خمس خلافات جوهرية بين الفكر الإسلامى والعقيدةالمسيحية
مقدمة:
جاء اسم السيد المسيح فى القرآن فى
93 آيه ذكرت خلال 15 سورة من سوره البالغ عددها 114والى هذه الايات رجع التفكير
الاسلامى كلما تناول شخصية السيد المسيح وفى معظم الاحيان كان فقهاء الاسلام يلجأون
الىالايات المسيحية لتفسير هذه الايات ومن يتامل فى كتاباتهم يرى انهم تقبلوا من
تلك الايات كل ما هو موافقا لفكرهم الاسلامى ورفضوا اى محاولة للفهم اوللتوفيق بين
تلك النصوص والفكر المسيحي وفى حرصهم على الاعتقاد بصحة ما جاء بقرآنهم اتهموا
الكتاب المقدس بالتحريف كلما ناقض احد آياته نصوصهم القرآنيه
وقد اظهر الفكر الإسلامى فى بدايته
تعاطفا كبيرا مع المسيحية والمسحيين والسيد المسيح وأمه مريم وكانت كلها كلمات تفيض
بالنعومة حتى أنه فى وصفه لبشارة الملاك للسيدة العذراء وميلادها للسيد المسيح نجد
أن ماذكرة لايكون إلا من خلال فكر مسيحى أو تحت تأثر بالمسيحية وقد ذكرهذا فى سورة
مريم من العدد (16-34) والتى كانت لها تأثيرقوىعلى الملك النجاشى النصرانى ملك
الحبشة مما شجعت محمد وجعلته يدفع بالمسلمين للهروب من مكة إلى الحبشة بعد ما ناله
المسلمين من اذى على يد القرشيين وقد ذكر د.محمد حسين هيكل فى كتابه حياة محمد ص
135 ( وزاد ماينزل بالمسلمين من الاذى وبلغ منهم القتل والتعذيب والتمثيل هنالك
اشار عليهم محمد صلعم ان يتفرقوا فى الارض فلما سالوه اين نذهب ؟ نصح اليهم ان
يذهبوا الى بلاد الحبشة المسيحية قائلا فأن بها ملكا لا يظلم عنده احد وهى ارض صدق
حتى يجعل الله لكم فرجا مما انتم فيه فخرج فريق من المسلمين عند ذلك الى ارض الحبشة
مخافة الفتنة وفراراالى الله بدينهم ) كما اكد الكاتب فى نفس المرجع ص 22 عن المحبة
والاخاء التى كانت بين المسيحين والمسلمين فى ذلك الوقت قائلا (وإنك لتجد فى القرآن
من ذكر عيسى ومريم وإكرام الله لهما وتقديمه إياهما ما تشعر منه حق الشعور بهذا
الإخاء) ولكن بعد انتصار محمد وأتباعه فى موقعة بدر سنة624 والخندق سنة627 بدء
النبى والمسلمون يفرضون الهيبة على الجوار وبدء عهد الأستقلال المحمدى عن كل ما لا
يوافق فكره وبدء الإسلام التوحيدى الحنيفى وبدات تظهر الامة الوسط والقومية العربية
والدولة الاسلامية وبعد ان كانت الدعوة للدين الاسلامى اصبحت الدعوة للدولة
الاسلامية وبعد ان كان هناك تعاطفا مع المسيحية والمسحيين بدأ ظهور اختلافات كثيرة
بينهم وتكفيرا لهم