مقدمة لسفر يوحنا

يقدم لنا إنجيل يوحنا الرب يسوع كالكلمة الأزلي الأبدي الذي صار إنسانا: في البدء [قبل كل الأزمنة] كان الكلمة [المسيح] ، وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله (يوحنا 1:1).

ولا توجد في هذا الإنجيل سلسلة نسب، ولا مجوس يسألون أين هو المولود ملك اليهود؟ (متى 2:2)، ولا ملائكة تظهر للرعاة لكي يأتوا ويسجدوا للمخلص الذي ولد في بيت لحم.

وإنما إنجيل يوحنا يصور يسوع كمن هو مساوٍ لله الآب (يوحنا 19:5-29): في أعماله (يوحنا 19:5)؛ وفي معرفته بكل شيء (يوحنا 20:5)؛ وفي استحقاقه للإكرام (يوحنا 23:5)؛وفي إعطائه الحياة الأبدية (يوحنا 24:5-25)؛ وفي أن له حياة في ذاته (يوحنا 26:5)؛ وفي إجرائه للدينونة (يوحنا 22:5،27)؛ وفي قدرته أن يقيم الأموات (يوحنا 21:5،28-29).

قال المسيح أيضا: قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن [أي أنا هو] (يوحنا 58:8)، معلنا أنه هو أهيه [أي أنا هو] الأزلي المذكور في العهد القديم (خروج 14:3). وفي هذا الإنجيل نسمع يسوع قائلا: أنا والآب واحد (يوحنا 30:10). وهنا أيضا يشهد قائلا: الذي رآني فقد رأى الآب (يوحنا 9:14). وهو يتكلم أيضا عن المجد الذي كان له عند الآب قبل كون العالم (يوحنا 5:17).

ويعلن يوحنا أيضا عن يسوع أنه حمل الله المذكور في النبوات الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 29:1؛ إشعياء 7:53)؛ وأنه خبز الحياة الذي يشبع النفس الجائعة إلى الأبد (يوحنا 31:6-58)؛ ونور العالم الذي ينير ظلمة الخطية؛ ومخلص العالم (يوحنا 12:8)؛ والراعي الصالح الذي يعتني بخرافه (يوحنا 11:10-15)؛ وهو القيامة والحياة الذي يغلب الموت ويعطي الحياة الأبدية (يوحنا 25:11-26).

إنه مملوء نعمة وحقا - فهو النعمة المتناهية من أجل فدائنا، وهو مصدر كل حق كي يعلن الله لنا (يوحنا 14:1)؛ إن يسوع هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا به (يوحنا 6:14). وأتباعه يتطهرون ويتقدسون بسبب الكلام الذي يكلمهم به (يوحنا 3:15؛ 17:17). وقد قال لليهود الذين آمنوا به: إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي، وتعرفون الحق والحق يحرركم (31:8-32).

ويقول للعالم "المتدين" الهالك: أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا (يوحنا 44:8).

إن إنجيل يوحنا إنجيل شامل، وموجه ليس إلى اليهود فقط بل إلى كل الجنس البشري. وقد كتب لكي تؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه (31:20).

اقرأ يوحنا 1 -- 3

يكشف إنجيل يوحنا الطبيعة الحقيقية والهدف الحقيقي للمسيح: فهو المساوي لله الآب، الذي خلق كل الأشياء؛ وهو المخلص، الذي يعطي الحياة بواسطة اسمه؛ وهو الكلمة، الذي يعبر عن الله. في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله (يوحنا 1:1). وبما أن الكلمة متميزة عن الشيء الذي تعبر عنه، كذلك فإن الابن شخص متميز عن الآب السرمدي ولكنه في نفس الوقت واحد معه. هذا كان في البدء عن الله (2:1). وكون الرب يسوع هو الكلمة فهذا يشير إلى الحقيقة بأن يسوع المسيح هو الشخص الوحيد الذي يعلن لنا الآب ويعلن مشيئته من نحونا. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس (يوحنا 3:1-4). إن النور الذي يقدمه يسوع يبدد الخداع والتشويش، ويكشف طبيعة الأشياء وقيمتها الحقيقية. لذلك لا نستطيع أن نرى حياتنا على حقيقتها إلا عندما نراها في نور كلمته.

والكلمة صار جسدا وحل بيننا (يوحنا 14:1). لقد جمعت قوة الروح القدس بين طبيعة الله وبين الطفل المولود من مريم العذراء في شخص واحد إلهي وإنساني. فيسوع الناصري هو المسيا المخلص الموعود به الذي أتاح للمؤمنين إمكانية دخول السماء. لم يولد شخص آخر من عذراء وبطبيعة خالية من الخطية، غير يسوع. وبالتالي، فلا يوجد ولن يوجد شخص آخر على الأرض يكون ابن الله، بنفس المفهوم المعلن عن المسيح، الابن الوحيد (يوحنا 18:3). وفي إنجيل يوحنا يأتي ذكر الكلمات "حياة" و"يحيا" أكثر من 50 مرة، وكلمة "يؤمن" بأشكالها المختلفة أكثر من 90 مرة.

ربما تكون نشأتك الدينية بوذية أو هندوسية أو إسلامية أو بروتستانتية أو يهودية أو كاثوليكية. وقد تكون في منتهى الإخلاص والتدين، ومع ذلك فأنت هالك إلى الأبد- ولن تدخل السماء بعد موتك، وإنما سوف تطرح في أتون النار؛ هناك يكون البكاء وصرير الأسنان (متى 42:13). ولكن إنجيل يوحنا يشرح لك بالتفصيل كيف يمكنك أن تضمن السماء لتكون بيتك الأبدي.

وبعد أن تختبر علاقة شخصية مع الرب، سوف تشعر بالرغبة في قراءة الكتاب المقدس كله عدة مرات لكي تعرف خطة الله لحياتك. وإذ تداوم على قراءة الكتاب المقدس يوميا تستمر في النمو الروحي وتحصل من خلال صفحاته مزيداً من إعلاناته العميقة.

وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه (يوحنا 31:20).

شواهد مرجعية: يوحنا 23:1 (انظر إشعياء 3:40)؛ يوحنا 17:2 (انظر مزمور 9:69).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يرشدك قبل اتخاذ أي قرار (2 صموئيل 1:2).

اقرأ يوحنا 4 -- 5

يذكر يوحنا حادثة مميزة حدثت في الطريق إلى بحر الجليل. لقد كان يسوع قد تعب من السير لمسافة 40 ميلا (64 كيلومترا) من اليهودية إلى السامرة، فجلس ليستريح عند بئر يعقوب بينما ذهب تلاميذه إلى القرية ليشتروا طعاما. ولم يكن بالصدفة أنه أثناء جلوسه أتت امرأة سامرية إلى البئر لتستقي ماء. فإن هذا هو السبب الحقيقي الذي لأجله كان لابد أن يجتاز السامرة (يوحنا 3:4-4) - أن يعلن بأن محبة الله تشمل السامريين أيضا. وفي المعتاد كان اليهودي لا يجتاز عبر السامرة وبالأولى لا يتكلم مع امرأة سامرية. ولكن يسوع كان يعرف الفراغ والاحتياج الموجودين في حياة هذه المرأة.

وبينما كان يستريح، دفعه عطفه الشديد أن يطلب منها شربة ماء (يوحنا 7:4). فاندهشت قائلة: كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟ لأن اليهود لا يعاملون السامريين. فأجاب يسوع وقال لها: لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا (9:4-10).

ومن الواضح أنها كانت ممتلئة بالشكوك والتساؤلات: لا دلو لك والبئر عميقة (يوحنا 11:4)؛ ألعلك أعظم من أبينا يعقوب؟ (يوحنا 12:4)؛ آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وأنتم [أي اليهود] تقولون أن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه (يوحنا 20:4). فلقد تعلَّمَت أن السامريين يجب أن يعبدوا على جبل جرزيم، أما اليهود فقد كانوا يؤمنون بأن أورشليم هي المكان الوحيد للعبادة.

لم يكن الاحتياج الحقيقي لهذه المرأة مختصا بهذا الجبل أو بأورشليم (يوحنا 20:4)، بل كان مختصا بما يجب أن تفعله بخطاياها. لقد كانت تحتاج إلى الخلاص قبل أن يصبح في استطاعتها أن تعبد في أي مكان. كانت تعرف كل شيء عن أبيها يعقوب (12:4)، ولكنها لم تكن تعرف شيئا عن عطية الله ، المخلص الذي يعطي الحياة الأبدية (10:4). كانت أفكارها مثبتة على مشكلة أين تعبد - وليس من تعبد - وهذا ما زال يحدث في أيامنا. فعندما يفيق الناس لأول مرة على احتياجهم إلى شيء أكثر إشباعا مما يستطيع العالم أن يعطيه، فإنهم ينشغلون بأسئلة تختص بعضوية الكنيسة، والمعمودية، والاعتراف، وأشياء أخرى كثيرة ليست لها "أهمية"، وعادة يتحول الخاطئ إلى متدين، باحثا عن بعض الوسائل لإشباع جوعه الروحي من خلال أعمال البر (تيطس 5:3).

أصبح الوقت الآن مناسبا للرب أن يجعل هذه المرأة ترى احتياجها الملح على حقيقته، فقال لها: اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى هنا (يوحنا 16:4). وإذ كانت قد تزوجت خمس مرات، والذي يعيش معها الآن ليس زوجها، فمن الواضح أن حياتها كانت خالية من الشبع الذي كانت تتوق إليه بشدة. فهذه المرأة السامرية كان لديها عطش لا يمكن للدين أو العالم أن يرويه. لقد وصلت إلى نقطة تحول في حياتها عندما أعلن لها المسيح عن نفسه أنه هو الذي يسدد احتياجها الروحي العظيم. وإذا بنا نسمعها تقول: أعطني هذا الماء لكي لا أعطش (يوحنا 15:4).

إن الماء الذي يتفرّد يسوع بإعطائه يمنح الحياة. وعلى جميع آبار العالم يجب أن تكتب هذه الكلمات: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا. ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد (يوحنا 13:4-14).

أفكار من جهة الصلاة: تشفع في الصلاة من أجل الآخرين، عالما أن الله يسمع صلاتك (2 أخبار 18:30-20).

اقرأ يوحنا 6 -- 8

كان رئيس الكهنة في عيد المظال، يقوم بسكب ماء من بركة سلوام، رمزا للماء الذي أخرجه الله لبني إسرائيل بطريقة معجزية أثناء رحلتهم في البرية. ولكن المعنى الأعمق كان يشير إلى المسيا الملك الذي سيأتي. كان سكب الماء من الإناء الذهبي يتم عندما يضرب الكهنة بالأبواق. ثم يرنم اللاويين والشعب قائلين: مبارك الآتي باسم الرب ... إلهي أنت فأحمدك، إلهي فأرفعك (مزمور 26:118-28). هذه التسبيحة كانت ترنم انتظارا للمسيا الملك وهي ربما نفس الكلمات التي كانت الجموع تهتف بها مع أوصنا يوم دخول الرب يسوع منتصرا إلى أورشليم (يوحنا 13:12).

في هذه اللحظة بالذات وقف يسوع ونادى قائلا: إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب! ... من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي (يوحنا 37:7-38) - أي أنه كان يقول: "إني أنا الإجابة على القراءات النبوية التي تقرأونها الآن". ولا بد أن الشعب قد اندهش! هل يمكن أن يكون هو المسيا الذي طال انتظاره؟ فحدث انشقاق في الجمع لسببه (يوحنا 43:7).

من أكثر المعجزات تأثيرا - التي صنعها الرب - كانت معجزة إشباع جمع كثير كان قد تبعه لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها مع المرضى (يوحنا 2:6).

لقد تأثرت الجموع بشدة حتى أنهم قرروا أن يأخذوه بالقوة وينصبوه عليهم ملكا. ولكن يسوع كان يعرف قلوبهم، وبعدها ببضعة أيام قال لهم: أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم (يوحنا 26:6).

ولكن أعداؤه أرادوا أن يحقروا من هذه المعجزة بالمقارنة مع معجزة موسى الذي أطعم بني إسرائيل لمدة أربعين سنة. فقالوا: آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب أنه أعطاهم خبزا من السماء ليأكلوا (يوحنا 31:6). فأجابهم يسوع قائلا: ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء. لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ... أنا هو خبز الحياة. من يقبل إليّ فلا يجوع ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا (يوحنا 32:6-35).

عندما بدأ يسوع يعلن حقائق روحية تراجع الكثيرون من ورائه. فقال: الروح هو الذي يحيي، أما الجسد فلا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة (يوحنا 63:6). وقد أعلن الرب يسوع أيضا أنه هو نفسه نور العالم . فالأخبار السارة التي تبدد الخوف من المستقبل هي ما يؤكده الرب قائلا: من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يوحنا 12:8).

يحصل المسيحيون الحقيقيون على هذا النور من خلال قراءة كلمة الله، والصلاة، وإعطائهم الفرصة للروح القدس لكي ينيرهم ويقود خطواتهم (يوحنا 13:16). ولكي نحصل على المزيد من النور من الكتاب المقدس هو أن نعيش وفقا للنور الذي سبق وأعطاه الروح القدس لنا.

إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1 يوحنا 7:1).

شواهد مرجعية: يوحنا 31:6 (انظر مزمور 24:78)؛ يوحنا 45:6 (انظر إشعياء 13:54).

أفكار من جهة الصلاة: انتظر الرب بصبر، فإنه سيصغي إليك ويرفعك من اليأس(مزمور 1:40-2).

اقرأ يوحنا 9 -- 10

ثار شغب في الهيكل أثناء عيد المظال عندما أعلن يسوع قائلا: الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن. فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا (يوحنا 58:8-59).

وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته (يوحنا 1:9). ولما سأله تلاميذه: من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟ (يوحنا 2:9)، كانت إجابة الرب بأنه قد ولد أعمى لتظهر أعمال الله فيه (يوحنا 3:9). ثم تفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى عيني الأعمى. وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام (يوحنا 6:9-7). كان من الممكن أن يقول الرجل الأعمى: "ليس لي أحد ليقودني. ربما أعثر أو أسقط أو أضل الطريق". ولكنه آمن، وأطاع، فأتى بصيرا -وهو لم يبصر فقط جسديا بل أبصر أيضا روحيا أن يسوع هو المسيا الملك الذي تنبأ عنه الأنبياء - أبصر أنه نور العالم ... وسجد له (يوحنا 12:8؛ 5:9،38).

ولكن بالنسبة للفريسيين، كانت هذه المعجزة مجرد فرصة أخرى لتوجيه الأسئلة المحرجة - هذه المرة سألوا الرجل الذي كان أعمى. وبمنتهى الفرح قص عليهم هذا الرجل قصة شفائه الرائعة وأضاف قائلا: أعلم شيئا واحدا، أني كنت أعمى والآن أبصر (يوحنا 25:9).

وإذ استمر الفريسيون يلحون عليه بالأسئلة، أجابهم الرجل ساخرا: إن في هذا عجبا أنكم لستم تعلمون من أين هو وقد فتح عينيّ. منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولودا أعمى (يوحنا 30:9-32).

لقد حصل على أعظم هدية في حياته. يا له من اختبار رائع! ولكن رجال السلطة الدينية أخرجوه خارجا (يوحنا 34:9). فوجده الرب يسوع وعندئذ أعلن له المزيد عن شخصه كابن الله (يوحنا 34:9-41).

إن هذا الرجل الذي كان أعمى منذ ولادته يصور بدقة الحالة الرهيبة التي يكون عليها الإنسان بالطبيعة. فالإنسان الطبيعي، مهما حاول أن يكون صالحا، هو في الواقع أعمى روحيا (أفسس 18:4)؛ ولهذا السبب فهو لا يرى حالته البشعة، ولا الموت الأبدي الرهيب الذي ينتظره. والأكثر من ذلك فهو لا يرى حاجته إلى المخلص، وهذا ما قاله الرب يسوع: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله (يوحنا 3:3). إن هذا الرجل الذي ولد أعمى يبين بلا أدنى شك أن قصد الله الأبدي يقدر أن يستخدم جميع الأحزان والآلام والإعاقات، وجميع الكوارث لأجل خيرنا ولأجل مجده. ربما لا يتحقق ذلك في اللحظة التي نريدها، فإن هذا الرجل اضطر أن ينتظر 30 سنة، ولكن الرب في وقته لا بد أن يتمجد من خلال هذه الأمور كلها (يوحنا 23:9).

نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده (رومية 28:8).

شواهد مرجعية: يوحنا 34:10 (انظر مزمور 6:82).

أفكار من جهة الصلاة: ثق في الرب واعتمد عليه، فإنه هو ملجأك (مزمور 8:62).

اقرأ يوحنا 11 -- 12

كان يسوع في بيرية على الجانب الشرقي من نهر الأردن عندما حضر رسل من عند مريم وأختها مرثا يخبرونه بأن لعازر مريض (يوحنا 1:11-2).

فكانت إجابته لتلاميذه بأن هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به (يوحنا 4:11).ولكنه ظل في بيرية لمدة يومين وبعد ذلك قال لهم: لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه (يوحنا 11:11).

وأخيرا وصل المعزي الحقيقي إلى بيت عنيا، ولكن الوقت كان يبدو أنه قد تأخر جدا لتعزية الأختين. فقالت مرثا ليسوع: يا سيد، لو كنت ههنا لم يمت أخي (يوحنا 21:11). بالنسبة للعالم غير المؤمن، الموت هو أبشع كلمة عرفتها البشرية؛ ولكن بالنسبة للذين هم في المسيح، الموت له معنى خاص: لعازر حبيبنا قد نام .

ولا بد أن الذهول أصاب مريم ومرثا عندما وقف الرب أمام هذا القبر اليهودي الذي أُغلق بحجر كبير (يوحنا 38:11) وأمر الناس فجأة أن يرفعوا الحجر (39:11). وبلا شك، إنها كانت تجربة مهيبة عندما خرج لعازر ويداه ورجلاه مربوطة بشرائط من الكتان الأبيض، وحركته الجسدية مقيدة بسبب أربطة الكفن.

لقد قصد يسوع أن يتأخر في الرجوع إلى بيت لعازر، منتظرا أن يؤدي مرضه إلى الموت. ومع أنه قد تسبب في ألم وحزن الأختين، إلا أنه قد أضاف مفهوما أعمق جدا عن معنى الحياة الأبدية (يوحنا 21:11،25-26).

ويشير هذا أيضا إلى أن فهمنا البشري يعجز كثيرا عن معرفة ما هو حقا الأفضل لحياتنا - فغالبا عندما نظن أن صلاتنا غير مستجابة، تكون الإجابة فقط مؤجلة من أجل شيء أفضل.

ولا زال ينطبق علينا اليوم ما قاله يسوع حينئذ: وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا [أي لتثقوا فيّ وتعتمدوا عليّ] (يوحنا 15:11). كان يسوع فرحا في بيرية بينما كانت الأختان حزينتين في بيت عنيا، أما التلاميذ فلم يكونوا قد فهموا بعد معنى أن لعازر حبيبنا قد نام (يوحنا 11:11). قال يسوع: أنا هو القيامة والحياة (يوحنا 25:11).

كانت توقعات مرثا، وأيضا مريم، متجهة إلى القيامة المستقبلية في اليوم الأخير (يوحنا 24:11)، ولكن يسوع تخطى حدود إيمانهم مقدما إعلانا جديدا عن القيامة. من آمن بي ولو مات فسيحيا (يوحنا 25:11). لقد فتحت هذه المعجزة باباً لكي نتّخذ منه معنى خاصا وجديدا لحياة القيامة.

من خلال هذه المعجزة أي إقامة لعازر، أصبح من الواضح دون أدنى شك أن الموت بالنسبة للمسيحي هو مثل النوم الذي ننامه بضعة ساعات ثم نقوم منتعشين، كذلك أيضا الذين يموتون في المسيح يستيقظون في الحال ليصبحوا في محضر الرب. إن الموت هو مجرد باب يقودنا إلى حيث يرحب بنا مخلصنا الرب الذي أعطانا حياة أبدية.

إن موت المؤمنين هو انتقال مفرح، أو رحيل طبيعي من موطن الموت إلى موطن الحياة الأبدية حيث يرحب بنا مخلصنا الرب. إن حياة الإيمان لا تتجزأ - لن يموت إلى الأبد (يوحنا 26:11). فالموت لا يقطع الحياة بأي صورة من الصور، فنثق ونسر بالأولى أن نتغرّب عن الجسد ونستوطن عند الرب (2 كورنثوس 8:5).

شواهد مرجعية: يوحنا 13:12 (انظر مزمور 26:118)؛ يوحنا 15:12 (انظر زكريا 9:9)؛ يوحنا 38:12 (انظر إشعياء 1:53)؛ يوحنا 40:12 (انظر إشعياء 9:6-10).

أفكار من جهة الصلاة: صلوا من أجل بلدنا وجميع المسئولين فيه (مزمور 1:67-7).

اقرأ يوحنا 13 -- 16

في الساعات التي تلت عشاء الفصح وقبل تسليم يهوذا للمسيح، تركزت الكلمات الأخيرة ليسوع مع الأحد عشر تلميذا على خمس حقائق هامة لا يمكن الفصل بينها. أولى هذه الحقائق هي ضرورة محبة بعضهم بعضا - كما أحبهم هو (يوحنا 34:13-35). ويوجد هنا تغير حقيقي في مفهوم الحب - ليس فقط أن نحب الآخرين كما نحب أنفسنا ولكن كما أحبنا الله. فيجب أن تكون محبتنا محبة مضحية وباذلة. بعد ذلك يتكلم الرب عن قوة الصلاة: إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله (يوحنا 14:14). ثم يصور الرب اتحاده بتلاميذه بمثل الكرمة والأغصان: أنا الكرمة وأنتم الأغصان (يوحنا 5:15). وبعدها يتكلم عن ضرورة إطاعة كلمته: أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم به (يوحنا 21:14؛ 7:15،10،14). ويختتم بالكلام عن موارد الروح القدس غير المحدودة فهو يرشدكم إلى جميع الحق (يوحنا 13:16).

لقد أوضح المسيح لتلاميذه العلاقة الوثيقة بين الصلاة وبين الحصول على الروح القدس قبل بدء خدمته، إذ نقرأ عنه: اعتمد يسوع أيضا، وإذ كان يصلي ... نزل عليه الروح القدس (لوقا 21:3-22). وقد أوضح لهم بعد ذلك أهمية كلمة الله للانتصار على الشيطان، إذ هزم الشيطان على جبل التجربة بقوله: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (متى 4:4). وكانت طاعته الكاملة ووحدته مع الآب واضحة في قوله لتلاميذه: طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني (يوحنا 34:4). وقد سمعوه أيضا في أحيان كثيرة يصلي إلى الآب (يوحنا 11:6؛ 41:11؛ 28:12).

إن الإيمان بيسوع كشفيعهم كان ينبغي أن يظهر الآن في صلاتهم باسمه: مهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن (يوحنا 13:14) - هذه هي القوة التي لا يمكن أن تفشل.

والقوة في الصلاة لا تكمن في أن نقول في نهاية صلواتنا "باسم يسوع". ولكن "باسمي" معناها أن نطلب ما كان سيطلبه هو وأن نعيش كما كان يعيش هو إرضاء للآب، وأن نصلي من أجل ما يكرّمه ويمجده (1 يوحنا 14:5-15). عندما نسأل باسم يسوع يعني أن نطلب أولا ملكوت الله وبره (متى 33:6). إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم (يوحنا 7:15).

إن مَثَل الكرمة والأغصان يصوّر الوحدة المطلقة بين إرادتنا وإرادة المسيح. هناك علاقة وثيقة بين المسيح وشعبه. إن جذع الكرمة الرئيسي لا يعطي ثمرا، إنما الهدف منه هو حمل الأغصان وإمدادها بالحياة لتعطي ثمرا. إننا جميعا معرضون لطلب المديح والشهرة من أجل ما أنجزناه، ولكن ينبغي أن لا ننسى أن الثمر الجيد مصدره الكرمة (المسيح) الذي يزودنا بكل ما نحتاج إليه. والكلمة التي تتكرر كثيرا في هذا المثل هي "يثبت" فهي تأتي 10 مرات في الأعداد العشرة الأولى. وبالمقابلة مع ذلك: إن كان أحد لا يثبت فيّ يُطرح خارجا كالغصن [أي كغصن منفصل عن شجرته] .. ويطرحونه في النار (يوحنا 6:15؛ 21:14،24).

إن الثمر الحقيقي والوحيد الذي تباركه السماء هو ما يصدر عن الروح القدس: فهو يرشدكم إلى جميع الحق . والفكرة التالية مختصة أيضا بالروح القدس: لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية (يوحنا 13:16). يا لها من نقطة هامة يجب علينا جميعا أن نتذكرها وهي أن الحق لا يُكتشف من الناس، لكنه يُعلن بواسطة الروح القدس (1 كورنثوس 14:2). الجسد لا يفيد شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة (يوحنا 63:6).

شواهد مرجعية: يوحنا 18:13 (انظر مزمور 9:41)؛ يوحنا 25:15 (انظر مزمور 19:35؛ 4:69).

أفكار من جهة الصلاة: ابدأ كل يوم بالصلاة (مزمور 13:88).

اقرأ يوحنا 17 -- 18

في صلاته، كشف يسوع كيف أن كلمة الله الساكنة في أتباعه تنشئ فيهم بغضة للخطية ورغبة في الانفصال عن أمور العالم سواء بالفكر أو بالفعل. لقد صلى قائلا: قدسهم في حقك، كلامك هو حق (يوحنا 17:17).

عندما كان المسيح على الأرض، لم يعزل نفسه عن الخطاة ولم يشترك في أنشطتهم. لقد أعلن بأمانة طريق الحق. وعندما صلي من أجل المؤمنين - الذين هم ليسوا من العالم (يوحنا 14:17)، لم يطلب من الآب أن يأخذهم من العالم (يوحنا 15:17). وإنما صلى قائلا: كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم (يوحنا 18:17). بعد ذلك صلى من أجلك ومن أجلي قائلا: بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم (يوحنا 20:17). لقد أوضح تماما أن لأتباعه هدف أسمى بكثير من السعي للحصول على النفوذ والشعبية والقوة والثروة المادية بهدف المتعة الشخصية. فإن كل هذه الأشياء يجب أن تستخدم لإتمام مشيئته: كما أرسلني الآب أرسلكم أنا (يوحنا 21:20).

إن الهدف الأسمى لمجيء المسيح إلى هذا العالم هو أن يَخلُص به العالم (يوحنا 17:3). في إنجيل متى، أعلنت الملائكة أن يسوع يخلص شعبه من خطاياهم (متى 21:1). وفي إنجيل مرقس، قال يسوع أنه لم يأت ليدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة (مرقس 17:2). والرسالة المحورية في إنجيل لوقا هي أن المسيح قد جاء إلى العالم ليطلب ويخلص ما قد هلك (لوقا 10:19).

ولتوصيل رسالة محبته المخلصة إلى العالم، يعتمد المسيح علينا، نحن تلاميذه، ويعمل من خلالنا، إذ يقول: كما أرسلني الآب أرسلكم أنا (يوحنا 21:20). ولا ينبغي أن نتوقع من الخطاة أن يأتوا إلينا ويسألونا كيف ينالوا الخلاص. إنها مسئوليتنا نحن أن نذهب إليهم بالأخبار السارة عن الحياة الأبدية. نحن هنا ليس من أجل خدمة المصالح الذاتية أو من أجل تحقيق النجاح الاجتماعي أو المادي، كما فعل المزارع الذي ازدهر عمله ففكر في أن يهدم مخازنه ويبني أعظم منها (لوقا 18:12). لقد كان هذا الرجل الناجح "غبيا" في نظر الرب (يوحنا 20:12). نحن موجودون هنا في العالم من أجل تحقيق هدف الله المعلن في الأناجيل الأربعة. إن الله يتوقع منا أن نستخدم وزناتنا كوكلاء أمناء لتوصيل كلمته إلى العالم.

لقد اختارنا الله لكي نحبه ونطيعه ولكي نشجع الآخرين على القيام بالمثل. وهو لم يتركنا نقوم بهذه المهمة بقوتنا الذاتية،ولكن بنعمته يعدنا على قدر ما نخضع إرادتنا له.

وبدءا بأنفسنا دعونا نعمل على تحقيق صلاته بخصوص وكالتنا على ممتلكاته التي ائتمنا عليها وأيضا في أسلوب تعاملنا مع المؤمنين الآخرين. إن روح الوحدة يجب أن تكون واضحة في بيوتنا، ومع من نشترك معهم، وأيضا مع سائر المؤمنين الذين لا يعبدون المسيح بنفس الطريقة تماما التي نعبده نحن بها. إن علاقتنا مع المسيح توحدنا مع جميع تابعيه الحقيقيين. ونحن ننتظر رجوع الرب، دعونا نعمل كل ما بوسعنا على تحقيق صلاة السيد فينا : أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن ... أنا قد أعطيتهم كلامك والعالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم ... تحفظهم من الشرير ... قدسهم في حقك ... كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم (يوحنا 11:17،14-15،17-18).

أفكار من جهة الصلاة: سبح الرب من أجل فدائك (مزمور 4:103).

اقرأ يوحنا 19 -- 21

في هذا الأصحاح الأخير من إنجيل يوحنا، يجذب الرب انتباهنا إلى أحد الاحتياجات العظمى في حياة التلميذ، إذ قال لبطرس ثلاث مرات: أتحبني أكثر من هؤلاء؟ ... ارع غنمي (يوحنا 15:21-17).ولكن لكي ندرك أهمية هذا الكلام دعونا نرجع إلى مشهد حدث قبل الصلب مباشرة. قال بطرس للرب بمنتهى الثقة: وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك ... ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك (متى 33:26،35).

كان بطرس واثقا أن إخلاصه ومحبته للمسيح قوية جدا حتى أن كل ظروف الحياة لا يمكن أن تجعله يتخلى عن سيده، حتى وإن فشلت أمانة ومحبة جميع التلاميذ الآخرين. ولكن لم تمر سوى بضعة ساعات، حتى أنكر بطرس الرب، ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات (متى 34:26).

يمثل بطرس كل مؤمن حقيقي بالمسيح. كانت كلماته واضحة أمام جميع التلاميذ والرسل الآخرين. كانت سقطته، والسبب الذي أدى إليها، وطريقة رد نفسه، مثالا للموارد التي أعدها الرب لنا في رحمته ورأفته حتى أننا إن أنكرناه - سواء بالكلام أو بالفعل - نستطيع أن ننهض مرة أخرى ونصير غالبين.

قبل أن ينكر بطرس المسيح بمدة طويلة، قال له يسوع: سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوتك (لوقا 31:22-32). لم يطلب الرب من أجل سمعان أن لا يسقط، ولكن أن لا يفنى إيمانه. في سلوكنا المسيحي، نحتاج جميعا، مثل بطرس، أن ندرك خطورة فخ الثقة بالنفس، لأنه يمكن أن تتسلل الكبرياء إلى أي مؤمن وهي عادة تنتظر الفرصة للإعلان عن نفسها. كانت سقطة بطرس المريعة لازمة لكي نتعلم جميعا خطورة الثقة في النفس. وهي أيضا تجعلنا ندرك أهمية الصلاة، إذ أن الرب يسوع كان قد حذر تلاميذه قائلا: صلوا لئلا تدخلوا في تجربة (لوقا 46:22).

لقد أنكر بطرس الرب ثلاث مرات قبل صلبه، وثلاث مرات سأل الرب بطرس قائلا: أتحبني؟ هل كان يسوع يريد أن يقول له: "أتحبني أكثر مما يحبني باقي الرسل؟ أم أكثر من أعمال الصيد التي تديرها؟ أم أكثر من الأصدقاء والأهل؟" لقد عرف بطرس أنه خذل الرب بكل معنى الكلمة وأنه تاب توبة حقيقية (يوحنا 55:22-62).

عندما سأل يسوع سمعان بطرس قائلا: أتحبني أكثر من هؤلاء؟ (يوحنا 15:21)، استطاع بطرس أن يدرك مدى ضعف الحكمة البشرية وعدم جدوى الثقة في النفس والأهمية القصوى للتواضع.

كم نشعر بالامتنان لأن الرب يسوع لم يوجه لبطرس أية من كلمات الإدانة، أو التخجيل، أو الانتقاد من أجل سقطته، ولا حتى من أجل افتخاره. فعندما نرى سقطات الآخرين لنتذكر كيف تعامل الرب مع بطرس، ليس بالتقريع ولا بروح التعالي.

كم من المرات وثقنا نحن أيضا في إخلاصنا للرب يسوع، إلى درجة الاعتقاد بأننا أكثر روحانية من الآخرين! ولكن على النقيض الآخر، فإن السقطات قد تؤدي أحيانا إلى الشعور بالفشل وإلى الانسحاب من خدمة الرب. يوجّه الرب لنا جميعا السؤال: أتحبني أكثر من هؤلاء؟ أي بالمقارنة مع محبتنا للأشخاص الآخرين وللأمور الأخرى التي تستهوي طبيعتنا البشرية. في أحيان كثيرة نحتاج أن ننحي بعض الأشياء جانبا أو أن نتخلى عنها لكي ننال امتياز المشاركة في خدمة كلمة الرب. فعند التفكير في ما ينبغي أن تفعله، تذكر دائما كلمات الرب: أتحبني؟.. ارع غنمي (يوحنا 15:21-17).

شواهد مرجعية: يوحنا 24:19 (انظر مزمور 18:22)؛ يوحنا 36:19 (انظر خروج 46:12؛ مزمور 20:34)؛ يوحنا 37:19 (انظر زكريا 10:12).

أفكار من جهة الصلاة: صل وسبح الرب بروح الشكر من أجل جوده (مزمور 1:107،22).

 

عودة للفهرس