عدم تحريف التوراة والانجيل

لكن هناك من جهة اخرى من يدَّعي, ان التوراة والانجيل قد حُرِّفا. والملاحظ, ان معظم من يدَّعون ذلك هم من قادة المسلمين المتعصبين وليس إلا. ولكنَّ هذا الامر هو واضح في القرآن, كوضوحه في سائر الكتب السماوية التي تكلمت عنه انه لم يحرَّف. والآية التي نريدها ان تكون عنوان هذا الوضوح ,ماخوذة من سورة النساء (آية 136) وهي: "ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر

فقد ضل ضلالا بعيدا"

فمن الواضح هنا, ومن خلال هذه الآية بالذات, انَّ لمعطي القرآن كثرة من الكتب لا كتابا واحدا فقط لا غير,كما ينادى به اليوم . وان من يكفر باحداها فقد ضل ضلالا بعيدا. ومن هذه الآية وغيرها من الآيات الصريحة يتبين لنا, ان الايمان في الاسلام , مبني على هذه الاعمدة الخمسة التي ذكرت. فاذا انهار أي منها يسبب ضررا, وربما انهياراً في البناء كله. فكما انه لا يحق للمسلم الصحيح ان ينقض العمود الاول وهو الايمان بالله سبحانه تعالى , او العمود الثاني الذي هو الايمان بملائكته , اوالعمود الرابع الذي هو الايمان برسله. او العمود الخامس وهو اليوم الأخير- أي يوم الدينونة-. فانه لا يجوز له ايضا, ان يكفر بكتب الله , او ان لا يؤمن بها, ويتخذها مرجعا وحيدا لايمانه, وهو ما يؤلف العمود الثالث بين اعمدة الاسلام الخمسة التي قرأناها إعلاه.

واذا قال قائل لنفسه وللآخرين ان كتب الله الوارد ذكرها هنا قد تبدلت وتحرفت. أُجيب ان شخصا كهذا لم يطلِّع بعد على القرآن . او انه إطَّلع , لكنه لغاية معيَّنة لا يريد ان يرى الحقيقة اقول لهذا : ان القرآن الكريم قد نفى كلياً التحريف والتحويل والتبديل لكتب الله التي انزلها وهاك بعضها.

 

لا تبديل لكلمات الله

[فقد جاء في سورة يونس (64) انه "لا تبديل لكلمات الله وان ذلك هو الفوز العظيم". وفي سورة الكهف (27)يقول: "واتل ما اوحيَ اليك من كتاب ربك" (اي من كتاب التوراة والانجيل لان القرآن لم يكن قد اصبح كتابا بعد في ايام الرسول محمد ) ويتابع : "لا مبدل لكلماته".

وفيسورة الانعام (115) يقول:"وتمت كلمات ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم".وفي سورة الاسراء (77), مكتوب:"سنَّةُ من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنَّتِنا تحويلا".وفي سورة الفتح(22) مكتوب ايضا: "سنة الله التي قد خلت"( اعني بها سنَّة المسيح) "ولن تجد لسنة الله تبديلا". وسورة فاطر (43) بدورها تشهد لهذا الامر فتقول: "فهل ينظرون الى سنَّةِ الاولين"( اعني بها سنة اليهودية والمسيحية)"فلن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً". وفي سورة يونس64 "لا تبديل لكلمات الله". وفي سورة الانبياء 6 يقول ايضا : "وما ارسلنا قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون" "وانا نحن انزلنا الذكر وانَّا له لحافظون" سورة حجر (9) الخ.

فماذا تريدون منا يا اولي الالباب ان نأتي بقراءات وبراهين اكثر مما اتينا من القرآن نفسه, والكتب التي سبقت القرآن, والمنطق السليم والتاريخ .حتى لا تعودوا تفتروا على الله وكتبه, وتنسبوا اليه الضعف بقولكم محرفة.حتى لا تستفيد منها الناس. مستخفين بذلك بالله الذي انزلها على انبيائه ورسله القديسين. فان كان التحريف لكتب الله قد لحق التوراة والانجيل الا يلحق ايضا القرآن. لهذا نرى اليوم ,في جميع الطوائف والاديان, الاستخفاف في الله وانبيائه وكتبه . إذا خافوا الله واغطوه مجدا واهربوا اليه من العثرات ومن غضبه الآتي .

عودة الى الصفحة الرئيسية