تعليقات على الإسلام

 

القسم الأول : تعليقات على الإسلام

الباب الأول آيات شيطانية

أولاً:مصادر البحث

 

1.      جاء في كتاب »الملل والنحل والأهواء« للشهرستاني ص 109 »قدم نفر من مهاجرة الحبشة حين قرأ عليه السلام (سورة النجم 53 الآية 19،20) )والنجم إذا هوى( حتى بلغ )أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى( ألقى الشيطان في أمنيته (تلاوته) ]تلك الغرانيق العُلى إن شفاعتهن لتُرتجى[ فلما ختم السورة سجد (ص) وسجد معه المشركون، لتوهُّم أنه ذكر آلهتهم بخير. وفشى ذلك بالناس وأظهره الشيطان حتى بلغ أرض الحبشة ومن بها من المسلمين عثمان بن مظعون وأصحابه، وتحدَّثوا أن أهل مكة قد أسلموا كلهم، وصلُّوا معه (ص) وقد آمن المسلمون بمكة، فأقبلوا سراعاً من الحبشة«.

 

2.      ومن تفسير هذه الآية في »الفخر الرازي« ج 6 ص 244-249»من المسائل في تفسير هذه الآية أن رسول الله e لما رأى إعراض قومه عنه، شقَّ عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاء به؛ فتمنَّى أن يأتيه الله بشيء ما يقارب بينه وبينهم لحرصه على إيمانهم. فجلس ذات مرة في ناد من أندية قريش، وجلس معه كثيرون من أبناء قريش، وأحبّ يومئذ ألاَّ يأتيه من الله شيء ينفر منه، وتمنى ذلك فأنزل تعالى سورة النجم 1:53-7)والنجم إذا هوى(فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان على لسانه {تلك الغرانيق العُلى إن شفاعتهن لترجى}. فلما سمعت قريش فرحوا، ومضى رسول اللهe في قراءته فقرأ السورة كلها، فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون، وتفرَّقت قريش وقد سرَّهم ما سمعوه، وقالوا :"قد ذكر محمد آلهتا بأحسن الذِّكْر". فلما أمسى الرسول أتاه جبريل فقال :"ماذا صنعت لقد تلوت على الناس ما لم آتيك به من عند الله"، فحزن الرسول حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً عظيماً حتى نزل قوله تعالى في (سورة الحج 52:22) )وما أرسلنا من قبلك من رسول أو نبي إلاّ إذا تمنى فألقى الشيطان في أمنيته فيسخ الله ما يلقى الشيطان(.

 

هذه رواية عامة المفسِّرين الظاهرين، أما أهل التحقيق فقد قالوا:"هذه الرواية باطلة وملفَّقة"، واحتجوا على ذلك بالمعقول والمنقول. أما من المنقول فهو القرآن والسُّنَّة:

 

1.              فالقرآن ينفي ذلك بقوله في (سورة النجم 53 :3،4) )وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى(.
2.              والسُّنَّة تنفي ذلك بكلام لا حاجة إلى ذِكره، لأنه غير مبنى على حقائق بل مبني على آراء، إذ يقولون لا يمكن أن نبي الله الأعظم ورسوله الأكرم يفعل مثل هذه الأشياء.

 

أما المعقول فهو:
1.              إذا جاز على الرسول تعظيم الأوثان فقد كفر؛ لأن المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه كان في نفي الأوثان.
لو جوَّزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه.وقد فسَّر أهل التحقيق (الأمنية) إما القراءة أو الخاطر«.

الصفحة الرئيسية