اقرأ إرميا 4 -- 6

بدأ إرميا خدمته الجهارية في السنة الـ 13 من جلوس الملك التقي يوشيا على عرش يهوذا (إرميا 2:1). وكان منسى، جد يوشيا، قد ملك لمدة 55 سنة، أما أبوه آمون فلقد قتل بعد سنتين فقط. وكانا كلاهما ملكين شريرين وقادا الشعب إلى الانحراف والفساد الأخلاقي. وكانا قد أشاعا عبادة الآلهة الكاذبة، بما في ذلك تقديم البخور لملكة السموات (إرميا 17:44-19،25) وتقديم الذبائح البشرية للآلهة الشيطانية.

وقد ملأ منسى وآمون شوارع أورشليم بدم الأبرياء (إرميا 17:44-19؛ 2 ملوك 6:21،16،19-23؛ 2 أخبار 2:33-9،20-23). وفوق ذلك أضلهم منسى ليعملوا ما هو أقبح من الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل! (2 ملوك 9:21). ومع ذلك، فإن يوشيا ابن آمون عمل المستقيم في عينَي الرب (2 ملوك 2:22). وفي السنة الـ 18 من ملكه، بدأ يوشيا بتجديد الهيكل وإعادة العبادة الحقيقية، وعمل فصحا لم يحدث مثله في كل تاريخ إسرائيل (2 ملوك 22:23). وبلا شك أن إرميا كان مشجعا كبيرا لحركة الإصلاح التي قام بها يوشيا.

وبعد موت يوشيا (2 ملوك 30:23-32)، ارتدت الأمة إلى الطرق الشريرة التي اتبعها منسى. وفي الواقع، فإن يوشيا التقي كان كل أبناؤه أشرارا. وبسبب ذلك، كانت خدمة إرميا صعبة جدا ولم تلق قبولا لدى الناس.

وقد وصف إرميا حالة الخطية والعناد لدى الشعب بأنه شعب جاهل وعديم الفهم، لهم أعين ولا يبصرون، ولهم آذان ولا يسمعون (إرميا 21:5). ثم تكلم عن التمرد قائلا: صار في الأرض دهش وقشعريرة [أي أنه أمر رهيب يجلب الخراب والدمار على البلاد] (إرميا 30:5). لقد كان الشر موجودا في الهيكل، الذي هو مصدر التعليم الروحي. الأنبياء يتنبأون بالكذب، والكهنة تحكم على أيديهم (إرميا 31:5). وكان الكثيرون يخافون أن ينادوا ضد الخطايا التي كانت شائعة والتي أدت إلى سقوط الأمة. وآخرون أطلقوا العنان للطمع، فكانوا يتكلمون فقط بكلمات التملق التي يريد الناس أن يسمعوها للحفاظ على شعبيتهم. وكنتيجة لذلك، لم يتعلم الشعب ضرورة التوبة والعيش بطريقة ترضي الله.

وهكذا أصبحت مملكة يهوذا في حالة يُرثى لها من الانحطاط الأخلاقي حتى أن كلمة الرب صارت لهم عارا [أي موضع سخرية] لا يسرون بها (إرميا 10:6).

يوجد اليوم بعض ممن هم أعضاء في الكنيسة، ويشغلون مراكز مرموقة، ويدعمون ميزانية الكنيسة، ولكنهم يعيشون يوما بعد يوم وسنة بعد سنة بدون أن يبذلوا أي جهد لقراءة الكتاب المقدس. ويبدو أنهم هم أيضا لا يسرون بها . هؤلاء ينطبق عليهم ما قيل للشعب في أيام إرميا: لم يصغوا لكلامي وشريعتي رفضوها (إرميا 19:6).

البعض يجدون تشابها بين سقوط يهوذا والانحدار الأخلاقي السريع الحادث اليوم وتزايد الديانات الكاذبة. قد يكون ذلك حصيلة جزئية لقلة حضور الاجتماعات سواء في يوم الرب أو في اجتماعات الصلاة وسط الأسبوع. إن إهمال كلمة الله هي خطوة أساسية نحو الارتداد. لقد أنبأنا الكتاب المقدس أنه قبل رجوع المسيح سيكون هناك ارتداد [أي سقوط عظيم] (2 تسالونيكي 1:2-3). فالمسيحي الحقيقي يفرح بكلمة الله - أشهى من الذهب والإبريز الكثير (مزمور 10:19).

إعلان عن المسيح: كان الرب مستعدا أن يصفح عن أورشليم لو كان فيها شخص واحد بار غير إرميا (إرميا 1:5). إن الرب مستعد أن يغفر للذين يأتون إليه بقلوب تائبة (1 يوحنا 9:1).

أفكار من جهة الصلاة: اشكر الرب على إرشاده لك بأن تقدم له بإرادتك ما يسره (مزمور 6:54).

عودة للفهرس