اقرأ 2 كورنثوس 9 -- 13

كرز الرسول بولس بإنجيل يسوع المسيح في كل أنحاء الإمبراطورية الرومانية. وقد عاش حياته من أجل هدف واحد: وهو التبشير في البلاد التي لم يكرز فيها قبلا (2 كورنثوس 16:10). وبسبب محبته الكبيرة للنفوس الضالة تعرض لآلام لا توصف، يتذكر منها: من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلا واحدة، ثلاث مرات ضربت بالعصي، مرة رجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة، ليلا ونهارا قضيت في العمق، بأسفار مرارا كثيرة، بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار من جنسي، بأخطار من الأمم، بأخطار في المدينة، بأخطار في البرية، بأخطار في البحر، بأخطار من إخوة كذبة، في تعب وكد، في أسهار مرارا كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام مرارا كثيرة، في برد وعري، عدا ما هو دون ذلك، التراكم علي كل يوم، الاهتمام بجميع الكنائس! (2 كورنثوس 24:11-28). فلم يكن بولس انهزاميا، بل عرف أن الحياة الأرضية هي استعداد للأبدية. لهذا، لم تكن له سوى رغبة واحدة وهي إرضاء الرب وتشجيع الآخرين أن يستعدوا لملاقاة الرب.

وبدون تردد أو استثناء، استطاع بولس أن يقول بشأن جميع إنجازاته السابقة من حيث المال أو الجاه أو السلطة أو المركز : ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة، بل إني أحسب كل شيء أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح (فيلبي 7:3-8).

ونحن مثل بولس، مسئولون أن نوصل كلمة الله وبشارة الخلاص إلى عالمنا. فلا بد أن تتاح لكل إنسان فرصة كي يسمع ولو مرة واحدة أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة (1 تيموثاوس 15:1).

هل فكرت مرة، ما معنى أن يموت إنسان دون أن ينال الخلاص، فيظل منفصلا عن الله إلى الأبد في عذاب شديد في الجحيم طوال الأبدية؟ لقد أعطى الرب لكل واحد منا امتياز ومسئولية توصيل كلمته إلى الجيران والأحباء وجميع الناس. ولكن في أحيان كثيرة يبدو أن الناس الأقرب إلينا هم الأصعب في الوصول إليهم بحق الإنجيل. فيجب أن نتذكر أن يسوع نفسه قد لقي صعوبة مع أهل مدينته (متى 53:13-58). إن نسخة من "طريق الكتاب المقدس" هي وسيلة أكيدة لمشاركة كلمة الله مع أحبائك - وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به (متى 20:28). وسيبارك الله كل تضحية تقدمها من أجل مساعدة الآخرين لكي يتعلموا عن المسيح.

وفي نهاية الحياة على الأرض، ما أروع أن يقول الشخص المؤمن: قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان (2 تيموثاوس 7:4).

شواهد مرجعية: 2 كورنثوس 9:9 (انظر مزمور 9:112)؛ 2 كورنثوس 17:10 (انظر إرميا 24:9)؛ 2 كورنثوس 1:13 (انظر تثنية 15:19).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يملأك محبة نحو غير المحبوبين (1 يوحنا 7:4-8).

عودة للفهرس