لسوف تحيا حياة أخرى

شهادة سهام

"وقدم إليه الكتبة والفريسيين إمرأة أمسكت في زنا. ولما أقاموها في الوسط" (يوحنا 8: 3)

"ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم. لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي" (يوحنا 15: 16)

أسبح الله العلي وأعطيه كل المجد له وللسيد المسيح ابن الله الألف والياء. الكلمة الذي جاء إلى العالم ليخلص خاطئة مثلي. وهو ذاته يريد أن يخلصك أنت أيضاً ويعطيك محبته الأبدية.

كيف أصبحت مسيحية؟ إن ما اختبرته لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنه. لقد تغيرت وأصبحت إنساناً جديداً. لقد تحررت من أكذوبة. رأيت النور واختبرت حياة جديدة مع المسيح. "من سيفصلنا عن محبة المسيح. "أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف" (رومية 8: 35). "ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا" (رومية 8: 37).

لقد ولدت في إحدى بلدان الشرق الأوسط، في عائلة مسلمة تتكون من 11 ابن. القدر الوحيد الذي حصل عليه والدي كان ما يؤهله فقط لقراءة القرآن والكتابة ولم تكن أمي متعلمة لأن تعليم البنات ليس ضروري في العقيدة الإسلامية. وتزوجت أمي في سن الثالثة عشرة برجل يكبرها كثيراً. إن حقوق ورأي المرأة أمور مهملة ومقهورة، ولم يكن للمرأة المسلمة نفس الحرية التي تتمتع بها المرأة اليهودية ومثيلتها المسيحية. وكنت الفتاة الوحيدة بين أخواتي التي تحصل علي قدر من التعليم. ولم يكن أمامي من خيار سوى قبول طريقة الحياة التي أحياها وكتمت مشاعري من عدم الارتياح. ولم يخطر بذهني يوماً أنني سأعيش في بلد غربي. ولكن هذا ما حدث عندما انتقلت بصحبة بعض أفراد العائلة للحياة في البلد الجديد الذي أصبح موطني الآن وأنا أحب هذا البلد كثيراً. لم أكن أعلم أي شئ عن اليهودية أو المسيحية أو الكتاب المقدس. لقد سجنتني العقيدة الإسلامية في الظلمة. وتعلمت من القرآن أن اليهود والمسيحيين هم كفار، كما علمني أن من يخرج من الإسلام يصبح هو أيضاً كافراً والنساء ليس عليهم الذهاب للمسجد، وإن ذهبوا ففي مكان منفصل. وهذا ما يمارسه المسلمون في الشرق الأوسط والبلدان الإسلامية. إني رأيت ما يخالف ذلك في الغرب فهذا ليس الإسلام الحقيقي فهم يغيرون أسلوبهم حتى يكسبوا ويجذبوا الغربيين لاتباع عقيدتهم.

لقد كان عمري 17 عاماً عندما شعرت بالحزن والاكتئاب. لقد كانت بداية جديدة لي في هذا البلد الغريب. وخرجت لأتمشى بمفردي في الشارع وشعرت أنه ليس هناك أحد يستطيع أن يفهمني في ذاك الوقت، لا أحد بل خالقي الذي أحبه وأخافه ولكن كان هناك جدار من العقبات وفراغ وشك بيني وبينه. وعبر الشارع كان هناك منزل أحد الجيران والذي لم أقابله أبداً.

كان باب المنزل مفتوحاً وكان الأطفال يتراكضون داخلين خارجين في سعادة. تقدمت نحو الباب وأنا في شدة الخجل. فسألتني سيدة مسنة عذبة عن إسمي وأخبرتها أن إسمي سهام. كانت هذه المرأة تعيش بمفردها، وكانت هذه السيدة مليئة بالسلام والفرح وتبتسم ابتسامة ودودة. إنها سيدة في غاية الاحترام وأجريت مقارنة سريعة في ذهني بينها وبين أمي التي لم تشعر بنفس الفرح الذي تشعره هذه السيدة. وهنا سألتني السيدة إن كنت أذهب إلي الكنيسة فأجبتها بالنفي. وعندها سألتني إن كنت أعرف المسيح كرب؟ واهتممت وشعرت بالرغبة في المعرفة فسألتها أن تخبرني عنه وعن مجيئه الثاني ليحكم العالم وأعطتني كتاب مقدس وكتيب صغير عن المجئ الثاني للسيد المسيح. وكانت هناك صورة له علي الصفحة الأولى. أخذتهما منها ولكنها سألتني إن كان في إمكاني أن أشارك أخي في الكتاب المقدس وتركت منزلها مسرعة إلي المنزل وشعرت برغبة في معرفة من هو المسيح؟ إنني لم أعرف هذه السيدة من قبل أو حتى اسمها. رجعت إلي البيت وتسللت إلي غرفة نومي قفلت الباب وبمفردي دون أن أخبر أي أحد أخذت أقلب صفحات الكتاب المقدس وقلت في نفسي إنني سأقرأه فيما بعد. ولكن لم يكن لدي أي صبر وكنت أريد استجابة فورية من المسيح لأني كنت في حاجة ماسة لمساعدته. أمسكت بالكتيب الذي أعطتني إياه وبداخله كانت هناك صورة تمثل المجئ الثاني. ولكن لم يكن لدي أي رغبة لقراءته. فرفعته بين يدي وقلت: "أيها السيد يسوع ساعدني" وبكيت وانهمرت دموعي طلباً للراحة. فشعرت بالضعف والإرهاق وبحاجة للنوم. وعندما استيقظت كنت في حالة شك وفكرت لربما لم يسمعني فأرخيت رأسي علي الوسادة وأغمضت عيني ورأيت حلماً غير عادياً رأيت أنني كنت في الخارج بمفردي وفجأة أظلمت السماء فنظرت عالياً ورأيت السماء تنفتح فوراً فركعت في صدمة عاجزة عن الكلام أنظر لهذه الفتحة في السماء فلمع ضوءاً باهراً ورأيت رجلاً يرتدي لباساً طويلاً أبيضاً وشعره الطويل يصل لكتفيه وله لحية قصيرة كثيفة، يقف في وسط الضوء وكان ينظر بسلطان وخلفه كان هناك بعض الرجال يقفون في صف ويرتدون أردية بيضاء ناصعة. ولهم شعر قصير أبيض ولحية بيضاء صغيرة. ولكن نظري ظل شاخصاً إلى الرجل العظيم الواقف. ورأيت أيضاً عرشاً جميلاً. كرسياً. وشعرت أن لهذا الرجل سلطان وقوة. وبدأ يهبط في اتجاهي واقفاً على سحابة صغيرة. وعلى يمينه رجل له شعر ولحية أبيضان وله أجنحة بيضاء يركب حصاناً أبيضاً. وعلي يساره رجلاً بنفس الوصف. كانوا جميعهم يهبطون وهو في المنتصف يتقدمهم. وتوقف ثم توقف الأخران أيضاً. ونظر أسفل نحوي وكنت في حالة صدمة عاجزة عن الكلام وعقلي يقول لي أنه يشبه المسيح. كنت راكعة علي ركبتي. وبداً جاداً وقال لي "ماذا تريدين؟"

كنت في حالة دهشة عاجزة عن الكلام ولا أدري ماذا أقول. وشعرت بتساؤل من أنا؟ حتى يأتي هذا الشخص العظيم إلى وكنت أرتعد ولا أعرف بما أجيب. عندها قال لي: "لسوف تعيشين حياة أخرى". وفرد ذراعيه وشعرت بقطرات مشعة جميلة تنسكب علي وشعرت برعدة وبارتياح. ثم ابتعد وتوقف. ولم أدر لماذا فعل ذلك وتوقف علي مسافة؟ ثم عاد مرة أخرى إلي الفتحة في السماء. وعندما انغلقت حدث زلزال هز الأرض وكنت مازلت في نفس البقعة جاثية. ورأيت صخوراً تنهمر ولكن أي منها لم يصيبني. وعندما استيقظت في الصباح كنت على يقين أن ما رأيته ليس مجرد حلم عادي ولم أستطع نسيانه. وقلت لنفسي إن هذا الشخص هو المسيح يسوع بدون شك. وشعرت أن أحداً لن يصدقني لذلك لم أخبر أحداً. ولم أرجع إلى تلك السيدة لأخبرها بما حدث. وحاولت أن أتجنبها كلية ولم أدري لماذا؟ ولم أرها بعد ذلك مطلقاً. وواصلت حياتي وحاولت نسيان هذا الحلم حتي لا يؤثر علي عقيدتي الإسلامية لأنني شعرت بأنني أصبحت أشعر بالقرب من الديانة المسيحية. أي سأصبح غير مؤمنة وأقع تحت طائلة أحكام القرآن.

في يوم تخلصت من الكتيب وأعطيت لأحد ما الكتاب المقدس بعد أن احتفظت بهما لمدة في أحد أدراجي. حتي لا يؤثر علي عقيدتي وحتي أتخلص من خوفي أن أصبح مسيحية وكان هذا يؤرقني ولكني لم أستطع ممارسة شعائر الإسلام. وشعرت أنه لا يفيدني وكل مرة كنت أقرأ القرآن كنت أشعر بالإحباط وعدم الإرتياح وخوف غير مبرر. وشعور من عدم الاستقرار وعدم الطاعة تلفني وبفراغ لا يمكن ملئه وكنت أظن أن هذا هو الشعور الطبيعي عندما أتعبد لله.

ومرت السنون وكان الحلم يعود إلى ذاكرتي من وقت لآخر. وفي يوم كنت أزور زوجة أخي في بيتها، كنا نشاهد التلفزيون، وحولت القناة، وكان هناك شخص يتحدث. من عمق قلبي كنت أريد أن أسمع عن المسيح وعن الكتاب المقدس. لكن كلانا كنا نضحك ونسخر منه ونشاور عليه ونحن نضحك. وفجأة تردد الرجل ثم قال: "هناك سيدة تشاهدني، اسمها سهام. وعمرك 33 سنة والرب سوف يعمل فيكي".

وعندما سمعت ما قاله صمت وتوقفنا عن الضحك ونظر كلانا إلى الآخر في دهشة. ولم تؤثر هذه الكلمات في زوجة أخي كما أثرت في. وقلت لنفسي لا يمكن أن أكون أنا! أنا مسلمة، لربما يقصد واحدة أخرى لها نفس الإسم وفي نفس العمر ... وحاولت أن أنسى الأمر بعض الوقت.

وبعد عدة سنوات. حدث ذات يوم عندما كنت في البيت، شعرت بالعجز والضياع. وإن هذه الحياة تقودني إلي النهاية المحتومة. وفجأة شعرت بضعف وفكرة خطرت لي: لماذا لا تبحثين عن المسيح؟ وأجبت نفسي! كيف؟ وخطر لي أن أذهب إلي الكنيسة اعتدت أن أمر بها من قبل. وكنت متوترة كان باب الكنيسة مفتوحاً .. فدخلت. كنت بمفردي وكل شئ هادئ، ولكن نظري تركز علي صليب كبير معلق على الحائط. وشعرت برغبة في الركوع وعندما فعلت تأثرت، وسالت دموعي. فقلت "أيها المسيح لقد مت من أجلي" وأنا أتطلع في الصليب. وفي هذه اللحظة أنا أسلم حياتي للسيد الرب يسوع المسيح. وكنت أشعر بالندم لأني انتظرت طويلاً حتى عرفتك. وشعرت بسلام لم أختبره من قبل. لقد انكسر الحاجز، واختفت كل همومي وأحمالي وتحررت.

"وتعرفون الحق والحق يحرركم" (يوحنا 8: 32)

لقد شعرت بمحبة المسيح لي بل لكل العالم. إنها حياة جديدة، بداية جديدة لي مع الرب "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16).

وبعد وقت أرشدني الله أن أفتح الإنجيل كانت تتحدث عن المعمودية ومنت أريد أن أطيع كلام الله. ورغبت في أن أتعمد. ولم أكن أفهم معنى ذلك ولكن الله قادني لإمرأة لم أقابلها أبداً في حياتي من قبل. واتصلت بها، وهي استعجبت لأنني كنت غريبة عنها. ورتبنا لموعد وكان اسمها هالة وحتى ذلك الوقت لم أكن أعرف أن في المسيحية مذاهب. فكل ما كان في رأسي هو أن أتبع المسيح وأن أتمم مشيئته.

وأخبرتني هالة أنها أرثوذكس، فقلت لها لا بأس ليس لي اعتراض إذا كانت هذه مشيئة الله. ورتبت هي موعد لي مع القس. وحدث قبل أن أتعمد أن يتدخل الشرير ويعطلني. وشعرت بالإحباط واشتكيت للرب. اعتمدت عليه بالكامل. وفي النهاية حدث ما أردت، وكان هذا القس معين لي. إن الله هو مصدر قوتي لقد كنت بمفردي في هذه الرحلة ولكن الله تفهم احتياجاتي. وبواسطة الروح القدس تلقيت إجابات لإستفساراتي.

"فخرج ذلك الخبر إلى تلك الأرض كلها" (متى 9: 26)

"ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب. فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (متى 10: 16)

"اسألوا تعطوا. أطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم" (متى 7: 7)

"وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله" (رؤيا 22: 12)


 أرغب في الاطلاع على مزيد من الاختبارات

mutenasserin.net الصفحة الرئيسية للموقع 

 


English Site | home | our identity | Islam | Christianity | Challenge | Religion | Jesus | Our Opinion | Experience | F&Q Corner School  |Tell Friends | |contact us |Site Map|

mutenasserin.net, 2001. Best viewed with Internet Explorer 5.0