اقرأ 2 كورنثوس 1 -- 4

إن الأواني الخزفية في ذاتها منخفضة القيمة، ولكن إذا ملئت بالذهب فإن قيمتها ترتفع جدا بسبب ما تحتويه. ويشبّه بولس المسيحيين الحقيقيين بأوان خزفية عادية تحتوي على كنز نفيس. فالإناء الخزفي يشير إلى أجسادنا أما الكنز النفيس فهو المسيح الساكن فينا (كولوسي 27:1). فبسبب وجود المسيح فينا تزداد قيمتنا في نظر الله لأننا نحمل كنزا أبديا (أعمال 15:9؛ 2 تيموثاوس 20:2-21).

كم هو مثير أن ندرك أننا نملك في داخلنا ما يعتبره الله أعظم كنز في الوجود بأكمله. ولكن ما أن يعلن الله هذا الحق المجيد لنا، حتى نجد بولس يصف الاختبارات التي اجتاز فيها ويجتازها أيضا جميع أولاد الله: مكتئبين في كل شيء... متحيرين ... مضطهدين ... مطروحين ... حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع (2 كورنثوس 8:4-10).

إن التجارب والضيقات بشكل أو بآخر هي جزء ضروري لنمو كل مسيحي حقيقي نموا روحيا (أعمال 22:14؛ 1 بطرس 6:1-7؛ 12:4-13). كان المسيح مدركا للغرض الذي من أجله جاء إلى الأرض - وهو أن يموت على الصليب ليحمل القصاص عن خطايا العالم كله. وكما أنه كان ينبغي أن يموت، كذلك علينا نحن أيضا أن نموت عن محبة الذات ونستعد أن لمشاركة المسيح في آلامه. قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات (رومية 13:6).

لقد أعطى المسيح أتباعه حياته ذاتها. لذا نستطيع بالإيمان أن نتحمل كل تجربة وألم عالمين أن الله قد أعطانا هذا الامتياز أن نعلن صفات المسيح المقام (2 كورنثوس 10:4). فالله قادر أن يأخذ الإنسان العادي عديم الشأن والواثق بيسوع المسيح ويستخدمه بطريقة تمجد الرب.

نستطيع أن نواجه التجارب والآلام وكلنا ثقة بأن الرب لم يخطأ ولا مرة واحدة وأنه يقدم لنا في محبته ما هو الأفضل لنا من أجل خيرنا الأبدي، وهو يعطي قوة وتعزية أكثر من طاقة واستيعاب أي إنسان. ولتعزية الروح القدس أثر مزدوج: فهو يخفّف عنا أحمالنا ويؤهلنا لتعزية الآخرين بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله (2 كورنثوس 4:1).

بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين (1 بطرس 13:4). والواقع هو أن الكثيرين لا يفرحون، بل تمتلئ نفوسهم مرارة. فالبعض يتركون الخدمة، والبعض يتركون كنائسهم، والبعض يصابون بالانهيار العصبي - وهذا كله لأنهم لم يدركوا أنهم يشتركون في آلام المسيح، وأن خفة ضيفتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا، ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التي ترى بل إلى التي لا ترى، لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية (2 كورنثوس 17:4-18).

شواهد مرجعية: 2 كورنثوس 13:3 (انظر خروج 33:34)؛ 2 كورنثوس 13:4 (انظر مزمور 10:116).

أفكار من جهة الصلاة: صلّ واشكر الرب من أجل أمانته لكلمته ورغبته في أن يُقْبِل الجميع إلى التوبة (2 بطرس 9:3).

عودة للفهرس