عائشة مفترية أم مفترى عليها

  

حديث عائشة في قصة الإفك ليس حديث آحاد بل رواه العديد من الصحابة عن عائشة منهم :
عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن بينها وابن أبي مليكة وأبو سلمة ومجاهد والزبير بن العوام .

ورغم ورود الحديث في الصحاح والسنن والمساند وكل كتب الحديث إلا أن المشككين أبوا إلا أن يطعنوا في قصة الإفك ، ولتأكيد نزول الإفك في أم المؤمنين عائشة وليس في غيرها فقد أوردت هنا أدلة من مختلف كتب الحديث وحرصت على ألا تكون عائشة هي راوية الأحاديث التي أنقلها حتى يقر المشككون بالا ويتأكدون بما لا يدع مجالا للشك أن آيات الإفك في سورة النور قد نزلت في أم المؤمنين عائشة يقينا .
وهذه الروايات التي أنقلها هي على سبيل المثال لا على سبيل الحصر .

صحيح ابن حبان ج 16 ص 41 :-

أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الهيثم بن جناد فلهذا حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن بن أبي مليكه قال ثم جاء عائشة عبد الله بن عباس يستأذن عليها قالت لا حاجة لي به قال عبد الرحمن بن أبي بكر إن بن عباس من صالحي ب*** جاءك يعودك قالت فأذن له فدخل عليها فقال يا أماه أبشرى فوالله ما بينك وبين أن تلقى محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا أن تفارق روحك جسدك كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن يحب رسول الله الا طيبة قالت وأيضا قال هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة فكان من أمر مسطح ما كان فأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات فليس مسجد يذكر فيه الله إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار فقالت يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أنى كنت نسيا منسيا .
( وكذلك رواه أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير ) .

المستدرك على الصحيحين ج4 ص 41 :-

حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا الحسن بن حماد سجادة حدثني يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ثم أهديت مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها بن عم لها قالت فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا قالت فعزلها ثم بن عمها قالت فقال أهل الإفك والزور من حاجته إلى الولد أدعى ولد غيره وكانت أمه قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها فحسن عليه لحمه قالت عائشة رضي الله عنها فدخل به على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال كيف ترين فقلت من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه قال ولا الشبه قالت فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت ما أرى شبها قالت وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول الناس فقال لعلي خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق بن عم مارية حيث وجدته قالت فانطلق فإذا هو على نخلة يخترف رطبا قال فلما نظر إلى علي ومعه السيف استقبلته رعدة قال فسقطت الخرقة فإذا هو لم أصحهما الله عز وجل له ما للرجال شيء ممسوح .

مجمع الزوائد للهيثمي (ج: 7 ص: 77) :-

[ وعن هشام بن عروة قال الذي تولى كبره عبدالله بن أبي بن سلول ومسطح بن اثاثة وحسان وحمنة بنت جحش وكان كبر ذلك من قبل عبدالله بن أبي بن سلول رواه الطبراني عنه وعن مجاهد وإسنادهما جيد .
وعن سعيد بن جبير لولا إذ سمعتموه قذف عائشة وصفوان هلا كذبتم به هلا ظن المؤمنون والمؤمنات لأن منهم زينب بنت جحش بأنفسهم خيرا ألا ظن بعضهم ببعض خيرا بأنهم لم يروا هذا وقالوا هذا إفك ألا قالوا هذا القذف كذب بين .

وعن قتادة في قوله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم قال هذا في شأن عائشة رضي الله عنها وفيما قيل كاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهلكوا فيه وإسناده جيد .
وبسنده عن سعيد بن جبير يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا يعني القذف . وبسنده عنه إن الذين يعني بين قذف عائشة يحبون أن تشيع الفاحشة يعني أن تفشو ويظهر الزنا في الذين آمنوا يعني صفوان وعائشة لهم عذاب أليم يعني وجيع في الدنيا والآخرة فكان عذاب عبدالله بن أبي في الدنيا الجلد وفي الآخرة عذاب النار والله يعلم وأنتم لا تعلمون وروي نحو هذا عن قتادة بإسناد جيد وروي بعضه عن مجاهد بإسنادين رجال أحدهما ثقات .

وعن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم في قوله الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات قال نزلت في عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية فبرأها الله من ذلك وكان عبدالله بن أبي هو خبيث فكان هو أولى بأن تكون له الخبيثة ويكون لها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبا وكان أولى أن تكون له الطيبة وكانت عائشة الطيبة وكانت أولى أن يكون لها الطيب رواه الطبراني ورجاله ثقات إلى عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ] .

مجمع الزوائد (ج: 9 ص: 230) :-

[ وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اراد سفرا أقرع بين نسائه فأصاب في غزوة بني المصطلق فلما كان في جوف الليل انطلقت عائشة لحاجة فانحلت قلادتها فذهبت في طلبها وكان مسطح يتيما لأبي بكر وفي عياله فلما رجعت عائشة لم تر العسكر قال وكان صفوان بن المعطل السلمي يتخلف عن الناس فنصب القدح والجراب والإداوة أحسبه قال فيحمله قال فنظر فإذا عائشة فغطى أحسبه قال وجهه عنها ثم أدنى بعيره منها قال فانتهى إلى العسكر فقالوا قولا وقالوا فيه قال ثم ذكر الحديث حتى انتهى قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء فيقوم على الباب فيقول كيف تيكم حتى جاء يوما فقال أبشري يا عائشة فقد أنزل الله عذرك فقالت بحمد الله لا بحمدك قال وأنزل الله في ذلك عشر آيات إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم قال فحد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسطحا وحمنة وحسان رواه البزار وفيه محمد بن عمرو وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات ] .

المعجم الكبير للطبراني ( ج: 23 ص: 123 - 163 ) :-

[ حدثنا سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل عن الحسن العربي عن بن عباس ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهم فسافر بعائشة بنت أبي بكر وكان لها هودج وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه فعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة فتباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه ولا يعلمون إلا أنها فيه فساروا وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن المعطل وكان لا يقرب النساء فتقرب منها وكان معه بعير له فلما رآها حملها وقد كان يراها قبل الحجاب وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبي صلى الله عليه وسلم ومعه عائشة وأكثروا القول فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليه حتى اعتزلها واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره فقال يا رسول الله دعها لعل الله أن يحدث لك فيها فقال علي بن أبي طالب النساء كثير فحمل النبي صلى الله عليه وسلم عليها وخرجت عائشة ليلة تمشي في نساء فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح فقالت عائشة بئس ما قلت تقولين هذا لرجل من أصحاب رسول الله فقالت انك ما تدرين ما يقولون وأخبرتها الخبر فسقطت عائشة مغشيا عليها ثم نزل القرآن بعذرها في سورة النور إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم حتى بلغ والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ونزل ولا يأتل أولوا الفضل منكم إلى قوله والله غفور رحيم وكان أبو بكر يعطي مسطحا ويبره ويصله وكان ممن أكثر على عائشة فحلف أبو بكر أن لا يعطيه شيئا فنزلت هذه الآية ألا تحبون أن يغفر الله لكم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ويبشرها فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله فقالت لا بحمدك ولا بحمد صاحبك .

حدثنا محمد بن إدريس بن عاصم الجمال ثنا إبراهيم بن صالح بن حرب ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي ثنا أبو معشر المديني عن محمد بن قيس عن أبي اليسر الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة ثم يا عائشة قد أنزل الله عذرك فقالت بحمد الله ولا بحمدك فخرج رسول الله من ثم عائشة فبعث إلى عبد الله بن أبي فضربه حدين وبعث إلى مسطح وحمنة فضربهم .

حدثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي ثنا سعدان بن زكريا الدورقي قال ثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي عن بن أبي ذئب عن نافع عن بن عمر قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه أثلاثا فمن أخرج بهن معه فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى فلما غزا بني المصطلق أقرع بينهن عائشة وأم سلمة فأخرج بهما معه فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها وكانت عائشة تريد قضاء حاجة فلما أنزلوا إبلهم قالت عائشة فقلت في نفسي إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي قالت فنزلت من الهودج فأخذت ماء في السطل ولم يعلموا بنزولي فأتيت خربة وانقطعت قلادتي فاحتبست في رجعها ونظامها وبعث القوم إبلهم ومضوا وظنوا أني في الهودج لم أنزل ... (وبقية القصة متشابهة مع رواية عائشة لحديث الإفك ) .

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان ثم أن صفوان بن المعطل نذر أن يضرب حسان بن ثابت بالسيف حصول . ( وصفوان بن المعطل هو الذي رموه بالإفك مع أم المؤمنين عائشة وحسان بن ثابت هو أحد الذين جاءوا بالإفك) .

حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الغني بن سعيد الثقفي قال ثنا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس وعن مقاتل بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن بن عباس ثم إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم يريد أن الذين جاؤوا بالإفك يعني بالكذب على عائشة أم المؤمنين أربعة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم يريد خيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبراءة لسيدة نساء المؤمنين وخيرا لأبي بكر وأم عائشة ولصفوان بن المعطل لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره يريد إشاعته منهم يريد عبد الله بن أبي بن سلول له عذاب عظيم يريد في الدنيا جلده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانين وفي الآخرة مصيره الى النار ... (إلى آخر تفسير آيات الإفك من سورة النور) .

حدثنا بكر بن سهل ثنا عبد الغني بن سعيد الثقفي ثنا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس وعن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن بن عباس ثم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم يريد خيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبراءة لسيدة نساء المؤمنين وخيرا لأبي بكر وأم عائشة وصفوان بن المعطل لا تحسبوا الذي قيل لكم من الكذب شرا لكم بل هو خير لكم لأنكم تؤجرون على ذلك .

حدثنا عمرو بن بن السرح المصري ثنا يحيى بن بكير ثنا بن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير ثم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم قال من خاض في أمر عائشة على قدر ما خاض فيه من أمرها .

حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن سليمان الأعمش قال سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق قال ثم دخلت على عائشة وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات له حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل فقالت له عائشة لست كذلك قال مسروق فقلت لها أتأذنين له أن يدخل عليك وقد قال الله والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم فقالت ونصف عذاب أشد من العمى فقالت إنه ينافح أو يهاجم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حدثنا عمرو بن بن السرح ثنا يحيى ثنا بن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير ثم لولا إذ سمعتموه يعني قذف عائشة وصفوان هلا كذبتم به ألا ظن المؤمنون والمؤمنات لأن منهم زينب بنت جحش بأنفسهم خيرا ألا ظن بعضهم ببعض خيرا بأنهم لم يروا هذا وقالوا هذا إفك ألا قالوا هذا القذف كذب بين .

حدثنا بكر ثنا عبد الغني ثنا موسى عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس وعن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن بن عباس ثم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم يقول يعلم الله خلافه وتحسبونه هينا وهو ثم الله عظيم يقول إن ترموا سيدة نساء العالمين المؤمنين وزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنسبونها بما لم يكن فيها ولم يقع في قلبها قط وأنا خلقتها طيبة وعصمتها من كل قبيح .

حدثنا يحيى بن أيوب العلاف وعمرو بن بن السرح قالا حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن عمر الجمحي قال سمعت بن أبي مليكة يقول ثم كانت عائشة تقرأ هذه الآية إذ تلقونه بألسنتكم وتقول إنما هو ولق الكذب ويقول بن أبي مليكة هي أعلم به إنما أنزل فيها .

حدثنا بكر بن سهل ثنا عبد الغني بن سعيد الثقفي ثنا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس وعن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن بن عباس ثم ويبين الله لكم الآيات يريد الآيات التي أنزلها في عائشة والبراءة لها والله عليم حكيم عليم بما في قلوبكم من الندامة فيما خضتم فيه حكيم حيث حكم في القذف ثمانين جلدة .

حدثنا عبد الله بن ناجية ثنا محمد بن سعد العوقي ثنا أبو سعد بن محمد ثنا عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية العوقي عن بن عباس في ثم قوله ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة الآية قال كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد رموا عائشة بالقبيح وأفشوا به وتكلموا به وأقسم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم أبو بكر أن لا يتصدق على رجل تكلم بشيء من هذا ولا يصله فقال لا يقسم أولوا الفضل منكم والسعة أن يصلوا أرحامهم وأن يعطوهم من أموالهم ليث كانوا يفعلون قبل ذلك فأمر الله أن يغفر لهم وأن يعفو عنهم .

حدثنا داود بن محمد بن صالح ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ثم في قوله ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة إلى قوله والمساكين يقول لا يحلف أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى إلى قوله غفور رحيم نزلت هذه الآية في رجل من قريش يقال له مسطح كان بينه وبين أبي بكر قربة وكان يتيما في حجره وكان ممن أذاع على عائشة ما أذاع فلما أنزل الله براءتها وعذرها آلى أبو بكر أن لا يرزأه فقال أما تحب أن يغفر الله لك قال بلى قال فاعف وتجاوز قال أبو بكر لا جرم لا أمنعه معروفا كنت أوليه إياه قبل اليوم .

حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن خصيف قال ثم سألت سعيد بن جبير عن قوله إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة كل من قذف محصنة لعنه الله قال لا إنما أنزلت هذه الآية في شأن عائشة .

حدثنا الحسين بن إسحاق ثنا يحيى الحماني ثنا محمد بن فضيل عن خصيف قال ثم قلت لسعيد بن جبير أيما أشد الزنا أو قذف المحصنة قال الزنا قلت الله يقول إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات قال إنما أنزل هذا في عائشة خاصة .

حدثنا عمرو بن بن السرح ثنا يحيى بن بكير ثنا بن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير ثم إن الذين يرمون المحصنات يعني إن الذين يقذفون بالزنا يعني لفروجهن عفائف الغافلات يعني عن الفواحش يعني عائشة المؤمنات يعني الصادقات لعنوا يعني عذبوا وجلدوا ثمانين في الدنيا والآخرة يعني عبد الله بن أبي بن سلول يعذب بالنار لأنه منافق له عذاب عظيم قال جلد النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وعبد الله بن أبي ومسطحا وحمنة بنت جحش كل واحد منهم ثمانين جلدة في قذف عائشة ثم تابوا من بعد عبد الله بن أبي من المنافقين مات على نفاقه .

حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن سلمة بن نبيط عن الضحاك بن مزاحم قال ثم نزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات الآية .

حدثنا داود بن محمد بن صالح المروزي ثنا العباس بن الوليد النرسي ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ثم في قوله إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم قال أنزلت في شأن عائشة رضي الله عنها .

حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال ثم كانت غزوة بني المصطلق في شعبان سنة ست وفي تلك الغزوة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة معه أقرع بين نسائه فخرج سهمها وفي تلك الغزوة قال فيها أهل الإفك ما قالوا فأنزل الله عز وجل براءتها .

حدثنا موسى بن زكريا التستري ثنا شباب العصفري قال ثم كانت سنة ست من الهجرة كانت غزوة بني المصطلق وفي هذه الغزاة قال أهل الإفك في عائشة ما قالوا ونزل فيها القرآن إن الذين جاؤوا بالإفك الآيات . ]

إن آيات الإفك التي أنزلها الله سبحانه وتعالى هي تشريف لأم المؤمنين عائشة وهو شرف كبير لها في أن ينزل الله سبحانه وتعالى آيات تؤكد عفتها وتقواها وتمدحها وأن الله سبحانه وتعالى يدافع عنها من كيد الكائدين والخائنين .

 

المستدرك على الصحيحين ج4 ص 41 :-

حدثني علي بن حمشاذ العدل ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا الحسن بن حماد سجادة حدثني يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبو معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت ثم أهديت مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها بن عم لها قالت فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا قالت فعزلها ثم بن عمها قالت فقال أهل الإفك والزور من حاجته إلى الولد أدعى ولد غيره وكانت أمه قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها فحسن عليه لحمه قالت عائشة رضي الله عنها فدخل به على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال كيف ترين فقلت من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه قال ولا الشبه قالت فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت ما أرى شبها قالت وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول الناس فقال لعلي خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق بن عم مارية حيث وجدته قالت فانطلق فإذا هو على نخلة يخترف رطبا قال فلما نظر إلى علي ومعه السيف استقبلته رعدة قال فسقطت الخرقة فإذا هو لم أصحهما الله عز وجل له ما للرجال شيء ممسوح .

مجمع الزوائد للهيثمي (ج: 7 ص: 77)

الصفحة الرئيسية