تعليقات على الإسلام

 

الفصل الثاني

تأثير السمِّ في محمد

 

أولاً : مصادر البحث

 

جاء في كتاب»العقد الفريد« الجزء الثالث ص 369 ما يلي:{في مسند بن أبى شيبة، أن يهود خيبر أهدوا إلى رسول اللهeشاةً مسمومةً، فقال رسول اللهe:"اجمعوا إليَّ من هنا من اليهود"، فجمعوا له، فقال لهم:"هل جعلتهم في هذا سماً؟". فقالوا:"نعم". فقال محمد:"وما حملكم على ذلك؟"، فقالوا:"أردنا إن كنتَ كاذباً أن نستريح منك، وإن كنتَ نبياً لن يضرك السمُّ". فقال محمدe:"وما زالت أكلة خيبر تعتادني فهذا أوان قطعت فيه أبهري}.

جاء في كتاب»السيرة النبوية الملكية« لزيني دحلان ص58،59:{وقيل في هذه الغزوة سمَّت اليهودية الشاة لمحمد، واسمها زينب بنت الحارث امرأة سلاَّم بن مشكم، فمضغ محمد منها مضغة ثم لفظها من فيهِ، وإن رجلاً يُدعى بشير بن البراء أكل منها معهُ فمات بعد حول من تلك الأكلة. وفى المرض الذي توفى فيه محمد قال:"مازلت أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، وهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم}.

وجاء في»صحيح البخاري« الجزاء الثالث صفحه 76 {قال يونس عن الزهيري، قال عروة، قالت عائشة:"كان النبيeيقول في مرضه الذي مات فيه:"يا عائشة ما أزال أجد الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم".

وجاء في كتاب»الأنوار المحمدية«ص98،99 ما يلي:{وفى هذه الغزوة سمَّت اليهودية زينب بنت الحارث شاة مشوية ثم أهدتها إلى محمد، فأكل وأكل رهط من أصحابه معه، فقال رسول اللهe:"ارفعوا أيديكم" وأرسل إلى اليهودية فقال لها:"أسممت هذا الشاة؟"، فقالت اليهودية:"من أخبرك؟"، فقال:"أخبرتني هذا الذي في يدي-الذراع-"، فقالت:"نعم" فقال لها:"وما حملك على ذلك؟"، قالت:"قلت إن كنتَ نبياً لن يضرك السم، وإن لم تكن نبياً استرحنا منك". فعفا عنها رسول اللهeولم يعاقبها، وماتوا أصحابه الذين أكلوا معه ومنهم بشير بن البراء، فدفع رسول اللهeاليهودية إلى أوليائه به قصاصاً واحتجمeعلى كاهله}.

وجاء أيضاً في»الأنوار المحمدية« ص 58{وقد كان ابن المسعود وغيره يرون أنهeمات شهيداً من السم}.

ثانياً:التعليق على ما سبق

أليشع أم محمد؟!

إن في مسألة تأثير السم هكذا في جسم محمد، نقطه لا يسمح العقل بتجاوزها، وما هي إلاَّ انحطاط محمد في عيون أولي الانتقاد عن مقام أنبياء الله، الذي لم يأت لأحد منهم قط شئ من قبيل ذلك؛ لأنه لم يجيء في الكتاب المقدس أقل إشارة أن نبي من أنبياء الله سُمَّ، بل أن بعضهم أبطل فعل السم في الطعام المسموم بإلقائه قليل من الدقيق في قدر الطعام. وإليك النص بالتفصيل كما ورد في سفر ((2مل 4 :38-41))»ورجع أليشع إلى الجلجال. وكان جوعٌ في الأرض وكان بنو الأنبياء جلوساً أمامه. فقال لغلامه:" ضع القدر الكبيرة واسلق سليقة لبني الأنبياء  وخرج واحدٌ إلى الحقل ليلتقط بقولاً فوجد يقطينا برياً فالتقط منه قُثَّاءً برياً وملءَ ثوبه وأتى وقطَّعه في قدر السليقة.لأنهم لم يعرفوا. وصبُّوا للقوم ليأكلوا وفيما هم يأكلون من السليقة صرخوا وقالوا في القدر موتٌ يا رجل الله ولم يستطيعوا أن يأكلوا فقال هاتوا دقيقاً فألقاه في القدر وقال صب للقوم فيأكلوا فكأنه لم يكن شئ رديء في القدر«.[1].

بوليس أم محمد؟!

وبعضهم نشيت الأفعى في يده ولم يتضرر بشيء، وإليك القصة بالتفصيل كما وردت .في ((أعمال الرسل 28 :3-7)) »فجمع بولس كثيراً من القضبان ووضعها على النار فخرجت من الحرارة أفعى ونشبت في يده فلما رأى البرابرة الوحش معلَّقاً بيده قال بعضهم لبعض لابد أن هذا الإنسان قاتل لم يدعه العدل يحيا ولو نجا من البحر. فنفض هو الوحش إلى النار ولم يتضرر بشيء رديء. وأما هم فكانوا ينتظرون أنه عتيدٌ أن ينتفخ ويسقط بغتة ميتاً. فإذ انتظروا كثيراً ورأوا أنه لم يعرض له شئ مضرٌّ تغيَّروا وقالوا : هو إلهٌ«.

أما نبي الإسلام فهو حسب القصة المذكورة سابقاً قد شعر حالاً بالطعام المسموم، ولم يبطل مفعول السم كما فعل أليشع. ولا شفاء أصحابه الآكلين معه من أثر ذلك السم، بل ماتوا من فعله. وهو ضُرَّ من ذلك وتألم ولم يزل متألماً منه حتى مماته. كما أنه قد تألم من لدغة عقرب حتى لجاء إلى مداواة إصبعه الملدوغ وتعويذه وإليك النص بالتفصيل[2]{وفى مسند أبى شبية أن النبيe وهو يصلى ذات ليلة إذ وضع يده على الأرض فلدغته عقرب، فتناول نعله وقتلها، فلما انصرف قال:"لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره". ثم دعا بماء وملح في إناء ثم صبَّ عليه-إصبعه-ومسحها وعوَّذها بالمعوذتين}.

عزيزي القاريء، تأمل الفرق العظيم بين أليشع وبولس والسيد المسيح، وبين محمد. فأليشيع: أبرأ الطعام من السم ولم يتضرر أحداً من أصحابه الذين أكلوا معه. وبولس: نفض الأفعى الناشبة شفى يده  وذهب ولم يشك في شيء، حتى تعجب البرابرة الذين رأوا الأفعى السامة ناشبة في يده وادَّعوا أنه إله. ومحمد: ضُرَّ وتألم حتى مماته من مضغه لحمة مسمومة، ومات من ذلك أصحابه الآكلون.معه، وتألم من لدغة عقرب ألماً دفعه إلى لعنها ومداواة إصبعه الملدوغ وتعويذه .

تلاميذ السيد المسيح أم محمد ؟!

أما عن السيد المسيح له المجد أنبأ عن رسله أنه لا يؤثر السم فيهم بقوله في ((مر 18:16)) »وإن شربوا شيئاً مميتا لا يضرهم« وقال أيضاً له المجد مخاطباً تلاميذه في ((لو 16:10« »وها أنا أُعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيئاً«.فانظر إلى يسوع المسيح رفع تلاميذه فوق فعل السم مبطلاً تأثيره في أبدانهم برهاناً لهم أنهم رسله، بخلاف محمد الذي سُمَّ هو وأصحابه. فاسمح لي أيها القاريء العزيز أن أطرح عليك هذا السؤال:بأي حق إذا يُعتبر نبي الإسلام كيسوع المسيح أو بولس أو أي تلميذ من تلاميذ السيد المسيح؟!

فهل من مسلم متعقل لا يخطر بالضرورة على باله الفكرة لدى ترويه هذه المسألة، وهو إن كان محمد رسول الله الأعظم ونبيه الأكرم ويزعم أنه جاء من الله بشرع ناسخ لما قبله، فلماذا جاز عليه هذا الأمر من تأثير السم فيه وفى أصحابه، كما جاز عليه السحر من دون أنبياء الله الكرام أو ليس دليلاً على عدم صحة دعواه، أو بعبارة ألطف أليس ذلك ينكد على نبوته ويقدح فيها. وأخيراً أُخاطب نبلاء المسلمين وأذكيائهم من مخامرة أذهانهم في هذه المسألة. فماذا يفعلون يا تُرى؟ هل يحاولون التمويه عنه، أو يعبرونه جانب الاعتبار الخليق بأمثالهم؟


 

[1] راجع كتاب» سيرة النبي أليشع« للدكتور القس منيس عبد النور

[2] كتاب »العقد الفريد«ص 369

الصفحة الرئيسية