اقرأ أمثال 23 -- 26

إن قراءة اليوم تحذرنا بشأن خطورة الابتهاج عند سقوط أحد أعدائنا الشخصيين. والأشر من ذلك هو أن نحتفظ في داخلنا برغبة دفينة في أن يصيبه مكروه. لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر. لئلا يرى الرب ويسوء ذلك في عينيه فيرد عنه غضبه [ويحوله إليك] (أمثال 17:24-18).

قدم الرب يسوع تعليما من منظور مختلف عندما اقتبس هذا المثل: إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه ... والرب يجازيك [أي يكافئك] (أمثال 21:25-22؛ متى 44:5). وكرر الرسول بولس أيضا هذه الآية فقال: إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه ... لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير (رومية 20:12-21). فهذه هي الغلبة الحقيقية على الطبيعة القديمة الأنانية، أن نحب أعداءنا ونصلي من أجل الذين يضطهدوننا (متى 44:5).

تدفعنا الطبيعة البشرية إلى الدفاع عن حقوقنا وإلى مقاومة الذين يسيئون إلينا، وإن أمكن أيضا أن نسيء إلى الشخص الذي أخطأ في حقنا.

إن الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام هي دلائل على أننا لسنا قريبين من المسيح بالقدر الكافي. لذا ينبغي أن نصلي فورا طالبين رحمة الرب وغفرانه، لأنه إن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم (متى 15:6؛ أيضا 23:18-35). إننا حقا نستحق غضب الله ونقمته من أجل زلاتنا الكثيرة في حق إلهنا القدوس.

ولا يمكن أن نكون حقا في علاقة صحيحة مع المسيح طالما أننا نحتفظ بمشاعر المرارة والبغضة والانتقام تجاه أي إنسان. وفي الواقع فإن كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه ... يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (1 يوحنا 15:3،18).

لا يمكن لأحد أن يبرر لنفسه سلوك الانتقام؛ فلا أحد فينا هو القاضي، وبالأولى فليس هو منفذ الحكم. والأخطر من ذلك، لا يمكننا أن ندعي لأنفسنا منصب الله الذي قال: لي النقمة أنا أجازي يقول الرب (رومية 19:12). ولكن عندما يقع علينا ظلم يجب أولا أن نطلب من الله أن يغفر لنا من أجل أفكار ومشاعر الحقد أو البغضة أو الرغبة في الانتقام. فإن هذه المشاعر تفصلنا في الحال عن العلاقة الصحيحة مع الله. بعد ذلك يجب أن نصلي من أجل الذي أساء إلينا.

إن مشاعر البغضة والرغبة في الانتقام مصدرها الشيطان، ولكن محبة المسيح من خلال الروح القدس الساكن فينا تعطينا القدرة على الشعور بالرحمة بدلا من البغضة تجاه الشخص الذي أساء إلينا. وفي الواقع فإن ردود أفعالنا تجاه السلوك الرديء تكشف عن الحالة الداخلية لقلوبنا - هل هي تحت سيطرة الروح القدس أم هي تحت سيطرة الطبيعة العتيقة الخاطئة. إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب، لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره (1 يوحنا 20:4-21).

إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي يكافئ كل من يقابل الشر بالخير (أمثال 21:25-22). "إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه" (رومية 20:12). قال يسوع: "أحبوا أعداءكم" (متى 44:5؛ لوقا 27:6،35).

أفكار من جهة الصلاة: صل أن تكون حياتك دائما ترضي الرب (يوحنا 29:8).

عودة للفهرس