موت يهوذا
Holy_bible_1
متي 27
3
حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ،
نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ
وَالشُّيُوخِ
4 قَائِلاً:«قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا».
فَقَالُوا:«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!»
5 فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى
وَخَنَقَ نَفْسَهُ.
6 فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:«لاَ يَحِلُّ
أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ».
7 فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً
لِلْغُرَبَاءِ.
8 لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا
الْيَوْمِ.
9 حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ
الْقَائِلِ:«وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ
الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ،
10 وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي
الرَّبُّ».
اعمال 1
16
«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا
الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ،
عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ،
17 إِذْ كَانَ مَعْدُودًا بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هذِهِ
الْخِدْمَةِ.
18 فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ
سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ
كُلُّهَا.
19 وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ،
حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقَلْ دَمَا» أَيْ: حَقْلَ
دَمٍ.
20 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ
خَرَابًا وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ. وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ.
زكريا 11
11
فَنُقِضَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. وَهكَذَا عَلِمَ أَذَلُّ الْغَنَمِ
الْمُنْتَظِرُونَ لِي أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ.
12 فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي
أُجْرَتِي وَإِلاَّ فَامْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاَثِينَ مِنَ
الْفِضَّةِ.
13 فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ
الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ». فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ
الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ.
ارميا 18
1 الْكَلاَمُ الَّذِي صَارَ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ قَائِلاً:
2
«قُمِ انْزِلْ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي».
3 فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ، وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ
عَمَلاً عَلَى الدُّولاَبِ.
4 فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ
الْفَخَّارِيِّ، فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ
الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ.
5 فَصَارَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً:
6 «أَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ كَهذَا الْفَخَّارِيِّ يَا
بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ هُوَذَا كَالطِّينِ بِيَدِ
الْفَخَّارِيِّ أَنْتُمْ هكَذَا بِيَدِي يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ.
مزمور 69
21 وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَمًا، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاُ.
22
لِتَصِرْ مَائِدَتُهُمْ قُدَّامَهُمْ فَخًّا، وَلِلآمِنِينَ شَرَكًا.
23 لِتُظْلِمْ عُيُونُهُمْ عَنِ الْبَصَرِ، وَقَلْقِلْ مُتُونَهُمْ
دَائِمًا.
24 صُبَّ عَلَيْهِمْ سَخَطَكَ، وَلْيُدْرِكْهُمْ حُمُوُّ غَضَبِكَ.
25 لِتَصِرْ دَارُهُمْ خَرَابًا، وَفِي خِيَامِهِمْ لاَ يَكُنْ سَاكِنٌ.
مزمور 41
9 أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ!
مزمور 109
6
فَأَقِمْ أَنْتَ عَلَيْهِ شِرِّيرًا، وَلْيَقِفْ شَيْطَانٌ عَنْ يَمِينِهِ.
7 إِذَا حُوكِمَ فَلْيَخْرُجْ مُذْنِبًا، وَصَلاَتُهُ فَلْتَكُنْ
خَطِيَّةً.
8 لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً، وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ.
نقاط الاعتراض
1 كيف يرد يهوذا الثلاثين من الفضة للكهنة وهم ليسوا في الهيكل بل عند بيلاطس
2 هل يهوذا خنق نفسه ام سقط علي وجهه وانشق من الوسط
3 هل يهوذا اشتري الحقل بنفسه ام اشتراه الكهنة
4 من قائل هذه النبوة ارميا النبي ام زكريا النبي
واحب ان اوضح ان المعترضين لم يكنشفوا شيأ جديدا انما نقلوا من كتابات قديمة مثل
كتاب الاغلاط لمستر جوويل سنة 1822
الاعتراض الاول
يوضح انجيل القديس متي باختصار ان يهوذا كان مع الكهنة وقت تسليم السيد المسيح وبعد عتاب السيد المسيح له ولان نبوة داوود النبي توضح ان الشيطان مسيطر هليه (، وَلْيَقِفْ شَيْطَانٌ عَنْ يَمِينِهِ) لذلك استسلم للندم وحاول ان يرد الفضه للكهنة والشيوخ فرفضوا وقالوا :«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» فهو ذهب الي الهيكل الذي كان في طريقهم الي بيلاطس وطرح الفضه في الهيكل باسمه ولم ينتظر عودتهم. ولهذا تعبير الانجيل دقيق جدا عندما يعبر انه طرحها في الهيكل وهم اخذوها بعد ذلك وتشاوروا ماذا يفعلون بها لانها ثمن دم
الاعتراض الثاني
عندما قرر يهوذا ان ينتحر من الندم مضي اليطرف هوة في وادي هنوم الصخري وعلق نفسه الي بحبل فرع شجرة وخنق نفسه ولكن انجيل القديس متي لم يذكر التفاصيل ولكن القديس بطرس يشرح ويوضح بمقام تنفير بعد خنق نفسه وانقطع الحبل فسقط علي وجهه ولان المنطقة صخرية فالواضح انه سقط علي صخور مدببة فانشق في منطقة البطن وانسكبة احشاؤه .
ولتتميم النبوة عن اكملها ولتنسكب كل احشاؤه يقول القديس
بابياس أسقف هيرابوليس في آسيا وهو من اباء الكنيسة الاولي
Judas walked about in this world a sad example of impiety; for his body
having swollen to such an extent that he could not pass where a chariot
could pass easily, he was crushed by the chariot, so that his bowels gushed
out.
وترك يهوذا هذا العالم كمثال سئ جدا وبعد مته انتفخ جسده جدا وتحطم تحت عربة
كارو وبذلك انسكبت كل احشاؤه تحقيقا للنبوة بالكامل
( Fragments of Papias - chapter 3 )
http://www.ccel.org/fathers/ANF-01/p...sofpapias.html
الاعتراض الثالث
ما هو المانع ان الكتبة بعد ان طرح يهوذا الفضة في الهيكل ان اشتروا الحقل وملكية الحقل نسبت ليهوذا لانها فضته واطلقوا عليها اسم حقل دم لانها ثمن الدم وهو ايضا من اجرة الظلم الذي وقع علي المسيح. وكثيراً ما يُنسب إلى الإنسان الفعل لأنه السبب فيه، فنُسب إلى الملك بناء القصر مع أنه ليس هو الباني حقيقة، ولكنه يمتلكه
الاعتراض الرابع
قسم علماء اليهود القدماء الكتب المقدسة إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول شريعة موسى، وكانوا يسمونه »الشريعة«. والقسم الثاني »المزامير«، والقسم الثالث »الأنبياء« ويُسَمونه »إرميا«، من إطلاق اسم سفر من الجزء على الكل. وسبب تسمية قسم الأنبياء »إرميا« أن نبوَّة إرميا كانت أول كتب الأنبياء، وجاءت النبوات بالترتيب التالي: إرميا، ثم حزقيال، ثم إشعياء، ثم نبوات الأنبياء الصغار الإثني عشر والمثال الواضح حتي الان كتاب مزامير داوود الذي يشهد انها ليست كلها لداوود النبي ولكن نسب الكتاب لاداوود لانه كتب 72 مزمور منها.
ان الملاحظ المدقق سيجد ان سفر اشعياء قبل ارميا و هذا الان و لكن
هل كان كذلك قديما لدى الشعب العبرانى؟؟؟
يجيبنا
على ذلك الراباى ديفيد كيميشى
“Radak,” Rabbi David Kimchi
و هو احد كبار قادة
اليهود و ذلك فى مقدمة مدخله الى سفر ارميا (3) فيقول
"A tradition of the Rabbins. This is the order of the prophets. The Book of Joshua, Judges, Samuel, Kings, Jeremiah, Ezekiel, Isaiah, and the twelve."
"تقليد
المعلميين,هذا
ترتيب الانبياء.كتاب يشوع,القضاة,صموئيل (4),الملوك (5),ارميا,حزقيال,اشعياء,و
الاثنى عشر (6)"
ثم بعد ذلك بقليل يقول:
"But since Isaiah was before both Jeremiah and Ezekiel, he ought to have been set before them: but since the Book of Kings ends with destruction, and all Jeremiah is about destruction; and since Ezekiel begins with destruction and ends with comfort; and all Isaiah is about comfort, they joined destruction with destruction, and comfort with comfort "
"و
لكن لأن اشعياء كان قبل ارميا و حزقيال
كان يجب ان يوضع قبلهم و لكن لأن كتاب الملوك ينتهى بالدمار و كل ارميا يتكلم
عن
الدمار و لأن حزقيال يبدأ بالدمار و ينتهى بالراحة,و كل اشعياء عن الراحة , هم
ربطوا الدمار بالدمار و الراحة بالراحة وتضح ان بالاساس كان اشعياء قبل
ارميا و حزقيال لأنه كان موجود قبلهم و لكن لأن كتاب الملوك ينتهى بدمار
اورشاليم و
كل سفر ارميا عن دمار اورشاليم و حزقيال فى بداية سفره يبدأ بدمار اورشاليم و
ينتهى
براحة اورشاليم و كل اشعياء عن راحة اورشاليم فهم قد ربطوا بين اسفار الدمار و
اسفار الخراب تدريجيا فأصبح الملوك الذى ينتهى بالدكار يليه مباشرة سفر ارميا
الذى
يتكلم بأكمله عن الدمار و من بعده حزقيال ثم اشعياء و بذلك اصبح سفر ارميا اول
اسفار الانبياء و سميت اسفار الانبياء بأسمه اى "ارميا" و ايضا يؤيد كلام
الراباى
ديفيد
Baba Bathra (7)
و بهذا تكون الاجابة
الاولى قد اتضحت باقوال علماء اليهود نفسهم
ويوجدفرق كبير بين اسم ارميا وزكريا
Ἱερεμίας
و
Ζαχαρίας
فقول متى: »تمّ ما قيل بإرميا النبي« يشمل زكريا. وايضا هد ورد في سفر ارميا النبي بطريقه غير واضحه واستشهد زكريا النبي بارشاد الروح القدس بنبوة ارميا النبي فاستشهاد البشير متى بإرميا هو في محله على أي حالة كانت. ومعنى عبارة زكريا هو أن الله أمره أن يتوجَّه إلى اليهود بشيراً ونذيراً، فنبذوا كلامه وازدروا به. وطلب منهم أن يعطوه ثمنه أي قيمة أتعابه، أو يلبوا دعوته، ولكنهم ازدروا به وبوظيفته وبالله الذي أرسله بأن أعطوه ثلاثين من الفضة، وهي ثمن عبد. فأمره الله أن يلقي هذا الثمن إلى الفخاري. وعلى هذا المثال سلكوا مع المسيح، فإنه لما أتى رفضوه وازدروا به، بأن ثمَّنوه بثمن عبد، فألقى هذا الثمن في الهيكل. وأخذه الكهنة واشتروا به حقل الفخاري وهو لا قيمة له، وهذا يدل على استخفافهم به ورفضهم دعوته.
وبعد الرد اذكر بعض امعاني الروحية للنبوة وايضا شرح بطرس الرسول له من شرح الكتاب لاابونا انطونيوس فكري
زكريا 11
لآيات (10ـ14):
"فأخذت عصاي نعمة وقصفتها لانقض عهدي الذي قطعته مع كل
الأسباط. فنقض في ذلك اليوم وهكذا علم أذل الغنم المنتظرون لي أنها
كلمة الرب. فقلت لهم أن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا
فامتنعوا.فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب إلقها إلى
الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به.فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها
إلى الفخاري في بيت الرب. ثم قصفت عصاي الأخرى حبالاً لأنقض الإخاء بين
يهوذا وإسرائيل."
قد يكون هذا المشهد تم في الهيكل بين النبي كممثل لله. وهو يقوم بدور
الراعي وبين من تقلدوا الخدمة الكهنوتية بعد يهوشع. وهناك تصور لما
حدث، فبعد أن طرد النبي الرعاة الثلاثة يبدو أنه قد رُفِض من التجار
أصحاب الغنم. وهؤلاء يبدو أنهم كانوا أصحاب للكهنة، فذهب لهم في
الهيكل. وقصف عصاه نعمة= علامة رفضه في أن يستمر في رعاية القطيع،
وكرمز للمسيح تكون علامة لقطع نعمته ورحمته وعنايته عن اليهود وبذلك
تجردت الأمة اليهودية من أمجادها (مت43:21). وفي (11) فنقض في ذلك
اليوم= أي يوم رفض المسيح نقض العهد بين الله والأمة اليهودية عَلِم
أذل الغنم= هم قطيع المسيح الصغير "لا تخافوا أيها القطيع الصغير فإن
أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت" بعد أن حرم اليهود منه. وشعب المسيح
وهم أذل الغنم فهموا أن اليهود قد رفضوا، أما اليهود أنفسهم فلم يفهموا
بعد. وفي (12) حينما حدث الخلاف بين النبي والتجار وذهب للهيكل فهو طلب
منهم أن يقيموه كراعٍ خدم قطيعهم، فاستهتروا بالنبي وقيموه بثلاثين من
الفضة= ثمن العبد كأنهم يقولون له، خدماتك لنا كانت بلا قيمة، وهكذا
قيموا الرجل الذي خدمهم بأمانة، وكان قلبه يبكي لأجلهم، وهو طرد الرعاة
الثلاثة لمصلحتهم.و بنفس هذا المبلغ قيموا المسيح الذي أخلى ذاته أخذاً
صورة عبد من أجلهم، وجاء ليطرد لهم رعاتهم غير الأمناء الذين نهبوهم،
ولكنهم أهانوا المسيح الذي بكي لأجلهم وفي (13) إلقها إلى الفخاري=
الله يأمر النبي أن يلقي هذا الثمن المهين في حقل. الثمن الكريم= هي
كلمة تهكم على الثمن الذي قيموا به النبي، والذي سيقيموا به المسيح بعد
ذلك. وقد يكون فيه إشارة أنه ثمن لدمٍ كريم (1بط19:1). وواضح طبعاً
التطابق مع ما حدث مع المسيح ووضوح النبوة. وقد قام زكريا النبي بإلقاء
الثلاثين من الفضة للفخاري في الهيكل. ولاحظ أن الفخاري يتعامل مع
الطين وهذا هو طبيعة قلبهم الترابي. وبالنسبة لما حدث مع المسيح فإنهم
بهذا الثمن أي الثلاثين من الفضة أي ثمن دم المسيح اشتروا حقلاً (حقل
الدم) لدفن الغرباء (مت7:27). وهذا يشير لقبول الأمم حيث ندفن مع
المسيح بثمن دمه لنقوم معه. وفي (14) قصفت العصا حبالاً= أي نتيجة
عملهم أصبح لا وحدة بينهم وبين بعضهم ولا بينهم وبين الله، وهذا يشير
لتشتتهم في كل أنحاء الأرض بعد صلبهم للرب ولاحظ أن المسيح أتى ليجعلنا
واحداً ومن يرفض المسيح يفقد الوحدة (يو21:17).
ة (21):
"ويجعلون في طعامي علقماً وفي عطشي يسقونني خلاً."
هي نبوة واضحة عن المسيح. وبالنسبة لداود فأعداؤه مرروا حياته.
الآيات (22ـ25):
"لتصر مائدتهم قدامهم فخا وللآمنين شركا. لتظلم عيونهم
عن البصر وقلقل متونهم دائما. صبّ عليهم سخطك وليدركهم حمو غضبك . لتصر
دارهم خرابا وفي خيامهم لا يكن ساكن
نبوة بالنكبات التي وقعت على اليهود لصلبهم المسيح والآيات (22،23)
طبقها الرسول على اليهود (رو9:11،10) ولذلك تفهم كل الآيات على اليهود
من (22إلى 25)
في (21) هم قدموا له علقم وخلاً.. عقابهم لتصر مائدتهم (خيراتهم) لهم
فخاً (22)
في (3) جعلوه يتعب وتكل عيناه.. عقابهم لتظلم عيونهم.. وقلقل متونهم
(23)
في (4) أبغضوه بلا سبب.. عقابهم صب عليهم سخطك (24)
في (8) صار بسببهم مرفوضاً من أهله.. عقابهم لتصر دارهم خراباً (25)
لتصر مائدتهم قدامهم فخاً= تفهم بعدة تفسيرات [1] الكتاب المقدس بعهده
القديم الذي كان بين أيديهم مملوءاً نبوات عن المسيح، وهم لم يفهموها،
فصارت شاهداً عليهم= فخاً لهم [2] هم قدموا المسيح كذبيحة وفرحوا بأن
قدموه كما يقدمون ذبيحة على مائدتهم وابتهجوا بقوتهم وحكمة تدبيرهم
وصار هذا لهم فخاً، فهم تصوَّروا في نشوة قوتهم أنهم قادرين أيضاً على
الرومان فثاروا عليهم وكان هذا سبباً لأن يحطم الرومان أورشليم تماماً.
[3] بعد مجيء المسيح انعدمت قيمة محرقاتهم وذبائحهم فلقد جاء المسيح
المرموز إليه بهذه الذبائح وكان استمرارهم في تقديمها فخاً لهم، فلمن
يقدموها والله قد رفضها.
لتظلم عيونهم= لم يعد بينهم من يفهم النبوات بسبب عنادهم، فهم لم
يفهموا معنى ظلمة يوم الصليب. وقلقل الله متونهم= من ثقل الشدائد التي
حملوها 2000سنة. وصارت دارهم خراباً وتشتتوا في كل العالم= في خيامهم
لا يكن ساكن.
اعمال الرسل 1
آيات (15-17):-
وفي تلك الأيام قام بطرس في وسط التلاميذ وكان عدة أسماء معا نحو مئة وعشرين فقال. أيها الرجال الاخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع. إذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة.
نحو 120 = كان اليهود يحددوا رقم 120 كأصغر رقم لابد أن يتوفر لأى جماعة يهودية لتأخذ صفتها الجماعية ويكون لها الحق فى تدبير ذاتها وكان هذا تقليد يهودى. وبطرس يشير للنبوات التى تنبأت عن يهوذا ليشرح أن خيانة يهوذا ليست حدثاً عارضاً إنما قصة لها جذورها العميقة وبمشورة الله الأزلية. وواضح هنا دور بطرس القيادى ربما لسنه أو لغيرته. ونفهم أنه طالما أن الرب إختار يهوذا فهو إذاً كان صالحاً وقت إختياره لكنه إنحرف فيما بعد لذلك ينبه بولس الرسول "إذاً من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط (1كو 12:10) واختيار السيد ليهوذا فيه درسين لنا :
(1) أن تقبل الكنيسة الكل وتعطى كل واحد فرصة للتوبة.
(2) أن لا يتشبه به أحد ويحب المال.
هذه الخدمة = هى خدمة الشهادة لله كوكلاء سيقدمون حساباً عنها.
بفم داود = بطرس وغيره إستخدموا نبوات العهد القديم للإشارة للمسيح (25:2 + 34:2 + 31:2-32) فإعتبر أن أعداء صاحب المزامير هم أعداء المسيا (25:4،26،27)
وايضا اذكر بعض اقوال الاباء كما ذكرها ابونا تادرس يعقوب ملطي
القديس يوحنا الذهبي الفم
"أيها الرجال الإخوة كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب،
الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا،
الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع" [16].
قوله "أيها الرجال الإخوة" تعبير يُستخدم في الحديث إلى أشخاصٍ يحملون نوعًا من الجدية والوقار والاحترام، سواء كانوا رجالاً أو نساءً.
v يقول بطرس: "أيها الرجال الإخوة". فإن كان الرب قد دعاهم إخوة كم بالأكثر بطرس. إذ كان الكل حاضرين يقول: "أيها الرجال". انظروا كرامة الكنيسة، حالها الملائكي. لا يوجد تمييز بين "ذكر وأنثى". أود أن تكون الكنائس حاليًا هكذا. ليس من يشغل ذهنه أمر أرضي، ليس من بينهم من يفكر بقلقٍ من جهة الأمور العادية.
القديس يوحنا الذهبي الفم
الإشارة إلى النبوات الخاصة بخيانة يهوذا الإسخريوطي وقطعه وموته (مز 41: 9) تشير إلى أن هذه الأحداث تمت بسماحٍ إلهي، وأنها أحداث لها خطورتها. كما تكشف عن انشغال الكنيسة منذ بدء انطلاقها بجميع نبوات العهد القديم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
هنا يقدم لنا القديس بطرس طريق التعزيات الإلهية، أن ما حدث لم يكن جزافًا، بل سبق فأعلنت عنه النبوات. هكذا فإن التمتع بنبوات العهد القديم تعطي تعزية للنفس أن الإيمان الذي نعيشه حقيقة لا جدال فيها، لأن كل ما حدث إنما سبق فأعلن عنه الله بالأنبياء قبل مجيء السيد المسيح بمئات وأحيانا آلاف السنوات. يمكن للدارس أنه يتعرف بالروح على كل أحداث الخلاص من العهد القديم الذي كان ولا يزال في أيدي اليهود قبل مجيء المسيح. هذا بالنسبة لخطة الله الخلاصية للعالم كله، والتي من خلالها ندرك اهتمام الله بكل إنسانٍ فينا شخصيًا، ففي ذهن الله خطته نحوه لخلاصه ومجده!
v "كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله". إنه يعزيهم دائمًا بالنبوات، هكذا يفعل المسيح في كل المناسبات. هكذا يُظهر لهم بنفس الطريقة أن ما حدث ليس بالأمر الغريب، بل ما سبق فأخبر عنه.
القديس يوحنا الذهبي الفم
هذا هو سرّ تعزيتنا على مستوى العالم والكنيسة والشخص نفسه! هذا وما يعزينا أن الروح القدس نفسه هو قائد الكنيسة منذ بدء انطلاقها. لهذا لم يقل القديس بطرس: "قاله داود" بل "الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود"، فهو القائد الحقيقي عبر الأجيال حتى يحمل كنيسة الله سواء في العهد القديم أو الجديد إلى المجد الأبدي. يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على هذه العبارة بقوله: [ألا ترون أنه ليس بلا هدف قلت من البداية أن هذا العمل (السفر) هو سفر "قيادة الروح القدس".]
كثيرًا ما يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على ما سجلته الأناجيل وسفر الأعمال عن يهوذا، فإن الإنجيليين وهنا أيضًا الرسول بطرس يتحدثون عنه مشيرين إلى الأحداث التي تمت والنبوات عنه دون تعليق باستخفاف من جانبهم. يقدم القديس بطرس الحقيقة مجردة، فلم يصفه كخائنٍ لسيده ولا كبائسٍ.
حديث الرسول هنا يؤكد أن ما كتبه داود النبي في المزامير كان بوحي الروح القدس.
v حيث يكون الكلمة يوجد أيضًا الروح... الروح غير منفصل عن الابن... عندما صار الكلمة إلى النبي، كان النبي يتكلم في الروح بالأمور التي أعطيت له من الكلمة، وهكذا كتب في سفر الأعمال عندما قال بطرس: "أيها الإخوة، كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب، الذي سبق الروح القدس فقاله" [16]. وفي زكريا عندما صار الكلمة إليه قيل: "لكن اقبل كلامي وفرائضي التي أوصي بها الأنبياء بروحي" (زك 1: 6). وعندما كان يوبخ الشعب قال: "جعلوا قلبهم عنيدًا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي أرسله الرب ضابط الكل بروحه على يد الأنبياء الأولين" (زك 7: 12). وعندما تكلم المسيح في بولس- كما قال عن نفسه: " أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم في" (2كو 13: 3). فلم يكن أحد يمنحه القوى لكي يتكلم سوي الروح الذي عنده، لأنه هكذا يكتب: " حسب مؤازرة روح يسوع المسيح لي" (في 1: 19).
وأيضًا عندما تكلم فيه المسيح، قال: "غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة أن وثقًا وشدائد تنتظرني" (أع 20: 23). لأن الروح ليس خارج الكلمة، بل إذ هو الكلمة فهو في الله بالكلمة، وهكذا توهب المواهب الروحية في الثالوث.
v فعل الثالوث هو واحد، فالرسول لا يعني أن ما يُعطي (2كو 13: 13) يعطي من كل واحد متنوعًا ومجزئًا، ولكن ما يُعطي إنما يُعطي في الثالوث والكل من إله واحد... لذلك حينما يكون الكلمة في الأنبياء فإنهم يتنبأون بالروح القدس. وحينما يقول الكتاب: "صارت كلمة الرب" (إر 1: 2؛ مي 1: 1)، فهذا يوضح أنه يتنبأ بالروح القدس.
البابا أثناسيوس الرسولي
"إذ كان معدودًا بيننا،
وصار له نصيب في هذه الخدمة" [17].
إختار ربنا يسوع المسيح يهوذا كرسولٍ (لو ٦: ١٣-١٦)، وحُسب واحدًا من الرسل، لكنه لم يكن مؤمنًا صادقًا في إيمانه. فقبل ممارسته لخيانة سيده دعاه الرب "شيطانًا" (يو ٦: ٧٠).
كان السيد المسيح يعرفه تمام المعرفة، فلماذا اختاره رسولاً وسلمه أمانة الصندوق وهو يعلم أنه سارق ولص؟
يرى البعض أن السيد المسيح اختار يهوذا مع علمه بما سيفعله، لأنه كان في ذلك الحين مستعدًا للإيمان بالسيد والتبعية له، أي فيه شيء من الصلاح. لم يحاسبه الرب على ما سيكون عليه، بل ما هو عليه في لحظات اختياره. هذا ويرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح اختاره ولم يدنه حتى لحظات الخيانة العملية ليعطي للكنيسة درسًا ألا تنشغل كثيرًا بالمحاكمات، بل بالعمل الإيجابي للكرازة والخدمة وإعلان الحب، لتعطي الفرصة حتى للخونة أن يرجعوا إلى الله بالتوبة إن أرادوا.
لقد سمح الله بوجود يهوذا بين التلاميذ، ولم يكشف عن شخصه كخائنٍ ولصٍ علانية حتى النهاية لكي ندرك أنه ليس فقط وسط المخدومين بل والخدام أنفسهم من هم ليسوا قمحًا بل زوان، وليس لنا أن نقتلع الزوان مادام مختفيًا وسط الحنطة حتى يحين الوقت اللائق باقتلاعه.
يسمح الله حتى للأشرار أن يعملوا، وهو إذ يقدس حرية الإنسان لن يلزمهم بالتوبة، فإن تابوا كان ذلك لبنيانهم ومجدهم، وإن أصروا على الشر يحول حتى شرهم لبنيان الكثيرين.
سمح أيضًا بوجود يهوذا بين التلاميذ لكي يعطي درسًا للأجيال كلها عن خطورة الطمع ومحبة المال حتى بين خدام الكلمة، فإنه ليس من خطية ارتكبها إنسان في التاريخ مثل يهوذا محب المال. وهي خطية قديمة سيطرت ولا تزال تسيطر على الكثيرين. حذرنا منها الله عندما دخل بشعبه إلى كنعان حيث أخفى عاخان الفضة والرداء ولسان الذهب، كاسرًا وصية الرب من أجل محبته للمال فهلك (يش ٧: ٢١)، وها هو يهوذا يخون سيده، وسيمون في سفر الأعمال يطلب أن يقتني مواهب الروح بالمال.
الكلمة اليونانية التي تُرجمت "معدودًا" معناها حصاة أو حجر صغير، إذ كان الحصي يُستخدم في العَّدْ.
يدعو اختيار الشخص للخدمة "تصيبًا"، لأنه لا فضل للإنسان في اختياره خادمًا، بل هي نعمة الله التي تختار وتعمل فيمن تختارهم إن سلكوا بالأمانة في دعوتهم.
v يدعو (العمل الكرازي) في كل موضع "نصيبًا"، مظهرًا أن كل شيء هو من نعمة الله واختياره، مذكرًا إياهم بالعصور القديمة حيث اختار اللاويين في القديم نصيبًا له.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم،
وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط،
فانسكبت أحشاؤه كلها" [18].
روى لنا الإنجيلي متى (27: 3-10) كيف رد يهوذا الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ، شاعرًا بندامة أنه سلم دمًا بريئًا، لكن في غير رجاء في الرب غافر الخطايا. أما هم فرفضوا استلامها، لأنهم حسبوا المال ملكًا له، ولعلهم رفضوا المال لأنه ثمن دمٍ بريء. وإذ طرحها في الهيكل اشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. واعتبر القديس بطرس كأن يهوذا نفسه قام بشراء هذا الحقل. جاء في النسخة اليونانية لوستكوت وهورت عبارة: "واقتنى حقلاً من أجرة الظلم" بين قوسين، بكونها ليست حديثًا للقديس بطرس، بل هي تعليق للقديس لوقا كاتب سفر الأعمال.
ستر عليه السيد المسيح كل هذه السنوات، أما هو إذ لم يستر على نفسه بالرجوع إلى الله انفضح في العالم كما ينفضح في يوم الرب العظيم. انسكبت أحشاؤه الجسدية، وانفضحت أحشاء نفسه التي فسدت بالخيانة للرب نفسه.
اختلفت آراء الكثير من الدارسين في موت يهوذا:
1. الرأي السائد هو أن يهوذا قام بالانتحار شنقًا، لكن الحبل لم يحتمله بعد، فمن ثقل الجسد انقطع وسقط يهوذا على وجهه، وغالبًا على صخرة، فانشقت بطنه وانسكبت أحشاؤه!
2. شنق نفسه في مزبلة، وبقي جثمانه حتى تعفن وانتفخت بطنه ثم انشقت أو جاءت الكلاب ونهشت بطنه المنتفخة لتأكل جثمانه.
3. إذ ملأه اليأس والرعب ألقي بنفسه من سطح بيته فسقط أرضًا وانشقت بطنه.
4. يرى لايتفوت Lightfoot أنه إذ دخله الشيطان طار به في الهواء وطوّح به، فسقط على الأرض وتمزقت بطنه.
5. يرى Wakefield أنه من شدة الحزن مات مغلوبًا على أمره.
يفسر البعض موت يهوذا شنقًا وانسكاب أحشائه رمزيًا، بأن ذلك يشير إلى سقوطه من رتبته العلوية كرسول للسيد المسيح إلى أعماق الهاوية كخائنٍ للرب، ففقد مركزه وكرامته وصار في عارٍ وخزيٍ أمام الجميع كمن انسكبت أحشاؤه ليصير موضع ازدراء الكل.
"وصار ذلك معلومًا عند جميع سكان أورشليم،
حتى دُعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما،
أي حقل دم" [19].
يرى البعض أن يهوذا أراد أن يحمل صورة التقوى والحب حتى في أثناء مداولته للخيانة، فادعى أمام القيادات اليهودية أنه سيأخذ الفضة لا لنفسه بل لخدمة الغرباء، بشراء حقلٍٍ لدفن الغرباء. وإذ سلم الفضة للهيكل قاموا بتحقيق رغبته، وحسبوا كأنه هو الذي اشترى الحقل، لأنه من ماله.
لعل قادة اليهود نشروا خبر تسليم يهوذا للمال وشراء الحقل بين الشعب ليعلنوا أن يهوذا لم يطلب المال في تسليم سيده لأجل الطمع، وإنما لأجل الخدمة، وأنهم حققوا رغبته حتى بعد انتحاره.
دُعي الحقل "حقل دم" باللغة الكلدانية-السريانية Syro-Chaladic، وقد دُعي هكذا لأنه أُشتري بثمن حياة الرب أو سفك دمه بالصليب. وقد بقي هذا الاسم معروفًا يشهد عن جريمة الخيانة التي ارتكبها يهوذا إلى أجيالٍ كثيرةٍ.
"لأنه مكتوب في سفر المزامير:
لتصر داره خرابًا،
ولا يكن فيها ساكن،
وليأخذ وظيفته آخر" [20].
ما ورد هنا جاء في المزمور 69: 25، 28؛ 109: 8. لم يذكره القديس بطرس كإدانة ليهوذا، ولا تشهيرًا به، وإنما يتحدث من باب الشعور بالمسئولية كقول السيد المسيح له: "وأنت متى رجعت ثبت إخوتك" (لو 22: 32)، فشعر بالتزام تكملة عدد التلاميذ الإثني عشر مقابل عدد أسباط العهد القديم (لو 22: 29-30) "وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتًا، لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الإثني عشر".
جاءت النبوة عن يهوذا في مز 69: 25، 28 بصيغة الجمع، لأنها لا تشير إلى يهوذا وحده، وإنما إلى كل الذين سلكوا معه ذات الطريق، وهم رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب. وكأن ذلك ينطبق عليهم حيث حققت هذه الجماعة الخيانة ونُزع عنهم العمل الكهنوتي والخدمة، وتوقف عملهم كمسئولين عن تدبير الهيكل أو بيت الرب الجديد.
صار هذا الحقل هو داره الذي أُشتري بماله الذي اقتناه بالخيانة لسيده، هذا الدار صار مقبرة تضم الغرباء من اليهود الذين يموتون في أورشليم. باسمه اشتروا هذا الدار المملوء خرابًا، والذي في ذهن القديس يوحنا الذهبي الفم مقدمة لما سيحل بأورشليم كلها، إذ صارت حقل دم، حيث دُمرت وصارت مقبرة لكثيرين من اليهود حين دخلها تيطس الروماني سنة 70م.
جاءت كلمة "وظيفته" في اليونانية thn episkophn "أسقفيته episkopeen"، وهي تعني "الإشراف".