ! فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجداً لربي عز وجل ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال يا محمد إرفع رأسك ، سل تعطه واشفع تشفع .انتهى .

 والى هنا يبدو أنه لامشكلة . .

 ولكن البخاري روى في صحيحه ما يعارض ذلك ، ويجعل درجة نبي الله موسى عليه السلام في درجة نبينا صلى الله عليه وآله أو أفضل منه ! فقد روى أن النبي صلى الله عليه وآله نهى المسلمين أن يفضلوه على موسى ، وقال إنه عندما يبعث من قبره يجد موسى جالساً عند العرش قبله !!

 

ـ قال البخاري في صحيحه ج 7 ص 193

 عن أبي هريرة قال : استبَّ رجلان ، رجلٌ من المسلمين ورجلٌ من اليهود ، فقال المسلم : والذي اصطفى محمداً على العالمين ، فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين ، قال فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي ، فذهب اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق ، فإذا موسى باطشٌ بجانب العرش ، فلا أدري أكان

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 399 )

موسى فيمن صعق فأفاق قبلي ؟ أو كان ممن استثنى الله ؟ ! .انتهى .

 ـ ورواه في صحيحه في سبعة مواضع أخرى على الاَقل ! في ج 3 ص 89 ، وج 4 ص 126 ، وج 5 ص 196 ، وج 6 ص 34 ، وج 8 ص 48 ، وص 177 ، وص 192 ، وهي رواياتٌ متفاوتة في دلالتها على تفضيل موسى ، ولكن مجموعها كافٍ في الدلالة عليه ، مهما حاول الشراح تأويلها !

 فقد نصت الرواية المذكورة كما رأيت على نهي النبي صلى الله عليه وآله عن تفضيله على موسى ، ووردت هذه العبارة ( لا تخيروني على موسى ) في رواية البخاري الاَخرى ج 7 ص 193 وفي ج 8 ص 192 وكذا في مسلم ج 7 ص 101 ، وسنن أبي داود ج 2 ص 407 ، وأحمد ج 2 ص 264 . وورد في رواية ج 5 ص 196 ( قال لا تخيروني من بين الاَنبياء )

 كما نصت على أن موسى عليه السلام مستثنى دون نبينا صلى الله عليه وآله من الصعقة التي يقول الله تعالى عنها : ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الاَرض ، إلا من شاء الله ، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . الزمر ـ 68 ، وهذا امتيازٌ له على جميع الاَنبياء ! وروى مثلها في ج 8 ص 192 .

 

ـ وجاء في ج 8 ص 177

 ( فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ) وزاد في ج 5 ص 196 وج 8 ص 48 ( فلا أدري أفاق قبلي ، أم جُزِيَ بصعقة الطور )

 

ـ وفي ج 5 ص 196

 ( قال إني أول من يرفع رأسه بعد النفخة الآخرة ، فإذا أنا بموسى متعلق بالعرش ) وفي رواية أخرى في غير البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله أول ما ينفض رأسه من التراب يرى موسى جالساً عند العرش !!

 قد يقال : إن رواية البخاري لا تدل على أن موسى أفضل من نبينا صلى الله عليه وآله لاَنها تنص على أن استثناءه من الصعقة إنما هو بسبب صعقته في الطور ولا علاقة له بالاَفضلية .

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 400 )

 والجواب : أن الرواية واردةٌ أساساً في مقام بيان أفضلية موسى ، أو بالاَقل عدم أفضلية نبينا عليه ، فهذا هو موضوع الخلاف بين المسلم واليهودي ، وهو موضوع الحديث ، وموضوع النهي المزعوم من النبي صلى الله عليه وآله عن تفضيله على موسى !!

 وقد يقال : لو سلمنا أن الرواية تدل على مساواة موسى لنبينا صلى الله عليه وآله أو أفضليته عليه، فهي لاتدل على أن موسى هو الشفيع الاَول .

 والجواب : أن مقام الشفاعة الاَول إنما أعطي لنبينا صلى الله عليه وآله بسبب أنه أفضل الاَنبياء صلوات الله عليهم جميعاً ، فإذا ثبت أن موسى أفضل منه ، فلا يبعد أن يكون هو رئيس المحشر وشفيعه . .الخ .

 وقد حاولت بعض الروايات أن تحل المسألة مع الاِسرائيليات حلاً سلمياً ، فتجعل الاَفضلية لموسى ، وتحتفظ بدرجة الشفيع الاَول لنبينا صلى الله عليه وآله كالتي رواها الطبري في تفسيره ج 24 ص 20 قال : عن قتادة قال : ذكر لنا أن نبي الله قال : : أتاني ملكٌ فقال يا محمد إختر نبياً ملكاً أو نبياً عبداً ، فأومأ اليَّ أن تواضع ، قال نبياً عبداً ، قال فأعطيت خصلتين : أن جعلت أول من تنشق عنه الاَرض ، وأول شافع ، فأرفع رأسي فأجد موسى آخذاً بالعرش ، فالله أعلم أصُعِقَ بعد الصعقة الاَولى ، أم لا . انتهى .

 ولكنها على أي حالٍ محاولاتٌ في مصلحة تصديق الاِسرائيليات التي لا نثق بها !

 ومن جهة أخرى . . فإن تأويل الروايات الواردة في موسى على نبينا وآله وعليه السلام حتى لو أمكن فهو لا يحل المشكلة ، لاَنه توجد في صحاح إخواننا ومصادرهم روايات مشابهة عن كبار أنبياء بني إسرائيل ، فهي تفضلهم على نبينا صلى الله عليه وآله أو تجعلهم في درجته ، فلا بد من معالجتها جميعاً !

 ويحاول العلماء السنيون حل المشكلة بالتأويلات والاِحتمالات البعيدة ، حتى لا يقعوا في محذور رد الاَحاديث الصحيحة أو تكذيب رواتها. . والدخول في هذا البحث يخرجنا عن موضوعنا ، وإن كان من بحوث السيرة المهمة ، لكن نكتفي بذكر نماذج من هذه الاَحاديث :

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 401 )

 فمنها حديث الحاكم المتقدم الصحيح على شرط الشيخين ، الذي يعطي الشفاعة في الموحدين ليعقوب عليه السلام قبل نبينا صلى الله عليه وآله بحجة أن يعقوب هو الذبيح !!

 ومنها حديث البخاري المتقدم في ج 4 ص 133 حيث جاء فيه ( فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السموات ومن في الاَرض إلا من شاء الله ، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث ، فإذا موسى آخذٌ بالعرش ، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ، أم بعث قبلي . ولا أقول إن أحداً أفضل من يونس بن متى !) ومثله في مسلم ج 7 ص 100

 

ـ وفي البخاري ج 4 ص 125 :

 عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ، ونسبه إلى أبيه .

 

ـ وفي ج 4 ص 132 :

 عن ابن عباس أيضاً ، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : لا يقولن أحدكم إني خير من يونس ، زاد مسدد يونس بن متى . ونحوه في ج 4 ص 132 و ج 4 ص 133 و ج 5 ص 185 وص 193 بروايتين ، وفي ج 8 ص 213

 وقد صرحت رواية مسلم ج 7 ص 102 بأنه حديث قدسي !! وأنه يشمل كل الناس حتى نبينا صلى الله عليه وآله قال :

 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يعني الله تبارك وتعالى : لا ينبغي لعبد لي ـ وقال ابن المثنى لعبدي ـ أن يقول أنا خير من يونس بن متى عليه السلام ) ! وروى نحوه في ص 103

 أما ابن ماجة فقد شدد على الموضوع فروى في ج 2 ص 1428 عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال ( ومن قال : أناخير من يونس بن متى فقد كذب ! . في الزوائد : إسناده صحيح رجاله ثقات .

 وروى نحو ما في البخاري أبو داود في سننه ج 2 ص 406 والترمذى ج1 ص 118 وج 5 ص 51

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 402 )

 

ـ وعلل أفضلية يونس في كنز العمال ج 12 ص 476

 فروى عن عدة مصادر ، عن علي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا ينبغي لاَحدٍ ـ وفي لفظ لعبدٍ ـ أن يقول أنا خيرٌ من يونس بن متى ، سبح الله في الظلمات !

 

 

* *

 

 أما رواياتهم عن نبي الله داود عليه السلام فقد تكون أكثر صراحةً بتفضيله على نبينا صلى الله عليه وآله !!

 

ـ ففي مجمع الزوائد ج 8 ص 206

 عن أبي الدرداء قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود صلى الله عليه وسلم قال : كان أعبد البشر . رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن .

 

ـ وفي كنز العمال ج 12 ص 476

 عن ابن عساكر ، عن أنس أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا خير الناس ، قال : ذاك إبراهيم ! قال : يا أعبد الناس ، قال : ذاك داود !!. وفي ج 3 ص 671 ( إن أخي داود كان أعبد البشر )

 

ـ وفي صحيح البخاري ج 6 ص 31 ونحوه في ج 4 ص 135

 قال سألت مجاهداً عن سجدة( سورة ) ( ص ) فقال سألت ابن عباس : من أين سجدت ( يعني لماذا ) فقال : أو ما تقرأ : ومن ذريته داود وسليمان أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ، فكان داود ممن أُمِرَ نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به ، فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

 

 

* *

 

 ونفس المشكلة تجدها في رواياتهم عن يحيى عليه السلام ، فقد روى الهندي في كنز العمال ج 11 ص 521 عن مسند أحمد وطبقات ابن سعد وغيرهما ، عن ابن عباس : ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة ، إلا يحيى بن زكريا ، فإنه لم يهم بها ولم يعملها )

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 403 )

 

ـ وفي كنز العمال ج 11 ص 522 عن ابن عساكر : لا ينبغي لاَحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا ، ما همَّ يخطيئة ولا جالت في صدره امرأة .

 

والنتيجة : أنه لابد للباحث من القول بأن روايات بني اسرائيل وجدت طريقها الى مصادر إخواننا السنيين في عقيدة الشفاعة ، وبقيت ضعيفة في بعض الحالات ، ولكنها في حالاتٍ أخرى صارت الى صفِّ الروايات الاِسلامية وبستواها من الصحة.. وأحياناً صارت أقوى منها وحلت محلها !!

من مصادر السنيين

 

ـ تاريخ البخاري ج 6 ص 533

 روى وكيع عن محمد بن قيس قال : أدنى أهل الجنة منزلة الذي يشفع في الرجل من أهل بيته .

 

ـ مسند أبي يعلي ج 2 ص 292

 حدثنا أبوبكر حدثنا محمد بن بشر حدثنا زكريا بن أبي زائدة حدثني عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أمتي من يشفع للرجل وأهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته .

 

ـ فردوس الاَخبار للديلمي ج 1 ص 105

 أنس بن مالك : أكثروا من المعارف من المؤمنين ، فإن لكل مؤمن شفاعة عند الله يوم القيامة .

 

ـ الدر المنثور ج 6 ص 8

 وأخرج ابن جرير من طريق قتادة عن أبي إبراهيم اللخمي في قوله : ويزيدهم من فضله قال يشفعون في إخوان إخوانهم .

 

ـ تفسير الطبري ج 25 ص 18

 قوله تعالى : ويزيدهم من فضله . . . . وقيل إن ذلك الفضل الذي ضمن جل ثناؤه أن يزيدهموه هو أن يشفعهم في إخوان إخوانهم ، إذا هم شفعوا في إخوانهم فشفعهوا فيهم .

 

ـ تفسير الطبري ج 29 ص 105

 فما تنفعهم شفاعة الشافعين ، يقول فما يشفع لهم الذين شفعهم الله في أهل الذنوب . . وفي هذه الآية دلالة واضحة على أن الله مشفع بعض خلقه في بعض .

 

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 464 )

 

ـ هامش طبقات المحدثين بأصبهان ج 2 ص 346

 عن أبي أمامة عن النبي ( ص ) قال : إن ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش شافع مشفع .

 

ـ الاِيمان لابن تيمية ص 115

 أبو الحسن الاَشعري نصر قول جهم في الاِيمان مع أنه نصر المشهور من أهل السنة في أنه يستثني في الاِيمان فيقول : أنا مؤمن إن شاء الله لاَنه نصر مذهب أهل السنة في أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة ولا يخلدون في النار وتقبل منهم الشفاعة ونحو ذلك .

 

ـ فتاوي الاَلباني ص 286

 سؤال : هل تارك الصلاة كافر ولا ينفعه أي عمل ؟

 جواب : نحن قلنا إن إخواننا كانوا يصلون ويصومون إلى آخره ، فيأذن الله عز وجل بأن يشفع لهم فيشفعون ، ثم يشفعون لوجبة أخرى .

عودة