الفصل الأول

الحاجة إلى ظهور الله للبشر

بما أن آدم، بسقوطه في الخطيئة، فقد حياة الاستقامة التي كان قد خُلق عليها أولاً، وفقد تبعاً لذلك امتياز الاتصال الروحي بالله ومعرفة ذاته ومقاصده معرفة صحيحة (لأنه ليست هناك علاقة بين الخطيئة والبر، أو الظلمة والنور)، وبما أننا بوصفنا نسل آدم، قد ورثنا بحكم قانون الوراثة، طبيعته الخاطئة، وعَجزْنا مثله عن الاتصال بالله، ومعرفة ذاته ومقاصده بهذه المعرفة، وبما أن الله وإن كان لقداسته يكره الخطيئة، لكن لمحبته يعطف علينا ويهتم بنا (لأنه سبق وخلقنا على صورته كشبَهه) فقد قال قبل أن يخلق الانسان: نعمل الإنسان على صورتنا كشَبَهنا . (تكوين 1: 26). ويتفق معنا الإسلام على ذلك، فقد جاء في الأخبارخُلق آدم على صورة الرحم ن (العقائد النسفية ص249) كان من البديهي ألاّ يتركنا وشأننا بعد سقوطنا، بل أن يتولّى هدايتنا وإرشادنا إلى الحالة السامية التي كان قد خلقنا عليها أولاً. وبما أننا لا نستطيع أن نفيد من هدايته وإرشاده، طالما كان في معزل عنا، فقد كان من البديهي أيضاً أن يتفضَّل ويظهر لنا، بأي وجه من الوجوه التي تتفق مع جوده وصلاحه.

الصفحة الرئيسية