بدعة الأدفنتست السبتيين
وشهود يهوة
7- ما هي ألقاب ووظائف رئيس الملائكة ميخائيل ؟وما هي ألقاب ووظائف
الرب يسوع و هل الإثنان واحد ؟
أقنوم الابن
لقد تكلمنا سابقا عن «الله» وقلنا إن الله واحد, ذات واحدة جوهر واحد لكن
(ثلاثة أقانيم), وقلنا إن الأقانيم ليسوا أجزاء في الله وليس الله مركبا في ثلاثة
أقانيم, لكن الله واحد وكل أقنوم هو الله وليس جزءا من الله.
الآب هو الله والابن هو الله, والروح القدس
هو الله. جوهر واحد ولكن أقانيم ثلاثة, متحدون غير منفصلين ولكن متميزون عن بعضهم,
متحدون في اللاهوت وفي الصفات الإلهية ولكن متميزون في بعض أعمالهم.
يقول قائل إن هذا فوق العقل, هذا صحيح لأن
الله فوق العقل ولابد أن يكون هكذا لأننا نعتقد أن الله لا يكون على قدر العقل
أبدا وإلا لا يكون هو الله.
الصنم يعمله الإنسان على قدر عقله, على قدر
ما يتصور من صفات يصنعها في الصنم, أما الله فغير محدود, ولكن العقل محدود, ولذلك
فالله فوق العقل لكنه ليس ضد العقل.
) ولقد تكلمنا عن أقنوم الآب وأقنوم الروح
القدس. وأما الآن فلنتكلم عن أقنوم الابن:
يظن البعض أننا كمسيحيين عقيدتنا
في كلمة «الابن» أنه قد جاء بالتزاوج,
أو جاء عن طريق الإنجاب بواسطة الآب, أو لأنه أحدث منه
زمانا أو لأنه أقل منه مقاما , لذلك أطلقنا عليه «ابن
الله» ولذلك يتهموننا بأننا قد جدفنا على الله
وأشركنا به. وهم بكل أسف لم يعرفوا معني كلمة (ابن
الله).
فنحن:
لا نؤمن إطلاقا بما سبق, ولم يرد ذلك في كتاب الله
المقدس بعهديه.
بل إن ما جاء في الكتاب المقدس عنه ينص على أن الله روح لا
أثر للمادة فيه, لم يلد ولم يولد وأنه لا شريك له
أو نظير, ولم يتخذ لنفسه زوجة أو صاحبة, وأنه
لا يزيد ولا ينقص على الإطلاق.
كما يجب أن نلاحظ أن هناك دينونة رهيبة ستقع
على كل من يتكلمون بالكلمات الصعبة على الرب يسوع (يهوذا 14, 15) والذي سوف يدينهم
هو بنفسه. لأنه ديان الأحياء والأموات (أعمال 42:10) .
ثم دعنا نفكر في الأمر سويا , لو كان المسيح
ابن الله بالولادة أو بالإنجاب عن طريق الآب لكان الله في ثالوثه كالآتي (الآب والأم والابن) لأنه حيث الولادة فلابد من الأمومة.
ولكن الله في ثالوثه لم يكن هذا بل هو (الآب والابن والروح القدس) ولذلك لا يمكن أن تكون بنوة
الابن إلا البنوة الروحية وحدها.
ثم إنه لم يدع «ابن
الله» لأنه خلق بواسطة الله, كما يدعى الملائكة والبشر لأنهم خلقوا بواسطته
ولم يدع «ابن الله» لأنه أقرب الخلائق إلى الله
بل هو «ابن الله» من الأزل قبل كل الأزمنة وقبل
وجود أي مخلوق من المخلوقات (وأن الله أعلن ذاته بهذه الصورة) «الآب والابن والروح القدس».
فهو من هذه الناحية فريد في شخصه وفريد في
مركزه وفريد في مهمته ولذلك جاء عنه في الوحي أنه:
«ابن الله الوحيد»
(يوحنا18:1) , (يوحنا16:3) .
أي الذي ليس له نظير في بنوته لله
وشخص لا نظير له في بنوته لا يكون ملاكا أو إنسانا أو مخلوقا , لأن كل واحد من
هؤلاء ليس وحيدا بل له نظير.
ثم إن الاصطلاح «ابن
الله» ليس لقبا للمسيح بل هو اسمه بعينه (يوحنا18:3) بينما الاصطلاح «أبناء الله» مجرد لقب للملائكة والبشر يراد به الإشارة
إلى علاقة من العلاقات أو صفة من الصفات.
أما الاسم فيراد به التعبير عن الشخصية
نفسها. إن بنوة الملائكة لله ترجع إلى كونهم مخلوقين منه مباشرة فهم أبناء بالخلق. أما بنوة
المؤمنين فمن باب النعمة وليس من باب الاستحقاق, لكن
بنوة المسيح حق من حقوقه الذاتية. لذلك:
لا يجوز الخلط بين بنوة المسيح وبنوة
الخلائق بأي وجه من الوجوه. ثم ينبغي أن نلاحظ أن الكتاب المقدس لم يقل عن المسيح
«ولد الله» بل ابن الله.
والفروق بين الاصطلاحين كثيرة نذكر منها:
1 - قد يكون هناك والد مجرد من
كل معاني الأبوة وقد يكون هناك شخص فيه كل معاني الأبوة, دون أن يكون له أولاد
مولودون منه, فالتوالد إذا حالة جسدية أما الأبوة فحالة روحية.
2 - الاصطلاح «ولد الله» يظهر بداية للمولود.
وهذه البداية ابتدأت بالولادة, أما الاصطلاح «ابن الله» فله مدلولاته الروحية الخاصة التي
سنتكلم عنها فيما بعد.
3 - الاصطلاح «ولد
الله» يظهر عدم التساوي بين الوالد والمولود من حيث الأسبقية في الزمن
فدائما الوالد أكبر وأسبق من المولود, وهذا ما لا يتوافق مع الله في أقانيمه.
4 - الاصطلاح «ولد
الله» يظهر أن المولود له محدوديته بالزمان والمكان, وهذا ما لا يتوافق مع
المسيح الأزلي غير المحدود.
5 - الاصطلاح «ولد
الله» يستلزم وجود أم وتزاوج , وحاشا أن نقول عن الله هكذا, لأن
الله منزه عن هذه الأمور.
6 - الاصطلاح «ولد
الله» يعلن عن تسيد شخص على الآخر, فالوالد دائما له السلطان على المولود.
ولكن أقانيم الله غير ذلك تماما .
7 - الاصطلاح «ولد
الله» يعطى التساوي بين المسيح «ابن الله»
والخلائق الأخرى وهذا ما لم يكن على الإطلاق.
ويجب أن نلاحظ أيضا أن البشر يدعون أبناء
الله بالخلق للدلالة علي:
أ - أنه مصدر وجودنا, كما هو وارد في (تثنية
6:32) «أليس هو أباك ومقتنيك هو عملك وأنشأك» وفي
(ملاخي 10:2) «أليس أب واحد لكلنا. أليس إله واحد خلقنا».
وفي (1كورنثوس6:8) «لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع
الأشياء ونحن له».
ب - أنه صاحب العناية بكل البشر كخلائقه
ولكن بصفة خاصة بالمؤمنين كما هو وارد في (مزمور 13:103) «كما يترأف الآب على البنين يترأف الرب على خائفيه». «أبو اليتامى وقاضى الأرامل الله في مسكن قدسه» (مزمور
5:68) وفي (متى 26:6) «انظروا إلى طيور السماء إنها لا
تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها» وفي (متى 29:10, 30) «أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منها لا يسقط على الأرض بدون
أبيكم وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة».
ج -ما علينا من واجب الخوف والطاعة كما هو
وارد في (ملاخي 6:1) «الابن يكرم أباه والعبد يكرم سيده.
فإن كنت أبا فأين كرامتي وإن كنت سيدا فأين هيبتي قال لكم رب الجنود».
إن المؤمنين هم أبناء الله بالولادة الثانية
والتبني كقول الوحي في (غلاطية 26:3) «لأنكم جميعا أبناء
الله بالإيمان بالمسيح يسوع». وفي (1يوحنا12:1, 13) «وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي
المؤمنون باسمه الذين و لدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من
الله». وفي (أفسس5:1) «إذ سبق فعيننا للتبني
بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته»وعلى المؤمنين التجاوب مع هذه النعمة
بالسلوك بالتدقيق, كقوله في (1بطرس 17:1) «إن كنتم تدعون
أبا الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد فسيروا زمان غربتكم بخوف» وفي
(متى 16:5) «فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا
أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات».
ويجب أن نميز بين بنوة البشر لله على أساس
الخلق, وبين بنوة المؤمنين لله على أساس الفداء, وبين بنوة المسيح الأزلية للآب
فهو ابن الله الوحيد. ومدلول بنوته للآب مختلف تماما فبينما يدعى البشر أبناء الله
لأنهم من صنع يديه وخليقته العاقلة نجد المسيح يدعى ابن الله باعتباره الله المعلن
في الجسد وخالق كل الأشياء, وبينما نجد المؤمنين يدعون أبناء الله على أساس
الفداء, نجد أن المسيح هو الذي صنع الفداء وهو الذي أعطانا سلطانا أن نصير أولاد
الله (يوحنا12:1) .
وهذا التمييز واضح في كل الكتاب المقدس
وإليك الأمثلة الآتية:
1 - في (متى 27:11) وفي (لوقا 22:10) «كل شيء قد د فع إلى من
أبي. وليس أحد يعرف الابن إلا الآب. ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن
أن يعلن له». وفي (يوحنا 35:3) «الآب يحب الابن
وقد دفع كل شيء في يده».
وفي (يوحنا15:10) يقول «كما أن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب». وهذه الأقوال لا
يمكن أن تنطبق على أحد إلا على ابن الله الوحيد.
2 - وأيضا في (متى 17:3) في حادثة العماد «وصوت من السماء قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».
وفي (مرقس6:12, 8) ترد هذه العبارة عن الله
«فإذ كان له أيضا ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضا إليهم
أخيرا قائلا : إنهم سيهابون ابني فأخذوه وقتلوه وأخرجوه خارج الكرم».
وفي (يوحنا16:3) «لأنه
هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له
الحياة الأبدية».
في العبارات السابقة نلاحظ أنه الابن الحبيب الوحيد, وهذا ما لا يمكن
أن يقال على آخر سواه.
3 - يظن البعض أن الاصطلاح «ابن الله» قد جاء عنه في الإنجيل فقط, لكن بالرجوع إلى التوراة نرى إشارات
واضحة عن هذا الأقنوم فقد جاء عنه في (مزمور 7:2) «أنت ابني» وفي سفر الأمثال (4:30) «من ثبت
جميع أطراف الأرض. ما اسمه وما اسم ابنه إن عرفت?» ومن الملاحظ في كلمة
الله أن للمسيح بنوتين:
البنوة الأولى
:
بنوة أزلية في اللاهوت قبل التجسد في هذا
العالم والتي يعبر عنها في (مزمور 7:2) بالقول «أنت ابني»,
قبل أن يقول «أنا اليوم ولدتك». لأنه لو كانت
هناك بنوة واحدة بالولادة في الزمان لكان قد قيل «أنا
اليوم ولدتك فأنت ابني» ولكن القول «أنت ابني»
أولا يدل على أن المسيح ابن الله أزليا . كما أننا نلاحظ أن العبارات التي استخدمت
في العهد الجديد تدل على ذلك, مثل أرسل, وظهر, وجاء, وخرج, كلها عبارات تدل على
الوجود الأزلي قبل التجسد. وإليك بعض الأمثلة وإن كنا نتكلم بعد ذلك بالتفصيل عن
أزليته:
في (غلاطية 4:4) «ولكن
لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة».
في (رومية 3:8) «أرسل
الله ابنه في شبه جسد الخطية» (أي في جسد مشابه لجسدنا تماما . ولكن خال من
الخطية)».
وفي (1تيموثاوس16:3) «وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد».
ولذلك لما تكلم إشعياء عن ولادته ثم ذكر
اسمه قال:
«ويدعى عجيبا
مشيرا . إلها قديرا (الله القدير) أبا أبديا
(أبا الأبدية)» (إشعياء 6:9) .
ب - البنوة الثانية في الزمان
عندما و لد في الجسد:
هذه البنوة المشار إليها في (مزمور 2)
بالقول «أنا اليوم ولدتك».
ويقول عنها في (إشعياء 6:9) «يولد لنا ولد».
وفي بداية بشارة متى ولوقا قصة ميلاده
بالتفصيل. وهذه البنوة تختلف عن بنوة كل البشر والملائكة لله كمخلوقاته العاقلة
وتختلف أيضا عن بنوة المؤمنين الروحية لله كمن أخذوا طبيعته الأدبية (يوحنا29:3) .
أنا والآب واحد
في حديث الرب الوداعي مع تلاميذه في ليلة
آلامه كشف لهم النقاب عن ذاته مباشرة إذ قال لهم «أنتم
تؤمنون بالله فآمنوا بي» (يوحنا21:14)أي آمنوا بي أنني الله وسرعان ما كشف
لهم عن اتحاده كأقنوم بالآب, لأنه كما رأينا سابقا , أن الله واحد في جوهره لكن
جامع في أقانيمه, وأن الآب هو الله والابن هو الله والروح القدس هو الله. لذلك.
قال لتوما ردا على سؤاله عندما قال للرب «لسنا نعلم أين تذهب. فكيف نقدر أن نعرف الطريق قال له يسوع:
أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا5:14,
6).
ثم يعلن بعد هذا الكلام مباشرة للتلاميذ عن
الوحدة والاتحاد بينه وبين الآب, لئلا يتسرب لأذهان التلاميذ أن الآب شخص منفصل
بذاته عنه, فيقول «لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضا
. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه» (يوحنا7:14) . وبالرغم من هذا الإعلان فقد
كشف التلاميذ عن عدم معرفتهم وقصر إدراكهم في سؤال فيلبس للرب وطلبه إذ قال على
الفور للرب «يا سيد أرنا الآب وكفانا»
(يوحنا8:14) عندئذ رفع الرب الستار تماما لي عرف التلاميذ الوحدانية العجيبة
والاتحاد العظيم للأقانيم فقال له «أنا معكم زمانا هذه
مدته ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأي الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب. ألست
تؤمن أني أنا في الآب والآب في . الكلام الذي أكلمكم به, لست أتكلم به من نفسي لكن
الآب الحال في هو يعمل الأعمال. صدقوني أني في الآب والآب في . وإلا فصدقوني لسبب
الأعمال نفسها» (يوحنا9:14 - 11). وفي إنجيل يوحنا 29:10, 30 يقول الرب «أبي هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي»
لكن لئلا يتسرب للأذهان أن الآب أعظم من الكل حتى من الابن, قال بعد هذا الكلام
مباشرة «أنا والآب واحد» والضمير «أنا يأتي أولا قبل «الآب»أي
إن الابن والآب واحد في العظمة الإلهية واللاهوت .
مع ملاحظة :
أنه لا يليق إطلاقا بأي مخلوق مهما كان أن
يساوى نفسه بالآب لكن هنا أقنوم الابن لم ير مانعا أن يساوى نفسه بالآب, ولذلك
اعتبره اليهود هنا مجدفا فتناولوا حجارة ليرجموه (يوحنا31:10) .
لذلك قال لهم يسوع «أعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي بسبب أي عمل منها ترجمونني أجابه
اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف, فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك
إلها أجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت إنكم آلهة. إن قال آلهة لأولئك
الذين صارت إليهم كلمة الله ولا يمكن أن ينقض المكتوب فالذي قد سه الآب وأرسله إلى
العالم أتقولون له إنك تجدف لأني قلت إني ابن الله? إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا
تؤمنوا بي, ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا
أن الآب في وأنا فيه» (يوحنا32:10 - 38).أي إن الطبيعة الإلهية واحدة في
الاثنين وأن الاثنين واحد في اللاهوت رغم التميز في الأقنومية.
لذلك قيل «فطلبوا
أيضا أن يمسكوه» (يوحنا39:10) .
سؤال (1) :
يقول
غير المؤمنين بلاهوت المسيح إن العدد 34.. الذي نصه: «أجابهم
يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت إنكم آلهة» يرينا أن المسيح شخص إلهي
بنفس المركز الذي يقال فيه عن البشر إنهم آلهة وذلك بناء على ما قاله بنفسه.
لكن بالتأمل في السبب في هذا القول ينتهي
الادعاء. فهو قد قال في (يوحنا30:10) «أنا والآب واحد»
وهنا تظهر وحدانية الآب والابن, الأمر الذي فهمه اليهود وتناولوا بسببه حجارة
ليرجموه وقالوا له وأنت إنسان تجعل نفسك إلها لذلك دفع المسيح تهمة التجديف
بالكلام السابق في (ع 34, 35) وهذه الكلمات مأخوذة من (مزمور 6:82) حيث نرى الله
متحدثا بها إلى القضاة باعتبار أنهم يحكمون بين الناس بحسب ناموس الله. ولكن مع
مركزهم العظيم هذا فالله يقول لهم «مثل الناس تموتون»
(مزمور 27:82) وأيضا قال الرب لموسى بالنسبة لهرون: «هو
يكون لك فما وأنت تكون له إلها» (خر 13:4 - 16) هنا إلها «عن موسى» باعتبار أنه مصدر كلمة الله إلى هرون, فموسى
يستقبل من الله الكلام. وكان بالنسبة لهرون «إلها»
يعطيه الكلام الذي ينطق به الله.
لذلك قال المسيح لليهود ما
معناه :
إذا كان كتابكم قد قال عن قضاتكم وهم بشر
يموتون ويسقطون أنهم آلهة, ولكون هذا الكلام «كلام الله» الثابت, فلم تتهموا آساف
كاتب هذه الكلمات بالتجديف. أليس بالأولى أن تقبلوا من قدسه الآب وأرسله إلى
العالم? أو بعبارة أخرى:
إن كان هكذا بالنسبة لقضاتكم, فلماذا تقولون
لي أنا المسيح الذي كرسني الآب وأرسلني لعمل الفداء إنني أجدف لأني قلت إني ابن
الله?
وإذ جاز أن يقال عن قضاتكم وهم خطاة إذ يقول
لهم: «حتى متى تقضون جورا وترفعون وجوه الأشرار»
(مزمور 2:82) «إنهم آلهة».
فالابن الوحيد المعصوم من الخطأ الذي مسحه
الآب من الأزل أتقولون له إنك تجدف لأني قلت «أنا ابن
الله».
لذلك يقول لهم المسيح «إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي ولكن إن كنت أعمل فإن
لم تؤمنوا بي فآمنوا لسبب الأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه»
(يوحنا37:10, 38).
وهنا يظهر الفرق بين تسمية القضاة وموسى«بأنهم آلهة, وبين شخصه المبارك الذي هو الله الحقيقي».
فهؤلاء (القضاة وموسى) هم آلهة بالاسم فقط بمعني رؤساء.
أما هو, تبارك اسمه إلى أبد الآبدين فهو
الله الحقيقي فهو ليس نظيرهم بل هو الرب إلههم كما قيل عنه «اسجدوا له يا جميع الآلهة» (مزمور 7:97) . الذي في أيام
جسده وهو صبي صغير قيل عن المجوس عندما أتوا إليه إنهم: «خروا
وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا, ذهبا ولبانا ومراً» (متى 11:2)
هذا الذي قيل عنه وهو في مياه الأردن ليعتمد «وإذا
السموات قد انفتحت له» (متى 16:3) وقيل عنه أيضا «لأن
الرب ملك كبير على كل الآلهة» (مزمور 3:95) كما أن كل الآلهة هم مقامون منه
كقوله «بي تملك الملوك ويقضى العظماء عدلا . بي تترأس
الرؤساء والشرفاء. كل قضاة الأرض» (أم 15:8, 16) وكلهم يخطئون. أما هو فهو
المعصوم من كل خطأ.
أبعد هذا نساويه بهؤلاء الذين قيل عنهم إنهم
«آلهة» أم نجله ونكرمه ونعبده لأنه ذات الله الذي
يستحق أن يعبد.
ولكننا أيضا نلاحظ أن المضادين للاهوت
المسيح والمتهكمين عليه بالكلمات الصعبة, الذين دينونتهم
لا تتواني وهلاكهم لا ينعس (2 بطرس3:2) لا يكف ون عن الكلام بل بسوء فهم
لبعض الكلمات الحلوة التي نطق بها الرب يسوع يضللون الكثيرين فإن اقتنعوا بالسابق
لن يكفوا عن التضليل بل يقولون:
سؤال (2) :
إن
كان الرب يسوع الله الابن قال «أنا والآب واحد»
(يوحنا30:10) فلماذا قال «لأن أبي أعظم مني» في
(يوحنا28:14) ? وكيف تنادون بمساواة الابن بالآب وها هو الابن يقول بلسانه لأن أبي
أعظم مني?
ونحن إذ نسمع هذا التساؤل لا يمكننا السكوت,
لكننا نجيب على كل سائل ونحن نرجو الرجوع معا إلى قرينة الكلام, لأننا لا يمكننا
أن نفهم آية من الكتاب المقدس فهما سليما بعيدا عن قرينتها. والآن ماذا قال المسيح
في حديثه قبل أن يذكر هذه الكلمات السابقة?
لقد قال «لو كنتم
تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضى إلى الآب» وعندما يقول المسيح «أمضي إلى الآب» هذا معناه.
أنه لا يشير إلى لاهوته الذي يملأ السماء والأرض, والذي لم يترك حضن الآب قط
(يوحنا18:1) , بل يشير إلى «ناسوته» كالإنسان. ومن هذه الناحية فإن الآب أعظم من الابن في مركزه الذي أخذه
كالإنسان بعد تجسده واتخاذه صورة ومركز العبد بالنسبة لأبيه (فيليبي 6:2 -
8) . مع الملاحظة أنه في تجسده قد صار ليس أقل من الآب فقط «ولكن الذي و ضع قليلا عن الملائكة يسوع نراه مكللا بالمجد
والكرامة» (عبرانيين 9:2) ويجب أن نلاحظ أن هذا لا يمس لاهوته إطلاقا ولا
يمس مساواته بالآب لأنه في ذات الأصحاح يقول «الذي رآني
فقد رأي الآب» (يوحنا9:14) ويؤكد وحدانيته مع الآب في قوله «إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع
منزلا» (يوحنا23:14) وفي سفر الرؤيا (13:5) نرى أن كل «خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل
ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان
إلى أبد الآبدين» وهكذا نعود إلى (يوحنا30:10) لنسمع القول منه «أنا والآب واحد» مقدما نفسه عن الآب دون أن يكون في هذا
اختلاسا . فهما واحد في الجوهر منذ الأزل وإلى الأبد ثم إن مجيئه إلى العالم هو
ظهور في العالم بهيئة واضحة دون أن يترك السماء لأن اللاهوت لا يتحيز بمكان بل
موجود في كل مكان. ثم إنه لم يأت إلى العالم بإرادة الآب بالاستقلال عن إرادته بل
جاء بمحض إرادته هو أيضا .
لذلك قال في (يوحنا27:16) «من عند الآب خرجت».
وأيضا في (فيليبي 6:2, 7) «أخلى نفسه آخذا صورة عبد... وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت
الصليب» وهنا نرى إرادته ظاهرة, وأيضا قد جاء بمحض إرادة الآب والروح القدس
معا . لذلك قال له كل المجد على لسان إشعياء:
«والآن السيد الرب
أرسلني وروحه» (إشعياء 16:48) .