المسيح مُخلّص عظيم ، يسمع صلاة المضطر والمتضايق

ولد زياد ونشأ في دمشق ، وانهى دراسته العلمية في عاصمة سورية التاريخية. وكان في معظم حياته يمارس شعائر الدين الإسلامي، كما يمارسها كل فرد في عائلته المتديّنة . وغالباً ما صحب والده واخوته الثلاثة ، مع بعض الجيران الى الجامع الرئيسي في حيّهم لاداء صلاة الجمعة وصلوات اخرى . وكان يؤدي بقية الصلوات الخمس إما في بيته او في مكان عمله . ومنذ صباه لم يفته صوم رمضان في أي عام .

انتقل زياد بعد تخرجة من الجامعة ، الى مدينة الرياض حيث اشتغل مهندساً مدنياً لعدة سنوات . وأثناء إقامته في المملكة العربية السعودية واصل القيام بجميع الشعائر والواجبات الدينية الإسلامية كما أدى فريضة الحج . وكان في أحيان نادرة يتسائل عن الإنجيل والتوراة لينتهي الى طرح التساؤلات جانباً، لاعتقاده آنذاك ان كل ما يحتاج الى معرفته عن الكتاب المقدس وعن عيسى المسيح انما كان متوفراً له من خلال تعاليم دينه التقليدية . بيد انه كما يقول في سرد قصة حياته ، "استمر يتفاعل في قلبي ما كنت قد سمعته من اصدقائي المسيحيين في دمشق وما شاهدته في حياتهم . وظلت هذه التحريات والأسئلة بلا جواب فترة طويلة ."

في عام 1979 سافر زياد ، ومعه زوجته وابنتهما الصغيرة غادة ، الى المانيا موفداً من رب عمله ليحصل على تدرب مهني اختصاصي . كان من المقرر لهم ان يمضوا في المانيا عاماً واحداً ، ولكن قبل انتهاء هذه المدة المقررة تعرضت غادة لمرض شديد اقتضى إدخالها الى المستشفى . وبعد اربعة ايام من عناية طبية مكثفة استعصى عليها المرض ، ركن الاطباء الى الاستسلام له وتوقعوا لغادة موتاً وشيكاً .

شعر زياد في نهاية اليوم الرابع انه بات عاجزاً عن احتمال المشهد الأليم لوجهها الشاحب الذابل ، فغادر غرفتها بقلب مثقل بالغم وقصد غرفة الانتظار . جلس هناك بلا حراك الى ان حانت منه التفاتة نحو طاولة وسط الغرفة ، انتشرت عليها بضعة من الكتب والمجلات . ولمح كتابين متميّزين ، احداهما نسخة انكليزية من الكتاب المقدس والأخرى نسخة ألمانية منه . فنهض من مقعده وسار بخطوات وئيدة الى الطاولة ، والتقط احدى الكتابين .

بقي الكتاب مغلقاً في يده بعدما عاد الى مقعده بينما راحة ذاكرته تحاول ان تسترجع بعضاً من أقوال عيسى المسيح كما كان قد سمعها من صحبه في دمشق . ولما استقرت به الذاكرة على قول معيّن منها ، فتح الكتاب المقدس وراح بتلهف ونهم يقلب صفحاته باحثاً ، بهدي من روح الله القدوس ، عن ذلك القول . ولما عثر عليه بعد فترة غير قصيرة ، أخذ يقرأ بصمت : "واي شيء تطلبوه باسمي أعمله ، لكي يتمجد الآب بواسطة الإبن . إن طبتم شيئاً بإسمي ، أعمله ، (الإنجيل ، يوحنا 14 :13،14 )

غمر الأمل كل كيان زياد إذ قرأ تلك الآية الإنجيلية ، فرفع دعاء حار الى الله العلي القدير ، باسم عيسى المسيح . وكانت طلبته الوحيدة ان تشفى ابنته المحتضرة .

"شعرت على الفور بسكينة وطمأنينة عميقتين " ، قال زياد ثم اضاف ، "وتركت غرفة الإنتظار ممتلئاً بالفرح ، أرى النور محيطاً بي . وحالما دخلت غرفة غادة ، هرعت الى سريرها وضممتها برقة الى صدري ، قائلاً لها : غادة ، يا حبيبتي ، ان الله سيشفيكِ" .

أذهل زياد نفسه باليقين الذي نطق به كلماته لابنته ، ولكنه عرف في قرارة قلبه ان الله سبحانه وتعالى قد استجاب دعائه .

ومسح عن خدي غادة الدمعات التي كانت قد تساقطت عليهما من عينيه ، ثم التفت الى زوجته ، وما برحت عيناه مغرورقتين بدموع الفرح ، وقال لها ، "لقد سألت الله بإسم المسيح عيسى ان يشفي غادة . وما صليت من قبل لا بهذه الحرارة ولا بمثل هذه البساطة . وإني متيقن ، على نحو ما ، من ان الله تعالى قد استجاب دعائي."

أكيد ، شفيت غادة من المرض الذي هدد حياتها ، وبعد يومين تاليين لم يجد الأطباء داعياً الى إبقائها في المستشفى .

منذ تمت الإستجابة الإلهية المذهلة الى دعاء زياد ، اختبر هو وزوجته تحولاً كبيراً في حياتهما من تدبير العلي القدير لهما . لقد باتا يعرفان الحقيقة عن عيسى المسيح ، وأعلن كلاهما إيمانهما به . وفي وقت لاحق ، تبعتهما غادة على هذا الدرب ، وهي الآن مثلهما تؤمن ان يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة .

---------------

عزيزي القارئ ان المسيح الحي المقام من الاموات لا يزال يُخَلّص كل من يؤمن به . استجر به حالاً تائباً من كل قلبك يسمعك وينقذك من قصاص خطاياك ويعفيك من الدينونة الرهيبة ومن غضب الله في العذاب الابدي والطرح في جهنّم النار، يكتب اسمك في كتاب الحياة ويجعلك مقبولاً لدى الله بالبر والتقوى. ان السيد المسيح يعرض نفسه عليك الآن ليُخلّصك من عبودية خطاياك والقصاص المتوجب عليها. فهل تستجيب له وتتبعه قبل فوات الاوان ؟

الفهرس