اقرأ أمثال 20 -- 22

لم يحدث أبدا أن خطط أحد أن يكون سكيرا. إنما بدأ يشرب قليلا بين الحين والآخر ليكتشف أنه يشرب أكثر من ذي قبل. فالأمر يبدأ باعتدال شديد، وقد يبدو مفيدا وغير ضار بالمرة، والواقع أن خداعه العجيب يعطي كل الأِشياء مظهرا بهيجا وبراقا ويجعلها أحلى بكثير، إنما لبضعة لحظات فقط. وبمجرد أن ينخدع الإنسان من الخمر فإنها تسيطر على حياته، وتسلب منه بعد ذلك الفضيلة والقوة والموارد وراحة البال والسمعة بل والحياة نفسها. الخمر مستهزئة، المسكر عجاج،ومن يترنح بهما ليس بحكيم (أمثال 1:20).

إنها حقيقة لا يمكن إنكارها أن الاشتهاء الجسدي والعاطفي للخمر يزداد باستمرار لدى الشخص السكير، بينما اللذة التي تمنحها له تتضاءل باستمرار. فويل للإنسان الغبي الذي يحاول أن يغرق أحزانه أو يهرب من مشاكله أو يتخفّى من ضغوط الحياة "بقليل" من الشراب. على هذا الإنسان أن يفكر في نتيجتها النهائية: لمن الويل؟ لمن الشقاوة [الحزن] ؟ لمن المخاصمات؟ لمن الكرب؟ لمن الجروح بلا سبب؟ لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج (أمثال 29:23-30). إن السكير يستبدل الحقيقي بالمزيف، والكرامة بالهوان، والحياة بالموت. كم مرة تعجّبنا من حال أشخاص كانوا قبلا ناجحين وذوي نفوذ ثم صاروا إلى لا شيء بسبب الخمرة التي سيطرت عليهم.

إن وخزة الندم التي يعاني منها الشخص بعد أن يفيق تدعو للرثاء، ولكنها بسيطة بالمقارنة مع النتائج الحتمية التي تنتج عن هذا القيد الذي يضعه الشيطان على ضحاياه. لمن الكرب؟ لمن الجروح بلا سبب؟ (أمثال 29:23). فالجروح التي بلا سبب هي الجروح الجسدية والعاطفية التي تسببها الخمر.

في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان. عيناك تنظران الأجنبيات وقلبك ينطق بأمور ملتوية [تتبادر إلى ذهنك أمور خاطئة وغير صحيحة] (أمثال 32:23-33).

فكيف يمكن لإنسان أن يبتلع بإرادته عدوا مثل هذا يسلبه عقله وقدرته على التفكير السليم. إن المستعبد للخمر يشبه إنسانا ينام على شفا حفرة سحيقة، وكلما استمر في الانغماس في الشراب كلما ازدادت غفلته عن نتائج سلوكه العنيد. لقد انخدع الملايين بهذا الشرك وتحطمت حياتهم، فالخمر تعزل النفس عن سيطرة الروح القدس وتضعها تحت سيطرة الشيطان.

إن قدرتنا على تمييز أمور الله وفهمها تعتمد على تنبهنا وسعينا إلى ما يريده الله أن يوصله لنا. لكن الخمر تدمر قدرة الإنسان على التيقظ وعلى تمييز ما يعلنه الله عن نفسه. فالسكير شخص مخدوع لأنه يظن أنه استثناء - وكلمة الله تنطبق على كل شخص سواه.

إن جميع الذين يحبون الرب يتفقون مع الرسول بولس في قوله: لا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح (أفسس 18:5).

إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي يقدر أن يقول أنه طاهر وبلا خطية (أمثال 9:20؛ قارن مع عبرانيين 15:4).

أفكار من جهة الصلاة: يجب أن تكون صلواتك مقدمة لله بالروح وبالفهم (يوحنا 22:4-24).

عودة للفهرس