إسمي وليد، ولدت في بيت لحم في إسرائيل. ويعتبر اليوم الذي ولدت فيه (يوم ميلادي) من أقدس الأيام في الإسلامي، حيث يوافق مولد النبي محمد (المولد النبوي). كان ذلك مصدر فخر أبي لذلك أطلق علي اسم (وليد) الذي يرتبط بالكلمة العربية (مولد)، أما في اللغة الإنجليزية فهو يعني (الميلاد) لكي يتذكر دائماً مولد النبي

. كان والدي من مسلمي فلسطين الذي درس الإنجليزية والدراسات الإسلامية في الأرض المقدسة، أما والدتي كانت أمريكية وقد تزوجت والدي أثناء دراسته في الولايات المتحدة عام 1956

. وكان قانون الحياة الأمريكية يقتضي بطفلين فقط لكل أسرة. وخوفاً من عاقبة مخالفة ذلك عندما حبلت بي أمي غادر أبواي أمريكا ليعيشوا في إسرائيل عام 196. والتي كانت تسمي حينئذ ضفة الأردن، وقد ولدت عندما وصلوا إلي بيت لحم، وعندما غير والدي وظيفته انتقلنا إلي المملكة العربية السعودية ثم رجعنا مرة أخري إلى الأرض المقدسة إلي أكثر مكان انخفاضاً علي سطح الأرض وهو أريحا

. لم أنس قط أول أغنية تعلمتها في المدرسة قبل حرب الستة أيام وكانت بعنوان "العرب أحبابنا واليهود كلابنا". لقد كنت معجب باليهود الموجودين في ذلك الوقت لكنني كنت أكر باقي كلمات الأطفال بدون فهم ما أقول

. وعندما كبرت في الأرض المقدسة عاصرت العديد من المعارك بين العرب واليهود، أول معركة (بينما كنا نعيش في أريحا) كانت حرب الستة أيام عندما احتل اليهود القدس وباقي فلسطين كانت هذه أعظم خيبة أمل للعرب والعالم الإسلامي كله

. وجاء المجلس الأمريكي في القدس قبل الحرب مباشرة لكي يجلي كل الأمريكان في المنطقة. وكانت أمي بالطبع أمريكية لكن أبي رفض وأبعدهم لأنه كان يحب بلاده. ومازلت أتذكر أشياء كثيرة أثناء الحرب مثل أصوات القنابل والقذائف التي استمرت نهاراً وليلاً لمدة ستة أيام، ونهب العرب للمخازن والمنازل في أريحا حتي أن الناس فروا هاربين لكي يعبروا الأردن خوفاً من الإسرائيليين

. سميت تلك الحرب بحرب الستة أيام لأنها استغرقت ستة أيام وفي اليوم السابع ضرب الربان الذي يسمي جورين قرن الخروف علي حائط المبكي في القدس وأعلنواً النصر. وقد ادعي العديد من اليهود بأن ذلك مشابه لما حدث مع يشوع عندما ذهب ودار حول أسوار أريحا ست مرات، ودار في اليوم السابع سبع مرات. وفي هذا اليوم نفخ الكهنة بالأبواق وصاح كل شخص بصوت واحد وأخذوا المدينة. أما أبي فكان كأن الأسوار انهارت عليه. وكان يستمع دائماً لمحطة الإذاعة الأردنية واعتاد أن يقول أن العرب سوف ينتصروا لكنه كان يستمع إلي المحطة الخاطئة أما المحطة الإسرائيلية كانت تعلن حقيقة نصرهم القريب، فقد اختار أبي أن يصدق العرب الذين ادعوا أن الإسرائيليين يشجعوا وسائل الإعلان

. ثم رجعنا إلي بيت لحم حيث ألحقنا أبي بمدرسة حيث كان هناك مستوى أفضل للدراسة بالإنجليزية، وكنا أخي وأختي وأنا فقط المسلمين في المدرسة ولكوننا نصف أمريكان كان المدرسون يضربوننا والطلبة يضحكون علينا وعندما يبدأ درس الكتاب المقدس كان يجب علي أن أترك الفصل وأنتظر بالخارج. وذات يوم انتقدت درس الكتاب فوقف كل الفصل من أجل الشجار معي وصاحوا : "نحن لا نريد النصف أمريكان ولا المسلمين أن يكونوا معنا " لكنني رفضت أن أخرج فطلبت مني السيدة التي تدرس لهذا الفصل الجلوس، ومنذ ذلك الحين غيرت أنا سياسة المدارس وأصبح لأول مرة مسموح للمسلمين بدراسة الإنجيل، ودرست الإنجيل بعد ثلاث سنوات بالرغم من العديد من السخرية

. نقلني أبي بعد ذلك إلي المدرسة الحكومية حيث كبرت في الإيمان الإسلامي الذي فيه طعمت بفكرة أنه ذات يوم سوف تتم النبوة القديمة للنبي محمد وتخبرنا هذه النبوة بحدوث معركة يتم فيها استرداد الأرض المقدسة كما أن التخلص من اليهود سوف يحدث في صورة مذبحة كبيرة

: وبالحقيقة تؤكد هذه النبوة الأحاديث الشريفة للنبي محمد والتي تنص علي التالي

. "لن يأت يوم الحساب حتي تهزم قبيلة المسلمين قبيلة اليهود" وعندما سئل محمد عن المكان الذي سوف يحدث فيه ذلك أجاب: "في القدس والأمم من حولها"

! وأثناء شبابي كنت مثل والدي متوافق دائماً مع الإسلام وما يعلموه المدرسون المسلمون. وفي غضون الإيمان بنبؤة محمد عرضت حياتي "للجهاد" أو "الحرب المقدسة" لكي أحصل علي النصر أو الإستشهاد. ففي الإسلام الاستشهاد هو الطريق الوحيد الذي يمكنه أن يضمن الخلاص ودخول الجنة خاصة منذ أن وعد الله ونبيه محمد بذلك، حيث ينص القرآن علي ذلك ، ويشدد عليه

. وأثناء شعب المدرسة ضد ما نسميه بالاحتلال الإسرائيلي كنت أجهز خطب ونداءات الحرب ضد إسرائيل في محاولة لإستفزاز الطلبة لكي يلقوا بالحجارة علي الجيش الإسرائيلي المسلح. كنا نصيح "لا سلام ولا مفاوضات مع العدو"، "نحن نضحي بدمائنا وأرواحنا من أجل عرفات"، "نضحي بدمائنا وأرواحنا من أجل فلسطين" "الموت للصهاينة" ... وهكذا

. أقسمت أن أحارب أعدائي اليهود مؤمناً بأني أفعل إرادة الله علي الأرض، وكنت جاد في كلمتي عندما ساهمت في الكثير من المشاغبات ضد الجيش الإسرائيلي، وكنت أحاول دائماً أن أصيبهم بضرر بكل الوسائل والطرق التي أستطيع أن أدركها، بدأت وساهمت في أي ثورة أستطيع أن أفعلها في المدراس، في الشوارع، وحتي في أقدس وكان "المكان المعين للمعبد" في القدس والذي يطلق عليه العرب "المسجد الأقصي"، وفي جميع المدارس الثانوية كنت دائماً واحداً من الأوائل الذين يشعلون الثورات

. وهناك العديد الذين تورطوا في أعمال إرهابية ضد اليهود مستخدمين قنابل واعتداءات مسلحة عليهم لكي يجبروهم علي مغادرة إسرائيل، لكن لم يستطع اليهود أبداً الإمساك بهم

. فلا شئ يمكنه أن يغير قلبي فمن الممكن أن أموت في سبيل أن تحدث معجزة. فأبسط شئ يصف نفسي هو أنني كنت واحداً من الذين لهم صور علي ( ) الذين يرمون الحجارة وكوكتيل مولوتوف (قنبلة يدوية مصنوعة من زجاجة ملأي بسائل ملتهب) في أيام الانتفاضة أو الثورة. كنت واحدة من الذين يطلق اليهود عليهم إرهابيين. أهم شئ هو أني لم أكن فقط إرهابي بل كنت مكره علي الإرهاب بمعتقداتي. فكان يجب علي أن أكتسب حسنات كافية وأعمل أعمال حسنة لكي أدخل الجنة، لكني غير متأكد تماماً أن حسناتي يمكنها أن تزن في الميزان أكثر من سيئاتي عندما أحاسب من الله. وبالتأكيد إذا استشهدت في الحرب ضد اليهود فإن ذلك سوف يخفف من غضب الله تجاه خطيتي وسوف أكون في موضع حسن وآمن في الجنة وسط عيون النساء الواسعة الجميلة، أحد الطريقين سوف يجعلني أفوز والإرهاب هو الطريق الوحيد لذلك

. وأتذكر وقت ما في بيت لحم صفق كل المشاهدين بأيديهم من الفرحة في مسرح مزدحم بالناس وهم يشاهدون فيلم (21 يوم في ميونخ). وفي اللحظة التي يرون فيها الفلسطينيين يرمون قنابل يدوية في طائرة هليوكبتر ويقتلون الرياضيين الإسرائيليين فإن المئات من المشاهدين يهتفون (الله أكبر). وهذه علامات الفرح التي يستخدمها المسلمون في الأحداث الظافرة

. وأتذكر أن الطلبة اعتادوا أن يسألوا المدرس أثناء دراساتنا الإسلامية في مدرسة بيت لحم الثانوية ما إذا كان مسموح للمسلمين أن يغتصبوا النساء اليهوديات بعد أن نهزمهم فكانت إجابته : "النساء المأسورين في حرب ليس لديهم خيار في هذا الأمر، يجب عليهم أن يطيعوا أسيادهم فممارسة الجنس مع الجواري المأسورين ليس "أمر فيه خيار للجواري" وقد ورد ذلك في القرآن فهو يقول في هذا الصدد

سورة النساء (النساء آية 2.)

: كما يقول القرآن في مواضع مختلفة

(سورة الأحزاب آية 2.)

. فنحن ليس لدينا أي مشكلة مع محمد متميزين عن غيرنا في ذلك لأنه تزوج 14 امرأة لنفسه بالإضافة إلي الكثير من الجواري كغنائم أخذها نتيجة انتصاره في المعارك. فلا نعرف حقيقة كم زوجة اتخذها وهذا السؤال كان دائماً قضية مختلف فيها بالنسبة لنا. وإحدي زوجاته أخذها من ابنه المتبني (زيد) حيث أعلن له الله بأنها أعطيت للنبي وغيرهم كانوا أسري يهود أجبروا علي العبودية بعد أن قطع محمد رؤوس أزواجهن وعائلاتهن

. وفي محاولة لتغيير قلوب الفلسطينيين عرضت محطة التليفزيون الإسرائيلي محرقة كتابية علي التليفزيون. كان علي أن أجلس وأشاهد تهليل الألمان بينما كنت أمضغ الطعام. فقد كان من المستحيل بالنسبة لي أن يتغير فكري أو قلبي تجاه اليهود، لكن القلب المزروع فقط سوف يقوم بهذه الوظيفة

. وذات مرة أخذوا مدرستنا إلي معسكر يهودي علي ساحل أشدود لمدة أسبوع لكي يجعلنا نختلط بالمدارس اليهودية الأخري، لكن لم يحدث ذلك بل علي النقيض كان كل مدرس يتحدث عن اليهود نسخر منه

. ومن ناحية أخري حاولت أمي أن تعلمني فكرة مختلفة في البيت وكانت تسميها خطة الله، تحدثت معي عن نبوة الكتاب المقدس وقالت إن العودة إلي اليهود كان معد لها من قبل الله وأتم هذا، وذلك بالنسبة لها هو معجزة الله في جيلنا لكي يري العالم "أن إرادته لابد أن تتم". كما أخبرتني أيضا عن العديد من أحداث المستقبل التي يجب أن تحدث في جيلنا والتي تتضح كل يوم الآن، وكلمتني عن المسحاء الكذبة والمضللين لكن كل ذلك لم يكن ل سوي تأثير ضئيل علي، وكان قلبي مازال منشغل بالحرب ضد اليهود

. كانت أمي متأثرة باثنين من المرسلين الأمريكان واللذان طلبت منهما أن يعمدوها سراً، وعندما رفضت أن تعمد في بركة مملوءة بالطحالب الخضراء كان يجب علي القس المرسل أن يناشد جمعية الشبان المسيحيين في القدس أن يخلو البركة من الرجال وهكذا عمدت أمي ولم يعلم أي فرد في عائلتنا عن ذلك

. وأخذتني أمي مرات كثيرة في رحلات إلي عدة متاحف في إسرائيل فأحببت الآثار القديمة وأصبحت مولع بها، وفي مناقشات كثيرة كنت بعدم فهم أخبرها أن اليهود والمسيحيين حرفوا الكتاب المقدس فأجابتني بأن أخذتني إلي متحف المخطوطات في القدس وعرضت علي كتابات إسرائيل وكيف أنها لازالت سليمة ولم يوجد أي شخص يلتقط نسخاً لأي أخطاء في الكتاب المقدس لكي يبرهن علي عدم وجود أي تحريف. فلم أستطع أن أرد علي أمي. وأتذكر عندما كنت مازلت أعذب أمي بتسميتي لها "كافرة" وألعن الأمريكان الذين بدعوا بأن المسيح ابن الله. وكنت أعرض عليها صور في الجرائد لكل المراهقين بافتراض أنها من الممكن أن تموت شهيدة نتيجة قسوة مطالبتها بإجاباتها علي ذلك. لقد كرهتها وطلبت من أبي مراراً أن يطلقها ويتزوج من امرأة مسلمة

. كما كنت أتظاهر بالتجهم والوجه الحزين عندما أنظر في صورة المدرسة كما لو عرفت أن رجوعي لأكون في هذه الصورة كشهيد كان من الممكن أن يحدث لأني جازفت مراراً كثيرة لكي أقتل أثناء مرحلة الشباب بسبب اعتراضاتي وتصادماتي مع الجيش الإسرائيلي

. لقد عشت في إسرائيل أثناء حرب الستة أيام وفي وجود الـ وحرب الأردن الأهلية في سبتمبر المظلم وحروب الدماء في لبنان وحرب يوم التكفير بدون أي أمل في تدمير إسرائيل ومع كل هذه الخسائر مازلنا نأمل في نصر واحد يمكنه أن يدمرهم

. وقلق أبواي علي لأني طرحت في السجن من قبل الجيش الإسرائيلي وذهبت أمي للمجلس الأمريكي في القدس لكي تحاول أن تجعلهم يطلقوا سراحي وأصبحت مجهدة جداً حتي إن شعرها بدأ يتساقط، وقد تعلمت الكثير من فنون الإرهاب في السجن وعندما أطلقوا سراحي أصبحت أكثر تعصباً

. وعندما تخرجت في المدرسة الثانوية أرسلوني إلي الأمم المتحدة لكي أدرس التعليم العالي، وبالتأكيد أصبحت متورط مع العديد من الجماعات ضد إسرائيل والأحداث السياسية. ومازلت أتذكر نكتي المفضلة التي كنت أحب أن أخبر أصدقائي بها دائماً وهي أنا كرهت هتلر جداً لأنه لم ينجز عمله أبداً فهو لم ينه مشكلة اليهود "ذات مرة ودائماً"

. فأصبح هتلر بالنسبة لي وثن، ومحمد هو نبي واستمريت في حياتي بقليل من الاحترام لليهود والمسيحيين أو أي شخص ليس مسلم. واعتقدت أنه ذات يوم سوف يخضع العالم كله للإسلام وأن كل العالم يدين للفلسطينيين بهزيمتهم في كل المعارك مع أسرائيل، كما آمنت بأن اليهود ثم قتلة الأنبياء وحرفوا العهد القديم لكي يخدموا رغباتهم الشريرة. هذا هو يعلمه المسلمون، كما يدرسوا أيضا أن محمد هو مخلصنا الوحيد والنبي المحبوب لله

. وعندماعشت في أمريكا لم أستطع أن أنسي مئات الألوف من المسلمين الذين ماتوا في العشرين سنة الأخيرة في إيران، العراق، الكويت، سوريا، الأردن، لبنان، أفغانستان وفي كل أمم المسلمين المنعزلة فكان علي أن أنتقم منهم وشخص ما لابد أن يدفع الثمن وبالتأكيد لم يوجد أي تساؤل في ذهني بأن اليهود لابد وأن يعطوا القصاص وبطريقة ما فقد تمكنا أن نلوي الأشياء معاً لكي نجعل ذنباً لهم

وذات يوم تشاجرت مع رجل وضربته علي عينيه فأصيب بالعمي فكانت سعادتي عندما علمت أن هذا الرجل يهودي

. لقد كنت مغرم بالتاريخ الإسلامي عندما علمت أن النبي محمد تسلم قبيلة يهودية من المملكة العربية السعودية وأمر يقطع رؤوس كل رجال القبيلة بيد القبيلة الأخري، أما النساء فقد أخذت كغنائم. واعتقدت كما علمنا الإسلام أن الخليفة (الحاكم الإسلامي) وحده هو الذي يإمكانه أن يحكم العالم. فالإسلام ليس ديانة شخصية للفرد والحياة الأخلاقية بل هو نظام قانون وحكومة للعالم كله فإذا لم يتحقق عن طريق وسائل سلمية فيجب أن تشن حرباً ضد كل اللذين لم يخضعوا للإسلام. وعن طريق البليون مسلم الذين يعيشون اليوم اعتقدت أن ذلك كان من الممكن حدوثه

. سوف أكون أمين في كل حياتي كنت مرتعب في كل وقت أقرأ فيه القرآن لأنه بعد كل مجموعة آيات توجد آية تحذر من النار لكل عاصي. وعندما أردت أن أبسط يدي لخالقي لكي أقول له أنا آسف، سامحني، أعطني فرصة ثانية فشلت أن أبتعد عن الخطية وأعمل أعمال حسنة وكنت متأكداً أنه في النهاية سوف تزن سيئاتي أكثر من أعمالي الحسنة لذلك عشت حياة المعصية علي حب ورحمة خالقي. كنت عادة أتعجب بشأن قضائي وقدري، مستغرقاً في مخاوفي وشكوكي فكرهت بالفعل فكرة القتل في سبيل الخلاص وفي الواقع لم يكن لي قلب لأقتل حتي الفأر فكيف أقتل اليهود

. في وقت ما عام 1992 كنت مفتون عندما قرأت كتاب بعنوان "المعركة الفاصلة الكبري (هرمجدون)، توظيف القضاء والقدر" لجرانت جيفري. حيث أن بعض الأشياء المشروحة في هذا الكتاب مقترنة بالعديد من النبوات المفصلة عن المسيح: ميلاده، حياته، موته وقيامته، وإعادة خلق الأمة اليهودية. وقد تحققت العديد من هذه النبوات بمجرد أن وضعها الله في الكتاب المقدس! وما أذهلني أيضاً أن أكتشفت أن احتمالية تنبأ الشخص لمئات من الأحداث التاريخية والتي دونت قبل حدوثها بمئات وآلاف السنين واحد في الزيليون، والأكثر سحر أن بداية الخطبة كان يجب أن تكون صفر خاصة عندما تمت الكثيرمن هذه النبوات في جيلي. لذلك يجب أن يكون هذا النوع من الأدلة جاء من أصل إلهي، هذا الأصل هو الله القدير

: وبدأ الصراع وأصبحت مرتبك كيف يمكن أن يكون الكتاب المقدس زائف وحرفه اليهود بافتراض أن الأرض التي ترعرعت فيها تكلمت وصرخت بأعلي صوتها. فقد ظهرت آلاف القطع من الدلائل الأثرية وخرجت من أرض إسرائيل مؤيدة الكتاب المقدس. وتم اكتشاف سفر أشعياء في كهوف قمران علي يد شخص مسلم من مدينة بيت لحم المجاورة يسمي (محمد ديب). فقد كان يبحث عن خروف ضال. ومن هذا الاكتشاف وجدوا باقي أجزاء العهد القديم التي تؤيد العهد القديم في الكتاب المقدس الموجود اليوم بين أيدينا بالمئات من الآيات التي تتنبأ بمجئ المسيح يسوع. كان يجب علي أن أقرأ الكتاب المقدس لكي أعرف من هو المسيح الحقيقي لكي أكتشفه من أجل نفسي، وفي النهاية قادني الله للعنصر الأساسي فبدأت أقرأ ماقاله المسيح

"أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر علي كل شئ" رؤيا يوحنا 1 : 8

: وقال يسوع أيضاً لليهود

. "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يوحنا 8 : 58) وما أدهشني أن أجد ادعاءات متشابهة بين محمد والمسيح. وهذه الادعاءات جادة عندما قال محمد : "أنا بداية الخليقة كلها وخاتم الأنبياء"

: كما قال أيضا

. "أنا نبي الله بينما آدم لا يزال مصنوع من الطين"

. والكثير من ذلك فهو ادعي أنه شفيع المسلمين في يوم الحساب وبواسطة هذه الدعاية يكون هو خاتم أنبياء العالم والمخلص

. وعادة ما تجعلني هذه الأشياء مرتبك. لو ادعي محمد كل ما ادعاه هذا فمن يكون المسيح الذي يدعي بأنه فادينا ومخلصنا، هذا السؤال أزعجني بشدة فلابد أن يكون أحد الاثنين كاذب، فإذا كان يوجد مخلصان معني ذلك أنه شريك الله في حين أن الله هو المخلص الوحيد

. فالمسيح أو محمد هو المخلص وشفيع البشرية، الكتاب المقدس أو القرآن أحدهما صحيح، أحدهما ذهب نقي والآخر زائف. لكن أيهما ... ؟ اقسم لابد أن آخذ قرار من أجل "الحقيقة"، مكثت ليال كثيرة في مقارنة العديد من التفاصيل بين القرآن والإنجيل وتوقفت أثناء دراستي وصليت قائلاً : "ياالله. خالق السماء والأرض، إله إبراهيم، موسي ويعقوب أنت البداية والنهاية، أنت الحقيقة، الحقيقة الوحيدة، صانع الكتاب المقدس الحقيقي، كلمة الله الواحدة والوحيدة. أنا قاسيت لكي أجد حقيقتك، أريد أن أعمل إرادتك في حياتي، أشتاق لحبك وباسم "الحقيقة" أسألك. آمين

. لقد أردت الذهب الحقيقي ولا أريد الزيف. كان يجب علي أن أصغي بشدة وأنظر إلي ما وراء السطح الخارجي للديانات في العالم

. وآمنت بالقرآن علي أنه كلمة الله حيث أنه يتضمن قوانين علمية حديثة والكتاب الإلهي الأصل هو الوحيد الذي يمكنه أن يتضمن حقائق علمية مدونة قبل آلاف السنين من اكتشافها. وقضيت شهراً بحثاً عن المعلومات العلمية في الكتاب المقدس باستخدام الكمبيوتر. وكانت كل آية في القرآن تتضمن معجزة علمية تقودني والملايين من المسلمين إلي الإيمان بأن القرآن بالفعل في الكتاب المقدس. فالعديد من القصص في القرآن تحتوي علي أخطاء فادحة، وعن طريق معرفتي بالتاريخ والآثار أدركت أن القرآن يتضمن أخطاء فعلية

. وبالعديد من هذه الاكتشافات أصبح أدعائي أن القرآن كان معجزة موجودة في تساؤل حيث أن الكتاب المقدس تضمن كل معجزاته من قبله بمئات وآلاف السنين. أصابني هذا الاكتشاف بهزة وشعرت كأني واقف علي رمال متحركة. وحتي الأمم التي ذكرت في سفر حزقيال النبي وفي الأصحاح 38 والذين سوف يدمرهم الله معظمهم من الأمم الإسلامية الذين تزايدوا اليوم علي نحو مذهب التعصب الإسلامي

. وما ساعدني أن الله قادني خلال دراستي للكتاب المقدس لاكتشاف مئات الآيات المفصلة والفريدة المتعلقة بالنبوات التي تمت حرفياً، فلا يمكن لأي إنسان أن يتظاهر بالتنبؤات المفصلة لأحداث المستقبل دون أن تتضمن نبواته أخطاء أكثر من الحقيقة، فالله هو الوحيد الذي معه مفتاح أحداث المستقبل والكتاب المقدس أيضاً لديه المفتاح، أما القرآن ليس لديه فهو يعوزه أهم العناصر وهي "الخلاص والفداء" وعرفت منذ تلك اللحظة أنه من الغباء بعد معرفة كل هذا أن أستمر في عبادة إله مختلف عن إله الكتاب المقدس، وقد اعتقدت حقيقة أنه بصلواتي سوف يقودني الله إلي القرآن، لكن لم يكن الحال كذلك معي، ففي الحقيقة كان الطريق الآخر حولي. كان يجب علي أن أتخلي عن غروري وأفتح ذهني للحقيقة. قال الله في الكتاب المقدس : "لأني أنا الله وليس آخر. الإله وليس مثلي مخبر منذ البدء بالأخير ومنذ القديم بما لا يفعل قائلاً رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي". (أشعياء 46)

. إن الله ليس يتنبأ فقط بأحداث المستقبل ولكنه أعلنها وتممها. بخلاف القرآن الذي استخدم ببساطة نظام الرعب ليتوافق مع المسلمين كي يؤمنوا

. منذ إيماني بأن الكتاب المقدس لم يتم تحريفه، مكثت أيام كثيرة في تفتيش الكتاب المقدس بسبب إدعاءات محمد وما يحتويه الإنجيل لكني لم أجد شئ. وإذا كان الإنجيل محرف، فلابد أن ذلك حدث بعد النبي محمد. بماأن القرآن كان يعين مكان الإنجيل دائماً بأنه كان بين يديه" في عهده. منذ ذلك الوقت وحتي الآن فشل المسلمون في الحصول علي نسخة واحدة محرفة من الإنجيل علي وجه الأرض، ولم يتم اكتشاف أي دليل تاريخي أو أثري يبطل الكتاب المقدس. حتي موت النبي محمد كان مختلف عن موت يسوع، حيث توفي النبي محمد في مهد زوجته المحبوبة عائشة، بينما مات المسيح علي الصليب حاملاً خطايا الإنسان

. لذلك ملأني الحزن لأن مئات الملايين من المسلمين يعيشون اليوم دون الاستماع أو التعرض لهذا النوع من الأدلة

. من المدهش بالنسبة لي أن أجد المسلمين وباقي العالم يعترفون بثلاث ديانات رئيسية علي أنها ديانات من الله، ولهذا السبب قال الله أنه واحد وكلمته واحدة

. كنت أعمي وبدأت أن أبصر بواسطة الإنجيل فقط، هذا ما أعنيه حقاً "أبصر" !!! أن الوقت الأخير قد اقترب وذلك عن طريق الكثير من النبوة الكتابية التي تحققت ومشاهدة عودة إسرائيل من ركودها ومواقف المسلمين والعالم من اليهود

. إن الإنسان لم يتغير قط فهو مازال يقتل أخوه كما قتل قايين أخيه هابيل لكن الاختلاف الوحيد هو أننا لا نقطع رؤوسنا بطعن بعضنا البعض كما اعتدنا في المعارك. إننا ببساطة نشن حرباً كيميائية كي نفني بعضنا البعض مثل الحشرات، وهكذا فإن حياة البشر تصبح أقل وأدني قيمة. بدأت أن أري أن الخطية هي مصدر كل المشاكل وأن الشيطان هو أسوأ عدو للإنسان وليس اليهود الذي أباد منهم هتلر منذ أقل من خمسون عاماً ستة ملايين. وما يدعو اليوم إلي السخرية هو أن أطنان من الأدب الذي يباع اليوم تنكر حتي وجود هذه الواقعة. لذلك تعجبت مما كان سوف يحدث لو وصل هتلر أو المهدي أو الخليفة الإسلامي إلي الحكم وامتلك ما نمتلكه اليوم: كل هذه القنابل النووية قادرة علي تدمير الأرض سبع مرات. وقد قادني الله إلي التأمل في العالم الذي أعيش فيه وأسأل نفسي أنه إذا تنكر العالم اليوم بكل حماقة للمحرقة اليهودية برغم كل مالدينا من أدلة، فلماذا استمر في الدهشة لإنكار معظم العالم الرسالة التبشيرية للمسيح وصحة الإنجيل خاصة عندما تصبح كل الأدلة متاحة للجميع

. فتح الله قلبي وعقلي وقادني لكي أري كيف ينكر الناس اليوم كل البراهين التي أعطاها الله لنا في كلمته، ويكيفوا أنفسهم علي أشكال خاطئة من العبادة

 

أيضاً إقرأ لوليد " بحثي عن الحقيقة

الصفحة الرئيسية