شفاعة الكعبة لمن زارها

 

 

ـ في الدر المنثور ج 1 ص 137

 وأخرج ابن مردويه والاِصبهاني في الترغيب والديلمي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة البيت الحرام إلى قبري ، فتقول : السلام عليك يا محمد ، فأقول وعليك السلام يا بيت الله ، ما صنع بك أمتي بعدي ؟ فتقول : يا محمد من أتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعاً ، ومن لم يأتني فأنت تكفيه وتكون له شفيعاً .

 وروى في مستدرك الوسائل ج 8 ص 40 رواية أخرى في تجسد الكعبة وشفاعتها أشبه من رواية السيوطي بالاسرائيليات وإن كان موضوعها الكعبة الشريفة ! قال :

 عن وهب بن منبه أنه قال : مكتوب في التوراة : إن الله تعالى يبعث يوم القيامة سبعمائة ألف ملك ، ومعهم سلاسل من الذهب ليأتوا بالكعبة إلى عرصات القيامة ، فيأتون بها بسلاسل الذهب إلى موقف القيامة فيقول لها ملك : يا كعبة الله سيري ، فتقول : لا أذهب حتى تقضي حاجتي ، فيقول ما حاجتك ؟ إلى أن قال ما حاجتك سلي حتى تعطي ؟ فتقول : إلَهي عبادك العصاة ، أتوا إليَّ من كل فج عميق ، شعثاً

--------------------------------------------------------------------------------

 

( 477 )

غبراً وخلفوا أهليهم وأولادهم وبيوتهم ، وودعوا أحباءهم وأصحابهم لزيارتي وأداء المناسك كما أمرت ، إلَهي فاشفع لهم لتؤمنهم من الفزع الاَكبر ، فاقبل شفاعتي واجعلهم في كنفي .

 فينادي ملك : إن فيهم أصحاب الكبائر والمصرين على الذنوب ، المستحقين النار ! فتقول الكعبة : أنا أشفع في أهل الكبائر ، فيقول الله تعالى : قبلت شفاعتك وقضيت حاجتك ، فينادي ملك : ألا من كان من أهل الكعبة فليخرج من بين أهل الجمع ، فيخرج جميع الحاج من بينهم ، ويحتوشون الكعبة بيض الوجوه آمنون من الجحيم ، يطوفون حول الكعبة ، وينادون لبيك ، فينادي ملك : يا كعبة الله سيري ، فتسير الكعبة وتنادي : لبيك اللهم لبيك لبيك ، إن الحمد والملك والنعمة لك لا شريك لك لبيك ، وأهلها يتبعونها . انتهى .

 

 

* *

 

 وقد روت المصادر أحاديث في شفاعة الحجر الاَسود أعزه الله تعالى ، كالذي في الدر المنثور ج 1 ص 136 عن عائشة : قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشهدوا هذا الحجر خيراً ، فإنه يأتي يوم القيامة شافع مشفع ، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه . وقد رواه في مجمع الزوائد ج 3 ص 242 وفي كنز العمال ج 12 ص 217 .

 وورد في مصادر الطرفين أن الحجر الاَسود ملكٌ من ملائكة الجنة ، وأنه شهد على ميثاق بني آدم، ثم أنزله الله تعالى مع آدم إلى الاَرض ، ولا يتسع المجال لبحث ذلك.

عودة