اقرأ إرميا 26 -- 28

كان يوشيا التقي قد مات، وتولى ابنه الثاني يهوياقيم الملك على يهوذا بتكليف من فرعون. وعلى عكس أبيه، كان يهوياقيم معاديا لأنبياء الرب. ولتوضيح مدى حساسية الموقف، يذكر الكتاب المقدس في قراءة اليوم حادثة أوريا (مع أنها كانت قد حدثت في زمان آخر) ليبين خطورة وقوف إرميا في ساحة بيت الرب. فلقد كان أوريا قد تنبأ أيضا بأمانة ضد المدينة. ولما سمع الملك يهوياقيم وكل أبطاله وكل الرؤساء كلامه طلب الملك أن يقتله ... فضربه بالسيف (إرميا 21:26،23). وفي مثل هذه الظروف من المقاومة العنيفة، إذا بالرب يطلب من إرميا قائلا: قف في دار بيت الرب وتكلم على كل مدن يهوذا القادمة للسجود في بيت الرب بكل الكلام الذي أوصيتك أن تتكلم به إليهم، لا تنقّص كلمة (إرميا 2:26).

وكان لما فرغ إرميا من التكلم بكل ما أوصاه الرب أن يكلم كل الشعب به أن الكهنة والأنبياء وكل الشعب أمسكوه قائلين تموت موتا! (إرميا 8:26). فلقد ألقي القبض عليه في الحال وطالب المشتكون عليه بأن توقع عليه عقوبة الموت.

إن مناداة إرميا بقرب دمار الهيكل كان بلا شك صدمة للشعب. وقد طالبوا بأن توقع عليه عقوبة الموت لأنها كانت العقوبة الشرعية للتجديف (لاويين 16:24) وللتنبؤ بالكذب (تثنية 20:18). لقد كانت رسالة إرميا متناقضة تماما مع كلام الأنبياء الكذبة مثل فشحور (إرميا 6:20). فهؤلاء الأنبياء جميعهم قدموا وعودا بالسلام وبسرعة رجوع المسبيين من بابل.

وقد أصغى الشيوخ إلى الشهود، ثم جاءت الشهادة غير المتوقعة من أخيقام، الذي لم يكن نبيا ولكنه كان يشغل منصبا بارزا أثناء حكم يوشيا عندما وجدوا سفر الشريعة في بيت الرب (2 ملوك 12:22-14). وكان الملك يوشيا قد كلف أخيقام وأشخاصا آخرين بأن يذهبوا لاستشارة خلدة النبية - لأنه عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل علينا من أجل أن آباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا (2 ملوك 13:22).

وقد وقف أخيقام بشجاعة ليدافع عن إرميا ضد القادة الدينيين والملك. فذكرهم بأن ميخا قد تنبأ في أيام الملك حزقيا وقال نفس المضمون الذي قاله إرميا: هل قتلا قتله حزقيا ملك يهوذا وكل يهوذا؟ (إرميا 19:26). فحيث أنه لم يتهم بالتجديف (وما يستوجبه من حكم الموت)في ذلك الوقت، فلا ينبغي أن توجه هذه التهمة لإرميا الآن. كان من الواضح أنه توجد سابقة.

ومما لا شك فيه أن شهادة هذا الشاهد غير المتوقع قد أثرت على صدور الحكم بالبراءة. وربما كانت بقية خدمة هذا النبي العظيم قد أصبحت ممكنة بفضل هذا الرجل الذي وقف إلى جوار ما يعرفه أنه حق.

كان إرميا قد تلقى أمرا بألا ينقص كلمة (إرميا 2:26). وجميعنا مسئولون أن نقدم مثل هذا الولاء للمسيح، بغض النظر عن النتائج. إن الحق الموجود في كلمة الله هو أقصى ما يحتاج إليه عالمنا المحتضر. فالمسئولية عاجلة والحق هو أمانة في أعناقنا.

إن معظمنا لا يستطيع أن يساهم بطريقة مباشرة مثل الخادم أو النبي أو المرسل في توصيل الحق إلى العالم، ولكننا معا نستطيع أن نحقق ذلك. وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (أعمال 8:1).

إعلان عن المسيح: من خلال إرميا، الذي اتهم باطلا من الكهنة والأنبياء الكذبة (إرميا 8:26-9). لقد تعرض الرب يسوع للتهديد والاتهام الباطل في العديد من المواقف عندما كانت تعاليمه لا تتّفق مع تعاليم القادة الدينيين في زمانه (يوحنا 48:8،59).

أفكار من جهة الصلاة: صل إلى الرب أن تتم مشيئته في كل موقف يواجهك اليوم (متى 10:6).

عودة للفهرس