. منذ الصغر والدنا يعلمنا كيف نصلي وكنا نراه دائماً ملتزماً بذلك، أبي وأمي شخصيات بسيطة لكنها أمينة في عبادتها وشكل حياتها. أبي موظف وفر لنا معيشة متوسطة الحال تعلمت أنا تعليماً متوسطاً (دبلوم تمريض) وحتى ذلك السن فأنا لم أعرف الكثير عن أمور ديني غير ما يجب علي من التزام بالصلاة والحجاب، لم تكن المسيحية ولا المسيحيين يشغلوني. فقد كنت أستحرم أن أفكر في دين يتسم بالكفر وبعد تخرجي وعملي في مستشفى داخلي تعرفت علي بعض البنات المسيحيات معي في الغرفة كما كان معظم الأطباء مسيحيين. ولأول مرة أتعامل مع أشخاص من هذا الدين، بل أعيش معهم فأنا كنت أخذ إجازة كل شهر لم أجد منهم غير كل حب ومعاملة حسنة على عكس توقعي فقد كنت أظن أنهم سيعاملونني بشكل سيئ نظراً لأنهم في المستشفي الأكثرية ونحن المسلمين الأقلية في العمل. فانجذبت لهم وبدأت أسأل أحد الأطباء عن بعض الأمور الصغيرة التي لفتت نظري ، كصورة المسيح المصلوب مثلاً. وبدأ يجاوبني عن أسئلتي وطلبت منه أن أعرف أكثر فبدأ يمدني بشرائط كاسيت تحوي عظات ، تشرح لي أمور كثيرة كنت أسمعها دون أن يعرف أحد في منزلي . وعندما بدأت أقتنع ببعض الأشياء ، وبشكل خاص بدأ يلفت نظري لشخص المسيح في القرآن وحثني علي البحث عن الآيات القرآنية التي تتحدث عنه وبالفعل بدأت أقرأ كل هذه الآيات وأتأمل في معناها فوجدتها تنسب للمسيح أمور لم تنسب لشخص أو لنبي أخر وجدت فيها صفات الله وشعرت وكأنني لأول مرة أقرأ هذه الآيات وكأن عيناي تنفتح علي معان أعمق بكثير مما تربيت عليها، وبدأت قناعتي تزيد وبدأت أطلب من الدكتور الذي يتابع أخباري ، وبأن يشرح لي معنى التثليث والصلب وبالفعل أجابني عن كل الأسئلة وكانت كل الإجابات تقول لي بأن المسيح هو الله حتى القرآن نفسه وصل لي تلك المعلومة وهذا المعنى
. سافر أستاذي الدكتور لمدة عام وأنا أكتشف وأتيقن يوماً بعد يوم هذا الأمر حتى عشته مع نفسي بالكامل وبدأت أصلي ليسوع كإله أعترف به! وفي يوم من الأيام وأنا في عنبر الفتيات ليلاً كنت جالسة علي السرير أفكر في المسيح وفيما يجب أن أفعله حتى أتعمد وأغير ديني بشكل جذري وأعيش هذا الدين الجديد ، كل هذه الأفكار كان يتبعها صعوبة الموقف من حيث رد فعل الأهل لو عرفوا به ، بلا أي شك سوف أواجه صعوبات في كل حياتي
. وتعبت من التفكير فقررت أن أنام وفيما أنا مستلقية علي السرير ولم أغمض عيني وكان نور الحجرة مغلق إذ بي أرى المسيح وكأنه في أرض واسعة يمد يده لي وكأنني في بحر عميق على وشك الغرق وحولي أناس كثيرين لكن لا أحد منهم ينقذني سوى المسيح! وتكرر المشهد ثلاث مرات وبعد ذلك عدت لوعي وإذ بي في حالة من السعادة تغمرني ووجدتني أعلن وبصوت عال "لقد رأيته. . لقد ظهر لي".. وعندما سألني أصحابي عما حدث لي ضحكت وقلت لهم لا شئ. لكن كنت أشعر أن هذه الليلة هي أسعد ليلة في عمري وشعرت بسعادة وفرح وسلام يغمرني لم أشعر به طيلة حياتي
. ومن هنا بدأت أواجه أزمة حقيقية بالفعل فأنا لم أنكر إيماني وهم يتهموني بالجنون ويأتون لي بالعرسان وأنا أرفض لمدة ثلاث سنوات إلي أن تقدم لي شاب وكان أهلي مصرين علي أني أتزوجه وذهبنا في ذلك الوقت للإسكندرية لنصيف ولما كنا في المياه نلعب وجدت أبي وأخي يحاولوا أن يغرقوني ولما بكيت قلت لهم لماذا تفعلوا ذلك؟ فقالوا لي لن نميتك ولكننا نريك بأننا نستطيع أن نفعل ذلك إذ لم تتزوجي هذا الشاب وتراجعتي عن ذلك الجنون الذي يسيطر عليك، وكذبت عليهم وقلت لهم بأني موافقة علي العريس وبالفعل لبسوني الشبكة ورجعت إلي عملي بالمستشفى بالمحافظة الأخرى وأني أثق بأن الأمور سوف تتغير ولكني في هذه الفترة قطعت اتصالي بهم ولا أدري ماذا سيحدث بعد ذلك. لكن ما أعلمه الآن هو أنني أحب المسيح وأعيش لأجله مهما واجهت من متاعب

  نقلاً من موقع أولاد إسماعيل

 

الصفحة الرئيسية