تمموا خلاصكم

مقدمة
الباب الأول: إمكانية الارتــداد الروحي
الفصل الأول: خطـر الارتداد
الفصل الثاني: المؤمن والارتداد
الفصل الثالث: أسباب الارتداد
الفصل الرابع: تأديبات الارتداد
الفصل الخامس: علاج الارتداد
الباب الثاني: حتمية الجهاد الروحي
الفصل الأول: ضرورة الجهاد
الفصل الثاني: مفهوم الجهاد
الفصل الثالث: عناصر الجهاد
الفصل الرابع: ميـدان الجهاد
الباب الثالث: ضرورة التدريب الروحي
أولاً: ضرورة التدريبات
ثانياً: مفهـوم التدريبات
ثالثاً: ممارسة التدريبات
رابعاً: مجـال التدريبات
الخاتمة
حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

ثانيـاً:- مفهوم التدريبات



لكي نفهم المقصود من التدريبات سنعرض أولا للمفاهيم الخاطئة ثم نتكلم عن المفاهيم السليمة حتى يتضح لك القصد الإلهي منها:-

(1) المفاهيم الخاطئة:

+ ليست التدريبات محاولات بشرية لنزع الرذائل:

فهيهات هيهات للإنسان أن ينتزع من نفسه رذيلة واحدة ! فلو كان من الممكن للإنسان أن يخلص نفسه من رذائل بهذه الطريقة ما كان هناك حاجة لتجسد ابن الله الذي دعي "يسوع" ومعناه "مخلص" لأنه يخلص شعبه من خطاياهم"(مت21:1).

ألم يقل هو نفسه "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا."(يو15: 5). فكيف تتوهم يا أخي أن التدريبات في حد ذاتها تستطيع أن تخلصك بدون قوة يسوع ؟!

+ وليست هي محاولات بشرية لغرس الفضائل:

فمهما حاول الإنسان أن يكتسب فضيلة واحدة بمجهوده الشخصي دون الاعتماد على شخص الرب يسوع باءت كل محاولاته بالفشل.

فما الفضائل التي يتحلى بها المؤمن سوى أنها ثمر الروح فالمحبة وطول الأناة والوداعة والتعفف … الخ. ما هذه كلها إلا ثمار الروح كما وضح بولس الرسول: " أما ثمر الروح محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف"(غل22:5).

فكيف يتطرق إلى ذهنك يا أخي أنك تستطيع أن تـتحلى بالفضائل عن غير طريق الروح القدس ؟!

من هذا يا أخي يتضح لك خطأ هذه المفاهيم الناقصة. ثم نوضح لك بإرشاد الروح:



(2) المفاهيم السليمة للتدريبات هي:

+ السلوك العملي للحياة بالروح:

فالتدريب هو عملية ترجمة تعاليم المسيح إلى حياة تظهر في سلوكنا، فإذ قد سلم المؤمن قلبه للمسيح يلزمه شئ آخر وهو اقتفاء خطواته.

لهذا يقول الرب "يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي" (أم26:23).

فتسليم القلب للمسيح هو عملية إيمانية لابد لها من سلوك عملي هو تثبيت النظر في شخص المسيح حتى كما سلك ذاك نسلك نحن أيضا في جدة الحياة. (رو6: 4)

وإذ تثبت الأنظار في شخص المسيح تسير الأقدام في نفس الدرب الذي عبره، وتقتفي آثاره. لهذا قال بطرس الرسول "تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته"

(1بط1: 21) ويقول داود النبي "تمسكت خطواتي بآثارك فما زلت قدماي"

(مز17: 5) وأيوب المجرب يقول "بخطواته استمسكت رجلي حفظت طريقه ولم أحد" (أي23: 11).

فإن خرج التدريب عن كونه اقتفاء آثار المسيح والاستمساك بخطواته صار عبئا وثقلاً على كاهل المؤمن وأصبح بلا قيمة أو ثمر. والتدريبات الروحية هي أيضا:

+ إخضاع مشيئة الجسد لقيادة الروح:

فالتدريبات تشبه اللجم التي توضع في أفواه الخيل كما قال يعقوب الرسول "هوذا الخيل نضع اللجم في أفواهها لكي تطاوعنا فندير جسمها كله" (يع3: 3) فجسد الخطية الساكن فينا كالفرس الجامح الذي إن لم توضع اللجم في فمه ما استطعنا أن نتحكم فيه. وإذ يوضع اللجام في فمه يسلم طرف اللجام ليد الروح القدس حتى يقودنا في موكب النصرة (2كو2: 14) وبهذا نستطيع أن نستأثر كل فكر لطاعة المسيح (2كو5: 10)

والتدريبات الروحية هي كذلك:

+ تنمية ثمار الروح:

فإذ يحل الروح القدس في المؤمن يغرس فيه بذار الفضائل المعبر عنها بثمار الروح والتي قال عنها معلمنا بولس الرسول "أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل5: 22)

فبذار هذه الفضائل قابلة للنمو فهي توجد في المؤمن بقدر معين، ثم تنمو فيه بالتمرين وممارسة التدريبات إلى قياس قامة ملء المسيح (أف4: 13)

فليست التدريبات هي لغرس هذه الفضائل وإنما هي مجرد تنمية لها بإضرام الروح القدس الساكن فينا، فقد أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس قائلا "لهذا السبب أذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التي فيك …" (2تي1: 6).

والآن إلى شرح كيفية ممارسة التدريبات.