اقرأ حزقيال 14 -- 16

مرة أخرى، جاء رجال من شيوخ إسرائيل (حزقيال 1:14) ليستشيروا حزقيال وكأنهم يطلبون أن يعرفوا مشيئة الرب. ولكن الرب كشف رياءهم قائلا: هؤلاء الرجال قد أصعدوا أصنامهم إلى قلوبهم ووضعوا معثرة إثمهم تلقاء أوجهم، فهل أسأل منهم سؤالا؟ ... هكذا قال السيد الرب: توبوا وارجعوا عن أصنامكم وعن كل رجاساتكم اصرفوا وجوهكم ...لأني أجعل وجهي ضد ذلك الإنسان [أي الذي يعبدني باطلا] (حزقيال 3:14،6-8).

لم يكن هناك شيء مألوف لدى الإسرائيليين مثل الكرمة. ولكي يعطي مثالا عن علاقة الرب بشعبه ، طرح حزقيال هذا السؤال : ماذا يكون عود الكرم [يقصد إسرائيل] فوق كل عود ... هل يؤخذ منه عود لاصطناع عمل ما؟ أو يأخذون منه وتدا ليعلق عليه إناء ما؟ هوذا يطرح أكلا للنار (حزقيال 2:15-4؛ تكوين 22:49؛ تثنية 32:32؛ مزمور 8:80-11؛ إشعياء 1:5-7؛ إرميا 21:2؛ هوشع 1:10). ففيما يختص بصنع الأثاث والبيوت وغيرها من الأدوات النافعة، يعتبر خشب الكرمة عديم القيمة. فلا أحد يستخدم خشب الكرمة ولا حتى لعمل وتد يعلق عليه قبعته، وذلك لأن خشب الكرمة ملتو وكثير العقد وليس له شكل.

كانت الكرمة تشير إلى شعب إسرائيل، الذي اختاره الله ليعطيه كلمته الأبدية - وهو شرف لم يحظ به أي شعب آخر على الأرض سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. فلقد نالوا امتياز توصيل معرفة إرادة الله من جهة البشرية إلى العالم كله، ولكن الكرمة فشلت في الإتيان بثمر فلم يعد هناك أي هدف من بقائها.

تحتاج الكرمة إلى مجهود كبير في فلاحة الأرض وتقليم الأغصان وإعدادها لكي تعطي ثمرا جيدا. فإذا لم تعط ثمرا لا يكون هناك مفر من أن تقتلع وتطرح في النار (حزقيال 7:15).

وقد كان الرب ينتظر طاعة، ولكنه وجد عصيانا. وكان ينتظر حياة روحية، ولكنه وجد عبادة شكلية ورياء. وكان ينتظر إخلاصا وأمانة وعبادة من القلب، ولكنه وجد وثنية ونجاسة. فإن طول أناة الرب لم تجعل بني إسرائيل يحبونه ولم تدفعهم أن يتوبوا عن خطاياهم.

كانت إسرائيل الشمالية قد اقتلعت بالفعل وطرحت في نار الغزو الأشوري. وكان الجزء الأكبر من أرض يهوذا والكثيرين من سكانها قد "احترقوا" بواسطة الغزو البابلي. في هذا التشبيه بالكرمة، يشير حزقيال إلى الدمار الكامل لأورشليم وللهيكل الذي سرعان ما حدث إتماما لكلمة الله في عهد موسى (لاويين 32:26-35،43؛ تثنية 21:29-28).

إن الأهداف التي يسعى إليها الشخص صاحب الذهن العالمي - مثل طلب المتعة، وسباق الثروة، وصراع القوة، والطمع إلى الممتلكات - هذه كلها تنتهي بإضاعة الحياة.

إن ربنا يسوع يتكلم إلى المؤمنين اليوم قائلا: أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام. كل غصن فيّ لا يأتي بثمر ينزعه، وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر ... إن كان أحد لا يثبت فيّ يُطرح خارجا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق (يوحنا 1:15-6).

لقد خُلقنا نحن أيضا لكي نأتي بثمر، وثمر الروح هو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف (غلاطية 22:5).

إعلان عن المسيح: في العهد الأبدي (حزقيال 60:16-63). يسوع المسيح هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد (عبرانيين 8:13).

أفكار من جهة الصلاة: عندما تكون في ظروف عصيبة، التجئ إلى الرب بالصوم والصلاة (2 أخبار 2:20-4).

عودة للفهرس