الله ودور الاقانيم في خلق البشر وخلاصهم

وعلاوة ايضا علىجامعية الله وواحديته في الكتب المقدسة, نقرأ ان للأقانيم اعمال منفردة مباشرة, واعمال منفرده غير مباشرة.فقد صرح بذلك المسيح اذ قال :"ابي يعمل الى الآن وانا اعمل"(الانجيل يو5 :17

اولاً: اعمال الآب المنفردة المباشرة

ان عمل الاب السماوي المباشر و والمنفرد, بالنسبة لنا, يتضح اولا من انجيل يوحنا ( 3 :16) اذ يقول : "لانه هكذا احب الله"الآب" العالم حتى بذل-اعطى-ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية". وعمله المباشر ايضا هو ان يجتذب الى كفارة ابنه الحبيب النفوس التي يراها تتجاوب مع دعوة الروح القدس وهو الاقنوم الذي ارسله الآب من السماء بعد ان ارتفع ابنه بعد قيامته من الموت عن الارض.فقد صرح بذلك المسيح بقوله:"لا يقدر احد ان يقبل اليَّ إن لم يجتذبه الآب الذي ارسلني وانا اقيمه في اليوم الاخير".ويقول الانجيل ايضاً: "لان الذين سبق فعرفهم (اي الآب) سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين".(راجع الانجيل رسالة روميه 8: 29). وانه "لم يرسل الله "الآب" ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم" ( يو 3: 17).

بذلك, فعمل الله الآب هو انه احب العالم واعد خطة خلاصه وتخليصه من الخطية بواسطة كفارة ابنه الحبيب,كآدمٍ ثانٍ, وهو كلمته وروح منه. من هنا ايضاً قول يوحنا الرسول ذاته في رسالته الاولى ( 4 :8 ) ان "الله محبة ". وسأل اليهود الرب ذات يومٍ "ماذا نعمل حتى نعمل اعمال الله" "الآب "."اجاب يسوع وقال لهم : هذا هو عمل الله ان تؤمنوا بالذي هو ارسله" ( يو 6 :29) . ومعنى هذا يتضح لنا ايضا من قراءة انجيل متى (11 :25-30) اذ يتكلم الرب مع ابيه السماوي فيقول:"نعم ايها الآب لأن هكذا صارت المسرة امامك.كل شيء قد دفع الي من ابي". وكل شيء تعني كل الاشياء دون استثناءٍ على الاطلاق,سواء اكان في السماوات ام على الارض .كل شيء قد دُفع للرب المسيح من ابيه السماوي. يتابع المسيح قوله: "وليس احد يعرف الإبن الاَّ الآب. ولا احد يعرف الآب الاَّ الإبن ومن اراد الإبن ان يعلن له. تعالوا اليَّ يا جميع المتعبين والثفيلي الاحمال وانا اريحكم احملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لاني وديع ومتواضع القلب.فتجدوا راحة لنفوسكم. لان نيري هين وحملي خفيف." هذا البعض من عمل الله الآب المباشر بالنسبة لارضنا وخلاصناكما تعلِّمُ كلمة الله.

ثانيا-: عمل اقنوم المسيح المباشر : اما عمل الابن , الذي قد دُفع اليه كل سلطان في السماء وعلى الارض كما قرأنا معاً, فهو تنفيذ الخطط الالهية الموضوعية للكون كله والتاريخ. من خلق وحفظ ورعاية وفداء وقضاء. وبقدر ما هذه الاعمال هي مباشرة من تنفيذ الله الابن , هي ايضا من اعمال الله الاب بواسطة ابنه الوحيد يسوع المسيح (الانجيل يو ا :3).

من هنا انه ليس في ذلك اي سبب للمفاضلة, بين عمل الله الاب وعمل الابن, او الاستخفاف في عمل الله الابن وشخصيته كما يحلوا للبعض. فبواسطة الابن "كان كل شيء. وبغيره لم يكن شيء مما كان" , وفي الابن "كانت الحياة" (راجع الانجيل يو ا : 3 ) والابن هو "حامل كل الاشياء بكلمة قدرته" (راجع الانجيل عب1 : 3). "وبه يقوم الكل" كولوسي( ا :17) وهو الديان العادل في اليوم الاخير. يقول الوحي: "من هو الذي يدين .المسيح هو الذي مات بل بالحري قام الذي هو ايضا عن يمين الله الذي ايضا يشفع فينا" (الانجيل رسالة رومية 34:8واع31:17). وفي القرآن يبرز المسيح وحده الوجيه في الدنيا والآخرة ومن المقربين (آل عمران45).

عودة الى الصفحة الرئيسية