اقرأ حزقيال 17 -- 19

كانت بضعة سنوات قد مرت منذ أن وضح حزقيال في مثل الكرمة كيف أن بني إسرائيل كانوا عديمي النفع كممثلين لله على الأرض. ومع اقتراب دمارهم النهائي، استمر الرب يدعوهم بواسطة مثل آخر لبيت إسرائيل (حزقيال 2:17).

هكذا قال السيد الرب: نسر عظيم [يقصد نبوخذنصر] كبير الجناحين طويل القوادم، واسع المناكب [أي أجنحته كبيرة]، ذو تهاويل [ريشه متعدد الألوان]، جاء إلى لبنان [يقصد أورشليم] وأخذ فرع الأرز [أي قمة شجر الأرز] (حزقيال 3:17). هذه الرؤية تصور اتساع نطاق سلطة نبوخذنصر. فالريش المتعدد الألوان يشير إلى الشعوب العديدة التي أخضعها لسيطرته. وفرع الأرز [أو قمة شجر الأرز] يشير إلى رؤساء العائلة الملكية في يهوذا (12:17). ورأس خراعيبه [أي أعلى جزء في أغصانه الصغيرة] (4:17) هو يهوياكين، الملك الشاب على يهوذا؛ ومدينة التجار (4:17) التي حملهم إليها نبوخذنصر هي بابل. وعبارة " زرع الأرض " مقصود بها صدقيا الذي كان من العائلة الملكية (5:17)،وقد صار كرمة منتشرة قصيرة الساق [أي لا يرقى إلى مستوى داود] (6:17)، فهو يحتاج إلى دعامة ولكنه لا يزال ناميا ومثمرا. ولكن هذه الكرمة [صدقيا] عطفت أصولها [أي أمالت جذورها] نحو نسر آخر [يقصد مصر] (7:17).

كان صدقيا قد حلف باسم الرب بأن يدير مملكة يهوذا بالخضوع لنبوخذنصر (2 أخبار 13:36). ولكن صدقيا لم يكن أمينا، فلم يخلص لا لنبوخذنصر ولا للرب. وقد أنبأ حزقيال بأنه إذا نفذ صدقيا خطته بأن يكون حليفا لمصر فسيصبح مصيره الدمار - مثل الكرمة التي تقتلع من جذورها.

وربما لم يتم التفاوض بين صدقيا ملك إسرائيل وبين فرعون مصر إلا مع بداية السنة التاسعة لملك صدقيا. وكان الهدف من هذه النبوة هو منع إسرائيل من الدخول في مثل هذا التحالف. وكان من الممكن تجنب غزو نبوخذنصر لو أن صدقيا ظل أمينا للعهد الذي صنعه لنبوخذنصر باسم الرب.

كان في إمكان صدقيا أن يظل رئيسا على مقاطعة يهوذا التابعة لبابل وكان من الممكن أن يظل هيكل الرب قائما فقط لو كانت لديه الحكمة والأمانة الكافية للوفاء بالعهد. ولكن تجاهله لتحذيرات النبي أدت به إلى مآسي لا حصر لها - فلقد تعرض لعدة شهور من الجوع والحصار، ثم دمرت المدينة والهيكل، وقتل أولاده، واقتلعت عيناه بطريقة وحشية. وبعد ذلك جروه مقيدا إلى بابل حيث مات في السجن (إرميا 1:52-11).

إن استياء صدقيا من أن يكون خاضعا لنبوخذنصر بحسب قول النبي كان نتيجة لإرادته العنيدة ورفضه للخضوع لملك الكون.

وبنفس الطريقة، فإن العنيد يميل إلى النظر إلى نصيب الآخرين في الحياة فيشعر بالضيق والغيرة من مواهبهم أو مميزاتهم أو ظروفهم. فإذا كان عدم الرضى يدفعنا إلى التخلي عن خضوعنا لإرادة الرب، فإنه لن يلزمنا بالخضوع لإرشاده، ولكن سيكون ذلك لدمارنا.

كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك، حتى إننا نقول واثقين: الرب معين لي فلا أخاف ماذا يصنع بي إنسان (عبرانيين 5:13-6).

إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي غفرانه يمنح الحياة (حزقيال 20:18-22). لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه (2 كورنثوس 21:5).

أفكار من جهة الصلاة: ادع الرب وقدم له التسبيح (مزمور 3:18).

عودة للفهرس