اقرأ حزقيال 46 -- 48

الجزء الأول من الرؤية الختامية لحزقيال يصف الهيكل أو البيت (حزقيال أصحاح 40-43)، والجزء الثاني يصف العبادة فيه (أصحاح 44-46)، والجزء الثالث يتكلم عن الأرض أو الميراث (حزقيال 1:47-12)، وبعد ذلك يتكلم إلى البلاد المحيطة (13:47-21). وعقب هذه الرؤية قسمت الأرض بين الأسباط، بما في ذلك نصيب الكهنة واللاويين، والهيكل، والرئيس، والمدينة (1:48-35).

وأوصاف الأرض والمدينة تختلف تماما سواء عن إسرائيل وأورشليم القديمة أو الحديثة. فهذا ليس وصفا لاسترداد وضع إسرائيل القديمة، وإنما هي رؤية تتطلع إلى المستقبل المجيد الذي أعده الرب للذين يحبونه.

وبالطبع فإن الرؤية تحتفظ بالعديد من صفات الدولة التاريخية. ثم تتدرج من المألوف إلى غير المألوف، فتقدم صورة أرض الموعد الجديدة في فترة الملك الألفي لربنا يسوع ببعض المصطلحات التي تشير إلى المدينة القديمة، وببعض آخر من المصطلحات التي تختلف اختلافا جوهريا.

وانقاد حزقيال بواسطة مرشده إلى مدخل الهيكل حيث كان نبع صغير من المياه الشافية يخرج من تحت عتبة الهيكل (حزقيال 1:47). وكان يبدو أن المياه تسير تحت الأرض وتعود للظهور من تحت الباب الشرقي (2:47) في شكل مجرى صغير؛ ولكنه سرعان ما ازداد بطريقة معجزية في العمق وأيضا في الاتساع.

وسارت المياه لمسافة ألف ذراع - أي حوالي ثلث ميل. وطلب المرشد من النبي أن يعبر فيها، فكان عمق المياه إلى الكعبين (حزقيال 3:47). وبعد مسافة ألف ذراع ثانية وثالثة، تكررت نفس العملية. فكانت المياه إلى الركبتين ، ثم إلى الحقوين (4:47). وبعد مسافة ألف ذراع رابعة (5:47)، كانت المياه قد ارتفعت جدا وأصبحت نهرا لا يعبر . لقد كان هذا النهر يزداد فجأة عمقا واتساعا بطريقة معجزية بدون أن تصب فيه أي روافد. وهذا يشير إلى شيء يفوق بكثير الجغرافيا الطبيعية لأورشليم.

وهنا نرى ليس فقط النمو في الاختبار الروحي والذي يرمز إليه عمق النهر، وإنما أيضا قوته. فلقد كانت لديه القدرة على الشفاء (ع 8)، وإعطاء الحياة (ع 9)، والإتيان بالثمر والنضرة الدائمة (ع 12). هذه صورة لما يعمله الروح القدس في حياة الذين يخضعون أنفسهم له. فإن الرب هو نهر الحياة الصافي لأولاده الذين فداهم. هذه الحياة تبدأ بمجرى صغير نابع من المسيح الذي هو النبع الرئيسي، ويستمر هذا المجرى يزداد في العمق والقيمة إذ نستمر سالكين في الروح في ضوء كلمة الرب (يوحنا 37:7-38؛ رؤيا 17:22).

هذه الرؤية هي صورة لما أعده أبونا المحب لنا نحن شعبه، أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر (أفسس 20:3). فالمسيح هو نبع الماء الحي. وهو بنعمته العجيبة يجعل الفيض يظهر حيث كان قبلا خواء. وهو يمدنا بكل ما نحتاجه في الحياة، كما هو واضح في رؤيا 22. فسوف نتمتع بالثمر الوفير بفضل نهر الحياة هذا.

إن الرب هو مصدر كل البركات الروحية، ولعل أفضل تشبيه للتعبير عن ذلك هو النهر الذي ينبع من هيكل الله ذاته ويفيض عبر الأرض الجرداء، فيجعلها مثمرة بطريقة معجزية. إن هذا هو نفس التشبيه الذي قدمه الرب عندما وقف في اليوم الأخير من العيد ونادى قائلا: إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب! من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي (يوحنا 37:7-38).

إعلان عن المسيح: من خلال نهر الماء الحي، ومن خلال اسم المدينة "يهوه شمة" أي "الرب هناك" (حزقيال 1:47-12؛ 35:48؛ أيضا رؤيا 21-22).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يساعدك على قبول التأديب والتعليم حتى تزداد حكمة وتمييزا (أمثال 2:1-5).

عودة للفهرس