اقرأ إرميا 29 -- 31

لقد تنبأ إرميا عن دمار أورشليم وذهاب شعبها إلى السبي ورجوعهم إلى أورشليم بعد 70 سنة. وقد حذر الأنبياء مرارا وتكرارا من أن اليهود سيتشتتوا في كل الأرض، ولكنهم لن يفنوا تماما بواسطة أعدائهم، وإنما سيظلوا شعبا مميزا. ومن ناحية أخرى أعلن الرب أنه سيهزم أعداءهم: وإن أفنيت جميع الأمم الذين بددتك إليهم، فأنت لا أفنيك، بل أؤدبك بالحق ولا أبرئك تبرئة [أي لا أدعك تذهب بدون عقاب] (إرميا 11:30).

وقد تحققت هذه النبوة المميزة. فلقد فنيت تماما المملكتان العالميتان العظيمتان بابل وأشور. ولم يبق منهما سوى بضعة أنقاض تؤكد عظمتهما السابقة. وقد انهزمت أيضا الأمة اليهودية الصغيرة وصار شعبها عبيدا وتشتتوا في كل أنحاء العالم. ولكن كما أنبأ النبي، فقد رجع اليهود إلى أورشليم.

وأثناء السبي، نصح إرميا الشعب ألا يقوموا بأي ثورات وألا يصابوا باليأس والقنوط. وعلمهم أسلوب الرب في التعامل مع أعدائهم قائلا: اطلبوا سلام المدينة التي سبيتكم إليها (إرميا 7:29). هذا يعني أنهم يجب أن يكونوا بركة لمعتقليهم وأن يصلوا من أجلهم - فينالوا هم أيضا بركة.

هذا يوضح خطأ الاحتفاظ بالضغينة والسعي إلى الانتقام عندما نشعر بسوء المعاملة أو عندما نواجه مقاومة. فبدلا من الرثاء لأنفسنا وبدلا من أن نبغض الذين يحاولون اضطهادنا، نحن أيضا يجب أن نصلي من أجل أعدائنا ونطلب سلامهم ، ونحافظ على مصالحهم. قال يسوع: أحبوا أعداءكم ... وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويضطهدونكم (متى 44:5).

ما أتعس الشخص الذي يكون دائما ناقما على ظروفه و "ينتظر" باستمرار أن يأتي وقت فيه يقدر أن يستمتع حقا بحياته. ربما ينتظر الحصول على ترقية جديدة، أو أن يشفى من مرضه، أو يشتري منزلا أفضل، أو يتقاعد عن العمل. ولكنه على جميع الأحوال "ينتظر" شيئا ينقذه من واقعه الحالي - المليء بالمرارة والإحباط.

لقد كان العهد المعطى على جبل سيناء متمثلا في وصايا خارجية مكتوبة على حجارة. وقد كانت هذه الوصايا كاملة كما قال بولس الرسول: الناموس مقدس والوصية مقدسة وعادلة وصالحة (رومية 12:7). ولكننا خطاة، وبالطبيعة أبناء الغضب (أفسس 2:3) -وغير قادرين على تنفيذ شروط هذا العهد. لذلك فنحن نحتاج إلى طبيعة روحية جديدة، كما قال يسوع: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يدخل ملكوت الله (يوحنا 3:3،5). فإننا بالولادة الجديدة نصبح شركاء الطبيعة الإلهية (2 بطرس 4:1).

ومنذ يوم الخمسين إلى الآن اختبر الملايين سلام الله العجيب الذي أنبأ عنه إرميا: هذا هو العهد الذي أقطعه مع بيت إسرائيل بعد تلك الأيام يقول الرب: أجعل شريعتي في داخلهم، وأكتبها على قلوبهم (إرميا 33:31).

هذا العهد الجديد هو عمل الروح القدس الذي يسكن فيك ويجعلك تبارك لاعنيك وتصلي لأجل الذين يسيئون إليك (لوقا 28:6).

إعلان عن المسيح: بصفته الشخص الذي يصفح عن الإثم (إرميا 34:31). ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا، حينئذ قال للمفلوج: قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك (متى 6:9؛ قارن مع 10:8-11).

أفكار من جهة الصلاة: اغفر للآخرين بدون استثناء، واطلب من الرب أن يغفر لك (متى 12:6).

عودة للفهرس