توحيــد الرسول والصحابة هل كان خالصاً من الشرك؟؟

 "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"  (النحل:123)

أولا: شرك الصحابة وسكوت النبى:

 - قال النبى (ص): "إن طفيلا قد رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعنى الحياء منكم أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا، ما شاء الله وشاء محمد".

رواه الإمام أحمد والدارمى وأبو يعلى والطبرانى والضياء المقدسى عن طفيل بن سخبرة رضى الله عنه.

(جمع الجوامع (الجامع الكبير للسيوطى) – ج3 – حديث رقم 7596 – دار الكتب العلمية - بيروت – الطبعة الإولى – 2000م)

 واضح من الحديث أن الصحابة كانوا يشركون النبى مع الله (شاء الله وشاء محمد) وكان النبى ساكتا على ذلك لأن حياءه منهم جعله لا يمنعهم عن هذا الشرك والعياذ بالله، فهل هذا عذر للنبى يجعله يتغاضى عن أهم قضية دينية ألا وهى توحيد الله؟؟

  - وعن حذيفة بن اليمان قال: أن رجلاً من المسلمين رأى فى النوم أنه لقى رجلا من أهل الكتاب فقال: نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون، تقولون: ماشاء الله وشاء محمد، وذكر ذلك للنبى (ص) فقال: "أما والله! إن كنت لأعرفها لكم، قولوا: ماشاء الله ثم شاء        محمد (ص)".

(سنن ابن ماجه – باب النهى أن يقال: ماشاء الله وشئت – حديث رقم 2118/2 – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الأولى – 1998م)

 - وفى رواية عن جابر بن سمرة: ...فقال النبى (ص): "كنت أسمعها منكم فتؤذوننى فلا تقولوا: ماشاء الله وشاء محمد".

(صحيح ابن حبان – كتاب الحظر والإباحة – حديث رقم 5725/1 – دار المعرفة – بيروت – الطبعة الأولى 2004م)

 - وفى مسند الإمام أحمد عن حذيفة بن اليمان قال: ... فقال النبى (ص): "قد كنت أكرهها منكم، فقولوا: ماشاء الله ثم شاء محمد"

(مسند الإمام أحمد – ج9 (12 مجلد) – حديث رقم 23399 – دار الفكر للنشر – الطبعة الثانية – 1994م)

 - وفى سنن النسائى: أن يهوديا أتى النبى (ص) فقال: إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ماشاء الله وشئت وتقولون والكعبة، فأمرهم النبى (ص) إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة، ويقولون ماشاء الله ثم شئت.

(سنن النسائى – كتاب الإيمان والنذور – حديث رقم 3778 – دار الكتب العلمية – دار الكتاب الحديث للنشر – ضبط أحمد شمس الدين – الطبعة الثانية – 2005م)

 - وفى رواية قال النبى (ص): "قولوا ماشاء الله ثم شئت" رواه الإمام أحمد والحاكم والزبيدى عن قبيلة بنت صيفى رضى الله عنه.

(جمع الجوامع للسيوطى – ج5 – حديث رقم 15418 – مصدر سابق)

 فهذه كلها روايات توضح أن الصحابة كان يشركون، وكان الرسول ساكتاً ولم ينهاهم ولم ينزل جبريل للتنبيه عن هذا الأمر الخطير رغم نزوله لأسباب ليست بذات أهمية كان من الممكن معالجتها عن طريق الرسول الذى "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى" (النجم:3)- مثل:

 -       نزوله فى المرأة التى كانت تجادل الرسول فى زوجها (المجادلة:1).

-       نزوله لشتم أبا لهب وامرأته (سورة المسد كلها).

-       نزوله ليخبرنا أن أنكر الأصوات صوت الحمير (لقمان: 19).

-       نزوله ليطلق زينب من زيد (بن محمد) ليتزوجها النبى الذى كان يخفى فى نفسه ما الله مبديه (الأحزاب:37).

-       نزوله فى الذين ينادون الرسول من وراء الحجرات (الحجرات:4)...الخ.

 إذن لم يكن توحيد صحابة الرسول توحيدا خالصاً من الشرك؟؟!

 والسؤال: هل ظل الحال هكذا طيلة 13 سنة بمكة وجزء من عمر الدعوة بالمدينة حتى جاء يهودى من أهل المدينة وأخبر النبى عياناً، أو أخبر أحد الصحابة فى المنام؟ وأين كان جبريل طوال هذه السنوات؟..

 وقد يكون شرك الصحابة هذا ناتجاً عن بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية..

ففى القرآن على سبيل المثال جاء: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" (الأحزاب: 56).

ذكر ما جاء فى كتاب كشف الإفتراءات للشيخ محمد على الصابونى

فى صدد هذه الآية:

 قال الشيخ الصابونى: زعم الكاتب (محمد زينو) أننى نقلت كلاما خطيراً عن الإمام الصاوى عند قوله تعالى الآية: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ..".

 وهذا الكلام الخطير فى نظره هو قول الإمام الصاوى: "وهذه الآية فيها أعظم الدليل على أنه (صلعم) صار منبع الرحمات، ومنبع التجليات..". وادعى أن هذا من الغلوِّ بل زعم أن فيه شركاً.

 يقول الشيخ الصابونى: "والجواب عن ذلك: أنه (زينو) بتر كلام الإمام الصاوى، ولو نقله بنزاهة وأمانة من أوَّله لظهر له مراده وها أنا أنقل نص كلامه كما فى صفوة التفاسير(2/536). قال الإمام الصاوى: "وهذه الآية فيها أعظم الدليل على أنه (صلعم) مهبط الرحمات، وأفضل الأولين والآخرين على الإطلاق، إذ الصلاة من الله على نبيِّه، رحمته المقرونه بالتعظيم، ومن الله على غير النبى مطلق الرحمة كقوله تعالى: (هو الذى يُصَلَّى عليكم وملائكتُهُ) فانظر الفارق بين الصلاتين، والفضل بين المقامين، وبذلك صار منبع الرحمات ومنبع التجليات"

 فالإمام الصاوى ذكر صراحة فى بدء كلامه أنه (صلعم) مهبط الرحمات، فيكون ذلك كالتفسير لقوله بعده "منبع الرحمات" فهو تلوين فى الكلام، وهو من الأساليب المعروفة عن أهل الفهم والبصر، يتفننون فى العبارات بما يؤدى للمعنى الواحد.

ودعواه (محمد زينو) أن هذا من الغلوِّ والشرك دعوى عجيبة، يضحك منها الإنسان، فأمر الشرك أمر خطير، ونسبة رجل عالم من المفسرين كالإمام الصاوى فى حاشيته على الجلالين، أمر يستدعى التشكيك فى إيمان المفسرين والمحدثين، من علماء أمة محمد (صلعم) الذين هم ورثة الأنبياء.

 لقد زعم محمد زينو أنه سأل بعض العلماء الأفاضل عن قول الصاوى عن رسول الله (صلعم) إنه منبع الرحمات، ومنبع التجليات فأجابوه: إن كان يريد تعاليمه فمحتمل، وإن كان يريد ذاته فهذا شرك.. إلخ وأنا أشك فى هذا الأمر إلى حد اليقين، بأن يصدر مثل هذا القول عن عالم فاضل، وإنما هو الوهم، أو سوء الفهم، الذى ذهب إليه الكاتب فى تنبيهاته الألمعية.

وكيف يُتصور هذا والله تبارك وتعالى يقول: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ويقول عن رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم "ورحمة للذين آمنوا منكم" (التوبة:61). فقد جعله الله عين الرحمة، ولم يجعله منبع الرحمة، أو مظهر الرحمة، ولم يقل تعاليمك رحمة، أو دينك رحمة، بل قال (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) أى أنت يا محمد رحمة لجميع الخلق "الإنس والجن" هكذا أرادك الله، واصطفاك الله، لتكون رحمة للإنسانية جمعاء.

 ملحوظة على الفقرة السابقة: معلوم أن عين الشئ نفسه.. يقال هو بعينه – (بحسب المختار الصحاح).

 أفلا يكون كلام الصاوى (الكلام للشيخ الصابونى): صار مهبط الرحمات، أو منبع الرحمات، قاصراً أو ناقصاً أمام التعبير القرآنى المعجز؟ أين النقطة من البحر؟ وأين الثرى من الثريا؟

والرسول (صلعم) يقول: "إنما أنا رحمة مهداة" ولم يقل تعاليمى رحمة، بل قال: أنا رحمة مهداة، فهل أشرك رسول الله بهذا الكلام؟ أفلا تتقى الله يا هذا فى رسول الله!! وحين طلب بعض الصحابة من رسول الله (صلعم) أن يدعو على المشركين، الذين كذبوه وآذوه وشرّدوه عن وطنه قال لهم: "إن الله بعثنى رحمة ولم يجعلنى عذاباً".

 فأين هو الشرك فى كلام الصاوى بعد أن جعله الله عين الرحمة لا منبع الرحمة؟!.

ومع اعتقادى بما أخبر عنه القرآن أن الرسول عينُه وذاته رحمة من الله عز وجل للعالمين، وأنه (صلعم) الرحمة المهداة وأنه ليس فى كلام الشيخ الصاوى كلام خطير كما زعمه "محمد زينو" ومع ذلك فقد عدَّلت الطبعة الأخيرة بكلام الشيخ الصاوى الأول، وهو أنه مهبط الرحمات، ومظهر التجليات الإلهية، وحذفت "منبع" لأقطع الطريق على أمثال هؤلاء المتعالمين.

(كشف الإفتراءات فى رسالة التنبيهات حول صفوة التفاسير – بقلم الشيخ محمد على الصابونى – صفحة 35: 39 – دار الصابونى – رقم الإيداع 3774/89 – الطبعة الأولى 1988م)

 ملحوظة: سبق أن ذكرنا أن عين الشئ نفسه (بحسب مالختار الصحاح)، وبذلك عبارة (جعله الله عين الرحمة) تعنى أنه هو الرحمة ذاتها!!.

ولقد فهم علماء الأزهر ما فى الآية السابقة من مغزى لاهوتى كما فهم محمد زينو من كلام الإمام الصاوى فكانت بعض صلاتهم على النبى هكذا:

      ] - اللهم صلِّ وسلم وبارك على سِر الحقائق المجلوة عن حضرة ذاتك الأحدية، ونور الرقائق المفاضة من حضرة التجليات الواحدية.

      - اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد عين أعيان الأسرار، ومصدر حقائق الأنوار. الساري بظاهره في كل ظاهر، وبباطنه في كل باطن ، وعلى آله وأصحابه وورثته والتابعين.

- اللهم صلَّ وبارك على شمس نور الحقائق الأولية من سر كنز الخفاء قبل الكون.

      -اللهم صلّ وسلم وبارك على ذات الكمالات والجمالات والجلالات. عين الحسن الكامل، والإحسان الشامل.

      -        اللهم صلّ وسلم وبارك على بحر محيط الحقائق الذاتية، وبحر حيطة الحفظ الشرعى.

- اللهم صلّ وسلم وبارك على بدر إضاءة الآفاق كلها.

- اللهم صلى وسلم على العقل الأول الذى أضاء بنور أوليته عوالم الأرواح النورانية، واللون الذاتى الذى تزينت بمحاسن صفاته جميع الآثار الكونية، والمظهر الحقى الذى أفاض على العوالم كلها أسرار التجليات الرحمانية.

- اللهم صل وسلم على شمس الأنوار الساطعة عنك دلالة عليك، وأفق الأسرار الواصل بك اليك.

- اللهم صل وسلم على الجامع لحقيقات العوالم العلوية، والمفيض لجميع امداداتها الروحانية.

- اللهم صل وسلم على محيط الجمال والكمال، المتفرع من بحار معارفه أنهار الهداية أنهار الهداية الربانية.

- اللهم صل وسلم على بيت الله المعور بالله. ونور الله الدال على الله.

- اللهم صل وسلم على المظهر الأكمل الذى أشرقت منه بدور الشرائع الأولية فأضاءت فى أفقه به حتى بزغت شمس ذاته المحمدية، خاتمة لبدورها الأولية، فانمحت تلك البدور من شدة تلك الأنوار القدسية.

- اللعم صل وسلم على الأصل الذى تفرعت منه جميع الأصول.

- اللهم صل وسلم صلاة تامة مباركة دائمة على سماء الرفعة القريب فى علوه، ونور القدس المتدلى فى سموه، وشمس الزحموت الباطن فى ظهوره.

- اللهم صل وسلم بكمالك وجمالك على الإنسان الأكمل فى صورته البشرية. والنور الأعظم الذى لا يحيط بعظمته الا أنت يا الله فى معناه.

- اللهم صل وسلم على خليفتك الحقى الذى سجدت ملائكتك بأمرك لنوره المتلألئ فى أبى مبناه.

- اللهم صل وسلم على حقيقة رحمتك الذى أسبغت لأجله سوابغ الفضل على مظاهر علاه.

- اللهم صل وسلم على السابح فى بحار يقين التحقق بأحدية ذاتك الصمدانية. والبالغ من تلك الحضرة المنزهة العلية حتى رأى ما لم يره إلا أنت سبحانك، وعلم مالم يعلمه سواك.

- اللهم صل وسلم على الجامع لكل الحقائق. بما انطوت عليه من فيض الرقائق اللاهوتية. شجرة زيتونة التنزيه، وزيت زجاجة التشبيه.

- اللهم بأحدية ذاتك الصمدية. صلِّ على نور ملكوت الأسرار العلية وشمس أفق لاهوت الأنوار الكروبية. ونور روح واحدية المظاهر الكونية الفلك الأعلى المسطور عليه آيات حق أم كتابك. والمحيط الأعظم المتدفق بأسرار بحر مسجور بيناتك... إلخ [ .

(الفتوحات الربانية والمِنَح النبوية في الصلاة على خير البَرِية- للإمام محمد ماضي أبو العزايم- كتب إسلامية إصدار المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالأزهر- العدد (188)- السنة السادسة عشر- 15 من ذي القعدة سنة 1396هـ - 1976م- إشراف محمد توفيق عويضة – رم الإيدا بدار الكتب 1790/1976 – الترقيم الدولى 1-05-7065-977)

تنبية: لمعرفة المزيد من الصلوات على النبى أرجع للمصدر.

 كذلك جاء فى (التوبة: 29): ".. ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله.."

والذى يفهم منها وحدة التشريع أو المساواة فى التشريع بين الله ورسوله، لأنه كان يكفى قوله: "ولا يحرمون ما حرم الله" دون ذكر كلمة "رسوله".

 أما بالنسبة لأحاديث الرسول فقد جاء الآتى على سبيل المثال:

- قال النبى (ص): "أتانى جبريل فقال: إن ربى وربك يقول لك: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذُكرت ذُكرت معى". رواه ابن حبان فى صحيحه عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه.     

(صحيح ابن حبان – كتاب الزكاة – حديث رقم 3382/1 – مصدر سابق)

 - روى البخارى عن أبى جعفر: "..فيشفع ليُقضى بين الخلق فيمشى حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم"

(صحيح البخارى – كتاب الزكاة – حديث رقم 1475 – مكتبة الإيمان بالمنصورة – طبعة 2003م).

 إذن فهو المحمود من جميع الناس يوم القيامة وليس الله!

 - قال النبى (صلعم): "لتتب هذه المرأة إلى الله ورسوله وترد على الناس متاعهم، قم يا فلان فاقطع يدها". رواه النسائى والمتقى الهندى والألبانى فى إرواء الغليل والبغدادى فى تاريخه عن ابن عمر.

(جمع الجوامع للسيوطى – ج6 – حديث رقم 16975 – مصدر سابق)

 هنا التوبة إلى الله ورسوله، ولا تكفى التوبة إلى الله وحده!!

 إذن فإسم الله مقرون دائماً بإسم الرسول، لذلك لا تقبل من أحد يريد الإسلام إلا الشهادتين. وشهادة لا إله إلا الله وحدها غير كافية، ولا تدخل بالمرء إلى حضيرة الإسلام!.

 - قال النبى (صلعم): "النظر إلىّ عبادة". رواه الطبرانى والحاكم عن إبن مسعود وعن عمران بن حصين رضى الله عنهما. كذلك رواه الهيثمى وأبو نعيم وابن كثير. ومع ذلك اعتبره ابن الجوزى من الموضوعات.

(جمع الجوامع للسيوطى – ج8 – حديث رقم 24001 – مصدر سابق)

 - والأكثر من ذلك: قال النبى (صلعم): "النظر إلى وجه على عبادة". رواه ابن عساكر عن عائشة رضى الله عنها، وكذلك رواه المتقى الهندى وأبو نعيم والخطيب البغدادى.

(المصدر السابق – حديث رقم 24049)

 - قال النبى (صلعم): "..والله إنى لأخشى أن لا تقوم المرأة عن فراش زوجها مُجافيةً له إلا هى عاصية لله ولرسوله. رواه الطبرانى عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه.

(المصدر السابق – ج6 – حديث رقم 19745)

 هنا نرى أن معصية المرأة ليست موجهة إلى الله فقط بل موجهة إلى الله ورسوله!!

 - قال أبو سلمة: قال قتادة: قال رسول الله (صلعم): "من رآنى فقد رآى الحقَّ"

(صحيح مسلم – حديث رقم 2267- دار ابن الهيثم – رقم الإيداع 18725/2003)

 لذلك يقول فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض: كل نبى يتجلى الله عليه بإسم من أسمائه مثل إبراهيم (الحليم). أما النبى محمد (صلعم) فالله تجلى عليه بجميع أسمائه وجميع صفاته!!

(لقاء الإيمان – القناة السادسة الأرضية للتلفزيون المصرى – 18/2/2004م)

 ثانياً: شرك النبى وسكوت الصحابة:

 أ- يسجد لآلهة قريش ويطلب شفاعتهن:

- جاء في أسباب نزول (الحج :52) للواحدي : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ" :

قال المفسرون: لما رأى رسول الله (ص) تولّي قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به، تمَنّى في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب بينه وبين قومه، وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في نادٍ من أندية قريش كثير أهله، وأحب يومئذ ألا يأتيه من الله تعالى شيء ينفرهم منه، وتمنّى ذلك، فأنزل الله تعالى سورة (النجم إذا هوى)، فقرأها رسول الله (ص) حتى بلغ (أَفَرَأَيْتُمْ اللاتَ وَالْعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى) ألقَى الشيطان على لسانه لِما كان يحدث به نفسه ويتمنّاه، تلك الغرانيق العُلَى وإن شفاعتهن لتُرتجَى!

فلما سمعت قريش ذلك فرحوا ، ومضى رسول الله في قراءة السورة كلها، وسجد في آخر السورة، فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع مَن في المسجد من المشركين، فلم يبقَ في المسجد مسلم ولا كافر إلا سجد إلا الوليد ابن المغيرة وأبا أحيحة ابن العاص، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السحود، وقد تفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذِّكر، وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق لكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده، فإن جعل لها محمد نصيباً فنحن معه، فلما أمسَى رسول الله (ص) أتاه جبريل عليه السلام فقال:

ما صنعت؟ تلوت على الناس ما لم آتِكَ به عن الله سبحانه وتعالى، وقلت ما لم أقُل لك، فحزن رسول الله (ص) حرناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فقالت قريش : ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله. فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه.

(أسباب النزول للواحدي- سبب رقم (646)- ص258، 259- تحقيق أيمن صالح شعبان- دار الحديث – القاهرة- الطبعة الرابعة 1998- رقم الإيداع: 5095/98 – الترقيم الدولي: 8-002-300-977. أنظر أيضا الطبقات الكبرى لإبن سعد – ج1 – ص 205، 206 – دار صادر – بيروت – طبعة 1998م)

 - روى البخاري عن ابن عباس قوله: إن رجلاً واحداً لم يسجد لكِبَر سنه ووهن عظمه "إلا رجلاً رأيته يأخذ كفاً من تراب فيسجد عليه".

(الأسطورة والتراث- دكتور سيد محمود القمنى (أستاذ الفلسفة الإسلامية جامعة عين شمس)- ص252- (نقلاً عن كتاب الناسخ والمنسوخ  لأبي جعفر النحاس)- سينا للنشر- طبعة ثانية 1993- رقم الإيداع: 9299/91 – الترقيم الدولي: 8-12-5140-977. أنظر أيضا صحيح البخارى (17) كتاب سجود القرآن – حديث رقم 1067 – مصدر سابق)

 - وعن ابن عباس قال: "إن النبى سجد فيها يعنى النجم، وسجد فيها المسلون والمشركون والإنس والجن". رواه الحاكم وقال: حديث صحيح على شرط البخارى، وقال الذهبى فى التلخيص: على شرط البخارى ومسلم.

(المستدرك للحاكم – (53) – تفسير سورة النجم – ج2 – حديث رقم 3745/882 – دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الثانية – 2002م)

والقصة رواها أيضاً شيخ المفسرين والمؤرخين ابن جرير الطبري في كتابه "تاريخ الرسل والملوك".                   (الأسطورة والتراث - مصدر سابق)

- وفي أسباب النزول للسيوطي قال: ] أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر من طريق بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال: فقرأ النبي (صلعم) بمكة (والنجم) فلما بلغ (أفرأيتم اللات والعُزَّى ومناةَ الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه : تلك الغرانيق العُلَى وإن شفاعتهن لترتجى ، فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فنزلت: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) الآية.

وأخرجه البزار وابن مردويه من وجه آخر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس فيما أحسبه، وقال: لا يُروَى متصلاً إلا بهذا الإسناد وتفرد بوصله أمية ابن خالد وهو ثفة مشهور... [                         (أسباب النزول للسيوطي - القرآن الكريم وبهامشه تفسير الإمام الجلالين – مذيلاً بكتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي- دار ابن كثير للنشر- ص313: 315 - الطبعة الرابعة 1989م- ص.ب: 6318/113- بيروت)

- ويقول ابن كثير: "إن القصة ذكرها كثير من المفسرين (مفسري السَّلف)، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة، ظناً منهم أن مشركي قريش قد أسلموا. روى القصة ابن أبي حاتم وابن جرير عن الزهري، والسيرة لابن إسحاق، والبغوي في تفسيره عن ابن عباس، ومحمد ابن كعب القرظي وغيرهم"

(تفسير ابن كثير - (المجلد الخامس ص 438-440) - طبعة دار الشعب ( 8 مجلدات ) – تحقيق ( عبد العزيز غنيم – محمد أحمد عاشور – محمد ابراهيم البنا)

 - وإذا ما رجعنا لتفسير الآية جزء جزء يتأكد لنا صحة الرواية، ففي قوله (إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) قال ابن كثير: هذا فيه تسلية له – صلوات الله وسلامه عليه

– أي لا يهيدنَك ذلك (لا تنزعج)، فقد أصاب مثل هذا مَن قبلك من المرسلين والأنبياء.                           (المصدر السابق (5/441))

 - وقال البغوي: وأكثر المفسرين قالوا: معنى قوله تمنّى، أي: تلا وقرأ كتاب الله ، (ألقى الشيطان في أمنيته)، أي : في تلاوته، وقال الضحاك: (إذا تمنّى) ، إذا تلا.   

(المصدر السابق)

 - وقال قتادة: كان النبي (صلعم) عند المقام إذ نعس ، فألقى الشيطان على لسانه "وإن شفاعتها لترتجى". وإنها لمع الغرانيق العلا . فحفظها المشركون، ... فأنزل الله : "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (الحج :52). (المصدر السابق (5/439))

 - وفي قوله (لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)  (الحج :53)، قال ابن كثير: شك وشرك وكفر ونفاق، كالمشركين حين فرحوا بذلك، واعتقدوا أنه صحيح، وإنما كان من الشيطان.            (المصدر السابق (5/442))

- وفي تفسير "ولا يزال الذين كفروا في مِريَة منه" (الحج: 55) قال سعيد ابن جبير وابن زيد: (منه) : أي مما ألقى الشيطان.                (المصدر السابق)

 - كذلك القصة ذكرها هبة الله ابن سلامة (ت 410 هـ) في كتابه الناسخ والمنسوخ وبيّن أنها نُسِخَت بعد ذلك.                                                             

(الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة (ت 410 هـ) – ص148- طبعة أولى 1989- دراسة وتحقيقي د. موسى العليلي – الدار العربية للموسوعات – ص.ب : 5348/13 – بيروت – لبنان)

 ورواية الغرانيق السابقة استنكرها بعض العلماء في القديم والحديث..

فأبو جعفر النحاس يقول: وهذا حديث مفظع وفيه هذا الأمر العظيم، وكذا حديث قتادة وزاد فيه وأنهم لهن الغرانيق العلى.. ولو صح هذا لكان له تأويل*.. وأفظع من هذا ما ذكره الواقدي...

(كتاب الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس- ص187- مؤسسة الكتاب الثقافية- الطبعة الثانية 1996- ص.ب: 5115/114- بيروت لبنان)

 ومن العلماء المحدثين أ.د. عبد العال أحمد عبد العال (أستاذ الحديث والتفسير المتفرغ بالأزهر) قال: ] ذكر عامة المفسرين الظاهريين** أن النبي – محمداً - قرأ سورة النجم في رمضان سنة خمس من البعثة بمجلس من قريش، فلما تلا محمد (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) ألقى الشيطان على لسانه من غير علمه هذه الجملة (تلك الغرانيق*** العلا) وأن شفاعتهن لترتجى، ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه فحزن حزناً
شديداً، ... إلخ.

وقال فضيلته: روى البخاري في صحيحه أنه (صلعم) قرأ سورة النجم بمجلس من قريش فلما فرغ من قراءتها سجد وسجد معه المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها ذِكر الغرانيق البَتَّة.

والسؤال: إذن فما الذي جعل المشركين يسجدون خلف النبي هذه المرة بالذات؟!

ويرى فضيلته الآتي:

أن مَن جوَّز على النبي تعظيماً للأوثان فقد كفر، هذا وجه، وأقوى الأوجه – إنا لو جوزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعه.[    

(دفاع عن نبي الإسلام- ص32- دار هديل للنشر - الزقازيق – طبعة الأولي 1994 - رقم الايداع 9157 /93  - الترقيم الدولي 7 – 05 – 5316 – 997)

 وفي موضع آخر يقول فضيلته: لو كان احتمال إلقاء الشيطان على لسان محمد صحيحاً لأدّى ذلك لإلغاء الشريعة الإسلامية كلها، وتطرق الشك واحتمال الإلقاء إلى كل حديث أو قرآن بلّغه محمد إلى أتباعه لكن الشريعة الإسلامية لا تزال قائمة بأصولها وفروعها، ...                  (المصدر السابق- ص33، 34)

 وفي موضع ثالث يقول: لو فعل محمد ذلك لضَلّ وغوَى، كيف وصدر السورة يقول: "ما ضل صاحبكم وما غوى" (النجم: 2).                        (المصدر السابق- ص36)

 والدكتور حسين مؤنس (مفكر إسلامي معروف) يقول إن الطبري* كان عبيطاً إلى درجة يتصور معها أن مثل هذا الخبر لا يمكن أن يضر الإسلام.

(تنقية أصول التاريخ الإسلامي- ص8- دار الرشاد للنشر- الطبعة الأولى 1997- رقم الإيداع : 3538/97- الترقيم الدولي: 5-33-5324-9770)

 لكن د. مؤنس نسي أن عامة المفسرين ذكروا الخبر وليس الطبري وحده كما بينّا وما سوف نبيّنه بعد قليل.

ومن علماء الشيعة المحدثين مَن يستنكر هذه الرواية أيضاًَ..

فالدكتور حسين عبد الله المعتوق يقول عن قضية الغرانيق:

 لو صحّت لَمَا أمكَن الثقة بالتعاليم الإلهية نهائياً.

(جذور الانحراف- دراسات في أسباب وتاريخ انحراف الأمة- ص69- دار الكاتب العربي- الطبعة الأولى 2002- ص.ب: 355/25- بيروت)

 وفي موضع آخر يقول: نسي مَن صحح هذه التهمة ونسبتها إلى رسول الله (ص) ما لها من الأثر في الطعن في الاعتقاد.                          (المصدر السابق- ص73)

 وفي موضع ثالث يقول: ولو صح والعياذ بالله لما أمكن الاعتماد على شيء من تعاليم الرسول (صلعم)، لأنه يكون دليلاً على عدم العصمة، فلا يُحتَج بكلام غير المعصوم، وكما يقول الحكماء فإن الوقوع دليل الإمكان، فالشيء الممتنع في ذاته يكون ممتنعاً دائماً وأبداً ولا يمكن حصوله في حال من الأحوال، فإذا وقع ولو في مورد واحد دلّ على إمكانه وعدم امتناعه، ...                (المصدر السابق- ص80)

 ونحن نرى أن استنكار القصة أو رفضها لا يفيد إلا التشكيك في عامة المفسرين الذين ذكروها وفي أشهر مرجعين في أسباب النزول (الواحدي والسيوطي).

ابن حجر العسقلاني وقصة الغرانيق..

] فابن حجر صحح القصة وجعل لها أصلاً في فتح الباري، لأن كثرة الطرق تدل على أن لها أصلاً، ..

فإن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها، دل ذلك على أن لها أصلاً.

وقال : إن الطريقين المرسلين لها (أي: للقصة) رجالُهما على شرط الصحيح، ..

وارتضَى لتصحيح القصة هذا التأويل، وهو أن النبي (صلعم) كان يرتل القرآن ترتيلاً، فارتصده الشيطان في سكتة من السكتات ونطق بتلك الكلمة محاكياً نغمته، بحيث سمعها مَن دنا، فظنّه من قوله، وأشاعها بين الناس، قال (ابن حجر) : وهو الذي ارتضاه القاضي عياض وأبو بكر ابن العربي...

يقول د. محمد عبد المنعم مراد (مؤلف الكتاب) : هذا التأويل الذي ارتضاه ما أضعفه عند النظر والتأمل، فهو يوقع متأمله فيما فَرَّ منه، وهو تسلط الشيطان على النبي، فالتسلط عليه بالمحاكاة ، كالتسلط عليه بالإجراء على لسانه، كلاهما لا يجوز، ...

ومثل هذا ما ذكره موسى ابن عقبة في مغازيه، من أن المسلمين ما سمعوها، وإنما ألقى الشيطان ذلك في أسماع المشركين، فهل كان الشيطان يسر في آذان المشركين دون المؤمنين؟

ثم كيف يتفق هذا وما روي أن النبي حزن حزناً شديداً ، وأن جبريل قال له: ما جئتك بهذا. [

(تأويل ما أشكل على المفسرين- تأليف محمد عبد المنعم مراد- ص (43-46)- مركز الكتاب للنشر- طبعة 2001م- رقم الإيداع: 18478/2000- الترقيم الدولي: 5-213-294-977)

 كذلك فابن تيمية يقول بحدوث قصة الغرانيق ولا ينفيها ، ... وتلميذه الشيخ محمد ابن عبد الوهاب أورد القصة في كتابه (مختصر سيرة الرسول (ص)).

(فترة التكوين فترة في حياة الصادق الأمين الشيخ خليل عبد الكريم – ص (194، 195) - دار ميريت للنشر الطبعة الاولي 2001 رقم الايداع 2047 / 2001 الترقيم الدولي 4- 55- 5938 – 977)

 ويقول د. رشيد الخيون: "إن الحديث عن أسباب نزول الآية الناسخة (الحج: 52)، قد يراه البعض غيـر جائز لكني أراه كما أرخ له الطبري والسجستاني وغيرهما نقلاً عن صحابة فضلاء وتابعين من مستوى سعيد ابن جبير، يلبي حاجة معرفية فقط.

 ولو كانت رواية ما ألقى إبليس على النبي ، من كلام قد يغير مجرى الدعوة الإسلامية، فيها ما يسيء إلى الدين، أو القرآن الكريم لحذفها المؤرخون من صفحات تواريخهم. لكنهم تعاملوا مع الحدَث بكل هدوء وصراحة، مع علمنا أنها وردت في غير مصدر وناقليها كانوا فقهاء ومؤرخين مؤمنين".

(جَدَل التنزيل- د. رشيد الخيون- ص89- منشورات الجمل- الطبعة الأولى- كولونيا- ألمانيا – 2000م- E-mail: KALmaaly@aol.com)

 ويقول إحسان الأمين عن روايات الغرانيق العلا: "أما الروايات، فقد أوردها الطبري في تفسيره بطرق مختلفة عن محمد ابن كعب القرظي، ومحمد ابن قيس، وأبي العالية، وسعيد ابن جبير، وابن عباس، والضحاك، وأبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث. وأوردها الواقدي والزمخشري والبيضاوي والسيوطي وغيرهم في تفاسيرهم.

(التفسير بالمأثور- إحسان الأمين- ص188، 189- دار الهدى للنشر- الطبعة الأولى 2000- ص.ب: 286/25- بيروت)

أما د. حسين عبد الله المعتوق فيقول:] والعجيب في نقل هذا الحديث (الغرانيق) أمور:

أحدها: أن بعض المصادر التي نقلت هذا الخبر اعتبرها البعض من المصادر الصحيحة المعتمدة الخالية عن البدعة، وممن ذهب إلى ذلك ابن تيمية*، فقد أورد الخبر الطبري في تفسيره وأرسله البغوي في تفسيره إرسال المُسَلَّمات، ومع هذا سُئِل ابن تيمية عن أصح التفاسير فقال: "أما التفاسير التي بين أيدي الناس فأصحها تفسير محمد ابن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السَّلَف بالأسانيد الثابتة، وليس فيه بدعة، ولا ينقل عن المتهمين كمقاتل بن بكير، والكلبي**".

وسُئِل عن بعض التفاسير فقال: "... أما التفاسير الثلاثة المسئول عنها، فأسلمها من البدع والأحاديث الضعيفة البغوي، لكنه مختصر تفسير الثعالبي، وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التي فيه وحذف أشياء غير ذلك..***

ثانيها: تصحيح جماعة لهذا الحديث، بل وتحامل بعضهم على مَن لم يقبله، وممَّن صححه الحافظ جلال الدين السيوطي، والحافظ ابن حجر العسقلاني الذي اعتبروه حافظ عصره الذي لا يُقارَن به أحد من أقرانه، ...

قال ابن حجر: "جميع ذلك لا يتمشّى على القواعد، لأن الطرق إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلاً، وقد ذُكِرَت ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح، وهي مراسيل يحتج بمثلها مَن يحتج بالمُرسَل، وكذا مَن لا يجتج به لاعتضاض بعضها ببعض****.

 ثالثها: بالنظر في حال بعض الرواة، فإن بعض الطرق تشتمل على مَن وُصِفوا بالوثاقة والزهد والفقاهة، ... إلخ".[.     (جذور الانحراف... – ص71، 72- مصدر سابق)

 وقصة الغرانيق لها ما يؤيدها من القرآن نفسه:

1-   ففي تفسير (الحج: 55) "ولا يزالُ الذين كفروا في مِرْيَةٍ منه".

قال سعيد ابن جبير وابن زيد (منه) أي مما ألقى الشيطان.    

(تفسير ابن كثير (5/442) - مصدر سابق)

        وقال الإمامان الجلالان: (منه) أي القرآن بما ألقاه الشيطان على لسان النبي ثم أُبطِل.

(تفسير الجلالين للآية- تحقيق د. شعبان محمد اسماعيل- طبعة شركة الشمرلي- تصريح مشيخة الأزهر رقم 297- بتاريخ 5/5/1977)

 2-   وفي أسباب نزول (الزمر: 45) :"وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" .

أخرج ابن المنذر عن مجاهد : أنها نزلت في قراءة النبي (ص) النجم عند الكعبة وفرحهم (يقصد المشركين) عند ذِكر الآلهة.

(القرآن الكريم وبهامشه تفسير الإمام الجلالين – مذيلاً بكتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي- دار ابن كثير للنشر- ص409- الطبعة الرابعة 1989م- ص.ب: 6318/113- بيروت)

 3-    وفي أسباب نزول (الأحزاب: 4): " مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ.."

جاء في مسند الإمام أحمد عن ابن عباس قال: قام رسول الله (ص) يصلي فخطر خطرة*، فقال المنافقون الذين يصلون معه: "ألا ترون له قلبين، قلباً معكم وقلباً معهم؟" فأنزل الله عز وجل : (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه). وهكذا رواه الترمذي عن ابن عباس وحسّنه، وابن جرير وابن أبي حاتم، وذكره السيوطي في أسباب النزول.          

(تفسير ابن كثير (6/377) - مصدر سابق. انظر أيضاً المصدر السابق للسيوطي – ص374)

         4- وفي أسباب نزول (الإسراء 73-75) : "وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً. وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً. إِذاً لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً".

         أخرج ابن مردويه وابن أبي حاتم من طريق إسحق عن محمد ابن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج أُمَيَّة بن خلف وأبو جهل بن هشام ورجال من قريش فأتَوا رسول الله (ص) فقالوا : يا محمد، تعال تمَسَّح بآلهتنا وندخل معك في دينك، وكان يحب إسلام قومه فَرَقَّ لهم فأنزل الله " وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ.... " الآية.

 قلت (السيوطي) هذا أصح ما ورد في سبب نزولها وهو إسناد جيد وله شاهد.

(المصدر السابق للسيوطي- ص274، 275)

         وواضح تكرار هذه المواقف ففي تفسير (هود: 112، 113): "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ".

        قال العوفي عن ابن عباس: هو الركون إلى الشِّرك.

(تفسير ابن كثير (4/283) - مصدر سابق)

         وفي (الأحزاب: 1): " يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"

كما قال فضيلة د. عبد الجليل عيسى (من علماء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية) في كتابه " اجتهاد الرسول" (ص73): إن النبي (ص) هَمَّ أن يستجيب لرغبة كفار مكة بأن لا يسب آلهتهم من الأصنام بل يستلمها ويمسكها كما يستلم ويمسك الحجر الأسود.

(جريدة الشعب- 27/5/1980. مقال د. حامد حسان)

 ب- جعل الحجر الأسود معادلا لله:

- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال النبى (صلعم): "من فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض يد الرحمن". رواه الديلمى عن أبى هريرة.

(جمع الجوامع للسيوطى – ج7 – حديث رقم 22516 – مصدر سابق)

 - فهو يمين الله فى الأرض.. حيث قال النبى (صلعم): "الحجر يمين الله فمن مسحه فقد بايع الله". رواه الفريانى عن أنس رضى الله عنه والمتقى الهندى فى كنز العمال.

(المصدر السابق – ج4 – حديث رقم 11378)

 - وقال النبى (صلعم) أيضا: "الحجر يمين الله فى الأرض يصافح بها عبادة". رواه البغدادى فى تاريخه وابن عساكر والزبيدى والعجلونى فى كشف الخفاء والعراقى فى المغنى وابن عدى عن جرير رضى الله عنه.

(المصدر السابق – ج4 – حديث رقم 11379)

- لذلك فهو يشفع فى المؤمنين وشفاعته مقبولة.. حيث قال النبى (صلعم): "أشهِدوا هذا الحَجَرَ خيراً فإنه يوم القيامة شافعﹲ مُشفَّعﹲ له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه". رواه الطبرانى والهيثمى عن عائشة رضى الله عنها.

(المصدر السابق – ج1 – حديث رقم 3101)

 - لذلك جاء عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: "استقبل رسول الله (صلعم) الحجر واستلمه ثم وضع شفتيه عليه يبكى طويلا، فالتفت فإذا عمر يبكى فقال: "يا عمر ها هنا تسكب العبرات". رواه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد وقال الذهبى فى التلخيص: حديث صحيح.            (المستدرك للحاكم – ج1 – حديث رقم 1670/62 – مصدر سابق)

 - وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال: "دخلنا مكة عند ارتفاع الضحى فأتى النبى (ص) باب المسجد فأناخ راحلته ثم دخل المسجد فبدأ بالحجر فأستلمه وفاضت عيناه بالبكاء ثم رمل ثلاثاً ومشى أربعاً حتى فرغ فلما فرغ قبل الحجر ووضع يديه عليه ومسح بهما وجهه". قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم. وقال ذهبى فى التلخيص على شرط مسلم.                           (المصدر السابق – حديث رقم 1671/63)

 - وقال ابن عباس: "رأيت عمر بن الخطاب قبله وسجد عليه (الحجر) ثم قال: رأيت رسول الله (صلعم) فعل هكذا ففعلت". قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد. وقال الذهبى فى التلخيص: هذا حديث صحيح.               (المصدر السابق – حديث رقم 1672/64)

 كل ذلك رغم اعتراف النبى بنجاسة هذا الحجر..

- فعن ابن عباس رضى الله عنه قال: قال النبى (صلعم): "لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وارجاسها وأيدى الظلمة والأثمة لاستُشفى به من كل عاهة". رواه الطبرانى والعقيلى والهيثمى.      (جمع الجوامع للسيوطى – ج6 – حديث رقم 17915 – مصدر سابق)

 - وفى لفظ آخر قال : ".. ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ". رواه الطبرانى عن ابن عباس رضى الله عنه والهيثمى والمنذرى والمتقى الهندى والسيوطى فى الدر المنثور وغيرهم.        (المصدر السابق – ج4 – حديث رقم 11375)

 - وفى لفظ ثالث قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بن آدم ". رواه الترمذى عن ابن عباس رضى الله عنه ورواه المنذرى فى الترغيب والترهيب.                        (المصدر السابق – ج7 – حديث رقم 23787)

 ويورد ابن سعد سبب سواد الحجر الأسود بصورة أوضح فيروى عن ابن عباس أنه قال: "... فلما حج آدم، وضع الحجر الأسود على أبى قبيس فكان يضئ لأهل مكة فى ليالى الظلم كما يضئ القمر، فلما كان قبيل الإسلام بأربع سنين وقد كان الحُيّضُ والجُنُبُ يصعدون إليه يمسحونه فاسود فأنزلته قريش من أبى قبيس...ألخ".

(الطبقات الكبرى لابن سعد – ج1 – ص 35 – مصدر سابق)

 ج- طاف بالكعبة بعد هبوط الوحي عليه.. وقبل أن تُطَهَّر من الأصنام..

 فـ عن جابر بن عبد الله أن النبى (صلعم) حج ثلاث حجج: حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعد ما هاجر ومعها عمرة.. إلخ. رواه الترمذى وابن ماجه ووضعه الألبانى فى السلسلة الصحيحة.

(سنن الترمذى – كتاب الحج – باب ماجاء: كم حج النبى (صلعم)؟ - حديث رقم 815 – دار ابن الهيثم – الطبعة الأولى 2004م – رقم الإيداع 14777/2004)

 ويقول د. محمد حسين هيكل في كتابه (حياة محمد): وخرج محمد بعد ذلك (أي بعد بدء نزول الوحي) يوماً للطواف بالكعبة فلقيَه ورقة ابن نوفل.... إلخ.            

(حياة محمد –- د. محمد حسين هيكل – ص152– مهرجان القراءة للجميع 2001 – مكتبة الاسرة- الهيئة المصرية العامة للكتاب – رقم الايداع 9363 / 2001 الترقيم الدولي  0 – 7234 – 01 – 977)

 وذلك رغم ما ثبت في صحيح البخاري عن جابر انه كان يقول: أول شيء نزل من القرآن "يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ"* (المدثر 1: 5)

وفي تاريخ الطبري: كان النبي يطوف بالكعبة والتفت إلى أشراف قريش هاتفاً : "أتسمعون يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذّبح".          

(الحزب الهاشمي- د. سيد محمود القمني- ص85-- سينا للنشر- الطبعة الأولى 90- رقم الإيداع: 1937/1990)

وفي عُمرَة القضاء (قبل فتح مكة وتطهير الكعبة من الأصنام) يقول د. سيد محمود القمني (أستاذ الفلسفة الإسلامية – جامعة عين شمس) : ] وتُصعَق قريش مأخوذة، عندما ترى النبي ذلك الذي حاصرها اقتصادياً، وقتل أفلاذ كبدها، وفك عُرَى إيلافها، وأعلن كفرانها، يسلك مسالكها وينسك مناسكها ويهل بشعائرها، فيسعى بالبيت، والصفا والمروة، وهو ما فاجأ الصحابة المسلمين أنفسهم، فما كانوا يرون أنهم بعائدين إلى شعائر الجاهلية ومناسكها، وهو ما جاء واضحاً في رواية ابن هشام وهو يروي لنا المشهد النبوي داخل مكة بقوله:

ثم استلم الرُّكن؟!

وخرج يهرول، ويهرول أصحابه معه؟!

.. واستلم الركن اليماني؟!

ومشى حتى يستلم الركن الأسود؟!

ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف

ومشى سائرها فكان ابن عباس يقول:

كان الناس يظنون أنها ليست عليهم، وذلك أن رسول الله إنما صنعها لهذا الحي من قريش.. حتّى إذا حج حجة الوداع لزمها فمضت السُّنّة بها.. [.        

(حروب دولة الرسول- د . سيد محمود القمني ( استاذ الفلسفة الاسلامية – جامعة عين شمس ) – ص(321-323)–– الناشر : مكتبة مدبولي الصغير – الطبعة الثانية 1416 هـ - 1996 م . رقم الايداع 9347 /1995)

 

مما سبق يتبين أن توحيد الرسول لن يكن خالياً من الشرك.

 لذلك لا نتعجب أن الإيمان فُرض على النبى فرضاً وليس نابعاً من ذاته.. فالقرآن يخبرنا أن النبى أُمر أن يكون من المؤمنين (يونس: 104) أو أن يكون من المسلمين (النمل:91). إذن فهو مأمور وليس الأمر نابعاً من ذاته!!.

والحديث النبوى يؤيد ذلك ويخبرنا أن الإيمان جاءه من خارج عنوة..

فعن ابى زر أن رسول الله (صلعم) قال: "فُرج سقفى وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدرى، ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها فى صدرى ثم أطبقه...".

(صحيح البخارى – كتاب الحج – حديث رقم 1636 – مصدر سابق)

 لذلك كله أخبر النبى (صلعم) أنه لا يعرف الله حق معرفته..

فقال: "لو عرفتم الله عز وجل حق معرفته لمشيتم على البحور....ألخ. قيل يا رسول ولا أنت؟ قال: "ولا أنا،...". رواه ابن السنى عن معاذ رضى الله عنه، ورواه أبو نعيم فى حلية الأولياء.       (جمع الجوامع للسيوطى -  ج6 – حديث رقم 17823 – مصدر سابق)

 لهذا نراه يشك فى وعود إلهه..

- فعندما حصل كسوف للشمس فى زمنه قام فزعاً يتضرع ويبكى ويقول: "رب ألم تعدنى أن لا تعذبهم وأنا فيهم، ألم تعدنى أن لا تعذبهم ونحن نستغفرك". رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائى وابن حبان فى صحيحه.

(صحيح ابن حبان – (9) كتاب الصلاة – حديث رقم 2838/1، حديث رقم 2847/1 – مصر سابق)

 - ورغم أن إلهه وعده بالمقام المحمود إلا أنه طلب من المؤمنين أن يطلبوا له الوسيلة، والفضيلة، والمقام المحمود. رواه جابر بن عبد الله.

(صحيح البخارى - كتاب الأذان – باب الدعاء عند النداء - حديث رقم 614 – مصدر سابق)

 وعندما ادعى شك إبراهيم قال: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" رواه أبو هريرة.

(صحيح البخارى – كتاب أحاديث الأنبياء – حديث رقم 3372 – مصدر سابق)

 -------------------- 

*  التأويل: إنما قال الله تعالى ألقى الشيطان في أمنيته ولم يقُل إنه قال كذا، فيجوز أن يكون شيطان ألقَى هذا ومن الإنس (انظر المصدر ص13).

**  هل كان فضيلته يريد تفسيراً من العلماء الباطنيين؟

***  يقول فضيلته: هي في الأصل الذكور من طير الماء، .. وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم إلى الله وتشفع لهم فشبهت بالطيور التي تعلو إلى السماء وترتفع – انظر المصدر.

* الطبري توفى سنة 310هـ وكتابه المشهور في التاريخ يعتبر مرجع المراجع، وبه عد إمام المؤرخين غير منازع، إلى عظيم خلقه ، وجميل تقواه، ومتين بيانه، ... إلخ. حتى قال الخطيب البغدادي في ترجمته من تاريخ بغداد: "جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه احد من أهل عصره". كذلك يلقب بشيخ المفسرين. انظر التفسير ورجاله – إصدار مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر – السنة الثانية – الكتاب الثالث عشر من سلسلة البحوث الإسلامية – مايو 1970م – رقم الإيداع 2610 لسنة 1970م.

* معروف بلقب شيخ الإسلام.

** التفسير الكبير لابن تيمية – ج2- ص254- ط. دار الكتب العلمية / بيروت ، دقائق التفسير – ج1 – ص117- ط. مؤسسة علوم القرآن / دمشق.

*** التفسير الكبير لابن تيمية – ج2 – ص255، دقائق التفسير – ج1- ص117.

****  فتح الباري - ج8- ص561- تفسير آية (52) من سورة الحج.

*  قال المحققون لتفسير ابن كثير: يريد الوسوسة التي تحصل للإنسان في صلاته. قال ابن الأثير في "النهاية" في حديث سجود السهو: "حتّى يخطر الشيطان بين المرء وقلبه، يريد الوسوسة، ومنه حديث ابن عباس: قام نبي الله (ص) يوماً يصلي، فخطر خطرة، فقال المنافقون :" إن له قلبين" (ابن كثير 6/377).

* المدثر: أي المتلفف بثيابه عند نزول الوحي. والرجز فسره النبي (ص) بالأوثان. انظر تفسير الجلالين للآيات.

 

الصفحة الرئيسية