الفصل الرابع

الشورى والخلافة :

إستهلال :

القارئ للتاريخ العربي قبل الإسلام لابد وأن يلاحظ تلك البدايات الأولى للشورى التي نشأت على يد كعب بن لؤي جد النبي البعيد? فكعب - كما تذكر كتب التاريخ الإسلامي - هو أول من جمع العرب في يوم الجمعة وكان يسمى قبله العروبة ? ولم يكن هذا الإجتماع في يوم الجمعة يحمل الكثير من مواصفات الحكومة القبلية? ولكنه كان تتويجاً لما صنعه قُصَي - جد كعب - من قبل ? فيذكر البغدادي ما كان من أمر مجتمعات قريش وأنهم ما كانوا يفعلون شيئاً في سلم أو حرب إلا بعد أن يجتمع أهل الحل والعقد في محل مخصوص ? وما يستقر عليه رأيهم يُعمل به ولا يستطيع أحد التخلف عنه? وقد كان أكثر اجتماعهم في دارقُصَي بن كلاب - دار الندوة - فما يتزوج رجل أو امرأة من قريش? ولا يتشاورون في أمر نزل بهم? ولا يعقدون لواء حرب إلا فيها (بلوغ الأرب? البغدادي 1:272). ونتيجة للمقدمات كانت نهاية الأمر? فقد حدثت بضعة مواقف قبل بعث النبي بفترة وجيزة تبلورت فيها صورة الحكومة العربية المركزية كما لم تتبلور من قبل. وأول هذه المواقف هو ما يرويه ابن هشام من أن قُصَي لما كبر ورقّ عظمه? وكان عبد الدار بكره? وكان عبد مناف وعبد العُزى وعبد شمس قد شرفوا في زمن أبيهم? قال قُصَي لعبد الدار : اما والله يا بُني لألحقنك بالقوم? وإن كانوا قد شرفوا عليك : لا يدخل رجل منهم الكعبة? حتى تكون أنت تفتحها له? ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك? ولايشرب بمكة إلا من سقيانك? ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاماً إلا من طعامك? ولا تقطع قريش أمراً من أمورها إلا في دارك? فأعطاه دار الندوة? التي لا تقضي قريش أمراً من أمورها إلا فيها? وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة ... ثم ان قُصَي بن كلاب هلك فأقام أمره في قومه وفي غيرهم ... ثم أن بني عبد مناف بن قُصَي : عبد شمس وهاشماً والمطلب ونوفلاً أجمعوا على أن يأخذوا من أيدي بني عبد الدار بن قُصَي ما كان لهم من السقاية والرفادة والحجابة واللواء? ورأوا أنهم أولى بذلك منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم فتفرقت عند ذلك قريش? فكانت طائفة مع بني عبد مناف على رأيهم? يرون أنهم أحق به من بني عبد الدار لمكانهم في قومهم? وكانت طائفة مع بني عبد الدار? يرون أن لايُنزع منهم ما كان قُصَي جعله إليهم ? وعقدت كل طائفة حلفاً على ألا يتخاذلوا? ولا يُسلم بعضهم بعضاً? فكان حلف المطيبين يضم بني عبد مناف وأحلافهم? وحلف الأحلاف يضم بني عبد الدار وأحلافهم? وعُبئت القبائل لبعضها ثم قالوا : لتفنِ كل قبيلة من أُسند اليها . وكان من الممكن أن تكون هذه بداية لحرب ضروس لا تُبقي ولا تذر? فالقوم قد جمعوا لها وتكفلت كل قبيلة بأن تفني من أمامها من الحلف الأخر? إن الموقف - حتى هذه اللحظة - يعيد للأذهان صورة داحس والغبراء? وإن كان أكثر عنفاً? فالحرب هذه المرّة لها سبب قوي - حُكم مكة - والمتحاربون هم سادة مكة - بنو قُصَي بن كلاب - لقد كانت الحرب الوشيكة الوقوع كافية لإنهاء حلم قُصَي بالإمبراطورية العربية? لكن إرادة آخرى فوق إرادة الجميع لم تشأ لهذه الحرب أن تندلع? فيقول ابن هشام: فبينما الناس على ذلك قد جمعوا للحرب إذ تداعوا إلى الصلح? على أن يعطوا بني عبد مناف السقاية والرفادة? وتكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار كما كانت? وتحاجز الناس عن الحرب? وثبت كل قوم مع من حالفوا. فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام? فقال رسول الله: ما كان من حلف في الجاهلية? فإن الإسلام لم يزده إلا شدة (السيرة النبوية? بن هشام? 1:92 وما بعدها).

كانت هذه أول خطوة صحيحة على طريق الإمبراطورية العربية? فبني عبد مناف قد أدركوا استحالة انتزاع كل المآثر من أيدي بني عبد الدار? والآخرون أدركوا استحالة الحفاظ عليها دون إراقة الكثير من الدماء? وما هي إلا فترة وجيزة حتى كان بنو عبد مناف يضعون أيديهم على دار الندوة - بصورة أو بأخرى - وبذلك لم يبق لبني عبد الدار شئ سوى وظيفتين شرفيتين وهما : الحجابة واللواء.

أما الموقف الثاني فهو حلف الفضول? وكان أول من دعا له هو الزبير بن عبد المطلب? وسبب ذلك كما يذكر ابن كثير أن رجلاً من زَبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل فحبس عنه حقه? فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف? عبد الدار ومخزوم وجمح وسهم وعدي بن كعب? فأبوا أن يعينوا على العاص بن وائل وانتهروا الزبيدي? فلما رأى الشر أَوفى على أبي قُبيس? جبل بمكة? عند طلوع الشمس? وقريش في أنديتهم حول الكعبة? فنادى بأعلى صوته :

يا آل فهر لمظلوم بضاعته -- 2ببطن مكة نائي الدار والنفر

ومحرم أشعث لم يقض عُمرته -- ياللرجال وبين الحِجر والحَجر

إن الحرام لمن تمَّت كرامته -- ولا حرام لثوب الفاجر الغَدِر

فقام الزبير بن عبد المطلب وقال : ما لهذا مَتْرك. فاجتمعت هاشم وزهرة وتيم بن مُرَّة في دار عبد الله بن جُدعان فصنع لهم طعاماً? وتحالفوا في ذي القعدة في شهر حرام? فتعاقدوا وتعاهدوا بالله ليكوننّ يداً واحدةً مع المظلوم على الظالم حتى يؤدّى إليه حقه ما بل بحرٌ صوفةً? وما رسى ثبيرٌ وحراء مكانهما? وعلى التآسي في المعاش. فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول? وقالوا : لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر. ثم مشوا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه سلعة الزبيدي فدفعوها إليه (السيرة النبوية? ابن كثير? 1:259). وقد حضر النبي هذا الحلف فيه يقول ما أحب أن لي بحلف حضرته بدار عبد الله بن جدعان حُمر النَّعم وأنّى أغدر به? هاشم وزُهرة وتيم تحالفوا مع المظلوم ما بل بحر صوفةً? ولو دُعيت به لأجبت وهو حلف الفضول (طبقات ابن سعد? 1:129)? صوف البحر هو: شيء على شكل الصوف الحيواني? وواحدته صوفة? اللسان صوف ).

لقد كان هذان الموقفان من أهم المواقف التي توضح مراحل نمو الدولة الوليدة? فالتنازع بين بني عبد الدار وبني عبد مناف? هو نزاع حول سيادة مكة وحكمها? والحلفان اللذان عقدا يؤكدان قوة بني عبد مناف? فقد استطاعوا انتزاع أهم السلطات الفعلية من إخوتهم والسير بالأمر في الطريق الذي يريدونه. وقد استطاع هاشم بن عبد مناف استثمار هذه الأحلاف في صالح بنيه? فما هي إلا سنوات حتى وضع يديه على دار الندوة مقر الحكومة? وإن بقيت ملكيتها لبني عبد الدار? وتمكن فيما بعد من عقد عدة اتفاقيات مع القبائل التي تقع في طرق التجارة بين مكة والشام? وبهذه الاتفاقيات مكّن أهل مكة من الذهاب إلى الشام واليمن للتجارة? ولم يقتصر الأمر على التجارة فقط بل تعداها إلى حدوث حالة من المزج الثقافي بين ما كان شائعاً في الشام وما كان موجوداً في الجزيرة? فبعد هذه الرحلات أصبح من الطبيعي ظهور جماعة الحنفاء - أو بالأحرى تأكيد وجودها - وارتفاع صوت المنكرين لعبادة الأوثان والذبح لها? وأصبح من الطبيعي أن تتردد مجموعة من المصطلحات الغير عربية الأصل والتي تتعلق بكنه ونظام العبادة في اليمن والشام حتى لُقب عثمان بن الحويرث بالبطريق. وكنتيجة طبيعية لازدهار التجارة ازدهرت الحركة الثقافية وأصبح سوق عُكاظ يمثل أكثر من مجرد منتدى تتفاخر فيه العرب بمآثر الآباء? بل صار أشبه بمنتدى لعرض الأفكار المختلفة والدعوة إليها. ويأتي الموقف الثاني الذي نرى أنه محاولة من سادة القبائل في قريش لإرساء شكل من أشكال الحكومة البدائية التي تحاول الأخذ بيد المظلوم وإقامة العدل.

لقد كان أهل مكة على الطريق الصحيح لتشكيل حكومة قوية? وهو ما حدث فيما بعد على يد النبي محمد بن عبد الله? فقد بدأ قُصي بأهم جانب وهو جمع أهل مكة في مكان واحد وهذا أدى إلى شعورهم بالاستقرار لأول مرّة في تاريخهم الطويل? ثم بعد ذلك تبعه حفيده هاشم بإرساء شبكة من العلاقات مع القبائل والدول المجاورة لتمكينهم من تحسين أوضاعهم الاقتصادية.

فكل هذه المواقف كانت تمهد بشكل أو بآخر لقيام الإمبراطورية العربية? ولكن كان هناك مانعاً قوياً بالنسبة للمكيين? وهو رأي العرب في أنهم قوم لقاح لا يدينون لملك? ولذلك كان من المستحيل على أي شخص أن ينفرد بحكومة مكة? اللهم إلا إذا كانت هذه الحكومة آتية بأمر من لا يملك القوم رداً لأمره? ولعل ما يؤيد ما ذهبتُ إليه قول النبي لعمه عبد المطلب يا عم? إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها? تدين لهم بها العرب? وتؤدي إليهم بها العجم الجزية (تاريخ الطبري? 2:325).

وبالفعل دانت لقريش العرب بهذه الكلمة? وتحولت قريش من قبيلة ضمن قبائل العرب إلى حكام للجزيرة العربية كلها? وعرفت الجزيرة نظام الحكومة? وإن كانت غير محددة الملامح? المستقرة القادرة على هزيمة الفرس والروم وإخضاع أجزاء كثيرة من المملكتين لسلطانها في فترة وجيزة? واستقر نظام الخلافة في الجزيرة منذ وفاة النبي وحتى نهاية عصر الراشدين? وعرفت الجزيرة معنى الشورى كما لم تعرفه من قبل. ولكي تتضح الأمور لابد لنا من الإجابة على سؤال يحتاج منا إلى محاولة للإجابة عليه? وهو هل كان نظام الخلافة والشورى في الإسلام نتيجة لنصوص مقدسة? أم إنه كان مجرد نتيجة للموروث الثقافي للمسلمين في صدر الإسلام? إن الواقع التاريخي يؤكد أنه ليس هناك شكل محدد للحكومة الإسلامية بدءاً من أبي بكر الصديق وحتى نهاية الدولة العثمانية. بالإضافة إلى أن النصوص الواردة بشأن الخلافة? والتي تُنسب للنبي لا تُوضح الأمر? بل على العكس تزيده إبهاماً.

أما من حيث الواقع التاريخي فلم يكن هناك شكل أو مفهوم محدد للخلافة? فتولية أبي بكر تمت من خلال بيعة مباشرة في سقيفة بني ساعدة. وقد روى عمر بن الخطاب ملابسات هذه البيعة فقال: قد بلغني أن فلاناً منكم يقول: لو مات عمر بايعت فلاناً فلا يغترن امرؤ أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وتمَّت? ألا وإنها قد كانت كذلك إلا أن الله وقى شرها? وليس فيكم اليوم من تُقطع إليه الأعناق مثل أبي بكر? وإنه كان من خيرنا حين تُوفى رسول الله? وإن علياً والزبير ومَنْ معهما تخلَّفوا في بيت فاطمة? وتخلّفت الأنصار عنّا بأجمعها في سقيفة بني ساعدة? واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت له : يا أبا بكر? انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار . فانطلقنا نؤمّهم حيث لقينا رجلان صالحان فذكرا لنا الذي صنع القوم? فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين? قلت: نريد إخواننا من الأنصار فقالا: عليكم ألا تقربوهم? واقضوا أمركم يا معشر المهاجرين فقلت: والله لنأتينَّهم فانطلقنا حتى جئناهم في سقيفة بني ساعدة? فإذا هم مجتمعون? وإذا بين ظهرانيهم رجل مُزَّمِّل فقلت: من هذا? قالوا: سعد بن عبادة فقلت: ما له? قالوا: وَجِع فلما جلسنا قام خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله? وقال: أما بعد? فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام? وأنتم يا معشر المهاجرين رهط منا? وقد دفَّتْ دافة منكم تريدون أن تختزلونا من أصلنا وتحضنونا من الأمر - أي الخلافة - فلما سَكَت أردت أن أتكلم وقد كنت قد زَوَّرْتُ مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر? وقد كنت أداري منه بعض الحد? وهو كان أحلم مني وأوقر? فقال أبو بكر: على رِسْلِكَ فكرهت أن أغضبه? وكان أعلم مني? والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلاّ قال في بداهته مثلها وأفضل منها حتى سكت? فقال: أما بعد فما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله? ولم تعرف هذا الأمر إلا هذا الحي من قريش? هم أوسط العرب نسباً وداراً? وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين? فبايعوا أيهما شئتم . فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح? وهو جالس بيننا? فلم أكره مما قال غيرها? وكان والله أن أقَدَّمَ فتتضرب عنقي لا يقربني ذلك أحبُّ إلي من أن أتأمر على قومٍ فيهم أبو بكر. فقال قائل من الأنصار: أنا جُذيلها المحكَّك وعُذيقها المرجب? ( أي قد جَرَّبَتني الأمور ولي رأيٌ وعلمٌيُشتفى بهما? اللسان? جذل) منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش . وكثر اللغط? وارتفعت الأصوات? حتى خشيت الاختلاف? فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر فبسط يده? فبايعته وبايعه المهاجرون? ثم بايعه الأنصار? أما والله ما وجدنا فيما حضرنا أمراً هو أوفق من مبايعة أبي بكر? خشينا إن فارقنا القوم? ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة? فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى? وإما أن نخالفهم فيكون فيه فساد (تاريخ الخلفاء? السيوطي? 78? 79).

هذا الحديث من أطول وأوضح الأحاديث التي وردت في مسألة الخلافة? وقد رويته كاملاً? مع طوله? لعدة أسباب منها:

1 - ورود هذا الحديث في صحيحي البخاري ومسلم? وهما أصح كتب الحديث بإجماع العلماء.

2 - راوي الحديث: هو عمر بن الخطاب? ثاني الخلفاء? وهو الذي قال فيه النبي: بينما أنا نائم أُتيت بقدح لبن? فشربت حتى أنِّي لأرى الرَّيَّ يخرج من أظفاري. ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله? قال: العلم (اللؤلؤ والمرجان 3:126).

3 - وقت رواية هذا الحديث: هو يوم موت النبي وهو مُسجى في البيت لم يدفن بعد.

4 - موضوع الحديث: هو مبايعة أول حاكم للمسلمين بعد موت النبي بما يحويه ذلك من أهمية كبيرة للدولة الوليدة.

5 - المتواجدون: في هذا الموقف هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وغيرهم من كبار المهاجرين? وسعد بن عبادة وغيره من كبار الأنصار.

6 - الغائبون عن هذا الحدث: الزبير بن العوام حواري الرسول وعلي بن أبي طالب باب مدينة العلم وغيرهم من كبار الصحابة.

7 - النتيجة: مبايعة أبي بكر الصديق.

من المؤكد أن كل هذه الأحداث تستحق التأمل الشديد? ولكن أهم ما في الأمر هو نص هذا الحديث ذاته? فهذا النص? لوضوحه الشديد? أثار عدة تساؤلات عند المستشار سعيد العشماوي فيقول: لم يحدث في الجدل الذي حدث في سقيفة بني ساعدة بين المهاجرين والأنصار? أن لجأوا إلى آيات من القرآن الكريم أو الحديث النبوي بشأن الأمر? أو الحكم? وإنما كان الجدال بينهم يدور حول الأمر وهو اللفظ الذي يعني سياسة أمور الناس? ولا يتعلق بشؤون الدين. وكان الاقتراح المقدم من أحد الأنصار أن يكون منهم أمير? رئيس مدني? ومن المهاجرين أمير? رئيس مدني آخر. وهو نظام يشبه? أو يستعير? نظام تعيين قنصلين في روما? في بعض الفترات? وا قترح أبو بكر أن يكون من قريش الأمراء? ومن الأنصار الوزراء. فالصراع كان يدور حول الأمر? وعمن يكون الأمير? ولم يتعرض أحد أبداً بكلمة واحدة للدين أو الشريعة. وخلال الصراع الحاد? وتلك الفترة الحرجة? لم يحتج أحد من المهاجرين بحديث الأئمة من قريش ? وهو الحديث الذي صار بعد ذلك من أسس الفكر الإسلامي وأحد عمد فقه الخلافة الإسلامية? مع أن تلك الفترة الحرجة وذاك الصراع الحاد كانا المناسبة الهامة? وربما الوحيدة? التي كان ينبغي أن يوضع فيها الحديث أمام الناس. فهذا الحديث لو كان ظهر آنذاك? لكان قد حسم الخلاف من أصله وأنهاه قبل أن يبدأ? ولم يجعل من خلافة أبي بكر فلتة (الخلافة الإسلامية? المستشار العشماوي? ص96).

الصفحة الرئيسية