اقرأ لوقا 10 -- 11

بعد ذلك عين الرب سبعين آخرين أيضا وأرسلهم اثنين اثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتي. فقال لهم: إن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده. اذهبوا، ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب (لوقا 1:10-3).

لقد كانت التعليمات التي أعطاها لهم شبيهة جدا بتلك التي أعطاها للاثني عشر (أصحاح 9). فلقد حذرهم من أنهم لن يكونوا دائما مقبولين وأنهم في الغالب سيواجهون مقاومات. وهو بنفس الطريقة يرسلنا نحن أيضا.

إن معجزة الخلاص تهيئنا للمساهمة الفعالة في توصيل الأخبار السارة (الإنجيل) إلى الآخرين. وأي بيت دخلتموه فقولوا أولا سلام لهذا البيت [أي ليكن في هذا البيت تحرير من كل المآسي التي تنتج عن الخطية] ، فإن كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه، وإلا فيرجع إليكم (لوقا 5:10-6).

وكأتباع المسيح - كحملان في وسط ذئاب - يجب أن تظهر علينا وداعة المسيح إزاء عداوة الناس.

إن صنع السلام هو من العلامات المميزة لأتباع ملك السلام (إشعياء 6:9). فطوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعون (متى 9:5). عندما نتحلى بصفات الروح المسالمة، سيكون هناك مجهود طبيعي وفعال من أجل تقديم شخص المسيح الذي جاء ليضع سلاما في قلوبنا.

هؤلاء هم الذين يعالجون الانقسامات، ويبذلون كل جهد من أجل تصحيح ما فسد. ولكن هذا السلام لا يكون على حساب التفريط في الحق الكتابي. وأما الحكمة التي من فوق فهي أولا طاهرة ثم مسالمة مترفقة (يعقوب 17:3). إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس (رومية 18:12).

ومع ذلك، لا يجب أن نندهش إذا صادفنا مقاومة، لأنه قال يسوع: إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم (يوحنا 19:15-20). لكننا كما فعل المسيح، نحتمل الصليب مستهينين بالخزي (عبرانيين 2:12)، وذلك لأننا نرى ما هو أبعد من الصليب، أي الإكليل.

إضافة إلى ذلك، فإن الاضطهادات تكون عادة سبب بركة لنا إذ تحفظنا من خطايا معينة كان من الممكن أن نقع فيها. والأكثر من ذلك، ان الشيطان يبغض المؤمن الأمين لسيده. على سبيل المثال، نقرأ عن استفانوس أنه رجم، وبطرس ويوحنا أنهما ألقيا في السجن، ويعقوب قطع رأسه - كل هذا من أجل ملك السلام الذي جاء ليؤسس السلام بين الناس (لوقا 14:2).

فبدلا من أن نتحطم أو نشكو من عداء العالم الديني أو العلماني، فإننا نبتهج بسبب الشرف العظيم الذي نحصل عليه إذ نتألم من أجل اسمه. لقد قال يسوع، أنه بسبب ولائنا وطاعتنا ورفضنا للتفريط في حقه الأبدي، سيقول الناس علينا كل كلمة شريرة كاذبين (متى 11:5). ولكن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا (رومية 18:8).

شواهد مرجعية: لوقا 27:10 (انظر تثنية 5:6؛ لاويين 18:19)؛ لوقا 28:10 (انظر لاويين 5:18).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب أن تتم إرادة الله في حياتك (لوقا 42:22).

عودة للفهرس