مكانة المرأة عند بعض الاسلاميين

.. والنظرة الجنسية لها

 

شاءت الظروف بأن أوقعت بين يدي كتابا بعنوان (يا فتاة الإسلام اقرئي حتى لا تخدعي) لمؤلفه الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي .

 

     يستعرض شيخنا الجليل في كتابه المذكور ، العديد من القضايا التي تخص وتختص بالمرأة المسلمة ، ومن القضايا التي تهمنا والتي تطرق لها الباحث الكبير والعلامة العظيم البليهي في كتابه آنف الذكر (المرأة في الإسلام والمسيحية).  وكالعادة لن ولم يعكس الكاتب وكتابه سوى روح التطرف والعداء والجهل والسطحية ، التي امتاز ويمتاز بها الباحث المسلم بشكل عام وفضيلة الشيخ بشكل خاص ، ولكي لا نتهم بالافتراء على حجة الإسلام الكبير ، صالح بن ابراهيم ، إليكم بعض ما أتحفنا به البليهي في كتابه المذكور ، ليكون دليلا على صدق دعواتنا ، ومنطلقا تنطلق منه للرد على فضيلته وعلى جميع الذين يحذون حذوه .

 

     (أعداء الإسلام …. وغيرهم من الطغاة والكافرين يعني المؤلف المسيحيون يشوهون الإسلام بالكذب والتزوير ، ويشوهون الإسلام بأنواع من الدجل والبهرجة خوفا من قوته وانتصاره ، ومن ذلك قولهم ما معناه أن المرأة في الإسلام مظلومة … هو الذي عزز من جانب المرأة فجعلها عزيزة شريفة محترمة وموقرة ، لها مكانتها المرموقة في المجتمع .

فهي الأم والجدة والابنة والأخت والعمة والخالة ، هي شقيقة الرجل هي نصف المجتمع .  المرة في الإسلام هي سيدة أولادها وأميرة أسرتها ، والمرأة في غير الإسلام لا وزن لها ولا قيمة ، مبتذلة ومنبوذة ومحتقرة ومهانة ، الإسلام أثبت للمرأة حقوقا تناسبها وتليق بها ، فليست المرأة في الإسلام مظلومة ولا مهضومة ، بل هي عزيزة وموقرة ، المرأة مظلومة في غير الإسلام ، المرأة مظلومة قبل الإسلام .  مظلومة ومهضومة ومبخوسة الحقوق ومعدودة من سقط المتاع ، عند العرب قبل الإسلام وكذا عند اليونان والرومان ، سجل التاريخ أن الطوائف الهندية (والمسيحية) والرومان واليونان يعاملون المرأة معاملة لا تليق ببني الإنسان .  أما الإسلام فاحترم المرأة ، احترمها أما واحترمها بنتا واحترمها زوجة واحترمها كبيرة وصغيرة حاضرة وغائبة حرة ومملوكة حيا وميتة) .  راجع كتاب يا فتاة الإسلام اقرئي حتى لا تخدعي . ص85-86

 (النصرانية وجميع الكافرين بذلوا كل جهد وقالوا وفعلوا كل ما يقدرون عليه من أجل إضلال المسلمين وإفساد عقائدهم وأخلاقهم) .  راجع المصدر السابق ص 47

 

     (والفتاة الغربية - يعني المؤلف الفتاة المسيحية الغربية مباحة لكل باحث عن اللذة العابرة) .  راجع المصدر السابق ص 42 .

 

     هذا غيض من فيض مما قاله الشيخ الطالح وليس الصالح في كتابه المذكور .  ولما كان هذا هو رأي معظم علماء ومفكروا الإسلام في المرأة المسلمة وغير المسلمة ، فإننا سنحاول جاهدين ومن خلال صفحاتنا هذه الرد على هؤلاء الذين يدعون ما ليس فيهم وينسبون للآخرين ما فيهم من عيوب ونقصان .  كان من الأفضل والأجدر بك ولك يا حضرة الشيخ القزم أن لا تفتح على نفسك جبهة دينية أنت وغيرك في غنى ، فليس المطلوب هو التقريع والاتهامات بل حوار بناء نبين من خلاله حقيقة ما ندعيه ، أو كذب وافتراء ما تدعونه لهذا نقول لك ولأمثالك لا تدينوا لكي لا تدانوا لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ولماذا تنظر القذى في عين أخيك أما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك يا مرائي اخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك . متى 1:7-6

 

     وقبل أن نبدأ بالغوص في بطون الكتب والمراجع الإسلامية لننتشل جثة الحقيقة التي شوهها الفاتحون ، حقيقة المرأة ومكانتها وحقوقها ودورها في الإسلام وفي حياة المسلمين قديما وحديثا دعونا نسأل أصحاب اللحى الغزيرة والعمائم الطويلة بعض الأسئلة : هل صحيح أن المرأة في المسيحية مظلومة ومهضومة الحقوق ؟؟؟ .  وهل صحيح أن المرأة في المسيحية مبتذلة ومهانة وغير شريفة ؟؟ وهل صحيح أن المسيحية قد عاملت المرأة معاملة لا تليق ببني البشر ؟؟ وهل المرأة في المسيحية معدودة من سقط المتاع ؟؟ .  وهل صحيح أن الإسلام قد عامل المرأة بإنسانية وتحضر أكثر من المسيحية ؟؟ وهل صحيح أن الإسلام قد أثبت للمرأة حقوقا وواجبات تليق بها وبمكانتها وبدورها كشريكة فعالة في المجتمع وعلى جميع الأصعدة العامة والخاصة ؟؟ .  وهل حقا أن الإسلام قد حافظ على المرأة فجعلها عزيزة وشريفة كما ادعى الشيخ الهمام وأمثاله الذين يحذون حذوه ؟؟ .

 

     للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها ، سنعمل جاهدين على استقاء المعلومات والأحكام من مصادرها ، القرآن والإنجيل المقدس بالإضافة إلى بعض المراجع الأخرى وواقع حال اليوم .

مهما حاول المسلمون قديما وحديثا إظهار الإسلام على أنه قد أعطى المرأة المسلمة جميع حقوقها وواجباتها التي تليق بها كإنسانة وكشريكة في المجتمع وفي مسيرة البناء .  فإن الحقيقة تبقى واحدة وواضحة وهي : أن الإسلام قد جرد المرأة المسلمة من جميع حقوقها ومسئولياتها كشريكة فعالة في المجتمع لها ما للرجل من حقوق وواجبات وعليها ما عليه من مسئوليات .

 

     لقد جعل الإسلام من المرأة المسلمة أداة للتفريغ خشبه عرض ، يعرض عليها الذكر المسلم فحولته ورجولته وبطولته وغزواته وفتوحاته والويل كل الويل لمن عصى وبالعصي !!! .

ولكي تتضح الصورة أمامكم صورة حقيقة المرأة ومكانتها وحقوقها ودورها في الإسلام وفي المجتمع المسلم ، أرى أن نرد الأشياء إلى أصولها ، أي إلى محمد وصحبه وأن نذكر شيئا من قصص زواجهم وسلوكهم مع المرأة ، لأن هذا الكثير من الإفادة والمتعة لكم !!!…

الصفحة الرئيسية