اقرأ حزقيال 37 -- 39

لقد تلاشى كل رجاء في الدولة اليهودية. فالهيكل قد أصبح دمارا، وأورشليم صارت مهجورة، واليهود القلائل الذين ظلوا أحياء كانوا قد تشتتوا في كل أنحاء بابل، وأجبروا على العيش مع غيرهم من المسبيين من شتى الأمم الوثنية. ولكنهم لم يعاملوا كعبيد بل كسكان مستعمرات؛ وهكذا فإن العديد منهم جمعوا ثروات طائلة. وسرعان ما اتحد معظم اليهود - في اللغة والعادات والاهتمامات - مع الأمم الذين كانوا يعانون نفس المصير مثلهم. فتبددت الصفة القومية لليهود وزالت تماما.

وقد سمع حزقيال صرخة البائسين: هلك رجاؤنا، قد انقطعنا (حزقيال 11:37). كان الإسرائيليون قد وصلوا إلى نهاية أنفسهم؛ فلم تكن قوتهم متكافئة مع قوة نبوخذنصر ولم تكن مصر موجودة لكي يلجأوا إليها. ولكن الرب كان له قصد مليء بالمراحم تجاه إسرائيل في رد المملكة، وتحقيق وعوده لإبراهيم وداود.

في هذا الوقت بالتحديد تلقى حزقيال رؤية جديدة: كانت علىّ يد الرب، فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة [أي في وسط أحد الوديان] وهي ملآنة عظاما (حزقيال 1:37-3،9؛ قارن مع 11:39). وقد كانت العظام قد ابيضت من شدة الجفاف، أي أنها هنا منذ فترة. وسمع حزقيال هذا السؤال: يا ابن آدم، أتحيا هذه العظام؟ لقد كان الموت في أكمل صوره. ولكن الله وحده يقدر أن يجعل هذه المعجزة تحدث.

وقد أعلن حزقيال ببساطة ما الذي سيفعله الرب: هكذا قال السيد الرب ... هأنذا أدخل فيكم روحا فتحيون، وأضع عليكم عصبا، وأكسيكم لحما، وأبسط عليكم جلدا (حزقيال 5:37-6). فلقد كانت إسرائيل في حالة موت، ولم يكن لديها أي رجاء في أن تحيا، ولكنها لم تُدفن. وبحسب النبوة فلقد حدث صوت وإذا رعش فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه (7:37). كانت العظام تمثل بيت إسرائيل، والرب من خلال حزقيال كان يطمئن بني إسرائيل قائلا: هأنذا أفتح قبوركم ... وآتي بكم إلى أرض إسرائيل ... وأجعل روحي فيكم فتحيون، وأجعلكم في أرضكم (12:37،14). كان هذا إعلانا عن رجاء جديد بأن إسرائيل ستقوم مرة أخرى من الموت.

وهكذا أصبحت العظام المشتتة، هياكل عظمية كاملة، ثم أجساداً كاملة، ولكنها لا تزال بلا حياة. ثم تنبأ حزقيال كما أمره الرب، فدخل فيهم روح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا (حزقيال 10:37).

كل هذه الأمور لها تطبيقها الروحي علينا اليوم. فالجنس البشري كله موجود في وادي الموت - أمواتا بالذنوب والخطايا (أفسس 1:2). ووادي الموت هو وصف للحالة الأخلاقية والروحية لطبيعتنا البشرية الخاطئة بالانفصال عن قوة الروح القدس المحيية والمغيرة. ولكن الولادة الجديدة تكون متاحة عندما نتوب عن خطايانا ونخضع إرادتنا للروح القدس، ونوجه قلوبنا إلى ما يرضيه.

ونحن أيضا يجب أن نصل إلى المكان الذي فيه نرى انعدام الرجاء في برنا الذاتي وفي كل المجهودات التي نبذلها من أجل تحسين حالتنا لكي نستحق السماء. فيجب أن نتيقن تماما أنه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس (تيطس 5:3).

إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي جعل القيامة من القبر ممكنة (حزقيال 12:37؛ أيضا يوحنا 25:11؛ 1 تسالونيكي 16:4).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب الإرشاد اليومي (مزمور 14:48).

عودة للفهرس