من
هو المسيحي الحقيقي؟ ليس كل
من يقول انه مسيحي يكون بالحقيقة مسيحيا. وحتى
بوسع الإنسان ان يكون تقيا ومتدينا دون ان
يكون مسيحيا حقيقيا: "ليس كل من يقول لي يا
رب يا رب يدخل ملكوت السماوات" (متى 12:7).
وللأسف الشديد، الأكثرية الساحقة من جميع
الذين يدّعون بأنهم مسيحيون هم ليسوا ولا حتى
متدينين إذ الفسق في عيونهم والشتيمة على
افواههم، فمن المستحيل ان يكونوا أتباعا
حقيقيين للرب يسوع؟! ففي المسيحية الحقيقية
لا توجد أمة نستطيع ان نقول عنها إنها أمة
مسيحية لأن المسيحية هي علاقة شخصية بين
الفرد والله: "لأن كثيرين يُدعون وقليلين
يُنتخبون.. أدخلوا من الباب الضيق، لأنه واسع
الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك.
وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب
وأكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة. وقليلون
هم الذين يجدونه" (متى 16:20 و13:7و14). ويا ليتك
تكون انت ايضا من تلك الأقلية التي ستدخل من
الباب الضيق. إذاً، المسيحي الحقيقي ليس هو
الشخص الذي صار مسيحيا بالولادة، او الوراثة،
او التقاليد، او الترهيب، او الإكراه، ولكنه
الإنسان الذي تجاوب مع دعوة الله وعمل الروح
القدس في قلبه داعيا إياه لخلاص أبدي. وتبعة
لهذا، لم يشمل الله دُوَلاً وحكومات ومنظمات
في خطة خلاصه المبارك، إذ ان الإنسان يميل إلى
إساءة استخدام السلطات المعطاة له ثم يحاول
ان يبرر إساءته للسلطة بادعائه أنه يفعقلوم
بالإجحاف ضد الآخرين ذلك في سبيل الله. ويا له
من عذر اقبح من ذنب! وكأن الله عاجز عن ان
ينتقم لنفسه: ولا ينبغي ان ننسى بأن الله هو
القادر على كل شيء وهو الذي قال: "لي النقمة
أنا أجازي يقول الرب" (رومية 19:12).
وبالمفارقة أرسل المسيح أتباعه كحملان في وسط
ذئاب. وطبعا، هذا لا يمنع مجيء ملوك وامراء
ورؤساء كأفراد الى معرفة المسيح المخلصة لان
هذا هو "الله الذي يريد ان جميع الناس
يخلصون والى معرفة الحق يقبلون" (1تيموثاوس
4:2). والمسيحي الحقيقي يعيش بالتقوى وإطاعة
الرب فيكون كنور في وسط ظلمة هذا العالم. كما
ان المسيحي الحقيقي يطيع الرب بخصوص فريضة
المعمودية، وحالما تسنح له الفرصة تجد المؤمن
الحقيقي يطلب معمودية الإيمان. وبما انه ليس
بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من
فم الله، تجد المؤمن الحقيقي يتغذى يوميا
بقراءة كلمة الله ، الكتاب المقدس ، وحالما
تسنح له الفرصة ، يطلب المؤمن الحقيقي
الانضمام الى جماعة مؤمنين حقيقيين مثيله،
لهم نفس الإيمان الأقدس ، وهذا ما يؤول الى
البنيان المشترك والمتبادل.