مكانة المرأة عند بعض الاسلاميين

.. والنظرة الجنسية لها

 

   صفقة الزواج الأولى :

 

     الزوجة الأولى هي خديجة بنت خويلد ، تزوجت وترملت مرتين قبل زواجها من الفتى المغوار (محمد) المرة الأولى من عتيق بن مخزوم ، والمرة الثانية من أبو هالة التميمي .  كانت تبلغ خديجة من العمر عند زواجها من محمد أربعون عاما ، وقد قيل في عمرها غير ذلك .  (راجع مروج الذهب للمسعودي م2 ص 294) أما القول المشهور عن عمرها فهو خمس وأربعون عاما .  (راجع كتاب أزواج النبي وأولاده لأمير مهنا ص54 والسيرة لابن كثير م4 ص581) .

 

     وكان يبلغ محمد يومئذ من العمر خمس وعشرون ربيعا !!

 

     مهما قيل عن زواج خديجة من محمد فإن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن هذا الزواج كان زواج مصلحة لا مكانة فيه للعواطف الصادقة وللحب ، إنها صفقة تجارية مربحة بالنسبة لمحمد ولعمه أبو طالب الذي كفله في أيام صغره إلى ما بعد ادعائه النبوة .  لقد أجمعت المصادر الإسلامية المعتمدة على أن أوضاع محمد المالية قبل صفقة زواجه من خديجة كانت سيئة جدا لدرجة العدم .

 

     جاء في كتاب نور اليقين في سيرة سيد المرسلين ص15 ما نصه : (لم يرث محمد عن والده شيئا بل كان يتيما وعائلا ، ولما بلغ مبلغا من العمر يمكنه أن يعمل عملا كان يرعى الغنم لأهلها على قراريط .  (كما ذكر ذلك البخاري راجع أيضا السيرة لابن كثير م1 ص265) .

 

     وعن السيرة لابن هشام م1 ص199 نقرأ : في حديث لأبو طالب مع ابن أخيه محمد أنه قال له : يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة وليس لي مال ولا تجارة وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام ، وخديجة تبعث رجالا يتجرون بمالها ويصيبون نفعا فلو جئتها لفضلتك على غيرك لما بلغها عن أمانتك وطهارتك … الخ) .

 

     وفي رواية أخرى : (قالت نفيسة بنت منية : أرسلتني خديجة دسيسا إلى محمد بعد أن رجع من رحلة الشام ، فقلت له: يا محمد ما يمنعك من الزواج ، قال: ما بيدي مال أتزوج به ، قلت: فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف ألا تجيب ، قال: من ، قلت: خديجة ، قال وكيف لي ذلك ؟ قلت: علي وأنا أفعل.) (راجع كتاب خديجة أم المؤمنين لمحمود شلبي ص137-138) .

 

     خطبة أبو طالب في زواج محمد من خديجة ‎- عن ابن اسحق : حضر أبو طالب ورؤساء مضر فخطب قائلا: الحمد لله ثم إن ابن أخي هذا - يعني محمد - لا يزن برجل من قريش إلا رجع به ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه وإن كان مقلا في المال فإن المال ظل زائل .  (راجع زوجات النبي وأولاده ص52 والسير النبوية في قصة زواج محمد من خديجة وخطبة أبو طالب) .

 

     وتمت صفقة الزواج وفرح أبو طالب فرحا شديدا وقال: الحمد لله الذي أذهب عنا الكرب ودفع عنا الغموم . (راجع السيرة الحلبية م1 ص155) .

 

     يتضح من هذه النصوص ومن غيرها أن زواج محمد من خديجة كان زواج مصلحة لا مكان للحب فيه لدرجة أنه قيل (إن أول حب وقع في الإسلام هو حب محمد لعائشة) .  راجع احياء علوم الدين م2 ص42

 

     المهم بعد مضي خمس وعشرون عام من المعاناة والحرمان تنفس محمد الصعداء بعد أن توفيت تلك العجوز حمراء الشدقين كما أسمتها عائشة ، ولم يتزوج محمد عليها طيلة حياتها معه .  توفيت خديجة قبل هجرة محمد ليثرب بثلاثة سنين ، وبعد وفاة أبو طالب بأيام معدودة في شهر رمضان .  راجع خديجة أم المؤمنين لأحمد شلبي ص220 .

الصفحة الرئيسية