ان حقيقة
صلب المسيح هي قضية جدلية رئيسية بين المسيحي
والمسلم وحيث ان الصليب يعتبر من صلب العقدة
الاساسية للكنيسة ككل . فإني
ادعو القارىء الكريم للنظر بشكل شامل
للشهادات التالية :
*
كورنيليوس تاسيتوس (55 ب.م) مؤرخ روماني ملحد ،
ويعتبر من اعظم مؤرخي روما القديمة .
سجل قصة صلب المسيح بالتفصيل في مجلداته
التي وصل عددها إلى الثمانية عشر مجلدا .
*
جوزيفس (27-97 ب.م) مؤرخ يهودي كتب عن تاريخ شعبه
في عشرين مجلدا . حيث سجل قصة حياة المسيح .
وتعاليمه . ومعجزاته وقصة صلبه بالتفصيل بأمر
من بيلاطس البنطي ثم اشار ايضا إلى ظهور
المسيح لتلاميذه حيا في اليوم الثالث .
*
لوسيان الاغريقي مؤرخ بارز كتب عن صلب المسيح
وعن المسيحين الذين كانوا قد قبلوا الموت
لاجل ايمانهم بالمسيح .
*
بيلاطس البنطي الحاكم الروماني الذي ارسل إلى
طيباريوس قيصر، تقريرا
كاملا عن صلب المسيح . ذلك
التقرير الذي استخدمه تورتيليانوس . كاحدى
الوثائق في دفاعه الشهير عن المسيحين .
التلمود
هو كتاب مقدس لليهود وقد جاء في نسخة طبعت في
أمستردام عام 1943 صفحة 42 بأن : "يسوع الذي
يدعى المسيح كان قد صلب مساء يوم الفصح" .
3.
شهادة نبوءات العهد القديم
يوجد
أكثر من 47 نبوءة تتحدث عن صلب المسيح على
الصليب والتي قد تحققت حرفيا في نفس اليوم
الذي صلب فيه المسيح ومن أهم هذه النبوءات هي
نبوءة اشعياء النبي المذكورة في سفره الاصحاح
الثالث والخمسين . وفيما
يلي بعض من النبوءات التي تحققت في ذلك اليوم
عينه .
إتمام
هذه النبوءة |
|
النبوءة |
متى
26: 15 |
زكريا
11: 12 |
تسليم
المسيح لليهود بثلاثين من الفضة
|
يوحنا
19: 28 |
مزمور
22: 15 |
عطشه
على الصليب |
متى
16: 31-56 |
زكريا
13: 7 |
تركه
التلاميذ وهربوا |
لوقا
23: 22 |
مزمور
22: 16 |
تقبوا
يديه ورجليه |
يوحنا
19: 23-24 |
مزمور
22: 18 |
القوا
القرعة على ثيابه |
مرقس
14: 48-50 |
مزمور
31: 11 |
معارفه
يقفون بعيدا عنه |
متى
27: 34 |
مزمور
59 21 |
اعطاؤه
الخل ليشرب |
يوحنا
19: 34-37 |
زكريا
12: 10 |
طعنه
في جنبه |
مرقس
15: 28 |
اشعياء
53: 12 |
شفاعته
من اجل صالبه |
عبرانين
9: 28 |
اشعياء
53: 12 |
حمل
خطايا كثيرين |
يوحنا
19: 33-36 |
مزمور34:
20 وخروج 12: 46 |
عظم
من عظامه لم يكسر |
يحتل
موت المسيح على الصليب المكانة الاولى في
حياته على الارض . لهذا
السبب نرى بان كاتبي الاناجيل الاربعة قد
أعطوا اهتماما كبيرا لهذه القضية .
فالمسيح قبل صلبه تحدث مع تلاميذه في عدة
مناسبات عن موته النيابي على الصليب وقيامته
من بين الاموات . فمرة
سأله اليهود أن يريهم آية فقال لهم "أنقضوا
هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه .
فقال اليهود في ست واربعين سنة بني هذا
الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه .
وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده .
فلما قام من الاموات تذكر تلاميذه انه قال
هذا فآمنوا بالكتاب والكلام الذي قاله يسوع .
"(يوحنا 2: 18: 22).
ومرة
أخرى قال الرب يسوع لتلاميذه "ها نحن
صاعدون إلى أورشليم وابن الانسان يسلم إلي
روساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت
ويسلمونه إلى الامم لكي يهزأوا به ويجلدوه
ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم " (متى 20: 18-19)
ولأكثر
تفصيل تستطيع قراءة الايات التالية :
متى
17: 22، مرقس 8: 31 ، 9: 31، 10: 32-34، لوقا 9: 22،
18: 31-33، يوحنا 3: 14-17، 10: 11، 12:
32-33
.
5.
شهادة الاناجيل
من
الواضح بأن النصف الاخير من انجيل يوحنا
يتكلم عن صلب المسيح , والنصف
الاول يتكلم عن الثلاثة سنين والنصف من حياته
على الارض . فهذا
يعني ان صلب المسيح هو السبب الاساسي
والرئيسي الذي جاء المسيح من اجله .
وهكذا ايضا الثلث الاخير من كل من انجيل
متى ومرقس ولوقا .
كانت
رسالة يوحنا عندما رأى المسيح ماشيا اشار
باصبعه اليه قائلا " هوذا حمل الله الذي
يرفع خطية العالم."
فقبل
يوحنا المعمدان كان اليهود يذبحون الكثير من
الحملان للتكفير عن الخطايا أما الان فحمل
الله فيه الكفاية للتكفير عن الخطايا .
قبلا
كانت الحملان تقدم من قبل الناس ولكن الان
يوجد حمل واحد أرسل من قبل الله " هوذا حمل
الله " .
لقد
كان قبلا عددا كبيرا من الحملان يضحى بها
للتكفير او لستر الخطايا والاثام اما الان
فحمل الله يرفع جميع الخطايا.
قبل
ذلك التاريخ كان الكثير من الحملان تذبح لأجل
شعب اسرائيل فقط . أما
الآن فيوجد حمل الله الوحيد للتكفير عن
العالم كله "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية
العالم" (يوحنا 29: 1)
في
سفر التكوين الاصحاح الرابع نقرأ عن هابيل
الذي قدم عن ابكار غنمه ومن سمانها ... قربانا
للرب" فهنا نجد خروف واحد لشخص واحد وفي سفر
الخروج الاصحاح الثاني عشر نقرأ عن حمل واحد
للعائلة كلها وفي سفر اللاويين نقرأ عن حمل
واحد لكل الشعب اليهودي .
ولكن الآن المسيح "حمل الله" للعالم
بأسره .
في
سفر التثنية 18: 15 تكلم موسى عن المسيح وهذه
النبؤة قد تمت في (أعمال الرسل 23: 3) .
في
عام 225 ب . م أجتمع من كافة أنحاء العالم عدد من
الاساقفة المسيحين في مدينة نيقية .
ووضعوا بصورة مختصرة قانون الايمان
المسيحي . كان الفرض
من هذا القانون يخص العقدة المسيحية وحماية
الكنيسة من الهرطقات التي ظهرت في الكنيسة في
ذلك الوقت . وقد اشار
قانون الايمان النيقاوي بصورة واضحة وصريحة
إلى صلب المسيح بالقول " وبرب واحد يسوع
المسيح ابن الله الوحيد المولود من الاب قبل
كل الدهور ... الذي به كان كل شيىء.
الذي من اجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصنا
نزل من السماء وتجسد بقوة الروح القدس من مريم
العذراء وتأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس
البنطي وتألم ومات وقبر وقام في اليوم الثالث
كما في الكتب وصعد إلى السماء ... وايضا سيأتي
بمجد عظيم ليدين الأحياء والاموات ..."
لقد
كان الصليب رمزا للكنيسة منذ نشوئها فكنت ترى
الصليب مرفوعا على مناراتها وموضوعا على
تيجان ملوكها ومنقوشا على مقابر تابعيها
ليذكرهم بمحبة الله العظيمة لخلاص البشرية
ومن العجيب ان ترى علامة الصليب محفورة
بكثره على جدران
دهاليز المقابر (الكاناكومب) الموجودة تحت
الارض في روما منذ القرن الاول الميلادي.
لا
يوجد شخص في الوجود سوى الرب يسوع المسيح الذي
يمكنه ان ينطق بتلك الكلمات السبع التى تفوه
بها وهو يعاني الالام الشديدة على الصليب ،
فمن يستطيع ان ينطق ويقول "يا ابتاه
اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون" الا
المسيح يسوع !
عندما
طلب يوسف الرامي جسد يسوع من بيلاطس البنطي
وأعطي له (مرقس 15: 42-46) كان يوسف الرامي يعرف ان
الجسد الذي انزله من على الصليب هو جسد المسيح
وليس غيره .
أن
النظرية التي تقول بأن يهوذا اخذ مكان المسيح
اذ وضع الله شبه المسيح على يهوذا فصلب يهوذا
عوضا عن المسيح لا يمكن ان تكون صحيحة للأسباب
التالية :
1.
لأننا بذلك ننسب لله صفة الخداع والتضليل .
وحاشا لله أن يخدع البشر .
2.
أن النبوءة التي تنبأ بها زكريا عن اعطاء
الثلاثين من الفضة لمن يسلم المسيح لا يمكن ان
تتحقق (زكريا 11: 12 ومتى 26: 15)
3.
أن النبوءة التي تتحدث عن أخذ الثلاثين من
الفضة التي طرحها يهوذا في الهيكل لشراء حقل
الفخاري لا يمكن ان تتم (زكريا 11: 13 ومتى 22: 7)
4.
من البديهي انه لو كان الشخص الذي صلب غير
المسيح فلا بد ان يقاوم ويعترض ويقول لعسكر
الرومان اني لست المسيح .
13.
شهادة اليهود
سأل
اليهود بيلاطس بأن يختم الحجر على القبر ليس
خوفا من ان يخرج المسيح من القبر ،
ولكن خوفا من أن يأتوا تلاميذه ويسرقوا
الجسد ومن ثم يقولوا انه قام من الاموات .
14.
شهادة عشاء الفصح
عندما
صنع الرب يسوع الفصح مع التلاميذ أخذ الكأس
وقال "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي .
أصنعوا هذا كلما شربتم لذكري فأنكم ككلما
أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون
بموت الرب إلى أن يجيء " (اكو 11: 25-26 ولقد كان
المسيحيون عبر التاريخ يجتمعون مع أختلاف
طوائفهم في أول كل أسبوع وفي كل أنحاء
المعمورة ليحتفلوا بعشاء الرب كذكرى لعمل
محبة الله العظيمة . بأن
يسوع المسيح قد سفك دمه للتكفير عن خطايا
العالم أجمع .
لقد
كان تعليم الرسل مبنيا على ايمانهم العظيم
بموت المسيح على الصليب وقيامته فلقد عاش
تلاميذه وماتوا كلهم كشهداء من اجل إيمانهم
الراسخ في عمل المسيح الكفاري على الصليب .
فبطرس في موعظته في يوم الخمسين قال
لليهود : "أيها الرجال الاسرائيليون اسمعوا
هذه الاقوال يسوع الناصري
رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات
وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما
أنتم تعلمون . هذا
اخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه
السابق وبأيدي اثمة صلبتموه وقتلتموه" (اعمال
2: 22-23) "وبولس الرسول يكتب في رسالته إلى
كنيسة رومية عن حقيقة تبريرهم بموت المسيح
الكفاري فيقول: "متبررين مجانا بنعمته
بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله
كفارة بالايمان بدمه لاظهار بره من أجل الصفح
عن الخطايا السالفة بأمال الله" (رومية 3: 34)
"لأن المسيح اذ كنا بعد ضعفاء مات في الوقت
المعين لاجل الفجار . فانه
بالجهد يموت احد لاجل بار ربما لاجل الصالح
يجسر احد ايضا ان يموت ولكن الله بين محبته
لنا لانه ونحن بعد خطاة قد مات المسيح لاجلنا"
(رومية 5: 6-8) "لانك ان اعترفت بفمك بالرب
يسوع وامنت بقلبك ان الله اقامه من الاموات
خلصت" (رومية 10: 1-10) لأن فصحنا ايضا المسيح
قد ذبح لاجلنا" (5: 7) "فان
كلمة الصليب عند الهالكين جهالة واما عندنا
نحن المخلصين فهي قوة الله" (1كو 1: 18) "لأني
لم اعزم ان اعرف شيئا بينكم الا يسوع المسيح
واياه مصلوبا (1كو 2:2) .
للمزيد
من المعلومات تستطيع قراءة الآيات التالية:
أعمال
2: 36، 3: 13-15، 4: 10، رومية 1: 4، 3: 24، 4: 24-25، 5 :8، 6:
3-4، 6: 10، 10: 9، 1كو 1: 18- 23، 2: 2، 5: 7، 6: 14، 11: 26،
15: 3- 20، 2كو 4 :10-14، 13: 4، غلا 2: 20، 4:4، 6 :14، أف
1:7، 2 :13، 5: 2، كو 1: 18-20، 2: 12-14، 3: 1، فل 2
:6-8، 3: 18، 1تس1: 10، 4: 14، 5: 10، 1تي2 :6،
2 تي 2 :11-18، عب2 :9-15 ، 5 :8، 9 :12-14،
10:10-14: 12 :2، 13: 12، 13 :20، 1بط 1 :3، 1: 11-19، 2: 21-24، 3:
18، 4 :1، 5 :1 ، 1يو 1 :7، 3 :16، 4 :10، رؤ 1: 5-7، 5:
9-11
عندما
يعتمد المؤمن يشهد بمعموديته عن موته ودفنه
وقيامته مع المسيح "ام تجهلون ان كل من
اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه
بالمعمودية لموت حتى كما اقيم المسيح من
الاموات بمجد الاب هكذا نسلك نحن ايضا في جدة
الحياة" (رومية 6: 3-6).
كانت
الضحايا في العهد القديم تذبح
كوسيلة للتكفير عن الخطايا.. "لان الدم
يكفر عن النفس" (لاويين 13: 11) وكلنا نعلم بأن
المسيحين والمسلمين واليهود يؤمنون بالفداء
أو الضحية . فالمسلمون
يحتفلون بعيد الاضحى واليهود يحتفلون بعيد
الفصح بتقديم ذبائح دموية للتكفير عن خطاياهم
والمسيحيون يؤمنون بموت المسيح "حمل الله"
الذي هو الذبح العظيم والضحية الكبرى
والنهائية للتكفير عن خطايا العالم فموت
المسيح وذبيحته الكفارية هي التي أعطت معنى
لكل الضحايا ولكل الاعياد السابقة وما تلك
الضحايا الا رمزا مثاليا للتضحية الحقيقية
التي قدمها المسيح على الصليب والا فالضحايا
تبقى بلا معنى على الاطلاق .
يعلن
لنا التاريخ بأن جميع التلاميذ ما عدا يوحنا
الرسول قد استشهدوا بسبب ايمانهم بموت المسيح
وقيامته . فهل من
المعقول ان بموت جميع التلاميذ شهداء من اجل
خرافة .
اننى
اصلى انك بعد قراءة هذه الشهادات الواضحة
والصريحة ان تأخذ قرارك الذي يتوقف عليه
مصيرك الابدى وأن تسأل نفسك هذا السؤال: هل من
الممكن ان تكون كل هذه الادلة والبراهين
خاطئة والقرآن وحده صحيحا .
صلاتي إلى الله لكي يهديك إلى اتخاذ القرار الصحيح . والرب معك