تعليقات على الإسلام

 

 الفصل الأول

قراءة أم تحريف؟!

 

يعتقد المسلمون أن القرآن كلمة الله الأزلية وإعلانه الموحى للبشر، وأنه غير مخلوق لأنه صفة لازمة لله تعالى. أما ألفاظه، وحروفه، وحركاته، وآياته، فمن أوضاع البشر، وقد جعلوها تسهيلاً لإدراك معناه. وهم يزعمون أنه كان مكتوباً مع أفعال البشر في اللوح المحفوظ قبل خلق العالمين، فنُسِخَ بأيدي سفرة كرام عن ذلك اللوح، وأٌنزِلَ إلى السماء السفلى في ليلة القدر، ثم بلَّغه الملاك جبريل إلى النبي آية فآية. وكان النبي كلما أتاه الإعلان تعتريه نوبات عصبية غريبة.

جاء في كتاب »مشكاة المصابيح« {كانت الآيات تٌكتَبْ على الحجارة وسعف النخيل والعظام خوفاً عليها من الضياع، وبقى جانب كبير محفوظ في صدور الناس}[1]

وللتعليق نقول : »وقد نشأ عن ذلك عدة مشاكل يعتبرها جميع الباحثين كافية لإثبات كون القرآن الحالي لا يحوي جميع الآيات التي نطق بها محمد، وبعضها يختلف في القراءة واللفظ والمعنى. وبعبارة أخرى أنه من المستحيل أن يكون القرآن الحالي حاوياً لجميع ما أٌنزل إذ من المؤكد أنه قد ذهب منه جانب ليس بقليل، وأٌنسى منه جانب آخر«.

جاء في كتاب »الإتقان في علوم القرآن« ما يلي : {قال ابن عمر "لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه كثير، ولكن ليقل قد أخذت ما ظهر منه}[2].

التعليق على الحديث السابقهذا يثبت أن القرآن الحالي لا يتضمن جميع ما كان مسطوراً في اللوح المحفوظ، ولا هو طبق ما نطقت به شفتا محمد، ولاسيما وإن هناك آيات عديدة بها اختلافات مدهشة لا يعلم نصها الصحيح أحدٌ».

جاء في كتاب »مشكاة المصابيح« ما يلي : {عن عمر بن الخطاب أنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما قرأها، وكان رسول اللهe يقرأ فيها، فأردت أن أعجِّل عليه ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله e، فقلت:"يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما قرأت فيها. فقال رسول الله e:"أرسله ليقرأ". فقرأ السورة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله e:"هكذا أٌنزِلت". ثم قال لي:"اقرأ"، فقرأت. فقال لي:"هكذا أُنزِلت . إن القرآن أٌنزِل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه"}.[3]

التعليق على الحديث السابق:»قد أدرك المسلمون أهمية هذه الاختلافات فالتمسوا لها عذراً فقالوا إن القرآن نزل على سبع قراءات، ولا يعلم أحد ما الحكمة في ذلك! ولكن هناك أحاديث كثيرة بخصوص قراءات القرآن السبع المختلفة، وقد حاول علماء الإسلام أن يعرفوا سبباً لذلك فلم يفلحوا؛ لأن الاختلافات بين القراءات عظيم جداً؛ لدرجة أن عمر ذُهِلَ لاختلاف القراءات حتى كاد يعجِّل على هشام. وجاء في »مسلم« أن أُبيَّ ابن كعب الذي كان من أشهر قٌرَّأ القرآن سمع رجلين يتلوان آيات القرآن بقراءات مختلفة، وإذا استفتى النبي في ذلك قال: {إن كلا القراءتين صحيح فقال ابن كعب:"فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية}[4].

وللتعليق نقول:»يتضح مما سبق أن القرآن حتى في زمن محمد نفسه كان يُقْرَأ على أوجه مختلفة، وكانت الاختلافات عظيمة جدا؛ً حتى نشأ على أثرها مناقشات ومخاصمات عظيمة، فإن بني حمص تبعوا قراءة الأسود، والكوفيين تبعوا قراءة ابن مسعود، والبصريين تبعوا قراءة أبى موسى  و هلم جراً، ولم تكن الاختلافات ناشئة عن اختلاف اللهجة فقط، لأن عمرو هشام كانا من قبيلة واحدة وهي قريش كما جاء في »الإتقان في علوم القران« ومع ذلك اختلفت قراءتها اختلافاً عظيماً، وقد اعترف الإمام كمال الدين حسين صاحب كتاب »الديباجة لتفسير القرآن« أن الاختلافات المذكورة هي عظيمة جداً، وأنها لا تتناول اللفظ فقط فهي إذاً تحريف مبين في المعنى، لأن المعنى يختلف باختلاف تلك القراءات، وقد أقرَّ بأنه ليس في العالم الإسلامي كلّه من يقدر أن يرجع القرآن إلى قراءته الأصلية!!«.

الآيات التي لعبت بها أيدي التحريف!!

و هذه بعض الأمثلة على ما ذكرنا وهى مأخوذة من الإمام لبيضاوي:

1-(سورة الفاتحة 6:1) لفظة «صراط» فمنهم من كان يقرأها ((بالصاد)) ومنهم من يقرأها ((بالسين)) وبعضهم يقرأ الآية السابعة {صراط الذين أنعمت عليهم} والبعض الآخر {صراط من أنعمت عليهم} أما تتمة الآية:{ولا الضالين} فإن الإمام لبيضاوي يقول إن بعضهم كان يقرأها:{وغير الضالين}.

وللتعليق نقولكيف نقول بعد هذا إنه لم يطرأ على القرآن تغيير ولا حتى في حرف واحد؟! نعم إن المعنى واحد لكن اللفظ مختلف، فأي منها كان مسطوراً يا ترى في اللوح المحفوظ؟! وأي من القرآتين هي الصحيحة والأصلية؟!»

2-وفي (سورة البقرة23:2) {وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا} وبعضهم يقرأها {عبادنا}بصيغة الجمع، وبينها وبين المفرد فرق عظيم.

3- وفي (سورة النساء 6:4) {فإن أنستم} بعضهم يقرأها {فإن أحسستم} وأيضاً في الآية "12" من نفس السورة {وله أخ أو أخت} فإن أبي وزيد ابن مالك زيدان عليها قوله :{من الأم}. ولاشك أن المعنى يكون أتم هكذا.

وللتعليق نقول :  إن الفرق عظيم جداً يؤثر في معنى الآية وفى طلب الحكم معاً، وبعد هذا من يستطيع أن يدَّعي أنه ما من فرق جوهري بين قراءات القرآن؟! ثم أن هذا المثل يبِّن لنا كيف حدث التحريف العمدي المغرض، فمن المرجَّح أن أحد القُرَّأ رأى أن المعنى يكون أوضح وأتم وأكثر مطابقة للتفسير المتَّفق عليه بزيادة {من الأم} فقرأ الجملة هكذا، إما بقصد أو بغير قصد، وعلى كل حال قد ظهر ما في هذه الآية، إما أن تكون لفظة {من الأم} قد سقطت منها أو زيدت عليها؟!«.

4- وفي (سورة المائدة 89:5) {فصيام ثلثة أيام} وقد زاد عليه أبو حنفية لفظة {متتابعات}

وللتعليق نقول : » إن بين القراءتين فرقاً شاسعاً يؤثر في الشرائع الإسلامية، فإن أبا حنفية وأشياعه يقولون بوجوب صوم مستمر مدة ثلاثة أيام، والبيضاوي وغيره يخالفون ذلك، فقس على ذلك ما لاحظناه في الآية السابقة®.

5- وفي (سورة الأنعام153:6) {إن هذا صراطي} وبعضهم يقرأها {هذا صراط ربكم} وغيرهم{هذا صراط ربك} ((بحذف إن)).

للتعليق نقول :»  لعل هذه الآية وأمثالها هي التي حملت عثمان على توحيد قراءة القرآن« .

6- قوله في (سورة طه 20: 94) {يا بنئوم} وهو يختلف عن (سورة الأعراف 150:7) {قال ابن أم}.

للتعليق نقول : » وإن هذا سبب ارتباكاً للقارئين والسامعين الذين فهموا أن ”ابن أمفاعل”قال“، فأدخلوا بالطبع ياء النداء أمناً للبس، وهذا يثبت أن القرآن ليس لساناً عربياً مبيناً، وإنه لم يبلغ حدّ الإعجاز كما زعموا؛ لأنه قابل لإصلاح المصلحين اللغويين، وإذا لم يصح هذا الرأي فليس لنا إلاَّ أن نقول:إن ياء النداء سقطت من موضعها، وإثبات السقوط هو إثبات للتحريف!.

7- ومن فظائع التحريف اللفظي في القرآن هو ما ورد في (سورة يونس 92:10) {لمن خلفك آية} ((بالفاء))، وفى بعض النسخ {لمن خلقك} آية ((بالقاف))

للتعليق نقول :  »لا يخفى ما بين القراءتين من الاختلاف في اللفظ والمعنى ولا يمكن أن يكون هذا من قبيل الاختلاف في القراءة« .

8- وفي (سورة الكهف 38:18) {لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً} وفى بعض النسخ {لكن هو الله ربي ولكن أنا لا إله إلا هو ربي}

للتعليق نقول : »وفي كلا الآيتين من التعقيد ما لا يعلمه أحد، ولا يخفى على القارئ المنصف أن هناك حذف وزيادة لمن يقابل الآيتين«  .

9- وفي (سورة يس 36:36) {والشمس تجرى لمستقر لها}.

للتعليق نقول : قد زعم بعض المسلمين أن مدلول الآية ليس صحيحاً؛ لأن العلم قد أثبت أن الشمس لا تجري، فأدخلوا على الآية ((لا)) النافية فصارت {والشمس لا تجري لمستقر لها} مع أننا نعتقد أن الوجه المثبت لهذه الآية ليس المقصود منه تقرير حقيقة علمية أو حتى التلميح إليها، ولا يخفى أن النفي والإثبات ضدان لا يجتمعان. فأيهما نعتمد في هذه الآية، هل ننسب إليها الزيادة أم النقصان؟!

10- وفي (سورة القمر 54: 1) {اقتربت الساعة وانشق القمر}

للتعليق نقول : » قد اختلف المسلمون في تأويل هذه الآية، فمنهم من قال إنها إشارة إلى آية صنعها محمد فشق القمر، ومنهم من ذهب إلى أنها تشير إلى انشقاق القمر في يوم الدينونة، وقد قال الإمام لبيضاوي:"إن بعضهم صدر هذه الآية ((بقد)) ولعل ذلك للدلالة على حقيقة وقوع الأمر في الماضي. وذلك دعماً للتفسير، فهنا مثل يدل على تلاعب الكثيرين من أئمة  الإسلام بالقرآن لغايات نفسية، والمقام لا يسمح لنا أن نورد الكثير من الأمثلة المتقدم ذكرها. ويكفى أن نقول أن الشيعة لا ينكرون وجود اختلاف في القراءة بين بعض النسخ، بل أن الكثيرين منهم يعتقدون أن بعضهم غيَّر نصوص القرآن عمداً؛ كما يقول لنا محمد مال الله في كتابه » الشيعة وتحريف القرآن«  وقد ذكر لبيضاوي وأبو الفدا وغيرهما أن عبد الله أحد كتبة النبي eكان يتلاعب بآيات القرآن كما تشاء أهواؤه !!«

11- وفي (سورة الأنبياء 21: 4) {قال ربي يعلم} وهى قراءة بكر، وفي بعض النسخ {قل ربي يعلم} وهذا ما ذكره الإمام حسين

وللتعليق نقول  هنا فرقاً مدهشاً؛ لأنه يُفْهَم من إحدى القراءتين أن الله تعالى أمر محمداً أن يقول:"ربي يعلم"، وفي القراءة الأخرى أن محمداً قال ذلك في عرض جوابه على الكفَّار، ومن المستحيل التوفيق بين الاثنين« .

12- وفي (سورة الأحزاب 6:33) {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه و أمهاتهم} وأما في نسخه أُبى وابن مسعود:{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه وأمهاتهم وهو أبٌ لهم}

 

 

ما غيَّرهُ الحَجَّاج بن يوسف الثقفي في القرآن!!

الحجَّاج بن يوسف الثقفي (660-714م) كان معلِّماً -بالطائف- للغة العربية، ثم انتقل إلى صفوف الجند، وصار أهم عُمال عبد الملك بن مروان ثم ابنه الوليد بن عبد الملك، وهو ثاني من رمى الكعبة بالمنجنيق في حصاره لعبد الله بن الزبير. وقد اشتهر بالقسوة والظلم والعسف حتى صار عَلَمَاً في ذلك.ولأنه مُدرِّس لغة عربية فقد تدخَّل في مصحف عثمان وغيَّر أحد عشر حرفاً وهم[5]:

1.{ لم يتسن وانظر } (سورة البقرة 2 : 259) جعلها { لم يتسنه } بالهاء.

2.{ شريعة ومنهاجاً } (سورة المائدة 5: 48) جعلها { شرعة ومنهاجاً}.

3.{ هو الذي ينشركم } (سورة يونس 10: 22) جعلها { يسيّركم}.

4.{ أنا آتيكم بتأويله } (سورة يوسف 12: 45) جعلها { أنا أنبئكم بتأويله}.

5.{ سيقولون لله لله لله } (سورة المؤمنون 23: 85) جعلها { سيقولون الله}.

6.{ من المخرجين } (سورة الشعراء  26: 116) جعلها { من المرجومين}.

7.{ من المرجومين }.(سورة الشعراء  26: 167) جعلها { من المخرجين}.

8.{ ونحن قسَّمنا بينهم معايشهم} (سورة الزخرف 43: 32) جعلها {معيشتهم}.

9.{ من ماء غير ياسين} (سورة محمد 47: 15) جعلها { غير آسين}.

10.{ فالذين آمنوا منكم واتققوا} (سورة الحديد 57: 7) جعلها { وانفقوا}.

11.{ وما هو على الغيب بظنين} (سورة التكوير 8³: 24) جعلها { بضنين‏}.

ثم يشرح لنا ابن الخطيب سبب ما فعَله الحجَّاج إذ يقول :"ولم يصنع الحجَّاج صنع، إلاَّ بعد اجتهاده وبحثه مع القُرَّاء والفقهاء المعاصرين له. وبعد إجماعهم على أن جميع ذلك قد حدث من تحريف (هكذا جاءت لفظاً) الكُتَّاب والناسخين، الذين لم يريدوا تغييراً ولا تبديلا، إنما حدث بعض ما حدث؛ لجهلهم بأصول الكتابة ‏قواعد الإملاء. والبعض الآخر؛ لخطاء الكاتب في سماع ما يُملي عليه، والتباسه فيما يُتلىْعليه[6] ثم يقول المستشار محمد سعيد العشماوي :"والذي يدلِّل علىأن الحجَّاج أظهر جراءته على القرآن ليس إلاَّ، أنه.لا زاُلت توجد حتى الآن بعض الأخطاء النحوية واللغوية -لا ثد وأن تكون قد وقعت من النُّسَّاخ ‏لم يصححها الحجَّاج، كَمالم يجرؤ أحدٌ ‏على تقويَمها حتى إلى اليوم. ومن هذه على سبيل المثال :

1.{ إن هذان لساحران } (طه12؛: 63) بدلاً من { إن هذين لساحرين}.

2.{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئِون والنصارى‏ } (سوسةّالمائدة 5: 69).بدلاً-من { والصابئين } كما في (سورة البقرة 2: 62) و(سورة الحج 22: 17).

3.{ والسارق والسارقةَ فاقطعوا أيديهما } ;سورة المائدة 5: 38). بدلاً من{يديهما}[7]

وهناك مشكلة أُخرى في القراءات نشأت عن تنقيط كلمات القرآن جاء بعد نحو 150 سنة من كتابته. قال السجستاني في كتابه » المصاحف « :"إن الحسن وابن سيرين كانا يكرهان نقط المصحف، وإن الحسن ومحمد كانا يكرهان نقط المصحف بالنحو " ولك عزيزي القاريء أن تتخيَّل كيف يمكن تمييز حروف الباء بدون تنقيطها. هل هي تاء، أم ثاء، أم نون، أم ياء، أم باء؟! وكذلك الأمر في الجيم والحاء والخاء، والدال والذال، والراء والزاي، والسين والشين، والصاد والضاض، والطاء والظاء، والعين والغين، والفاء والقاف!! والصورة التالية التي تراها هي لآيات من سورة النور، من مصحف يرجع تاريخ كتابته إلى نحو 150 ه، محفوظ بالمتحف البريطاني بلندن، ونظنها أقدم نسخة معروفة للقرآن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صورة رقم 1

صفحة من  مصحف ترجع تاريخ كتابته إلى نحو 150ه، بدون تشكيل ولا نقط،وهي لسورة النور آيات 34- 36

وإليك السطر السابع من الصورة

كما تجده في المصحف أعلاه

 

بعد وضع النقط

 

بعد وضع النقط والتشكيل

 

تقول الآية 35 من سورة النور 34 { الله نور السماوات والأرض مَثَلُ نوره كمشكاةٍ فيها مصباحٌ المصباحُ في زجاجةٍ الزجاجةُ كأنها كوكب درِّي يُوقَدُ من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية }. فكيف نعرف المقصود من الفعل المبني للمجهول ((يُوقَدُ)) بدون تنقيط؟! إن بدأ بالياء، يكون عائداً على الكوكب. وإن بدأ بالتاء يكون عائداً على الزجاجة!!

ولنتأمل في الآية 60 من سورة المائدة 5 : } قُل هل أُنبئكم بشرٍّ من ذلك مثوبة عند الله من لعنهُ الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعَبَدَ الطاغوتَ{.يبدو من القراءة السطحية أن الفاعل للفعل ((عَبَدَ)) هو الله. ولكن من المستحيل أن يعبد الله الصنم المعروف بالطاغوت! وهناك 19 قراءة لهذه الآية : سبع منها لابن مسعود، وأربع لأُبيَّ بن كعب، وست لابن عباس، وواحدة لعُبيد بن عُمير، وواحدة لأنس بن مالك. وإليك قراءات ابن مسعود السبع لهذه الآية :

                   1.ومن عَبَدوا الطاغوتَ

                   2.وعَبَدةَ الطاغوتِ

                   3.وعُبَدَ الطاغوتُ

                   4.وَعَبُدَ الطاغوتُ

                   5.وَعُبُدَ الطاغوتِ

                   6.وَعُبِدَتِ الطاغوتُ

                   7.وعُبِّدَ الطاغوتَ

في هذه القراءات جُعل الفعل في صيغة الجمع ليكون المعنى أن القردة والخنازير هم الذين عبدوا الطاغوت. وجُعل الفعل في صيغة المبني للمجهول ليُعبَد الطاغوت من قِبل القردة والخنازير. وجعل ((عبد)) اسماً ليكون المعنى أن القردة والخنازير من عَبَدَةِ الطاغوت.[8]

تعليق ختامي : » بعد هذا من يستطيع أن ينكر طروء إما الزيادة أو النقصان على نص القرآن، ويصح لنا أن نسأل القاريء الكريم:»هل ما أوردناه في هذا الفصل قراءة أم تحريف؟!«.«.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أَقدم نسخة للقرآن بها علامات الترقيم (في المتحف البريطاني)، وترجع إلى القرن الثالث الهجري، وهي عبارة عن الجزء الأول من القرآن من سبعة أجزاء، وقد فُقدت الستة الأخرى.[9]

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أقدم نسخ القرآن من نهاية القرن الثاني الهجري (في المتحف البريطاني)، ولكنها بدون علامات الترقيم أو النقط، والمعروف أن الاختلافات في علامات الترقيم يؤثر على النص ومعناه، فهل كان البشر الذين قاموا بترقيم القرآن وتنقيطه في القرن الثالث معصومين؟![10]


 

[1]  كتاب »مشكاة المصابيح« كتاب فضائل القرآن، باب اختلاف القراء، الفصل الثالث، الحديث الرابع

[2]  كتاب »الإتقان في علوم القرآن« لجلال الدين السيوطي، النوع السابع والأربعون، مجلد 2، صفحة 25

[3] كتاب »مشكاة المصابيح« كتاب، فضائل القرآن، باب "اختلاف القراءة"، الفصل الأول، والحديث الأول

[4] »مشكاة المصابيح«  صفحة 192.

[5] نقلاً عن كتاب »الخلافة الإسلامية« للمستشار محمد سعيد العشماوي، ص195، مكتبة مدبولي الصغير، القاهرة، 1996م، طبعة ثانية. وكذلك كتاب »المصاحف« للسجستاني، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، طبعة أولى ص130. وكذلك كتاب »الفرقان« لابن الخطيب، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ص50.

[6] كتاب »الفرقان« لابن الخطيب. مرجع سابق، ص52.

[7] »الخلافة الإسلامية« مرجع سابق. ص196

[8] كتاب » القرآن والكتاب المقدَّس في نور التاريخ والعِلْم «. د.: وليم كامبل. Light of Life. Villach. Austria.   طبعة أُولى 1996م. ص 125-128.

[9] عن كتاب »هل القرآن معصوم؟!« عبدالله عبدالفادي، الطبعة الثانية، تحت الطبع Light of Life. Villach. Austria.

[10] عن كتاب »هل القرآن معصوم؟!« عبدالله عبدالفادي، الطبعة الثانية، تحت الطبع Light of Life. Villach. Austria.

الصفحة الرئيسية